عقدت على قاعة مؤسسة الحكمة للثقافة الإسلامية في النجف الأشرف، مساء أمس الأربعاء، ندوة ثقافية ورؤية جديدة ضمن نشاطات ملتقى رؤى الفكري تناولت (شعر النجف الأشرف)، للمحاضر البروفيسور زهير غازي زاهد، بحضور عددٍ من المثقفين والأكاديميين والشعراء في محافظة النجف الأشرف.
وقال الدكتور المحاضر أن “مجموع هذه الرؤى والتي تقيمها مؤسسة الحكمة، تكوّن مجموعة من المعارف المتواصلة في مختلف الموضوعات، والتي إذا استمرت سيكون لها تأثير كبير على المجتمع وعلى الشباب والأجيال المستقبلية، وهذه الرؤى تعتبر بديلاً عن مجالس العلماء التي كانت تقام في السابق في النجف الأشرف”.
وأوضح زاهد أن “الرؤية لهذه الأمسية هي عن الشعر في النجف، وهل النجف مدينة علمية؟ هل النجف شاعرة؟، والحقيقة أن النجف تضم الشيئين والتيارين معًا، تيار العلم وتيار الشعر، فالنجف نشأت علمية، حيث نشأت منذ ما قبل الشيخ الطوسي، منذ منشئها الأول وسكناها الأول في العقد السابع من القرن الثالث للهجرة، وتوسعت في أيام عضد الدولة وبنى القبة البيضاء، وظلت تتسع يومًا بعد يوم، وحتى الذين يجوبون المدن من العلماء والأدباء والسيّاح، كانوا يمرون على النجف ويصرون على أنها مدينة مستقلة ويصفوها بأنها تحمي الجار ويصفون النجفي بالكرم”.
ولفت المحاضر إلى أن الشعر يأتي بالدرجة الثانية من بعد العلم في النجف، وكان العلماء والكتّاب أمثال الشيخ محمد علي اليعقوبي كان يصف الشعر بأنه أبسط مقاما من العلم، ويقصد بذلك أن المقام الديني أعلى من الشعر، وهذا لا يعني أنه يهجو الشعر وإنما يريد أن يعلّي شأن العلم، ويكون الشعر مع العلم، والمدينة إذا ارتفعت علمًا وشعرًا كانت مدينة مثالية.
وفي ختام المحاضرة فتح باب النقاش، حيث تفضل عدد من الحضور بالأسئلة والاستفسارات للباحث، وبعض الإشكالات والمداخلات والتي أجاب عنها الدكتور المحاضر.
س م
