الخميس , 21 نوفمبر 2024
الرئيسية » علوم وأدب » رسائل الشعائر الحسينية القسم – 1 –

رسائل الشعائر الحسينية القسم – 1 –

رسائل الشعائر الحسينية القسم – 1 –

(١) وقفة مع رسالة التنزيه وآثارها في المجتمع

تأليف

الشيخ محمّد الحسّون

تمهيد

بسم اللّه‏ الرحمن الرحيم

الحمدُ للّه‏ ربّ العالمين، والصّلاة والسّلام على خير الأنام، نبيّنا ومقتدانا أبي القاسم محمّد، وعلى أهل بيته الطيّبين الطّاهرين الذين أذهب اللّه‏ عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً وبعد، لكلّ اُمّة من الأمم، بل لكلّ جماعة من الناس – على اختلاف أديانهم ومذاهبهم ومعتقداتهم – شعائر وطقوس يؤمنون بها يؤدّونها على أنّها فرضٌ لا يمكن التساهل به.

والأمم والجماعات: السالفة منها، والتي نعاصرها الآن، وحتّى التي تأتي بعدنا، كلّها سواء من حيث المعتقدات، إلاّ أنّ الاختلاف في طبيعتها وكيفيّتها يكون تابعاً لعنصري المكان والزمان والمستوى الثقافي للأفراد، فالشعائر التي يؤدّيها المثقّف تختلف عن تلك التي يؤدّيها الأمّي وإن كانت متّحدة من حيث المنشأ والمعتقد.

والشعائر الحسينيّة التي يقيمها أتباع أهل البيت عليهم‏السلام ومحبّوهم، قديمة قِدم واقعة الطفّ الخالدة، ومتأصّلة في النفوس أصالة المبادئ التي ثار من أجلها الإمام الحسين عليه‏السلام, وقد مرّت هذه الشعائر بفترات مدٍّ وجزرٍ,تبعاً للظروف السياسيّة التي عمّت المجتمع الإسلامي آنذاك، ونزولاً عند رأي الحكّام المتسلّطين على رقاب المسلمين وميولهم لهذه الشعائر وعدمها.

فلعلّ أوّل هذه الشعائر، وهو البكاء على الإمام الحسين عليه ‏السلام وأهل بيته وأصحابه، جرى بعد واقعة الطفّ مباشرة وفي بيت يزيد بن معاوية، كما حدّثنا التأريخ بذلك.

قال الطبري في تأريخه: «فخرجن – أي النساء السبايا – حتّى دخلن دار يزيد، فلم يبق من آل معاوية امرأة إلاّ استقبلتهنّ تبكي وتنوح على الحسين، فأقاموا عليه المناحة ثلاثاً»(1).

وتتابعت مجالس الحزن والبكاء في الكوفة والمدينة المنوّرة وغيرهما، وأقام التوّابون عند قبر الحسين عليه‏السلام مأتماً عظيماً يصفه ابن الأثير في تأريخه قائلاً:

«فما رُئي أكثر باكٍ من ذلك اليوم، وأقاموا عنده يوماً وليلة يبكون ويتضرّعون ويترحّمون عليه وعلى أصحابه»(2).

وأقيمت هذه المجالس في العهد الأُموي سرّاً ؛ خوفاً من أعداء أهل البيت.

____________

1- تأريخ الطبري ٥: ٤٦٢.

2- الكامل في التأريخ ٤: ١٧٨.


وفي العهد العبّاسي أقيمت علناً أحياناً وسرّاً أحياناً أخرى، ففي أيّام المأمون أقيمت علناً، وفي أيّام المتوكّل أقيمت سرّاً، حتّى تفاقم الوضع في أيّامه ومنع من إقامة هذه الشعائر، وتطرّف كثيراً في عدائه للإمام الحسين عليه‏ السلام إذ أمر بهدم قبره الشريف، يقول ابن الأثير في تأريخه في حوادث سنة٢٣٦هـ :

«وفي هذه السنّة أمر المتوكّل بهدم قبر الحسين بن علي عليه‏ السلام، وهدم ما حوله من المنازل والدور، وأن يُبذر ويُسقى موضع قبره»(1).

وانتشرت هذه الشعائر أيام الإخشيديين وكافور، واتّسع نطاقها أيام الفاطميين(2). وفي أيام البويهيين اتّخذ معزّ الدولة البويهي اليوم العاشر من محرّم يوم حزن وعزاء بصفة رسميّة.

وانتعشت هذه المجالس في أيّام الدولة الصفويّة، واتّسعت مساحتها، ودخلتها أمور كثيرة مُستحدثة.

وعندما سيطر العثمانيّون على العالم الإسلامي – ومنه العراق – منعوا من إقامة هذه الشعائر بشتّى الأساليب والطُرق، فأقيمت سرّاً.

وبعد رحيل الأتراك عن العراق أصبحت المجالس تُقام علناً وبشكل واسع النطاق. وعند حصول العراق على استقلاله الوطني انتعشت هذه المجالس كثيراً،

وأصبح لها دويّ واسع، لا في المحرّم فحسب، بل وفي أربعينيّة الإمام الحسين عليه‏السلام وذكرى وفاة الرسول الأعظم صلى‏ الله‏ عليه ‏و‏آله، والأئمّة الأطهار عليهم ‏السلام, وفي العقود الثلاثة الأخيرة من زماننا هذا، وبعد سيطرة حزب البعث على العراق، منعت الحكومة العراقيّة من إقامة أكثر هذه الشعائر،وعاقبت المتمسّكين بها أشدّ عقاب، فأعدمت بعضهم وسجنت البعض الآخر.

إذاً فثورة الحسين عليه ‏السلام جمعت بين الفكر والعاطفة، واحتوت العقل والسيف،وضمّت الشعار إلى الحكمة، والعِبرة إلى العَبرة، والدمعة الساكبة إلى التأمّل والفكرة.

فما أحوجنا في هذه الأيّام – التي نشاهد فيها الغزو الثقافي الغربي قد دخل إلى عقر ديارنا الإسلاميّة – إلى التركيز على العِبرة والخطاب الفكري العقائدي، إلى جانب العَبرة والخطاب التعبويّ الذي يعرض الجانب المأساوي لواقعة الطفّ.

والساحة الإسلاميّة الآن بحاجة ماسّة إلى تلاحم واتّحاد واقعي بين مدارس الفكر ومدارس العاطفة، يقف فيه المثّقف إلى جانب الخطيب المناقبي، ويساند المفكّرُ الفقيهَ الذي قضى كلّ عمره في دراسة العلوم الإسلاميّة واستنباط الأحكام الشّرعيّة.

وما رسالة «التنزيه» إلاّ واحدة من تلك الصيحات التي أطلقها أحد علماء أتباع مدرسة أهل البيت عليهم ‏السلام قبل ثمان وثمانين سنة تقريباً، هو السيّد محسن الأمين العاملي ت١٣٨١هـ).

وقد كان لي قبل ثمان سنوات تقريباً وقفة مع هذه الرسالة، إذ قمتُ بعرضها،وقراءة ما ورد فيها، ومناقشة آراء مؤلّفها، وإيضاح الأمور المبهمة والوقائع التاريخيّة وتراجم الرجال التي تحتاج إلى تبيين، كلّ ذلك في رسالة مستقلّة باسم «قراءة في رسالة التنزيه» طُبعت سنة ١٤٢٣هـ في مكتبة سعيد بن جبير في مدينة قم المقدّسة.

ولم أكن آنذاك بصدد الترويج لهذه الرسالة أو تبنّيها أو ردّها كاملةً، بل الذي كان يهمّني في ذلك الوقت هو رؤية صاحبها العلاّمة الأمين والأفكار التي طرحها فيها، التي نؤيّد بعضها ونتحفّظ على البعض الآخر، مع كامل احترامنا وتقديرنا لكلّ الآراء التي طرحت حولها قدحاً ومدحاً أو رفضاً وقبولاً.

وأثناء بحثي في تلك الرسالة تعرّفت على أسماء الرسائل التي اُلّفت حولها – تأييداً وردّاً – وسعيت آنذاك للحصول عليها كاملة للوقوف على آراء أصحابها، لكنّي لم أوفّق لذلك، فأخرجتُ رسالتي – قراءة في رسالة التنزيه – كعمل أوّلي حسب المعلومات التي توفّرت لديّ في ذلك الوقت.

___________

1- بحار الأنوار ٤٤: ٣٢٩.

2- تحف العقول: ٢٣٩.       


لكنّي لم أترك البحث، وسعيتُ للحصول على كلّ الرسائل المتعلّقة بـ «رسالة التنزيه»، والتي كانت لها مشاركة فعّالة في تلك الثورة لإصلاحية والمعركة

الثقافية، علماً بأنّ أكثر هذه الرسائل عثرتُ عليها في مكتبات العراق بعد سقوط النظام البعثي الجائر في العراق, وتبيّن لي أثناء البحث أنّ هناك رسالة أخرى، ورجلاً آخر، تزامن نداؤه لتنزيه الشعائر الحسينيّة مع نداء السيّد الأمين، هو السيّد محمّد مهدي الموسوي القزويني الكاظمي البصري (ت١٣٥٨هـ)، الذي أصدر رسالته «صولة الحقّ على جولة الباطل» سنة١٣٤٥هـ، وكان يسكن البصرة في ذلك الوقت.

وكان نصيبه ونصيب رسالته هو الردّ أيضاً من بعض الأعلام. فجمعتُ الرسالتين، والرسائل التي أيّدتهما وعارضتهما، وقمتُ بتحقيقهما،والتعليق عليهما وتسليط الضوء على هذه المعركة الثقافية الإصلاحية، ابتداءً من نشوئها في جريدتي «الأوقات العراقية» و«العهد الجديد اللبنانية»، ومروراً برسالتي السيّد البصري «الصولة» والسيّد الأمين «التنزيه»، وانتهاءً بالرسائل التي أيّدتها وعارضتها، وبيّنت الطبقات الاجتماعية المختلفة التي ساهمت في هذه الحركة الإصلاحية من مراجع دين، وعلماء، وأدباء وشعراء، وعامّة الناس.

وهدفي من عملي هذا هو حفظ هذه الرسائل في مجموعة واحدة، والاطلاع على آراء العلماء المعارضين لبعض الشعائر الحسينيّة والمؤيدين لها وأدلّتهم وحججهم على آرائهم، فإنّ قضية الشعائر الحسينيّة تتجدّد كلّ سنة، بل تعيش مع المؤمنين في كلّ ساعات حياتهم، وليست هي مسألة قديمة أكل الدهر عليها وشرب، ولا حاجة لإثارتها من جديد، كما يقول البعض.

أسأل الباري عزّ وجلّ أن يجعلنا من خدّام الإمام الحسين عليه‏ السلام، وأن يرزقنا زيارته في الدنيا وشفاعته في الآخرة، إنّه سميع مجيب.

 

                                                 محمّد الحسّون

                                      الأول من شهر رمضان ١٤٣١هـ


بداية المطاف:

نستطيع أن نقسّم المراحل التي مرّت بها هذه الحركة الإصلاحية إلى خمس مراحل، هي:

المرحلة الأولى

كان للصحافة في هذه المرحلة الدور الأساسي في هذه الحركة الإصلاحية، فقد نشرت صحيفتان مقالتين لعلمين من أعلام الطائفة الحقّة يطالبان بإصلاح الشعائر الحسينيّة، وهما: صحيفة الأوقات العراقية الصادرة في البصرة وصحيفة العهد الجديد الصادرة في بيروت.

صحيفة الأوقات العراقية:

بعد عودة السيّد محمّد مهدي الموسوي القزويني البصري (ت١٣٥٨هـ) من الكويت واستقراره في البصرة سنة١٣٤٣هـ ، نادى بإصلاح بعض الشعائر الحسينيّة، وصادف أن زاره أحد مسؤولي أو محرّري هذه الجريدة، وتباحث معه عن بعض هذه الشعائر، فأبدى السيّد رأيه فيها وضرورة تهذيبها من الأمور الغريبة التي دخلت فيها.

فقام هذا الشخص بنشر بعض هذه المحاورة في تلك الجريدة، في عددها ١٦٦١ تحت عنوان «يوم عاشوراء» دون علم ورضى السيّد، إذ يقول في رسالته «صولة الحقّ على جولة الباطل» مشيراً إلى ذلك:

« وكان من جملة ما تعرّض إليه هذه المسألة «التشبيهات والمواكب العاشورية»، ولو كنتُ عالماً بأنّه سيتعرّض لها في الجريدة لحظرت عليه ذلك, إذ لا دخل لغير العلماء فيها, ولما كان بيانه لها باختصار، فأجمل فيها بعض التي لصاحب الغرض حملها على حسب غرضه، قامت قيامة بعض الجهلة»(1).

وخلاصة كلام السيّد مهدي البصري في هذه الصحيفة هو: تحريمه للتشبيهات والتمثيليات التي يقوم بها الناس في عاشوراء، إذ يمثّلون ما جرى في واقعة الطف الأليمة، لأنّ ذلك – حسب رأيه – «مجلبة لسخريّة الملل الخارجة وداعياً من دواعي الاستهزاء».

وكذلك تحريمه لضرب الرؤوس بالسيوف والقامات والظهور بسلاسل الحديد ؛ لأنّه «فعل همجي وحشي لم يرد دليل شرعي على تجويزه».

أمّا لطم الصدور، فما حرّمه عموماً، بل نادى أن يكون ذلك في المساجد والحسينيات.

وحاولت كثيراً الوقوف على هذا العدد من الجريدة، كي أنشره في هذه المجموعة، إلاّ أنّي لم أوفق لذلك، فقمت بإيراد بعض عباراتها التي ذكرها الشيخ محمّد جواد

الحچّامي (ت١٣٧٦هـ) في رسالته «كلمة حول التذكار الحسيني»

____________

1- صولة الحقّ على جولة الباطل المطبوعة ضمن هذه المجموعة ١: ١٨٠.


وقفة مع صحيفة الأوقات العراقية:

عرفنا أنّ الشرارة الأولى لهذه الحركة كانت من هذه الجريدة، فلنسلّط الضوء – ولو قليلاً – عليها: من أصدرها، ومتى، ومَن حرّر فيها؟

يقول السيّد عبد الرزاق الحسني (ت١٩٩٧م) في كتابه «تاريخ الصحافة العراقية»: تحت عنوان: الجرائد التي صدرت بعد الاحتلال البريطاني للبصرة وكانت سياسيّة:

«الأوقات البصريّة: لمّا احتلّ الجيش البريطاني البصرة في ٢٢ تشرين الثاني ١٩١٤م وضع يده على ثلاث مطابع للأهالي فيها، مضافاً إلى مطبعة الولاية التي صادرها وأخذ يطبع فيها نشرة يوميّة باللغتين العربية والإنجليزية عن سير القتال في الشرق والغرب, وقد تطوّرت هذه النشرة إلى جريدة يومية سياسيّة أدبية مصوّرة، يحرّر فيها «جون فلبي» وغيره من مروّجي السياسة البريطانية.

ولمّا شعرت الحكومة المحتلّة بضرورة وجود جريدة ثابتة تعبّر عن سياستها وتهيّئ الرأي العامّ في البلاد إلى الأحداث المقبلة، أوعزت إلى «سليمان بك الزهير» – أحد سراة البصرة – أن ينشئ جريدة باسمه لهذا الغرض، فصدرت جريدة «الأوقات البصريّة» في أوّل عام ١٩١٥م بأربع لغات وهي: العربية، والانجليزية، والفارسية، والتركية، ولبثت تصدر بانتظام خمس سنوات كاملات، حيث حلّ محلّها جريدة «أوقات ما بين النهرين» باللغة الإنجليزية في أواسط عام ١٩٢١م أوّل مايس، إذ لم تبق ضرورة لبقاء الجريدة الأولى.

وكانت الجريدة الجديدة يومية سياسيّة استبدلت اسمها باسم «الأوقات العراقية»، ونقلت إدارتها من البصرة إلى بغداد لتحلّ محلّ جريدة «الأوقات البغدادية» التي عطّلتها الحكومة»(1).

ويقول عن «الأوقات العراقية» منير بكر التكريتي في كتابه «الصحافة العراقية» بعد نقله لكلام السيّد الحسني المتقدّم: «وكانت خير أداة للإعلان عن سياستهم، وقد لعب المستر جون فلبي – السياسي الإنجليزي المعروف – دوراً هامّاً في تحريرها»(2).

ويقول أيضاً في هذا الكتاب: «حرّر فيها السياسي المعروف المستر جون فلبي، ولها سياسة معروفة، فهي خادمة لأغراض السلطات البريطانية ومروّجة لسياسة الحلفاء، وقد استمرت في الصدور إلى احتلال بغداد في الحادي عشر من آذار عام ١٩١٧م وانتقال حكومة الاحتلال إليها، إذا ذاك أعطيت بطريقة الالتزام إلى أحد وجوه البصرة السيّد سليمان الزهير، وقد استقدم لها محرّراً من مصر هو «عطا عوام» زميل «توفيق حبيب» المعروف بالصحافي العجوز.

____________

1- تاريخ الصحافة العراقية: ٧٤ – ٧٥.

2- الصحافة العراقية: ٦٨.

صحيفة العهد الجديد البيروتيّة:

في الوقت الذي نشرت صحيفة «الأوقات العراقية» كلاماً للسيّد البصري (ت١٣٥٨هـ)، يدعو فيه إلى إصلاح بعض الشعائر الحسينيّة، في نفس الوقت نشرت صحيفة «العهد الجديد» – التي كانت تصدر في بيروت – كلاماً للسيّد محسن الأمين (ت١٣٧١هـ)،يدعو فيه أيضاً لإصلاح بعض الشعائر الحسينيّة،وكان ذلك  سنة١٣٤٥هـ ,وقد أشار إلى هذه الصحيفة الشيخ عبد الحسين صادق العاملي (ت١٣٦١هـ ي رسالته «سيماء الصلحاء» قائلاً:

«ومن فجائع الدهور، وفظائع الأمور، وقاصمات الظهور، وموغرات الصدور ما نقلته بعض جرائد بيروت في هذا العام، عمّن نحترم أشخاصهم من المعاصرين الوطنيّين، من تحبيذ ترك المواكب الحسينيّة والاجتماعات العزائية بصورها

المجسّمة في النبطية وغيرها من القرى العامليّة»(1)

وفي الطبعة الثانية لهذه الرسالة «سيماء الصلحاء» يوجد تعليق في الهامش على قول الشيخ عبد الحسين صادق: «ما نقلته بعض جرائد بيروت» هو:

«يريد بها جريدة العهد الجديد، الذي كان مراسلها قد زار سماحة السيّد محسن الأمين – حسب نقل الأستاذ إبراهيم فران عن المؤرّخ السيّد حسن الأمين نجل سماحة السيّد محسن الأمين – وسأله عن رأيه في اللطم على الصدور والضرب على الرؤوس، فأجابه بالتحريم، ممّا أثار حفيظة المرحوم سماحة الشيخ عبد الحسين صادق، فأصدر هذه الرسالة الموسومة بـ«سيماء الصلحاء» سنة ١٣٤٥هـ – ١٩٢٧م – مطبعة العرفان صيدا، رداً على التصريح المشار إليه.

«عن حلقة دراسية حول عاشوراء – ١٩٧٤ رقم٢٢٥ ص٢٧»(2).والظاهر من خلال مطالعة رسالتي «سيماء الصلحاء» و«التنزيه» أنّ هذه الصحيفة نقلت عن السيّد الأمين دعوته لإصلاح بعض الشعائر الحسينيّة،وتحريمه ضرب الرؤوس بالسيوف والقامات، وكذلك نقل الأحاديث المكذوبة على المنابر، وخروج المواكب في الأزقّة والطرق، وغيرها من المراسم العزائية، التي أكد – بعد ذلك – على تحريمها في رسالته «التنزيه».

1- سيماء الصلحاء (المطبوعة ضمن هذه المجموعة) ٢: ٨٩.

2- المصدر السابق: ٤٨.

المرحلة الثانية

بعد أن قامت جريدة «الأوقات العراقية» بنشر آراء السيّد مهدي البصري وتحريمه لبعض الشعائر الحسينيّة، وذلك دون رضاه، بل دون علمه بأنّ الجريدة سوف تنشر كلامه هذا، كما أوضحناه سابقاً، لذلك حصلت ردود أفعال كثيرة وعارضه مجموعة من العلماء، وكتب المؤمنون رسائل لمراجع الدين في النجف الأشرف يستفتونهم عن صحّة هذه الآراء، وعمل البعض على إثارة الفتنة، وادّعوا أنّ السيّد البصري حرّم كلّ أنواع التعزية والشعائر الحسينيّة.

لذلك اضطرّ هذا السيّد لتأليف رسالة مستقلّة سمّاها «صولة الحقّ على جولة الباطل» بيّن فيها حقيقة آرائه، وأنّه لم يحرّم كلّ الشعائر، وأن الجريدة لم تنشر كلّ ما جرى بينه وبين أحد مسؤوليها أو محرّريها.

ولمّا كان بيانه باختصار، فأجمل فيها بعض الشيء لصاحب الغرض حملها على حسب غرضه، قامت قيامة بعض الجهلة بالشناعة من محافلها، ينادون بأنّا قد حرّمنا التعزية بتاتاً، وبعضهم ينادي بأنّ مجالس التعزية والمآتم ستُسدّ في العام المقبل، وصاروا يتقوّلون علينا بالبهتان، وقد حصل لهم مَن ساعدهم على هذا من الّذين هم من غير صنفهم، وصار لهم زفير وشهيق ووو. ولكنّي لا تضرّني زعقاتهم، ولا يقلقني اصطخابهم بتشنيعهم عليّ بالبهتان البيّن».

إلى أنّ قال: «ولقد طلب إليّ بعضُ المؤمنين كتابة شيء مختصر جليّ في الباب، يتحقّق به فصل الخطاب، ويخزي بحججه الدامغة المفتري المرتاب، فأجبته إلى ما طلب, تنزيهاً للدين عن السخافات، وقمعاً لمن جعل شعاره المفتريات، وقد سمّيته: صولة الحقّ على جولة الباطل».

وخلاصة كلام السيّد في رسالته هذه أنّه حرّم عدّة أمور:

١) حرّم التشبيهات التي يجري فيها تشبيه عقائل النبوّة «بالنسوة غير المحجّبات اللاتي لا حيثيّة تحوطهنّ، فيُجعلنّ على الجمال في المحامل وغيرها، ويُشهرن بين الفسقة وغيرهم من الملل الخارجة، وقد ضُربت الطبول والطوس، وصدحت الأبواق أمامهنّ وخلفهنّ، والخلق حولهنّ من كلّ صنف وشاكلة.

٢) الضرب بالسيوف والقامات على الرؤوس، إذ قال معلّلاً ذلك: «لما شاهدناه وشاهده غيرنا من موت جماعة منهم في كلّ سنة، لكثرة نزف الدم.

٣) خروج مواكب اللطم في الأزقة والشوارع، معلّلاً ذلك بقوله: «لِما بلغني من ترتّب بعض المحرّمات على خروجهم، من فتنة وفساد ومضاربة ومقاتلة عندما يلتقي أهل محلّتين، بحيث يحصل من جرّاء ذلك جرح وقتل، إلى غير ذلك، فكأنّما بعضهم يلطم على آل الرسول، وبعضهم يلطم على يزيد وشيعته، ويحارب بعضهم بعضاً».

أمّا ما يتعلّق بآراء السيّد محسن الأمين التي نشرتها جريدة «العهد الجديد» البيروتية فقد تصدّى لها الشيخ عبد الحسين صادق العاملي (ت١٣٦١هـ)، برسالته «سيماء الصلحاء» التي طبعت طبعتها الأولى في مطبعة العرفان في صيدا سنة١٣٤٥هـ ، إذ تناول آراء السيّد الأمين بالردّ العنيف، ووصف مؤيّديه بأوصاف جارحة.

وخلاصة آراء الشيخ عبد الحسين أنّه أيّد كافّة الشعائر التي عارضها السيّد الأمين، والتي منها: ضرب الرؤوس بالسيوف والظهور بسلاسل الحديد، وخروج المواكب في الأزقّة والطرقات، وتمثيل واقعة الطف وما جرى يوم العاشر على عائلة الحسين عليه‏ السلام، وغيرها.

المرحلة الثالثة

هذه المرحلة تتعلّق بردود الفعل على آراء السيّد محمّد مهدي الموسوي القزويني (ت١٣٥٨هـ) التي نُشرت في جريدة «الأوقات العراقية» وفي رسالته «الصولة»، حين قام جماعة من المؤمنين – خصوصاً الساكنين في البصرة – بإرسال رسائل عديدة إلى مراجع الدين في النجف الأشرف يستفتونهم عن الحكم الشرعي لهذه الشعائر الحسينيّة.

فكتب المراجع والعلماء آراءهم عنها، وأكثرهم عارض آراء السيّد مهدي آنذاك، وألّف بعض العلماء رسائل بيّنوا بشكل صريح معارضتهم لآراء هذا السيّد، منهم:

(١) الشيخ عبد اللّه‏ المامقاني (ت١٣٥١هـ)، ورسالته «المواكب الحسينيّة»، وهي عبارة عن جواب ورد إليه في الرابع عشر من شهر صفر سنة ١٣٤٥هـ، فأجاب عليه الشيخ بهذه الرسالة التي بيّن فيها رجحان الشعائر الحسينيّة ومعارضتة لمنكريها دون ذكر أسمائهم، علماً بأنّ هذا هو السؤال الثاني الذي ورد عليه عن هذه الشعائر، والسؤال الأوّل كان بتاريخ منتصف شهر محرّم الحرام من هذه السنة.

(٢) الشيخ مرتضى آل ياسين (ت١٣٩٨هـ) ورسالته «نظرة دامعة حول

مظاهرات عاشوراء»، وهي رسالة أدبيّة رائعة، تدلّ على المستوى الأدبي الرفيع للمؤلّف، الذي يتوجّع ويتأسّف لهذه الأُمّة التي وصلت إلى هذا الحدّ من الانحطاط الفكري الذي دعاها تشكّك بالشعائر الحسينيّة،إذ أورد فيها بعض إشكالات المستشكلين وأجاب عليها جواباً علميّاً، طبعت سنة ١٣٤٥هـ.

(٣) الشيخ محمّد جواد الحچّامي (ت١٣٧٦هـ) ورسالته «كلمة حول التذكار الحسيني»، يردّ فيها على ما ورد في جريدة «الأوقات العراقية» ويذكر عبارات وفتاوى بعض الأعلام في رجحان هذه الشعائر منهم: السيّد محمّد الفيروز آبادي (ت١٣٤٥هـ)، والشيخ مرتضى كاشف الغطاء (ت١٣٤٩هـ)، والشيخ عبد اللّه‏ المامقاني (ت١٣٥١هـ)، والشيخ مرتضى كاشف الغطاء (ت١٣٦١هـ)، والشيخ محمّد حسين كاشف الغطاء (ت١٣٧٣هـ). ويذكر أيضاً جواباً لاستفتاء وجّهه البعض للعلاّمة البلاغي الشيخ محمّد جواد (ت١٣٥٢هـ)، طبعت سنة١٣٤٥هـ.

(٤) الشيخ حسن المظفر (ت١٣٨٨هـ) ورسالته «نصرة المظلوم»، يردّ فيها على جريدة «الأوقات العراقية» و«الصولة» أيضاً، ويذكر بعض الشعائر الحسينيّة بشكل مفصّل، وينقل فتوى الميرزا النائيني (ت١٣٥٥هـ)، وكذلك ما كتبه العلاّمة البلاغي (ت١٣٥٢هـ)، عن مشاهداته لمواكب القامات في سامراء، طبعت أول ربيع سنة ١٣٤٥هـ.

(٥) الشيخ محمّد حسين كاشف الغطاء (ت١٣٧٣هـ) ورسالته «المواكب الحسينيّة» وهي في الواقع ثلاث رسائل، أي ثلاثة أجوبة على ثلاثة أسئلة وردت عليه حول الشعائر الحسينيّة الرسالة الأولى بدون تاريخ، والثانية في السابع عشر من شهر صفر سنة١٣٤٥هـ والثالثة أيضاً في هذه السنة.

 ومن خلال هذه التواريخ يتّضح أنّها ردّ على آراء السيّد محمّد مهدي الموسوي صاحب «الصولة».

وقد ذكر المؤلّف في رسائله هذه الشعائر الحسينيّة بشكل مفصّل: اللطم والدم، خروج المواكب في الطرقات، ضرب الرؤوس والظهور بالسيوف والسلاسل، وضرب الطبول ونفخ الأبواق وقرع الطوس، والشبيه ومواكب التمثيل.

المرحلة الرابعة

تقتصر هذه المرحلة على رسالة «التنزيه لأعمال الشبيه» التي ألّفها السيّد محسن الأمين (ت١٣٧١هـ) دفاعاً عن آرائه ورداً على رسالة «سيماء الصلحاء» الذي كتبها الشيخ عبد الحسين صادق العاملي (ت١٣٦١هـ)، التي انتقد فيها كلاًّ من السيّد الأمين والسيّد القزويني البصري.

وقد ذكر السيّد تسعة إشكالات على الشعائر الحسينيّة، وهي:

١) الكذب بذكر الأمور المكذوبة المعلوم كذبها وعدم وجودها في خبر ولا نقلها في كتاب.

٢) التلحين بالغناء الذي قام الإجماع على تحريمه.

٣) إيذاء النفس وإدخال الضرر عليها.

٤) استعمال آلات اللهو كالطبل والزمر والصنوج النحاسية.

٥) تشبيه الرجال بالنساء في وقت التمثيل.

٦) إركاب النساء الهوادج مكشّفات الوجوه وتشبيههنّ ببنات رسول اللّه‏ صلى‏ الله ‏عليه‏ و‏آله‏.

٧) صياح النساء بمسمع من الرجال الأجانب.

انتهى المؤلّف منها في الثامن عشر من شهر محرّم الحرام سنة ١٣٤٦هـ، وطبعت طبعتها الأولى في مطبعة العرفان في صيدا سنة ١٣٤٧هـ.

ورأيت طبعة أخرى لهذه الرسالة كتب عليها: أنّها الطبعة الثانية، نشر دار الهداية للطباعة والنشر، إلاّ أنّ هذه الطبعة لم يذكر فيها تاريخ طباعتها ولا مكانه، ولا الجهة التي قامت بطبعها. والذي يظهر من «التمهيد» الذي كتب في بداية هذه الطبعة، أنّ الذين طبعوها هم من المؤيدين لأفكار السيّد الأمين. علماً بأنّ في هذه الطبعة سقطت كلمات بل أسطر وصفحات، لا يمكن إلقاء اللوم فيها على المطبعة,إذ لا يمكن لأيّ مطبعة مهما كانت رديئة أن تسقط من الكتاب كلمات وسطور بل عدة صفحات، ونثبت هنا تلك السقوطات حتّى يطلّع القارئ عليها، ويعرف التلاعب الذي حصل فيها، وهل يمكن أن تكون من المطبعة.

المرحلة الخامسة

تتمثّل في ردود الفعل على رسالة «التنزيه» للسيّد الأمين، فقد جاءت ردود الفعل من مختلف طبقات المجتمع: علماء، وفضلاء، وخطباء، وشعراء، وعامّة الناس. واختلفت هذه الردود حسب مستوى الناس وثقافاتهم: فمنهم من اكتفى بكلمات الاستغفار والدعوة لصاحب الفتوى بالهداية, وأظهر آخرون معارضتهم لها باللسان والكتابة والشعر, وتجاوز البعضُ الحدود فاتّهم السيّد الأمين بتُهم باطلة، وتجاسر آخرون عليه وعلى مؤيّديه بالسب واللعن. فأحاول في هذه الأوراق أن أبين ردود الفعل من المعارضين والمؤيّدين، وعلى عدّة مستويات:

رجال الدين:

عارض السيّد الأمين عددٌ كبير من رجال الدين، وفي مقدّمتهم مراجع دين، ومجتهدون، وكتّاب معروفون، منهم:

١) المرجع الدينيّ الكبير الميرزا حسين النائيني (ت١٣٥٥هـ)، عارضه في

النجف الأشرف بإصدار فتوى بالجواز(1).

٢) المرجع الدينيّ الكبير الشيخ محمّد حسين كاشف الغطاء (ت١٣٧٣هـ)، عارضه في النجف الأشرف بإصدار فتوى بالجواز(2). وكانت لفتوى هذين المرجعين أثر كبير في نفوس الناس في العراق وخارجه، حيث استغلّها بعض المغرضين لتأليب الرأي العام على السيّد الأمين.

٣) المجتهد الكبير الشيخ عبد الحسين صادق العاملي (ت١٣٦١هـ)، عارضه في النبطيّة بإصدار فتوى بالجواز(3).

٤) المجتهد الكبير السيّد عبد الحسين شرف الدين (ت١٣٧٧هـ)، عارضه بإصدار فتوى بالجواز(4).

وكانت لفتوى هذين العالمين أثرٌ كبيرٌ في لبنان. وورد في رسالة ثورة التنزيه: «ومن أشرس مَن قاوم الدعوة في لبنان كان السيّد عبد الحسين شرف الدين، الذي كتب رسالة عنيفة أسَفَّ بها إلى سييء القول، ونحّلها صهره الشيخ عبد اللّه‏ سبيتي، كما أوعز إلى ولده السيّد محمّد علي بأن يصدر رسالة، وإلى ابن شقيقه السيّد نور الدين بأن يوالي حملاته.

وقد استغلّ موت إحدى قريباته من آل الصدر في العراق، فأقام لها أربعينيّة في صور، وحشد له من استطاع حشدهم من الناس، وألقى هو بصوته الجّهوري خطاباً، هاجم فيه الدعوة وصاحبها، كما ألقيت قصيدة لصاحب الكتيب المار ذكره»(5)

___________

1- معارف الرجال ٢: ٢٨٤، هكذا عرفتهم ١: ٢٠٧.

2- معارف الرجال ٢: ٢٧٢، هكذا عرفتهم ١: ٢٠٧.

3- معارف الرجال ٢: ٤١، هكذا عرفتهم ١: ٢٠٧.

4- معارف الرجال ٢: ٥١، هكذا عرفتهم ١: ٢٠٧.

5- رسالة ثورة التنزيه المطبوعة ضمن هذه المجموعة ٣: ٤٣٧.

٥) المجتهد والكاتب المعروف المجاهد الشيخ محمّد جواد البلاغي (ت١٣٥٢هـ)، وكانت معارضته فعليّة، فلم يُسمع منه أيّ كلامٍ ضدّ السيّد الأمين، بل كان هذا الشيخ الجليل على ضعفه وكبر سنّة يخرج أمام مواكب العزاء يضرب على صدره ورأسه وقد حلّ أزراره وطيّن جبهته. وكان له مجلس عزاء كبير جدّاً يُقيمه في كربلاء المقدّسة يوم عاشوراء، لازال الناس يتحدّثون عنه(1).

قال معاصره المؤرّخ الشيخ جعفر محبوبة (ت١٣٧٧هـ):

«وكم له أمام المناوئين للحسين عليه ‏السلام من مواقف مشهودة، ولولاه لأمات المعاندون الشعائر الحسينيّة والمجالس العزائيّة، ولكنّه تمسّك بها والتزم بشعائرها وقام بها خير قيام»(2).

____________

1- شعراء الغري ٢: ٤٣٦.

2- ماضي النجف وحاضرها ٢: ٦٢.

   

٦) الحجّة الشيخ عبد المهدي المظفّر (ت١٣٦٣هـ)، عارضه بتأليف رسالة «إرشاد الأُمّة للتمسّك بالأئمّة»، طبعت سنة ١٣٤٨هـ .

٧) الحجّة السيّد محمّد هادي البجستاني الحائري (ت١٣٦٨هـ)، عارضه أيضاً بتأليف «رسالة في الشعائر الحسينيّة»، طبعت سنة١٣٤٨هـ .

٨) الحجّة الشيخ عبد الحسين قاسم الحلّي (ت١٣٧٥هـ)، ألّف رسالة في ردّه سمّاها «النقد النزيه لرسالة التنزيه» طبعت سنة١٣٤٧هـ.

٩) العلاّمة الحجّة الشيخ محمّد علي الغروي الأردوبادي (ت١٣٨٠هـ)، ألّف رسالة في ردّه سمّاها «كلمات جامعة حول المظاهر العزائية».

١٠) الحجّة الشيخ محمّد حسين المظفّري (ت١٣٨١هـ)، ألّف أيضاً رسالة في ردّه سمّاها «الشعار الحسيني» طبعت سنة ١٣٤٧هـ .

١١) الحجّة السيّد علي نقي النقوي اللكهنوي (ت١٣٠٨ه)، عارضه أيضاً برساله «إقالة العاثر في إقامة الشعائر»، طبعت سنة ١٣٤٨هـ .

ومن المراجع ورجال الدين الذين أيّدوا السيّد الأمين في فتواه:

(١) المرجع الدينيّ الكبير السيّد أبو الحسن الأصفهاني (ت١٣٦٥هـ)، أيّده بإصدار فتوى بالتحريم(1).

(٢) المجتهد المجاهد الشيخ عبد الكريم الجزائري (ت١٣٨٢هـ)، أيّده بإصدار فتوى بالحرمة، وقد أثّرت فتواه كثيراً في أوساط الشباب(2).

(٣) المجتهد المجاهد السيّد هبة الدين الشهرستاني (ت١٣٨٦هـ)، أصدر

___________

1- أعيان الشيعة ٢: ٣٣١، هكذا عرفتهم ١: ٢٠٧.

2- هكذا عرفتهم ١: ٢٠٩.

فتوى بالحرمة، وقد أثّرت فتواه في بعض مدن إيران(1).

(٤) المجتهد الحجّة الشيخ جعفر البديري (ت١٣٦٩هـ)، أيّده وسانده كثيراً(2).

(٥) الحجّة السيّد حسين الحسيني البعلبكي (ت١٣٩١هـ)، أيّده كثيراً عندما كان في النجف الأشرف، وكذلك في لبنان(3).

 (٦) الحجّة الشيخ عبد المهدي الحجّار (ت١٣٥٨هـ).

(٧) الحجّة الزاهد الشيخ علي القمّي (ت١٣٧١هـ) وقد أظهر تأييده علناً وفي المجالس والمحافل(4).

(٨) الحجّة الشيخ محمّد الگنجي (ت١٣٦٠هـ)، أيّده بتأليف رسالة مستقلّة، سمّاها «كشف التمويه عن رسالة التنزيه»، طبعت سنة ١٣٤٧هـ .

____________

1- أعيان الشيعة ١٠: ٢٦١، هكذا عرفتهم ٢: ٢١٢.

2- هكذا عرفتهم ١: ٢٠٩.

3- هكذا عرفتهم ٣: ٢٢٩.

4- هكذا عرفتهم ١: ٢٠٩.


 (٩) الحجّة الشيخ محسن شرارة (ت١٣٦٥هـ)، أيّده بالكتابة في الصحافة، قال الأستاذ جعفر الخليلي: «أمّا البارزون من غير النجفيين – أي الذين أيّدوا السيّد الأمين – فقد كان الشيخ محسن شرارة، وهو رجل لم ينل بعد يومذاك درجة الاجتهاد، فالتفّ حوله من أهل بلده من العامليين جماعة».

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.