السبت , 20 أبريل 2024
الرئيسية » شخصيات نجفية » علماء » السيد مهدي البغدادي

السيد مهدي البغدادي

…ـ1327

السيد مهدي بن السيد محمّد بن السيد حسن بن السيد إبراهيم بن ناصر بن قاسم بن محمّد بن كاسب بن فاتك بن أحمد بن نصر الله بن ربيع بن محمود بن علي بن يحيى بن فضل بن محمّد بن ناصر بن يوسف بن علي بن يوسف بن محمّد بن جعفر المعروف بالطويل بن علي بن الحسين بن محمّد الحائري بن إبراهيم المجاب بن محمّد العابد بن الامام موسى الكاظم عليه السلام، البغدادي الكرادي النجفي الشهير في النجف (أبو طابو)، ولد في بغداد ولما هاجر والده من بغداد إلى النجف كان صبياً فصارت نشأته في بلد العلم والأدب، واشتغل بطلب العلم حتى صار من أهل الفضيلة والعلم المرموقين، عاشر الأدباء والشعراء في النجف فكان شاعراً أديباً يحسن صوغ الشعر بفنونه والنثر بسجعه، كانت داره ندوة أدبية تضم طائفة كبيرة من أعلام شعراء النجف والحلة وبغداد والحيرة كالسادة آل زوين، ويومئذ كان للأدب في النجف سوق قائمة بثمن رابح، وقد دب النقص والنقض بدخول الأجانب المهاجرين إلى النجف ممن لا يقدر الأدب ولا يقدر على القيام بوظائف الأدب أو يعسر ذلك عليه حتى يولد أو يستعرب وقد أعانهم بعض الأنباط والمستعربة فشلوا حركة رجال الأدب والشعر وضيقوا دائرة الفقه العربي الصميم، وفي أواسط عمره كان يجيد الشعر، ومن شعره نظم أرجوزة في علم الشطرنج  ولعبته المشهورة. في سنة 1316هـ وأرخ عام وفاة الأستاذ الحاج ميرزا حسين الخليلي بأبيات قال فيها:

إذا ما جئت قبر أبي محمّـد       فلذ بحماه في الدارين تسعد

ترى نفر الملائك بازدحــــام       للثم ثراه والأنوار تصعــــــــد

أقول لزائريه ألا فطوفـــــوا       بقبر أبي التقى بخير مرقـــد

وفي قلب الحجافا عد وأرخ       (بلثم وادخل الأبواب سجد)

وأرخ عام وفاة السلطان ناصر الدين شاه القاجاري بقوله:

إن دين الله أمسى باكـــــياً            مذ رأى ناصره في اللحد يقبر

قلت من بعدك من ينصرني           قال بعدي أرخوا نجلي مظفـر

سنة 1313هـ

ورثى الأستاذ الحاج ميرزا حسين الخليلي بقصيدة أيضاً مطلعها:

أصات باسمك الناعون جهراً         فكادت تسقط الأملاك ذعرا

ورثى الأستاذ الشيخ حسن المامقاني بقصيدة مطلعها:

يا دهر ما شئت من تبقي ومن تذر              فقد أطاعك فيما شنه القــــــدر

لقد رميت بني الدنيا بصاعقــــــــة               كادت لرنتها الأفلاك تنحـــــــــدر

وقد طويت عن الدنيا محاسنـــــها               فأصبحت وهي لا سمع ولا بصر

ومن شعره قصيدة في ذم المستبدة مطلعها:

خاب الذين استبدوا وانتهى الأمــــل         لكن لهم زين الشيطان ما عملوا

لو يعقلون الذي قالوا أبــــــــــته إذاً          عقولهم غير أن القوم ما عقلـــوا

أليس قولهم ما شاء حاكمـــــــــهم          وما يراه وهل إلاّ هو الخــــــــبل

وكيف يحصر أمر الخلق في رجـــل          وفي محمّد تمت عندنا الرســـل

ردوا إلى الحق لا يجديكم أبــــــــداً          طول الغواية ضاقت فيكم السبل

إن الذين زعمتم أولياء لكــــــــــــم          صاروا هباءاً وفيهم يضرب المــثل

إن الخيانة تمحو ذكر فاعلــــــــــها           ولا يجازى الورى إلاّ بما فعلـــــوا

والصدق يرفع بين الناس صاحــــبه          إلى الثريا وهذا النجح والأمـــــل

هذا من الفئة اللاهين قد بذلـــــــوا          نفوسهم كي يراح الناس والملل

كم جرعوه وما زلت له قـــــــــــدم          طعم المنية هل إلاّ هو الرجــــل

بشرى بني النجف الأعلى بمقدمه          فالعدل جاء وولى الباطـــل الزلل

أصبحتم اليوم أحرارا بما فعلــــــوا          فالقوم شكرهم فرض بما فضلوا

الله أيدهم في نصر دولتــــــــــهم          حتى لقد خضعت للدولة الــــدول

ومدح مجلس الشورى ـ المشروطة بقصيدة منها:

قد أصبح الناس إخواناً بملكهم    كأنه زمن الفاروق والشـــورى

وقد ألقى قصيدته في النجف في الصحن الغروي الشريف قبال مرقد الإمام أمير المؤمنين عليه السلام هذا وقد اجتمع الناس من كل حدب وصوب والأعلام تخفق على رؤوس المتجمهرين والأشراف والوجوه حاضرون يقدمهم (راشد باشا قائمقام قضاء النجف)، وكان السيد المترجم له متصلاً بموظفي الترك ومتداخلا معهم، وفي بعض الأيام هجم رجال الأمن والبوليس على داره ـ وكان جوارنا ـ فلم يعثروا على ما كانوا يتوخونه ويطلبونه وقيل: كان مستحقاً عليه ومن أموال السلطان المبلغ الضخم، ومن شعره ما قرض به على مؤلفنا كتاب (الغيبة) المخطوط في وجود الحجة بن الحسن عجل الله تعالى فرجه بقوله:

أمحمد شيدت دين محمّـــــــــد          وأعدته غضاً برغم الملحد

ومحوت للكفار ما قد زخــــــرفوا         من دينهم حتى كأن لم يوجد

زعم النصارى زعمهم ومحـــــمد        هذا لذلك آية لم تجحد

ضل النصارى واليهود عن الهدى         ومحمد مثل السراج الموقد

وكان المترجم له والسيد جعفر الحلي وأدباء آل الطالقاني وآل زوين ممن يحضرون مجلس الشيخ أحمد بن الشيخ علي حرز الدين العلمي والأدبي.

مؤلفاته:

منها اللؤلؤ والمرجان ـ أرجوزة في المعاني والبيان، وأرجوزة في نسب السادة العلويين.

وقد تملك السيد مهدي عدة بساتين وأراضي  زراعية ما بين (كرى سعد) قرب مسجد الكوفة الأعظم وبين علوة الفحل على الفرات.

وفي أخريات أيامه لازمه مرض وأصبح جليس داره مدة طويلة انقطع عنه الإخوان والأصحاب، قيل: وفي يوم جاءه أحد أصحاب عائداً له فهاج به الوجد وأنشأ يقول:

ذباب متى جف الإناء تطايرت        وإن أبصرت حلواً عليه فحوم

وفاته:

توفي في النجف في شهر رجب سنة 1327هـ واقبر فيه.

المصادر:

معارف الرجال – محمد حرز الدين ج3

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.