معارف الرجال/محمد حرز الدين
1276 ـ 1343
الشيخ مهدي بن الشيخ حسن بن الشيخ عزيز الخالصي الكاظمي المعاصر ولد في الكرخ ـ الكاظمية في التاسع من ذي الحجة سنة 1276هـ ونشأ بها وقرأ بعض مقدمات العلوم في النجف مع والده وعاد إلى بلده وأكمل مقدماته من الفقه والأصول والكلام على أفاضل الكاظميين منهم الشيخ عباس الجصاني، ورجع إلى النجف وحضر على علمائها ومدرسيها وأصبح من أهل الفضل المنظورين ثم هاجر إلى سر من رأى في عصر الميرزا السيد محمّد حسن الشيرازي المتوفى سنة 1312هـ وحضر عليه هناك، ثم رجع إلى مسقط رأسه الكرخ وفيها فتح باب التدريس حتى اجتمعت عليه جمهرة من الطلبة وصارت له حلقة من الطلاب الأفاضل واسعة يلقي عليهم دروساً فقهية ونظريات في علم الكلام وتقريرات أستاذه الآخوند في الأصول، وما مضت إلا سنوات حتى وأصبح الرئيس المطاع في محيطه إضافة إلى أنه عالم محقق فقيه أصولي بارع، مرجع للتقليد والفتيا في الكرخ وضواحيها، ونال سمعة وجاهاً، وفي هذه الآونة أنشأ مدرسة لطلاب العلوم الدينية وأعد لها مدرسين منهم الفاضل المقدس الشيخ حسين الرشتي المتوفى سنة 1348هـ طلبة من النجف، وكان المترجم له من العلماء المجاهدين الذين قادوا المسلمين إلى جهاد الانكليز سنة 1333هـ في إحدى جبهات القتال الثلاثة ـ في البصرة مما يلي قبائل الحويزة التي فيها من أصحابه العلماء المجاهدين السيد محمّد نجل الحجة الطباطبائي اليزدي والشيخ جعفر حفيد فقيه العراق الشيخ راضي والشيخ عبد الكريم الجزائري، والسيد عيسى بن السيد حمد آل كمال الدين الحلي النجفي، وغيرهم برئاسة الضابط المسلم قائد تلك الجبهة محمّد فاضل باشا ورجع المجاهدون حيث لم تكلل حركتهم بالنجاح الظاهري لتغلب الانكليز على احتلال العراق، وإن فازوا بالظفر لدفاعهم عن بيضة الإسلام والتخلص من المسؤولية الملقاة على عواتقهم من قبل الله تعالى شأنه، ورجع أيضاً المترجم له إلى بلده وأصبحت تخشاه السلطة المحتلة وصار يرقى المنابر بفضيحة أرباب السياسة المائلين عن الحق والدين الإسلامي، وفي سنة 1342هـ أبعدت حكومة العراق الشيخ الخالصي إلى الحجاز ومنه إلى إيران ونال الشيخ الكرامة والاحترام العظيمين في إيران من العلماء والوجوه، وهو ممن اشترك في الدستور الإيراني ـ المشروطة ودخل عليه من البلاء والتبعيد ما دخل ومعلوم أن من دخل في المشروطة يزعم أن الدعوة الإسلامية اليوم منحصرة بهذه.
اساتذته:
تتلمذ على السيد ميرزا محمّد حسن الشيرازي، وعلى الشيخ ملا محمّد كاظم الآخوند الخراساني المتوفى سنة 1329هـ. وتخرج عليه جمهرة من الأفاضل وكتبوا تقريراته في الأصول والفقه.
مؤلفاته:
ألف كتاب الشريعة السمحاء في الفقه يقع بثلاثة أجزاء في العبادات والمعاملات طبع ببغداد سنة 1339هـ، وكتاب العناوين في الأصول بجزئين الأول في مباحث الألفاظ، والثاني في الأمارات والأصول العملية طبع ببغداد سنة 1342هـ، وحاشية على كفاية أستاذه (الآخوند) في الأصول، وأجوبة اعترض بها على مسائل التقليد للحجة الشيخ محمّد حسن بن الحاج مصطفى كبة البغدادي المتوفى سنة 1336، وكتاب في الرجال.
وفاته:
توفي في خراسان ليلة الإثنين في الثاني عشر من شهر رمضان المبارك سنة 1343هـ وشيع بأحسن تشييع كما حدثنا الثقةن وأقبر في حجرة بالقرب من روضة مرقد الإمام الرضا عليه السلام وأعقب ولدين علياً ومحمداً.
المصادر:
معارف الرجال – محمد حرز الدين ج3