1298ـ …
الشيخ موسى بن الشيخ عمران بن الحاج أحمد بن عبد الحسين بن محمّد بن محسن بن دعيبل الخفاجي النسب والنجفي السكنى والنشأة، ولد في النجف سنة 1298هـ قرأ مقدماته العلمية على أفاضل النجف حتى أصبح فقيها ومن أهل الفضيلة والتقوى والصلاح والكمال والأدب، وهو دمث الأخلاق على فطرته في حديثه وسيره ولم أسمع عنه أنه تدخل في شؤون بلده ـ النجف العرفية أو النوعية بل إلى العزلة والابتعاد أقرب، وكان السواد الأعظم ـ خصوصاً أهل محلتهم البراق ـ يميلون إليه ويحترمونه بل ويحترمون من سلك هذا المسلك البسيط السلبي، وكان وصولاً في المناسبات التي تحدث في البيوت والأسر النجفية، وصار إمام جماعة يقيمها في المسجد المهجور القديم على عهد الدولة التركية، وسمعت أن السيد أبو الحسن الموسوي الأصفهاني سلمه الله، أيده ورشحه وقيل إن السيد صلى خلفه تأييداً ولما رأت الكسبة أن زعيم الشيعة يأتم به صار للصلاة خلفه مشهد يذكر، وكان مشغولاً بتدريس الكتب الفقهية كاللمعة الدمشقية وشرايع الإسلام للمحقق ونظائرهن وتحضر عليه ثلة من الطلاب الأفاضل حدثنا بعض من حض عليه وأثنى على تدريسه وسعة باعه ورحابة صدره.
أساتذته:
تتلمذ على الحجة السيد محمّد كاظم الطباطبائي اليزدي المتوفى سنة 1337هـ وعلى الفقيه الشيخ أحمد نجل الشيخ علي آل كاشف الغطاء النجفي المتوفى سنة 1344، وغيرهما.
وآل دعيبل من الأسر النجفية القديمة في الهجرة إلى النجف التي اشتهرت باسم جدهم دعيبل، وفيهم رجال عرفوا بالصلاح ومكارم الأخلاق والوجاهة وهم حتى الآن يمتهنون الكسب، وأول من دخل في ربع أهل العلم والعلماء منهم هو المعاصر الشيخ عمران بن الحاج أحمد والد الشيخ موسى هذا والمعروف أن الشيخ عمران ولد حدود سنة 1250هـ في النجف كما نشأ فيه وكان عالماً مجتهداً فقيهاً شهد بعض أساتذتنا باجتهاده كالحاج ميرزا حسين الخليلي الرازي والشيخ محمّد طه نجف وأطريا بالثنا الجزيل عليه ووثقاه، وكان عبداً صالحاً حقاً، وعلى جبهته آثار السجود من كثرة العبادة. وتتلمذ على السيد محمّد بن السيد هاشم الهندي المتوفى 1323، والشيخ أحمد بن الشيخ محمّد المشهدي المتوفى سنة 1309ن والأستاذ الشيخ محمّد حسين الكاظمي المتوفى سنة 1308، ويروى أنه حضر على السيد مهدي القزويني المتوفى سنة 1300هـ، وله الإجازة في الرواية عنه.
مؤلفاته:
له مؤلف في أبواب من الفقه مخطوط يقع في مجلدات عرضه على الأستاذ الشيخ محمّد طه نجف وقرضه ببيتين من الشعر رسمت على كتاب الطهارة المجلد الأول وهما:
نصرت أبا موسى مذاهب جعفر فلله من نصر به الحق يزهر
فأعطاك خير الخير في نصرة الهدى ومن ينصر المعروف لله ينصر
ومنها رسالة في أصول العقائد مبسوطة فرغ منها سنة 1301هـ، ورسالة في الرد على نور الأبصار، وكتاب في فضل الإمام أمير المؤمنين عليه السلام ورسالة في تفسير بعض آيات القرآن الكريم.
وفاته:
توفي الشيخ عمران في اليوم العاشر من ربيع الأول سنة 1328هـ في جسر الكوفة ونقل جثمانه إلى النجف وأقبر في وادي السلام.
المصادر:
معارف الرجال / محمد حرز الدين ج3