الخميس , 25 أبريل 2024
الرئيسية » تاريخ النجف الأشرف » الوقائع » الكابتن بلفور حاكما سياسيا على الشامية

الكابتن بلفور حاكما سياسيا على الشامية

Untitled-1

سنة 1336هـ – 1917م.

حاكم الشامية والنجف

في تشرين الأول سنة 1917م تم تعيين الكابتن بلفور حاكما سياسيا للواء الشامية والنجف, وكان بلفور يتقن العربية لسبق اشتغاله في السودان, فقر أن يجعل مقره في الكوفة, وان يبقى حميد خان معاونا في النجف, ووصل بلفور الى النجف في السابع عشر من محرم من هذه السنة 1336هـ.

الغلاء والتهديد بالمجاعة.

في اوائل محرم من هذه السنة بلغ تغار الحنطة في النجف وكربلاء والكوفة ثمانين ليرة, وكذلك الرز. أما الشعير والتمر فبلغ تغارهما أربعين ليرة, وهو شيء لا يعرف في تاريخ هذه البلاد, فذعر الناس الى ذلك وأصبحوا يتحدثون بالمجاعة.أما الأسعار يومئذ في بغداد فأغلى مما ذكرنا في النجف.

بعد أيام تفاقمت الأزمة حتى وصل تغار الحنطة في النجف الى مئة ليرة, فاضطرب الجمهور وظهرت الكآبة والكرب على الوجوه. وعرضت المواشي والدواب للبيع بكثرة , ولذلك لميرتفع سعر اللحوم والأسمان ارتفاعا يذكر, وبيع حمار بأوقية من الشعير , وبيع تغار الدنان بعشرين ليرة.

اصطدام النجفيين مع عنزة

وفي تشرين الأول من هذه السنة جاء أحد شيوخ عنزة الرحّل – حلفاء الانكليز في الشام – حاملا توصية إلى حميد خان بشأن تسهيل مهمة اكتيال كمية من الحبوب لحامل الرسالة وأصحابه. ونظرا لقلة المواد الغذائية في حينها ارتفعت الأسعار وخرج الناس احتجاجا لهذا الإجراء واصدموا بالبدو القادمين لشراء الحبوب, ولم يتمكن حميد خان من السيطرة على الموقف. فقام الكابتن بلفور الحاكم السياسي للشامية بجولة تمهيدية موسعة شملت السماوة حتى النجف لتهدئة الحالة.

رد الاهانة.

في التاسع عشرمن تشرين الثاني 1917هـ اجتمع حاكم النجف الكابتن بلفور, والميجر بولي معاون الحاكم السياسي في كربلاء, بالزعيم عطية أبو كلل رئيس محلة العمارة, والشيخ كاظم صبي رئيس محلة البراق, فعاتبهما الكابتن على عدم حسم النزاع الذي حدث بين النجفيين وأفراد عشيرة عنزة,ثم نهرهما وأسمعهما بعض الكلمات النابية التي لم يتعودا عليها من قبل فما كان من الزعيم عطيّة إلا أن ردّ الاهانة بمثلها, وأوعز الى جماعته بالتمرد, فنهب سراي الحكومة وفتح باب السجن على مصراعيه وأخرج من فيه, ففر الميجر بولي الى كربلاء في الحال, واقتيد الكابتن بلفور الى دار خازن ( كليدار ) الروضة الحيدرية السيد عباس الرفيعي تحت حراسة شديدة.

ولما سمع النجفيون ما حصل في النجف هاجموا سراي الحكومة وطردوا ممثلها ونهبوا الأثاث وحرقوا الأخشاب وجرى مثل ذلك في كل من الكوفة والخَرُم ( غماس ) والأبيض. وبعد أن هدأ الوضع زار الكابتن بلفور المرجع الديني الكبير السيد محمد كاظم اليزدي في داره, وطلب مساعدته لانقاذ الموقف, فأشار على بلفور بالصفح عن الزعيم عطيّة وزميله كأن شيئا لم يحدث, فقبل النصح ولكنه أسّر في نفسه أمرا.

طائرة استكشاف في سماء النجف.

في يوم الخميس الموافق للسادس من كانون الول سنة 1917م ظهرت طائرة استكشاف إنكليزية في سماء النجف, وأخذت تحوك فوق مرقد الامام علي عليه السلام, واذا بالمرجع الديني السيد علي الداماد – فرغ من صلاته في الصحن ورفع رأسه ورأى الطائرة – يشهق شهقة كانت القاضي على حياته, مما حمل السواد الأعظم على الاعتقاد بأن وفاة المرجع الديني كانت نتيجة لظهور هذه الطائرة في سماء هذه المدينة المقدسة, فأسروها في نفوسهم.

الكابتن مارشال حاكما للنجف.

في الأول من شباط عام 1918م عُين الكابتن مارشال حاكما سياسيا للنجف, فقام مارشال على أثر ذلك باحتلال خان الزعيم عطية أبو كلل الكائن خارج سور مدينة النجف, وأنزل افرادا من الجيش البريطاني فيه, وأمرهم بنهب ما فيه من تجارة, متخذا إياه دارا للحكومة, بدلا من الدار القديمة.

 

ثورة الحاج نجم الدليمي البقال في النجف 

في ليلة اليوم السادس من جماد الآخرة سنة 1336هـ الموافق لليوم التاسع عشر من شهر آذار سنة 1918م دعا الحاج نجم جميع الأعضاء الى الاجتماع عند منتصف الليل, وهناك عرض عليهم فكرة الهجوم على دار الحكومة, تلك الخطة المقررة مبدئيا في جلسات سابقة متعددة, فوافق القسم الأكبر من الأعضاء لحزب النهضة الاسلامية على ذلك, واتفقوا على أن يكون منطلقهم من مقبرة النجف بالقرب من دار الحكومة, على ان يلبسوا الكوفيات البيضاء وهي زي الشرطة المحلية ( شبانة ) يومئذ الاتي شكلها الانكليز في هذه المنطقة, فحضر من الأعضاء ما يناهز المئة اختار للهجوم منهم عشرين رجلا, اما الباقون فقد بقوا قوة احتياطية قسمها الحاج نجم الى قسمين:

الأول رابط في بناية المدابغ المجاورة لدار الحكومة ( السراي ) وكانت هذه الدار فارغة حينذاك, والحكومة تشغل خان عطية أبو كلل الذي ظل مركزا لشرطة النجف طيلة الحكم الملكي الذي أعقب الاحتلال الانكليزي.

قاد الحاج نجم جماعته الذين اختاروا الهجوم وعددهم عشرون رجلا وتسللوا الى باب دار الحكومة حوالي الساعة الواحدة بعد منتصف الليل, وقد عرفنا من هؤلاء المهاجمين الأبطال الذوات الآتية أسمائهم:

1 – الحاج نجم البقال الدليمي. 2 – محسن أبو غنيم. 3 – مجيد بن الحاج مهدي دعيبل.

4 – حميد عيسى حبيبان. 5 – عبد حميمة النداف. 6 – عبد الحممجي. 7 – سعيد العامري. 8 – صادق الأديب. 9 – شمران العامري. 10 – علوان آلبو دليهم. 11 – حميد أحمد ياسين أبو السبزي. 12 – السيد جعفر السيد حسن الصايغ. 13 – حسن جوري. 14 – حبيب جاسم خضير. 15 – خطّار بن سلطان البديري. 16 – جودي بن عيسى ناجي. 17 – جاسم بن السيد محمد علي طبّار الهوى. 18 – علوان الفتلاوي.

تقدم الحاج نجم أمام جماعته حتى اذا وصل باب السراي طرقه طرقا خفيفا, فأجابه الحارس الهندي مستفسرا, فرد عليه الحاج نجم أنه بريدي ( بوسطه ) وسمى نفسه حسن الكصراوي, وكان حسن هذا شرطيا محليا من أهالي القصور في بادية النجف, ومهمته نقل البريد بين الانكليز المنبثين بين الشامية والنجف. وعند فتح الباب عاجل محسن أبو غنيم ذلك الهندي بطعنة خنجر أردته قتيلا, ثم دخل الثائرون وتوزعوا في غرف السراي, واتجه الحاج نجم الى غرفة الكابتن مارشال فلم يجده, وهنا ندت بعض الأصوات من جراء الازدحام, فانتبه الكابتن مارشال والطبيب الذي معه وشخص ثالث, وكانوا جميعا مضطجعين في أسرة النوم وسط ساحة السراي, فصوب الثلاثة مسدساتهم على المهاجمين فأصابوا بعضهم, لكن الحاج نجم ورفقاه سرعان ما أصلوهم النار فخروا الى الأرض وأجهز الحاج نجم على مارشال فقتله.      

بعد ذلك ولشدة المقاومة من قبل حراس البرج للسراي اضطر الحاج نجم للانسحاب من باب جانبية صغيرة والتي سقط عندها احد الجرحى من جماعة الحاج نجم وهو حسن جوري وبقي لحمايتهم, وبعد أن خرجوا عمد الحاج نجم الى لبس قبعة الكابتن مارشال للإيهام, وخرج من الباب حيث اعتقد الحرس الانكليزي بأنه الكابتن لعدم علمه بقتله.

ولولا النار التي وجهها المهاجمون خارج السراي الذين جعلوا من أنفسهم القوة الاحتياطية التي تسند المهاجمين على السراي لكان في مقدور الحامية الانكليزية أن تقضي على المهاجمين قضاءً مبرماً. وقد جرح في هذا الهجوم بالاضافة الى حسن جوري كل من حميد حبيبان وحبيب جاسم خضير, اختفيا وشفيا ولم يستسلما الى السلطة المحتلة. أما الشهيد صادق الأديب فقد توفي بعد ذلك متاثرا بجراحه.

وفي ذلك اليوم أي يوم 19 آذار سنة 1918 نشرت جريدة العرب فيبغداد لسان حال حكومة الاحتلال بلاغا رسميا يتضمن:

إن الثوار قتلوا الحاكم مارشال وجرحوا ضابطا آخرا. وقد أغفل البلاغ رفيقهم الثالث, وقد قيل ان غير بريطاني.

وفي اليوم التالي فتح الحاج نجم حانوته على عادته كل يوم كأن شيئا لم يكن هو ورفاقه ليوهموا الانكليز ان ما حدث بالأمس هو من خارج النجف وأنه ليس للنجفيين علاقة به.

ولما بلغ مسامع السلطة بنبأ مقتل الكابتن مارشال توجه الى النجف الكابتن بلفور حاكم لواء الشامية, وكان يقيم في الكوفة في مقر اللواء, وجاءت معه قوة من الخيًالة والمشاة, وبعض المصفحات والمدافع الرشاشة ورّعها حول سور المدينة, وأدخل المدينة عددا من أفراد الشرطة المدججين بالسلاح, وأمرهم بالتجوال في محلاتها الأربعة. ثم استدعى رؤساء البلدة وزعماءها الى مقر الحكومة وصار يستدرجهم للكشف عن هذه الواقعة الكبيرة, فأكد له هؤلاء بأن الحركة دبّرت في خارج النجف وليس لهم سابق علم بها.

وأخذ بلفور يجوب أسواق النجف ومعه رؤساء المدينة , وقد توصل الى ان الإخوة أحمد ومحسن وكريم أولاد الحاج سعد راضي قد قتلوا شرطيين, فالتفت بلفور الى الحاج سعد وأسمعه كلاما قارصا, فاحتد الحاج سعد من هذا الكلام , وأدرك بلفور انه اخطأ فهّم بالهروب, فتعقبه أولاد الحاج سعد راضي وأطلقوا عليه النار ولكنه نجا بأعجوبة وفر هاربا الى الكوفة , وعندها جرد النجفيون بقية أفراد الشرطة المنبثين في طرقات المدينة من أسلحتهم وجمعوهم مع سائر الموظفين في دار السيد مهدي السيد سلمان, حتى نهاية الثورة, ثم أن الأهالي هاجموا دار الحكومة ونهبوا ما في فيها من أثاث وقلعوا الأبواب وأشعلوا النار فيها.

وفي اليوم الحادي والعشرين من آذار 1918م اقتربت من سور النجف كتيبة من الخيالة الهنود, فخرج المسلحون يطلقون الرصاص عليها ويلاحقونها حتى هربت, وكان هذا الحادث أثر بالغ في تقوية صفوف النجفيين وتعزيز وحدتهم في مقاومة المحتل الغاشم.

زحف الجيش البريطاني.

أسرع الميجر بلفور حاكم النجف في طلب النجدة من حكومة الاحتلال في بغداد, فإذا بالجيوش تتابع ابتداءً من يوم 20 آذار.

وفي اليوم نفسه نشرت جريدة العرب البغدادية بلاغا رسميا يتضمن إحاطة الجيوش بالنجف, وأشيع أن الجيش الزاحف بلغ نحو 40 ألف جندي, إلا أنه في الواقع لم يتجاوز 8 آلاف جندي.

حفر الخندق الحربي لحصار النجف.

بعد أن رأت سلطة الاحتلال تصلب الثوار وتصميمهم على القتال أوعزت الى الجيش الزاحف الى النجف بتشديد قبضة الحصار على المدينة, فباشر الجيش بشق خندق يبتدئ من كري الشيخ من نقطة فيه تقع شمال شرقي المدينة, لغرض تطويق شمالي المدينة, ويمتد هذا الخط فيبلغ طارات وادي المسحب غربا, وعنده ينقطع طريق كربلاء – النجف. وشق الجيش خندقا آخرا يبتدئ من الخط الحديدي ( الترامواي ) نجف – كوفة متجها نحو الجنوب ليقطع طريق أبو صخير – نجف, ويبلغ بعد ذلك طارات البحر جنوب مدينة النجف قرب الجريوية.

وقد أضاف الجيش الى ذلك أن جعل التلول والطارات الصخرية المطلة على بحر النجف أوكارا لمدافعه ورشاشاته, علاوة على الأسلاك الشائكة التي مدّت بمحاذاة ذينك الخطين.

وقد قام الجيش بحفر هذه الخنادق منذ 19 آذار حتى 21 منه بصورة علنية منتهزا فرصة المذاكرات التي جرت بين الحاكم الانكليزي ( بلفور ) وأحد زعماء النجف, ومن بعد ذلك اتخذ الجيش من الليل ستاراً لأعماله.

المواجهة الأولى.
ارتأى النجفيون أن يتحرشوا بالحامية البريطانية لإظهار قدرتهم على مقاومة الحصار الذي فرضته على مدينتهم, فحمل الثائر المقدام عباس الخليلي مقدارا من النفط في شكوة, وتوجه مع صحب له في ليلة الحادي والعشرين من آذار 1918م لحرق الباب المؤدي الى حامية النجف, فلم ينجح التحرش, وقابلت الحامية المتحرشين بنار حامية ردتهم على أعقابهم فتحصنوا في أبراج سور المدينة الشامخ, وخندقوا على التل المطل على بحر النجف, ولبثوا كذلك زهاء العشرين يوما بتناوبون الحراسة وتبادل إطلاق النار.
اجتماع الرؤساء بالسيد اليزدي وبالقائد بلفور.
في صباح الخميس الوافق للحادي والعشرين من آذار 1918م أي بعد ثلاثة أيام من مقتل الكابتن مارشال, دعا السيد محمد كاظم اليزدي رهطا من العلماء والرؤساء والوجوه والأشراف وقادة الثوار الى مدرسته, وكلمهم في ضرورة تدارس الوضع العام في النجف وإيجاد الحل المناسب لهذه الأزمة الآخذة بالخناق ساعة بعد أخرى, ولا سيما أن البلدة مكتظة بالزوار والأغراب الذين جاؤوا إليها من مختلف المناطق بمناسبة رأس السنة ( عيد الدخول ), وإذا برؤساء الالثورة يطالبون السيد بأن يضمن لهم ولأتباعهم العفو العام والأمان التام, فانفرط الاجتماع من دون نتيجة.
واستطاعت عيون الانكليز في كل مكان ان تحيط الكابتن بلفور بما حصل في الاجتماع فإذا به يبعث برسائل الى بعض وجوه النجف وعلمائها وزعمائها كالمرجع الديني محمد كاظم اليزدي والسيد مهدي السيل سلمان والحاج حسّون شربة والسيد علي جريو وعبد الله الرويشدي ومطلك العلاوي وغير هؤلاء, للمداولة حول ما يمكن اجراءه لحل هذه الأزمة والاستماع الى وجهة نظر الحكومة البريطانية في الأمر, على ان يحمل القادمون علما أبيضا لئلا يتعرضهم الجند بإطلاق الرصاص عليهم, فنتدب السادة العلماء كلاً من :
الشيخ محمد صاحب الجواهر, والشيخ جعفر الشيخ راضي, والمرزة محمود آغا الهندي, والسيد هادي الرفيعي, والسيد عباس خازن ( كليدار ) الروضة الحيدرية, والسيد سلمان, وغير هؤلاء, لمقابلة الكابتن بلفور.
فلما حصل اللقاء في يوم الجمعة الموافق 22 آذار, قال لهم بلفور:
إن الحكومة البريطانية تحترم النجف وتأسف لوجود بعض المفسدين فيها و ولذا فإن القائد العام للجيوش البريطانية في العراق يشترط خضوع النجف للسلطة العسكرية خضوعا تاما, وتسليم جماعة من مثيري الاضطرابات ممن دونت أسمائهم في قائمة خاصة تسليما مطلقا, مع جمع كمية من المال والسلاح كفدية عما أصاب السلطة من خسارة في الأرواح والأموال, فرد الجواهري على هذه الشروط القاسية بأنه جاء وجماعته لطلب الرأفة لا القسوة, وإن العلماء والسراة يريدون أن يرفعوا ظلامة النجف على القائد العام للجيوش البريطانية في العراق دون غيره, فرد عليهم بلفور أن هذه هي إرادة القائد العام, وإنه ليست لديه صلاحية مناقشة هذا القائد.

وساطة العلماء وكتاب الحاكم الملكي العام.
في يوم 22 من آذار خاطب علماء النجف السلطة المحتلة يرجون التساهل مع النجف, فكتب حاكم اللواء بلفور الى الامام كاظم اليزدي يستنكر أعمال النجفيين, ويحث العلماء على مساعدة الحكومة على استتباب الأمن, كما أرسل الحاكم الملكي العام في العراق كتابا مؤرخا في 21 آذار هذا نصه:
الى حضرة آية العظمى الحاج السيد محمد كاظم الطباطبائي دامت بركاته.
لقد أصدر حاكم الدولة قائد الجيش ا لعام الأوار اللازمة بإخماد الفتنة التي وقعت في النجف وكدّرت خاطره كثيرا وقد أصدر أيضا الأوامر بإلقاء القبض على المفسدين , وبالمحافظة على سمعة البقعة المباركة الشريفة وسمعة حضرات العلماء الأعلام دامت بركاتهم والمجاورين لذلك البلد الطاهر.
ولا شك أن القبطان بلفور سيطلع حضرتكم على هذه الأوامر التي إن لم يطعها أهالي النجفويرضخوا لها فلا بد أن تحصل بواسطتهم المضايقة على حضرات العلماء الأعلام الساكنين في النجف الأشرف, وأنا على يقين بأنكم ستساعدون السلطات البرطانية وتعاونوها بثقب أفكاركم وعالي همتكم وحسن نيتكم على تهدئة أحوال البلد الطاهر وإخماد الفتنة الحالية, إذ أنكم تعرفون حق المعرفة حسن نية الحكومة المعظمة ومساعيها الكثيرة التي تبذلها لإعلاء المبادئ التي يدين بها أهالي العراق وإنقاذ شعوبه من المظالم والمفاسد السابقة وإنا لمنتظرون نتيجة مساعيكم المشكورة أدامكم المولى ملاذا للإسلام والسلام.
الحاكم الملكي العام في العراق

21 مارت ( مارس ) 1918م

شروط رفع الحصار.
في 9 من شهر نيسان 1918م نشرت جريدة العرب الناطقة بلسان حكومة الاحتلال في عددها 84, خطاب القائد العام البريطاني ليطلع الرأي العام في العراق عليه, كما أمر القائد العام بنشر الشروط التي وضعت على مدينة النجف وهذا نصها :
بعد الغدر بحياة المرحوم القبطان مارشال الحاكم السياسي في النجف الأشرف, أبلغت الحكومة البريطانية الفخيمة شروطها الموضوعة على النجف الأشرف في مجلس عقد اليوم في 22 من شهر مارت سنة 1918م, المطابق لـ 8 من جمادي الثانية, وحضره حضرات العلماء الأعلام والشيوخ المخلصون, وهاكم بنود الشروط:
أولا :تسليم القتلة, ومن اشترك معهم بالفتنة, تسليما بلا شرط ولا قيد.
ثانيا: غرامة ألف تُفكة ( بندقية ) وخمسين ألف روبية يجمعها الشيوخ المخلصون من محلات البلدة التي كانت لها يد في الفتنة.
ثالثا: تسليم مئة شخص من المحلات الثائرة الى الحكومة البريطانية لسوقهم من النجف الأشرف بصفتهم أسرى حرب.
ويظن أن هذا المجلس تشكل في الكوفة لأن مدينة النجف كانت بيد الثوار, ودار الحكومة شبه محاصرة. أما علماء الدين فكانوا جميعا من غير العرب ولم يكن الوسط العلمي في النجف يضعهم في مصاف صغار العلماء فضلا عن المجتهدين, ولقد لقبهم النجفيون يومذاك بعلماء الأوفيز ( أي دار الحكومة )
مواجهة أخرى.
رأى الثوار ضرورة مهاجمة القوات المحاصرة لمدينتهم المقدسة إلا أن قلة عددهم وتبرم الناس من حركتهم جعلهم يفكرون في الهرب من المدينة خلسة, ووجدوا في بعض رجال الدين من يشجعهم على تحقيق ذلك, فأعدوا العدة لتنفيذها, ولما شرعوا في اختراق الأسلاك الشائكة في ليلة مدلهمة بالغيوم والرعد والبرق, وهي الليلة 17 من ليالي الحصار, جوبهوا بنار حامية من وراء هذه الأسلاك اشتركت فيها المدفعية, وكاد الجند النظامي يبلغ فيها التل الجنوبي ويسيطر على المدينة, غير ان النجفيين من حملة السلاح الذين ل يكونوا على وئام مع الثوار, تناسوا خلافاتهم ورق بعضهم على بعض وتعاطفوا فيما بينهم, وما لبثوا ان أسرعوا  الى ملء الثغرات في السور, وصمدوا في وجه القوات المعادية , ولم يتخلف عن ذلك سوى السيد سلمان وصحبه, وكذا الحاج حسّون شربة وبطانته, وسماوي أبو شبع, وغيدان, وعبد الله الشمرتي, وعلي جريو, وغيرهم,. كما ان الثوار كمنوا في المغاور والكهوف, وعدلوا عن فكرة الفرار, وفضلوا البقاء في النجف ومنازلة جيش الاحتلال.
الاستنجاد بالقبائل.
رأت جمعية النهضة الاسلامية أن تجد الاستنجاد بالقبائل العربية المحيطة بالنجف, فأعدت عشرات الرسائل وبعثت بها إليهم مع رسول من قبيلة ( العوابد ) استطاع ان يخرج من باب الثلمة الكائنة في الباب الغربي للمدينة, ولكن الجنود الانكليز المعسكرين حول البلدة قبضوا عليه, فأخذت منه الرسائل وأعدمته شنقا.
ولما سمعت الجمعية نبأ اعدامه انتدبت رجلا آخرا من بني عامر وزودته برسائل أخرى فخرج بها من باب المدينة الجنوبي ( باب السقّائين ) بمهارة فائقة, وأوصل رسائل الجمعية الى أصحابها ثم عاد الى النجف مع الأجوبة اللازمة, وإذا بالأجوبة تتضمن الاعتذار على اعتبار ان سياسة الحكومة الانكليزية الارهابية ومراقبتهم الشديدة تحولان دون إمكان الإسهام في هذا الواجب.
الاحتماء بالصحن الحيدري.
رأى فريق من قادة الثورة أن يلتجئ الى صحن الامام علي بن أبي طالب عليه السلام والتحصّن به, ورفع الأعلام السود فوق المآذن وفوق القبة, لعل ذلك يثير غيرة القبائل فتسرع الى نجدة إخوانهم في الدين. وهكذا التجأ الثوار الى المشهد العلوي ونقلوا ذخائرهم ومؤنهم إليه, وأظهروا أنهم يزايلون هذا المكان. ولكن بعض الأركان استنكروا هذا التحصن ورأوا فيه استفزازا قد يضطر الانكليز الى محاربتهم وقصف حصونهم ومعاقلهم حتى وإن كانت في الصحن الشريف وفي ذلك الطامة الكبرى, فأخلي الصحن وسدّت أبوابه ومضى الثوار الى البيوت والأماكن المهجورة للبحث عن مكامن وحجور تقيهم شر الأعداء, وهكذا بقي الصحن الشريف مغلقا,فلما كان أول آيار أذن السيد عباس الكليدار بفتح الأبواب وبعد أن تم القض على كل المطلوبين من قبل سلطات الاحتلال سارعت الجموع للدخول فيه باكين مستغيثين, بعد أن حرموا من التجمع فيه أكثر من شهر.
الاستيلاء على جبل الحويش.
عند فجر اليوم 24 من جمادي الاخرة سنة 1336هـ السابع من نيسان سنة 1918م بدأ قصف المدافع بأقصى هوله وشدته على جبل الحويش, التل الجنوبي المشرف على النجف, ودام الهجوم خمسين دقيقة تقريبا, وتحت شعار هذا القصف وحمايته هجم قسم ( الكركرة ) و ( السيخ ) من الجيش الانكليزي واعتلوا التل بالقنابل اليدوية, واحتلوا خنادق الثوار التي حفروها في التل, وجاء احتلال هذا التل بدون مقاومة لأن الثوار تركوا التل ليلا وبقي حارس واحد تركه ايضا, وبسقوط التل تم للجيش الاشراف على مدينة النجف والاستيلاء عليها, أما الثوار فقد سكتت أصوات أسلحتهم ولجأ كلٌ الى مخبئه, ولم يعرف من قتل في التل غير شخص واحد نجفي اسمه محمد بن الشيخ صافي الطريحي.
وقد نشرت جريدة العرب البغدادية بصدد احتلال جيبل الحويش, في العدد 89البلاغ الرسمي التالي:
في 7 نيسان 1918م – 1336هـ احتلت الجنود البريطانية التلول. ويمكننا الان من موقفنا المشرف أن نعضد السيد مهدي السيد سلمان شيخ محلة الحويش الصادق للحكومة, وان نردع العصاة عن القيام بأعمالهم المعادية .
الاستمرار في قصف النجف.
لم تتوقف القوات البريطانية عن اطلاق مدافعها ورشاشاتها على النجف, لأن الثوار الذين قاتلوها كانوا لا يزالون في داخل المدينة يختبئون في السراديب والآبار, ويتشبثون بكل الطرق الممكنة للتخلص من الحصار الذي ضربه الانكليز على المدينة.ورأت حكومة الاحتلال أن تمعن في أذى المدينة المقدسة وقادتها, فوجهوا الى المرجع الديني الكبير هذا الإنذار:
حضرة السيد محمد كاظم اليزدي دامت بركاته.
بعد السلام. إني مأمور من قبل القائد العام لأبلغكم أن جنابه قرر إطلاق المدافع على نواحي محلة العمارة بكرة صباحا. وتقرر بموجب أمر قائد النجف والكوفة – بناءً على وساطة مندوبي حضرتكم, الشيخ محمود آغا والشيخ صاحب الجواهر, عند سعادة القائد العام – إدخال الماء الى المدينة, وترخيص الزوار المسافرين لمغادرتها, وانا مشغول بذلك, فإن مقصد القائد العام رفع الصدمات الزائدة التي تلحق الأبرياء بسبب حركات المجرمين, ولي أمل أن أتشرف بحضرتكم في هذا القرب, وأستدعي لحضرتكم دوام الصحة.
9 أبريل 1918م
بلفور, حاكم سياسة الشامية
وما ان سمع سكان محلة العمارة بعزم السلطة المحتلة على قصف محلتهم, حتى استولى الرعب على جمهورهم, وشرعوا في الانتقال الى المحلات الأخرى تهربا من الأذى, تاركين وراءهممعظم ما كانوا يملكون من أثاث ونحوه.
وتنفيذا للإنذار الذي وجهه الكابتن بلفور الى السيد اليزدي في 9 من نيسان, شرعت المدفعية البريطانية في قصف باب الثلمة بالمدافع من من شواطئ النجف, فرمت هذا الموضع إحدى وعشرين قذيفة, ثم تقدمت القوات الأرضية لاحتلالها, وقد احضر المسؤولون بعض رؤساء قبائل الفرات الأوسط كالحاج عبد الواحد سكر , وعلوان الحاج سعدون , ورئيس قبيلة العوابد الشيخ مرزوك العواد, وعبادي الحسين, وغيرهم, أحضروهم الى شواطئ النجف- أثناء القصف – ليشهدوا أن المدفعية تقصف باب الثلمة دون المدينة المقدس, وفي ذلك من المكر والخداع.
يومان عصيبان في النجف.
احتل الجيش الانكليزي سور مدينة النجف واستولى على أبوابه وعلى الدور الملاصقة له, كما وضعوا الأسلاك الشائكة في جادة السور المحيط بالمدينة.
وكان الجنود الانكليز في حالة استعداد تامفلا تقع اعينهم على شخص صغيرا أو كبيرا رجل او أمراة على الجادة إلا ورموه بالرصاص, فاضطرب الناس أشد الاضطراب وأصابهم الهلع, ودام هذا الحال مدة يومين.
وفي اليوم 12 من نيسان عمد الانكليز الى تخريب جميع الأبنية والبيوت المشادة في إيوانات السور بالمدفعية, وعددها لا يقل عن حمسمئة بيت, وكذلك جميع البيوت في خارج السور, ومنها محلة كاملة تدعى ( محلة عطية أبو كلل ) أو ( الثلمة ) التي تقع الى جنب محلة العمارة الكبيرة مما يلي مقام الامام زين العابدين عليه السلام, وكان عدد در هذه الملحة لا يقل عن خمسين بيت أيضا, وقد ترك معظم سكان هذه البيوت دورهم بما فيها من الأثاث وما يملكون, علما ان الجيش قد حصن سور المدينة الشاهق تحصنا يعجز عنه الوصف, فقد كدسوا عشرات الآلاف من أكياس الرمل, وضعت في إيوانات السور وممره, وعلى سطحه العلى وفي أبراجه ومن ورائه طريق للجنود في الطابقين العلوي والسفلي. وكانت تظهر من خلال السور أفواه المدافع والرشاشات والبنادق وهي مصوبة على المدينة.
قال السيد محمد علي كمال الدين: وفي خلال مدة المفاوضات التي قام بها أصدقاء السلطة المحتلة مع الوجوه والشيوخ النجفيين, تضعضعت معنويات الثوار من جراء النار الحامية التي شهدوها من الجيش البريطاني, إضلفة الى ما أصاب الناس من مجاعة وعطش, حيث انهم حوصروا أربعين يوما, فبلغ سعر وزنة الحنطة خمس ليرات ذهبية عثمانية, واختفت من الأسواق جميع المواد الضرورية والكمالية, واضطر بعضهم الى ذبح الحمير للإستفادة من لحومها كي لا تهلك جوعا, وقد بيع لحم الحمير في السوق علانية. أما الماء فقد منّ الله تعالى على اهل النجف بأمطارٍ غزيرة متوالية, فلم يبلغ الظمأ بالناس ميلغ الجوع, ولم يضطر الأهلون كثيرا الى مياه الآبار الشاهية المرّة المذاق, على ان الجيش الانكليزي عمل على ردم الآبار وقناتها التي كانت تصل النجف بالفرات, واستخدم لذلك بنائي الكوفة, ومع ذلك فإن المشكل الرئيسية التي كانت هي مشكلة الغذاء في النجف وهي مدينة غير ذي زرع, إلا أن تمر البصرة والحيرة المكدس في الأسواق أنقذ الموقف أو قل خفف من حدة المجاعة كثيرا, ومع ذلك يوجد من الفقراء المرضى من هلك جوعا, وكذلك ماتت القطط والطيور, وقد شوهدت القطط وهي تأكل التمر مع انها لم تكن معتادة على ذلك, وكنت أتألم كثيرا لمرأى هذه الحيوانات الوديعة وهي تعالج سكرات الموت جوعا.
وأصبح السواد النجفي في حيرة واضطراب من سوء العاقبة, فيما إذا دخل الجيش الانكليزي الى المدينة فاتحا مستبيحا, فكان الناس يملؤون الجوامع والمساجد حيث تتصاعد أدعيتهم وتضرعاتهم.

وقد أرّخ الشيخ علي البازي هذه الثورة والحصار بقوله:
ثار الغري ومذ علا          أبنائه الجور عــــــلا
ومرجل البغي بـه          بنار سكسون غــلا
أهاجه حفاظـــــه           وموته له حـــــــــلا
أبى بأن تحكـــمه          دون ذويه الدخــــلا
لذلكم أصيب في           أرّخ ( حصار وغلا )
البحث عن الثوار.
تولّى السيد مهدي السيد سلمان رئيس محلة الحويش زعامة النجف برمتها, وباشر هو وأعوانه, كالسيد علي جريو, والحاج عبد الله الشمرتي, في القبض على المطلوبين من قبل السلطات الذين دونت أسمائهم في قوائم أعدتها السلطة نفسها, وإيصالهم إلى مقر الحكومة خارج السور, بعد أن يكونوا قد أشبعوهم ضربا ولكما وإذلالا. وكانوا يقبضون على الواحد والاثنين في اليوم الواحد بشق النفس, وكان الانكليز يربطون المقبوض عليهم بالحبال الى الخيول التي كانت تسحبهم كما تسحب الأثقال أو العربات, فيهرولون خلف الخيل لاهثين.
امساك الحاج نجم الدليمي.
في اليوم الأخير من شهر جمادي الثانية سنة 1336ه أمسك النجفيون المسالمون السيد جبر الحدادا ابن أخت الحاج نجم الدليمي رئيس لجنة الثورة وأحد الثائرين معه الهاجمين على الخان, يقال إنهم وعدوه بإطلاق سراحه إن هو أرشدهم الى مكان خاله, فأرشدهم الى الموضع الذي استتر فيه من محلة المشراق, وأسرع إليه جماعة من هؤلاء المتظاهرين بالمسالمة شاكي السلاح في طليعتهم عبد الله الرويشدي, ومحسن الشمرتي, وغير هؤلاء, دخلوا عليه في بيت ( حطحوط ) في محلة المشراق, بعد ان فتشّوا عليه عدة دور, وقد اختبأ وراء دثار البيت, فلما رآهم حاول مناجزتهم لكنهم تغلبوا عليه وأمسكوه وضربوه حتى أدموه وشجّوه, ثم أخرج من البيت والخلق صفوف في الشوارع التي يمر عليها به, وهو مطرق يدخن لفافته لا أثر للجزع عليه, واستدعى بالقهوة والدخان فأحضروا له ذلك, وقرعه صاحب الدار أي تقريعوسبه, ثم أخرج من الدار فسلم الى الانكليز خارج المدينة.
تسليم الحاج سعد راضي وإمساك ابنه محسن.
في يوم السبت غرة رجب من هذه السنة خرج الحاج سعد الحاج راضي م دارهم التي كان مستترا فيها عازما على تسليم نفسه للانكليز, وقد حفّ به جماعة من زملائه رؤساء النجف المتغلبين المتظاهرين بموادعة الانكليز كحسّون شربة, وغيدان عدوة, وغيرهما, وخلفهم وأمامهم وفي جانبهم خلق كثير من النساء والرجال يبكون, وساروا توّا الى رحى الماء في بحر النجف حيث اتخذها قوّاد الانكليز وحكامهم مركزا حربيا لهم بعد الثورة. فما بلغ هؤلاء تسليمه وكانوا في الخان حتى أحاطوه بطائفة من جنود الانكليز أوثقوه كتافا, وكان معه كيس فيه نقود, طلب من السيد مهدي إعادته الى أهله فأبى الأعوان ذلك وأخذه الجنود, ثم إنهم سيّروه مع جماعة من الثوار مخفورين الى الكوفة.
وفي هذا اليوم شاع في النجف خبر فرار شمران العامري ليلة البارحة, وذلك إنه طلب من حارسه التبرز على شاطئ الفرات فألقى بنفسه فيه غفلة وهرب.
وفي هذا اليوم أمسكوا ابن الحمامي  وابن حبيب في محلة الحويش, وفي الول جرح بليغ, وفي الثاني جرح خفيف, وهما من مهاجمي الخان ومن عصابة الحاج نجم.
وفي هذا اليوم قبض على جماعة من اهل الحلف أصحاب أصحاب الحاج نجم كما يسميهم النجفيون الذين هجموا على دار الحكومة الانكليزية, ومن جملتهم جودي بن عيسى ناجي, وُجد في خربة من محلة البراق, ومنهم مجيد بن مهدي دعيبل في محلة الحويش ممّن دخل يوم الواقعة دار الحكومة, والمشهور أنه الذي باشر قتل الكابتن مارشال بإطلاق النار عليه من بندقيته مرتين.
وممن أمسك هذا اليوم من الثوار طماطة بن سعيدان في محلة الحويش.
وفي يوم الثلاثاء الرابع من رجب أمسك النجفيون المسالمون في محلة البراق مطرود بن جاسم الكعباوي وهو من الثوار ومن اتهم بالاشتراك في المؤامرة على الثورة.
وفي عصر يوم الثلاثاء رابع رجب قبض النجفيون المسالمون على أربعة ثوار وجدوهم في مكان واحد في محلة المشراق وهم : حميد بن صكر الكرعاوي من جماعة عطية أبو كلل الذي نفذ من نطاق الحصار على المدينة في ليلة 12 من شهر الثورة, وعلي بن عيسى حبيبان من مهاجمي دار الإمارة, والسيد سلمان بن السيد جاسم, ورجل من آلبو عامر.
وفي عصر يوم السبت ثامن رجب قبض النجفيون على علوان دليهم, من أصحاب كاظم صبّي ومعه بندقية من طراز موز الألماني.
تسليم كاظم صبي.
في اليوم الأربعاء 12 من رجب بعيد الفجر خرج كاظم صبي من مخبئه وحده وذهب الى دار الخازن ( الكليدار ) فطلب ان يصحبه هو والحاج محسن شلاش فيسلمانه الى بلفور, فذهبا الى مقابلة الحاج محسن فقابلاه, فمضى هؤلاء الثلاثة الى مقر الحكومة ( السراي ) قبيل طلوع الفجر, وبهذه الصورة سلم كاظم صبي نفسه على حين لم يشعر به أحد من الناس, وكأنه أنف أن يقبض عليه رجال الموادعة فيتبجحوا عند الانكليز بقبضه رغبة بالحصول على الجائزة.
وفي هذا اليوم قبض المسالمون على السيد جعفر الصايغ أحد أركان الحلف والعهد, وهو على ما يقال جعل داره مركز المذاكرات للثوار السرية قبل المحادثة الخيرة بزمان.
وفي مساء نفس اليوم قبض المسالمون على شابين هما مغيض وأحمد شِبلي الحاج سعد. وقبضوا أيضا على الشاب حامض ابن اخ كاظم صبي.
في ليلة الخميس 13 من رجب خرج عباس علي الرماحي متنكراً, واقتفى بذلك أثر كاظم صبي, فجاء تواً الى دار الحاج محسن شلاش وقد وطن نفسه على التسليم. فهرع عامة المسالمين ودخلوا عليه وهو في دار الحاج محسن شلاش, فجرت بينهم مفاوضات أفضت الى صياح عظيم, وقر الحاج محسن أخذ أمر تسليمه على عاتقه, فراجع عنه بلفور في الساعة الخامسة من تلك الليلة, وفي الساعة السادسة وقع التسليم بدون مشاركة الموادعين.
وفي يوم الجمعة 14 من رجب قبيل الغروب قبض الموادعون على راضي نجل الحاج سعد, وهو شاب بارع الجمال له من العمر 16 سنة أو دونها, وكان للقبض عليه وقع سيء في النفوس, وتاثير حزن الجميع.
وبنفس اليوم قبضوا على فنجان بن صكبان بقر الشام.

وبنفس اليوم سلم من تلقاء نفسه شقيق عباس الرماحي الى دار معاون الحاكم السياسي عبد الحميد خان وأنف أن يمسكه النجفيون, فبقي تلك الليلة فيها, وفي عصر الجمعة سلّمه أسود أحد خدام معاون الحاكم.
وبنفس اليوم عصرا سلم نفسه الشاب كردي أبو كلل الذي طلبه بلفور أشد الطلب لأنه ابن قائد معروف وشجاع أو عطية أبو كلل, وقد سلم خرج من مخبئه عندما أعطاه السيد مهدي المان بعدم الشنق والرفق به فسلم نفسه الى السراي وكان هناك بلفور ينتظره, فمكث في السراي برهة من الوقت, ثم أحضرت له مركبة انكليزية أركب فيها وغاب عن العيون التي بكته رحمة بشبابه الزاهر وجماله الباهر.
وفي صباح يوم الخامس عشر من رجب قبضوا على الشابين رزاق وتومان ولدي غيدان عدوة المعموري أحد رؤساء الشباب في محلة الحويش ومن الرجال الموادعين للانكيز, وقد كان لذينك الشابين يد خفية في حادثة النجف وأعمال سرية اتضحت للانكليز, ولا يعلم على التحقيق فاضح أعمالهما, والظاهر ان الذي كشفها بعض الثوار الذين قبضوا عليهم.
وفي الساع لعاشرة من مساء هذا اليوم قبض على تومان بقر الشام

وفي ضحى يوم الأحد من 16 رجب سنة 1336هـ ألقي القبض على حمود الحار, وأولاد حبيب الحار, وهم مسلط وسعيد ومجيد.
وفي الساعة العاشرة منه جاء أهل الأحياء الأربعة في النجف بما جمعوه من السلاح, فكان عدده 200 بندقية أكثره من الطراز القديم, وفيه قليل من السلاح التركي والألماني.
وفي هذا اليوم قبض على رشيد كرماشة من أهل محلة العمارة.
وفي يوم الاثنين 17 قبض على عبد بن يوسف شبع, وحسين الصرّاف.
وفي صباح هذا اليوم سلم أهل الأحياء أيضا سلاح وكان دون المئة عددا من الطراز القديم وكذلك سلموا الخناجر المذهبة والمفضضة.
تسليم الشيخ محمد جواد البلاغي.
وفي ضحى يوم 18 من رجب سلم الشيخ محمد جواد البلاغي نفسه بواسطة شيخ الشريعة, فإنه كتب الى المعاون الحاكم السياسي حميد خان بإبقاء الجزائري ريثما يثبت عليه القانون حكم النفي أو غيره, وقد تعهد للانكليز بأن يسلمه إن ثبت ذلك, ولكن بلفور كان مصرا على القبض عليه, فاضطر الجزائري الى تسليم نفسه, وقد شيعه من قبل شيخ الشريعة ولده وصدر الإسلام الخوئي.
وفي مساء هذا اليوم 18 رجب بلغ عدد المقبوضين من الأحياء الأربعة قريبا من 30, 15 من أهل محلة العمارة بينهم بقية آل كرماشة, والباقون من المحلات.
وبعد الظهر قبض المسالمون على أربعة من أهل محلة البراق وهم:
شنّون المعمار, وحساني واخوه مجيد أولاد الحاج عبود المختار, وحبيب المعروف بأبي الجاموس.
وفي نفس اليوم عصرا قبض على حلّوس محمد صبّار, والعنتاكي.
القبض على كريم الحاج سعد.
بواسطة العملاء تم القض على كريم الحاج سعد راضي وكان مختبئ في إحدى دور سوق القاضي ( سوق محلة العمارة ), فخف لمشاهدة هذا البطل الباسل ألوف من الرجال والنساء, وكثر الزحام على الأسلاك الشائكة, فذعر الانكليز لذلك الاجتماع الغريب في تاريخ النجف, وخرج المئات منهم لتفريق الناس بالحراب.
وكان أول من ألقي القبض عليه من رجال الموادعة مطلق المعمار, وأجيز من الانكليز 1500 روبية!.
نهاية الحصار.
لم ينته الحصار إلا بعد 45 يوما بعد ان سلم خلالها للسلطة المحتلة 140 رجلا.
وفي اليوم الخير أجازت السلطة خروج بعض العوائل بصك من عبد الحميد خان معاون الحاكم العسكري في النجف, ولكن المشكلة كانت في الطريق الملتوي, طريق الأسلاك الشائكة الذي لا يزيد عرضه على نصف متر, ويستطيل في عرض الميدان حتى مخرج باب البلد, وكان يتخلل هذا الطريق أنواع الحرس المسلحين من انكليز الى هنود غلاظ شداد مكتظون الى جنب الأسلاك صفوفا, وهم على كثرتهم صامتون واجمون تعلوا وجوههم صفرة وغبرة تثير في نفس المشاهد الرحمة والحقد بوقت واحد.
في اليوم 4 من آيار شرعت السلطة أولا في تقليص عدد مخافر المراقبة, ثم أخذت ترفع الإسلام الشائكة من عدة مواضع داخل السور, ولما فرغت من ذلك كله قدم الكابتن بلفور من الكوفة الى النجف وأزال من أمام مدخل السوق الكبير الحاجز الشائك, وأذن للناس الذين احتشدوا أمامه بالخروج من المدينة إذنا عاما, وفعل الجنود مثل ذلك في باب الثلمة والباب الصغير, فتنفس الناس الصعداء واستبشروا خيرا, وسارت أفواج منهم الى الكوفة مشيا على الأقدام, كما وخرجوا الى الشواطئ جماعات جماعات ليتنفسوا الصعداء, وتراخت في الحال أسعر الحبوب والبقول واللحوم, وأخذت الأمور تعود الى مجاريها.
وكان السيد محمد كاظم اليزدي قد رفض طلب الانكليز بمغادرة النجف بعد أن شددوا الحصار عليها, فانتهز فرصة رفع هذا الحصار وانتقل الى الكوفة, كما انتقل شيخ الشريعة وغيره من العلماء والأعلام الذين أبوا إلا أن يشاطروا الأهلين آلام الحصار والعذاب.

مصير الزعيم عطية أبو كلل.
كان الزعيم عطية أبو كلل قد نفاه الانكليز في أواخر سنة 1336هـ – 1917م من النجف الأشرف الى بادية النجف الغربية ( منطقة القصور ) على إثر حوادث كانت في النجف.
وبقي الزعيم أبو كلل في منفاه في البادية حتى اندحار الثوار النجفيين وخضوع مدينة النجف, فأوعز حينها الميجر لجمن حاكم البادية الجديد الى صنايعه من عنزة أن يغزوه على حين غرة, فجاء أفراد عنزة وانتهبوا بيوت عطية وجميع أمواله الوفيرة, فهام ذووه والأفراد الآخرون الذين معه في عرض البادية متفرقين, وإذا بعطية قرب قرية الشنافية وحيدا وبعد أن أصبحت أمواله نهبا وتفرق ذووه, فقرر التقدم الى حاكم الشنافية الذي كانت تلقبه الدهماء ( أبو رويشات ) فأحاله بدوره الى محكمة الكوفة.
في صباح الخميس 20 رجب أنزل الزعيم أبو كلل من الباخرة وفي رجليه ويديه قيد خفيف, وجعل مع الشيوخ المساجين في خان آل شلال.
وفي نفس هذا اليوم قبض الموادعون على عبد الرويشدي ومحمد علي وهب ومتعب بن صكبان بقر الشام وكذلك عراك وأخوه زبالة من آل الشمرتي وابن جحيفة من رماحية البراق.

محاكمة الثوار.
قررت سلطة الاحتلال محاكمة الأشخاص الذين اتهموا بقتل حاكم النجف الكابتن مارشال, والحارسين الهنديين في يوم 19 آذار 1918م, وكذا الذين تصدوا الى محاربة القوات الانكليزية بعد حادث القتل, وتتألف المحكمة من ثلاث ضباط بريطانيين, كان يرأسها الكولونيل لجمن, وقد رجت المحاكمة باللغة العربية, وبصورة علنية.
في اليوم 15 شعبان تمت المحاكمة في جسر الكوفة فكانوا يجيئون بهم مخفورين من مهتقلهم الى خان نصر أو خان آل شلال الى دار بلفور حيث جرت محاكمة القوم, وكانوا جميعا موثوقين بالقيود حتى السيد محمد علي بحر العلوم الذي أعيد من الحلة في ذلك اليوم للمحاكمة.
وكانت قرارات المحكمة تقضي بإعدام 13 منهم , وحبس 9,  وإجلاء 123 رجلا الى الهند بصفة أسرى حرب, وقد أدل القائد العام حكم الإعدام بحق أحدهم الى السجن المؤبد, وتمكن آخر من الإفلات والنجاة بنفسه, فضجت النجف لهذه الأحكام الجائرة, وطالبت بتخفيفها, ولكن الحاكم السياسي الكابتن بلفور عارض بشدة فكرة التخفيف, كما أقر هذه الأحكام الحاكم الملكي العام السر ئي تي ولسن, والجنرال مارشال قائد القوات البريطانية في العراق.

تنفيذ أحكام الاعدام.
في مساء اليوم 18 من شعبان 1336هـ – 29 مايس 1918م دعى الى جسر الكوفة مشايخ النجف الموادعون والمختارون, وعدا الانكليز قسما من مشايخ عشائر الشامية, فحضر الجميع في جسر الكوفةو وطلب الانكليز منهم ان يشهدوا شنق الثوار الذين حكم عليهم بالإعدام.
وقد أعد الجيش الانكليزي عدته لتنفيذ الاعدام, اذ ثبت وحدات من الجيش في شوارع مدينة النجف وأسواقها ومخافرها ودور الحكومة والجنود جميعا في حالة استعداد تام للمعركة وبنادقهم مصوبة نحو المدينة.
وفي يوم 19 شعبان قبل طلوع الشمس, وقد استحضر في جسر الكوفة باخرة مصفحة ومسلحة رست اتجاه الخان الذي اعتقل فيه المحكومون ووجهت مدافعها الى جهة الشرق والغرب, وتحضر الجند في معاقلهم ولزموا متاريسهم ومنع الحرس اجتماع الناس, وبمحضر من لارؤساء والزعماء, تم في خان الحاج محسن شلاش في جسر الكوفة إعدام كل من:
1 – كريم الحاج سعد راضي.
2 – أحمد الحاج سعد راضي.
3 – محسن الحاج سعد راضي.
4 – سعيد ( مملوك الحاج سعد ).
5 – كاظم صبي الخالدي.
6 – محسن آلبو غنيم.
7 – عباس علي الرماحي.
8 – علوان علي الرماحي.
9 – الحاج نجم البقال الدليمي.
10 – جودي بن عيسى ناجي.
11 – مجيد الحاج مهدي دعيبل.

Untitled-12

 

 
وبعد أن جرى غسل وتكفين المعدومين من قبل أفراد من الشبانة, تم نقلهم بواسطة الترمواي الى النجف حيث دفنوا بين مقبرة الهنود ومقبرة السيد علوان البحراني, على يسار الذاهب من النجف الى الكوفة.
وكان الانكليز قد شنقوا قبل يومين في الثوية خارج النجف كلاً من: كاظم بن الحاج مهدي البستاني, وهو نجفي من شرطة أبو صخير, وشعلان تاجيه لعلاقتهما بحودث أبو صخير.
والى هذه الحادثة البشعة يشير الشيخ علي الشرقي بقوله:
نيف وعشرون صليبا لنا           إذ النصارى افتخرت في صليب
لعظمهم قد رفعوا فوقنــا           أهكذا يرفع قدر الأديـــــــــــــب
أعوادهم منابر للثـــــــنا           تناوشوهنّ خطيباً خطيــــــــب
ويقول في قصيدة أخرى عن النجف وما جرى فيها من شدائد:
وطني المفدى أيّ سـرّ               في ثراك الطهر عالــــــق
أمن الثرى هذي الدمى              ومن الورى هذي الغرانـق
ومن التراب وما التــراب               خلقت أوراد الحــــــــدائق
لله فيك عنايــــــــــــــــة               جعلتك مخلوق وخالـــــق
أين اللواحق يا غـــــري               فأنت أنت أبو السوابـــــق
يا لمعة النجف المعلّى               لا تجهمك الطــــــــــــوارق
المنفيون من الثوار.
حمل المنفيون في باخرة حربية متوجهة إلى الحج, وعليها عدد كبير من الأسرى الأتراك, فحشروهم في هذه الباخرة بعد أن صفدوهم بالقيود والأغلال إلى منفاهم في قرية بشمال الهند تسمى ( سمر بور ).
وبعد إعلان الهدنة وانتهاء الحرب بين الدول الأوربية المتخاصمة, فأعيدوا إلى العراق عن طريق البصرة, وأوقفوا فيها وظلوا معتقلين حتى كفل بعض ذوو قرباهم بمبالغ طائلة فأسرعوا بالمجيء الى النجف, وتأخر بالبصرة أربعون من فقرائهم مدة أربعة أشهر أخرى لا كفيل لهم, وقد كفلهم غيدان عدوة أحد زعامء النجف, فكفلهم وحده بجميع أملاكه وأمواله وعاد بهم الى أهلهم مسرورين, وقد تراوحت مدد الأسر بين 18 – 22شهراً.
أسماء المنفيين.
السيد محمد علي بحر العلوم, الشيخ محمد جواد الجزائري, السيد ابراهيم البهبهاني, راضي الحاج سعد, مغيض الحاج سعد, عيدان الحاج سعد, الزعيم عطية أبو كلل, جاسم أبو كلل, كردي بن عطية أبو كلل, حسن حاجي أبو كلل, كريم ابو كلل, حسن الصراف, أحمد الصراف, عزيز الأعسم, محمد مطر العكايشي, زاير العكايشي,عطية العكايشي, طلال العكايشي, حسن علوان العكايشي, خطار العبد العكايشي, سعد الحاج راضي, محمد آل جبر العامري, نجم العبود العامري, هادي لأبو شبع, عباس حسن أبو شبع, الحاج محمد أبو شبع, خليل أبو شبع, عبد يوسف أبو شبع, غازي طوبه, صالح كرماشة, كريم كرماشة, مجيد كرماشة, غني كرماشة, مجيد طالب, عبد الله الرازقي, ياسين الرازقي, عبد الرزاق الرازقي, جدوع الرازقي, عبد الرزاق عدوة, تومان عدوة, حتروش عدوة, مسلط الحار, حمود الحار, مهدي الحار, سعيد الحار, عبد عيسى حبيبان, علي عيسى حبيبان, عطية صبي, سلمان صبي, حامض صبي, تومان بقر الشام, فنجان بقر الشام, متعب بقر الشام, حسين بقر الشام, علي الحاج حسين الصنم, محمد الحاج حسين الصنم, الحاج رديف ثالثة, محمد الحاج مهدي ثالثة, السيد هادي السلطاني, خضير عباس البهاش, محمود وهاب البهاش, عبد الكريم وهاب البهاش, حسن كصراوي البهاش, سويدان كصراوي البهاش, حميد آل صكر, جواد مطرقان, حسوني العلوان, عبود عبد الكريم الجيلاوي, مطشر الرماحي, حنتوش الرماحي, حسون أبو جحيفة, حساني المختار, مجيد المختار, طماطة سعيدان, شعلان أبو نصيحة, السيد أحمد العذاري, مسلم الدريعي, مهدي الدريعي, السيد سلمان الفحام, السيد جبر الفحام, عزيز الحارس, الحاج وادي العبد, عبد الله سابوح, إبراهيم المؤمن, بشير العبد, عبد حميمة النداف, عبود صخيلة, عبود نورية, عبد نورية, إبراهيم جريان, علوان الملا علي, طنوس آل علي, عباس عجمي, مجيد عزوز, حسين علي كور, الحاج حبيب أبو الجاموس, السيد سلمان الحجار, حسن شاهين, السيد جعفر الصائغ, ناصر آل حسون, عرّاك عزيز كور, كاظم عزيز كور, قلوم ملكي, عمران جبرين, جاسم جبرين, السيد مهدي دخيل, محمد حطبان, سلطان حمادي شبيب, عبد الله الرويشدي, إبراهيم الرويشدي, مجيد عريعر, الحاج مهدي الخبّاز, محمود الحاج حمود, السيد جاسم طبار الهوى, حسن نجم الشمرتي, محمد حسن الشمرتي,  حلوس محمد صبار, حميد أبو السبزي, علوان ادليهم, علي جوزة.
حاكم جديد للنجف.
في 23 مايس 1918م عينت حكومة الاحتلال الميجر كرين هاوس حاكما للنجف, ليخلف الحاكم القتيل مارشال, أي بعد مقتل سلفه بشهرين وأربعة أيام, والمعروف عنه انهشرس فظا غليظا, وكان اذا أراد الدخول الى المدينة بعث جلاوزته ينادوا في الناس ليقفوا احتراما للحاكم أثناء مروره اليويم.

 المصدر: تاريخ النجف ج3 ( حرز الدين )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.