1300ـ 1355
الشيخ موسى بن الشيخ محسن بن الشيخ علي بن الشيخ حسين بن الشيخ محمّد العصامي النجفي المعاصر، ولد في النجف حدود سنة 1300هـ ونشأ فيه في بيت العلم والفضيلة والقداسة وأصبح يعد من أعلام أهل الفضل والتقى الصلاح أضف إلى ذلك إحاطته الكاملة بالتاريخ والسير والوعظ والإرشاد ومن الأدباء والشعراء. وفي الوقت من أعاظم الخطباء الموجهين والفقهاء البارعين، وكثيراً ما يرقى المنبر لتوجيه الناس إلى أحكام دينهم. والأخلاق الإسلامية الحميدة، وكان الشيخ صريحاً في أعماله وأقواله ينكر على بعض المترأسين ما يصدر منهم ومن أعمال حواشيهم، وناقماً على كثير من الأوضاع التي صدرت في النجف فبهذا ونحوه أصبح مبغوضاً عند طائفة من الناس، أقول: والحق أن الرجل لا يخدش في دينه وتقواه وصفائه إلاّ أنه شديد في إنكاره ورغباته، وقد حاربه الزمن والظروف القاسية بحرب ضروس حتى أبعده عن ولده ومسقط رأسه النجف وأصبح ينتقل من بلد إلى آخر إلى أن وافاه الأجل بعيداً عن وطنه وأقربائه، وكان من الأبدال المؤلفين والكتاب المصنفين، تتلمذ في النجف على مدرسين أعاظم، وكان جده الشيخ حسين بن الشيخ محمّد من العلماء الأعلام والفقهاء العظام في النجف وحدثونا أنه أدرك أوائل رئاسة الشيخ المرتضى الأنصاري بعد وفاة الشيخ صاحب الجواهر سنة 1266هـ وأن له عدة مؤلفات منها كتاب في الفقه اسمه تنقيح الكلام في شرح شرايع الإسلام، وكتاب الأربعين في الإمامة.
أساتذته:
حضر بحث الأستاذ الحاج ميرزا حسين الخليلي المتوفى سنة 1326، وتتلمذ على السيد حسين بن السيد مهدي القزويني الحلي المتوفى سنة 1325ن وسمعنا أنه في أيامه الأخيرة يحضر بحث الشيخ أحمد بن الشيخ علي بن الشيخ محمّد رضا آل كاشف الغطاء المتوفى سنة 1344هـ.
مؤلفاته:
ألف كتاب الدعوة الحسينية، وكتاب البيان والتبيان في الجامعة بين السنة والقرآن، وكتاباً في علم الكلام، ومنظومة في الإمامة، وروى أيضاً أن له كتابا في العقل واعتباره في أحكام المعاش والمعاد، وكتاب نتائج العالم، وكتاب البراءة والولاية العامة، والضالة المنشودة في الحياة.
وفاته:
توفي في كربلاء في التاسع والعشرين من شهر رمضان سنة 1355هـ وحمل جثمانه إلى النجف وأقبر فيه.
وتروى له عدة قصائد ومن نظمه في يوم الغدير قصيدة فائية منها:
لك في الوجود حقيقة لا تكـــــــشف تعب الأولى لك حددوا أو عـــرفوا
تاهت بمعناك الورى وتحـــــــــــيرت فيك العقول فلم تكن لك تعـــــرف
ولقد تجلت من علاك أشعـــــــــــــة في الخافقين بها البصائر تخــطف
فعمى بها قوم وأبصر معــــــــــشر وجه الحقيقة واستهام المـــــدنف
فغلتك طائفة وأخرى فيك قــــــــــد غالت وقد هلك الجميع وأسـرفوا
وأظل أهل الأرض فيك طوائـــــــــف حادوا عن النهج القويم وصــــدقوا
حسبتك أنت الله في ملكـــــــــــوته الأعلى وأنت الواحد المتصـــــــرف
وبذاتك اجتمعت جميع صـــــفاته الـ ـالحسنى وفيك يصح ما هو يوصف
ما أنت إلاّ عبده ووليـــــــــــــــــــــه لا سابقاً أزلاً ولا متســـــــــــــأنف
في العالم الأزلي نوراً كنــــــت والـ ـهادي بعرش جلاله يطـــــــــــوف
هذا نبي حين يبعث صادعـــــــــــــاً بالوحي عنه وأنت من يســــتخلف
ما في نبوته البدا كـــــــــــــــــلا ولا بك في الخلافة أو لغير تعـــــــرف
يا نفس أحمد في الهدى لك شاهــد يوم التباهل حين غص الموقف
* * *
ومن شعره قصيدة هائية نظمها في كربلاء في المرض الذي توفي فيه هكذا روى مطلعها:
كم ليلة سهرت بها عين امــــــرئ سلبته أيدي الظالمين قراره
يطوي الدجى متململا في حسرة فتت مرارته وأذكت نـــــــاره
وجلا كئيب النفس خاطر ليـــــــله بحياته فيه وخاف نهـــــــاره
لا يعرف الملوين أيهــــــــــــما به أهدى وأيهما يعز جـــــــواره
لا يستغاث ولا يرى من منجـــــــد إلاّ دموعاً تكثر استعــــــباره
قعد الزمان وأهله عن نصـــــــره ولطالما كان الملا أنصــــــاره
أتراه في أطواره اختار البلـــــى فيها أم الباري إليه اختـــــاره
أم أن أسباب الوجود تزاحـــــمت أطوارهن فغيرت أطـــــــواره
وجرى التجارب في تفاعــــله له في الكائنات فبدلت أفكــــاره
دعها فتلك سفاسف وزخـــــارف قيلت بذات مثلت أدبـــــــــاره
بالأمس كان وكل طرف طامـــــح لشعوره ويرى الرقي شعاره
كان المفدى في النفوس إذا بــدا واليوم تكره نفسه أخبـــــاره
وإذا تترست المحافل خلتـــــــــه بدراً أشاع بصدرها أنــــــواره
واليوم غاب النجم عنه ولم يغــب إلاّ عفاه فأنكرت آثــــــــــــاره
أي النفوس ترد عن صرح العـــلى سقطت ويرقى غيرهن مناره
واذا الأمور لها بصرف طباعـــــــها حكم فقد عم الورى إجبــــاره
قف واترك المسعى فدونك حاجز إلاّ إذا ما بدلــــــــــــت أدواره
المصادر:
معارف الرجال / محمد حرز الدين ج3