إبراهيم أطيمش
إبراهيم بن مهدي القرشي الشهير بـ(أطيمش)
المعروف بـ(إبراهيم أطيمش)
سيرة الشاعر:
ولد في الشطرة (قضاء في محافظة ذي قار) سنة (1290هـ – 1873م)، وتوفي الشاعر في مدينة النجف الأشرف عام (1360هـ – 1941م)، دراسته دينية تلقاها في النجف، وقد تعدّد شيوخه، ثم اختصّ بأستاذه أحمد كاشف الغطاء فلازمه.
الإنتاج الشعري:
جمع شعره في ديوان (مفقود حالياً) كان يضم بعض غزلياته ومساجلاته الشعرية.
للوهلة الأولى يتجلى لنا مدى تمكن الشاعر من ناحية القصيدة لغة وإيقاعاً فتجربته الفنية تتسم بالنضوج إلا أن التقليد غلب على صوره فجائت جزئية على غرار اسلافه من الشعراء وكذا بالنسبة لما استهدفه من أغراض المدح والغزل .. إلخ
نموذج من شعره:
علّامة العصر
قصيدة: علّامة العصر
في مدح أحمد كاشف الغطاء
رقَّت من الدهر يا بُشْرايَ أوقاتُ *** للأنس فيها إعاداتٌ وعاداتُ
وقد تجلَّتْ رياض البِشْر ناضرةً *** تُجْلى لخمر الصبا فيهنَّ كاسات
والوُرْقُ تُفصح عن لحنٍ له رقصتْ *** من الحسانِ غداة اللهوِ قَيْنات
والروض تضحكُ عن زهرٍ خمائلُه *** مطْلولةٌ فوقها تبكي الغمامات
يا حبذا زمنُ اللذاتِ، إنَّ به *** وافت إليّ مع البرقِ البشارات
مسرَّةٌ تُرقِصُ الأغصانَ بهجتُها *** شوقاً فكيف إذا وافتْ مسرَّات
والراح يسعى بها للصبِّ ذو هَيَفٍ *** وما سوى ثغرِه المعسول راحات
كأن راحتَه في راحِه جهلتْ *** فما تبينُ لها في الشرب جامات
نعيم وَجْنتِه كالنار ملتهبٌ *** فاعجبْ لخَدٍّ به نارٌ وجنَّات
يا بدرُ طالعتُ في خدَّيك لي شبحاً *** كأن خدَّيك للرائين مرآة
عليك أقسمُ في لامِ العِذار أمَا *** للصبِّ منك بواو الصدغ عطْفات
أديمُ خدِّك مصقولٌ أخال به *** عكْساً بأنَّ خيال الهدْب خالات
بالله يا حكمي عطفاً عليَّ فلي *** إن جُرْتَ أحمدُ تخشاه الحكومات
كأنه البدر في أفق الفخار وقد *** دارتْ عليه من الطلاب هالات
آنًا يضلُّ سبيلَ الرشْدِ طالبُهم *** وذا مُحيّاه مصباحٌ ومشْكاة
سحائب البشر جادتْ في قدومهمُ *** وهنَّ من قبلُ طَلٌّ بل صبابات
على المحبِّ تصوبُ اليُمْن وهْي على الْ *** جاني عليه مُصيباتٌ مُصيبات
أجاب داعي الهدى لما أثاب به *** وللكرام إذا تُدْعَى إجابات
قرَّتْ بطلعته عينُ الكمال وكم *** له من الله عن نقصٍ عنايات
حقيقةٌ صدقُ لفْظِ البحر في يده *** وفي سواه مجازٌ واستعارات
يفرِّق المال والتفريق سيئةٌ *** للهِ كم أحسنتْ تلك الإساءات
جَلَّى مناسبَ مثل الشمس تشبهُها *** منه مناقبُ في العليا جلِيّات
الفكرُ نافعُه والله عاصمُه *** فليس عن غيره تُروى القرارات
للفضل والجود والتقوى أضيفَ فكم *** تتابعتْ منه في العليا إضافات
لا تعجبوا إنْ طغت كالبحر راحتُه *** فتلك أيدي نداه جَعْفَريّات
علائمُ العلم شعَّت في أسِرَّته *** وللعلوم كما قالوا: علامات
بالمسك يكتب في طِرْس الهوى قلمٌ *** سطورُها حين تملي عَنْبريّات
متى استهلَّتْ بشرع الجود أنملُهُ *** تُعجبْكَ في مبْدع الجَدْوَى براعات
عَلاّمة العصر والأحكام شاهدةٌ *** وليس تُنكر منهنَّ الشهادات
سمعاً أبا الفتحِ فالفتحُ المبين أبَى *** تُنمَى لغيرك في الدنيا الفتوحات
راياتُ فضلك يومَ الفخر خافقةٌ *** عنها نَكصْنَ من الحُسّاد رايات
المصادر:
1 – جعفر باقر محبوبة: ماضي النجف وحاضرها (ج2) – مطبعة النعمان- النجف 1957م.
2 – حميد المطبعي: موسوعة أعلام العراق في القرن العشرين (ج2 ) – دار الشؤون الثقافية – بغداد 1995م.
3 – علي الخاقاني: شعراء الغري (ج1) – المطبعة الحيدرية – النجف 1954م.
2015-03-19