الخميس , 18 أبريل 2024
الرئيسية » شخصيات نجفية » شعراء » محمد بن هاشم بن شجاعت علي (اللكهنوي)

محمد بن هاشم بن شجاعت علي (اللكهنوي)

المعروف بـ(محمد الهندي)

سيرة الشاعر:

ولد في مدينة النجف الاشرف سنة (1242 هـ – 1826 م)، وتوفي فيها عام (1323 هـ – 1905 م).

عاش في العراق، وتلقى علومه على يد عدد من علماء عصره الذين اجازوه من أمثال حسن خنفر والانصاري ومولى علي بن خليل الرازي وغيرهم.

نزح من مدينة سامراء عام (1881 م)، ثم عاد الى النجف وهناك اجتمع له جمع من الناس يأخذون عنه نظير راتب قد خصص له من الخيرية الهندية.

الإنتاج الشعري:

أورد له كتاب (شعراء الغري) عددا من القصائد والمقطوعات الشعرية.

الأعمال الأخرى:

له عدد من المؤلفات منها: نظم الآل في علم الرجال، والسبائك الذهبية في علم العروض، والكشكول: (سجل فيه ما سمع من شيوخه في مجالسهم)، والأضواء المزيلة للشبه الجليلة في الرد على البهائية، والمنتهب من تلخيص المقال وحواشيه في الرجال.

ما أتيح من شعره يدور حول الرثاء الذي أوقف جله على رثاء العلماء من آل بحر العلوم، وكتب التأريخ الشعري، يكشف ما أتيح له من الشعر عن مقدرة وتمكن يسيران به شوطًا واسعًا في مجال الشعر، اتسمت لغته بالسلاسة مع ميلها إلى المباشرة. وخياله قريب ينشط في القليل من لفتاته البديعية.

عناوين القصائد:

. الجد في الوجد

. نوح المكرمات

. نضوب البحر

قصيدة الجد في الوجد

هل القيامةُ قامت مذ دهى الخبرُ *** فالشّمسُ قد كُوِّرت والشّهبُ تنتثرُ

والناسُ في سكرةٍ ممّا أصابهمُ *** وما همُ بسكارى بل لهم عُذر

قد غاب نيِّرُهُم من بين أظهرهم *** كما الكواكب عنها الشمسُ تستتِر

من آل عدنانَ بدرٌ يُستضاء به *** فلتبكِه هاشمٌ ولتبكِه مُضَر

وليبكِهِ العلمُ والتّقوى وكلّ عُلاً *** ففيه قد قام للعَلياء مفتخَر

لقد بكتْكَ المعالي إذ قُبِرتَ وفي *** مثواكَ يا ربَّها العلياءَ قد قَبَروا

والدّينُ منكسرٌ منه اللّواء وهل *** من العجيب على مُحْيِيه ينكسر؟

قد كنتَ ظلاً لأهل الأرض كلِّهمُ *** فمَنْ تركتَ لهمْ إن نابَهمْ قدر؟

كنتَ الحِمى لهمُ في كلّ نازلةٍ *** تُجيرُهم ومن الأعداء تنتصر

فأنت كالشّمس ما للعالمين غِنًى *** عنها ولم يُجزِهِم من دونها القمر

وأنت أمنٌ لمن قد خاف من بشرٍ *** وأنت سيفٌ من الرحمن مشتهَر

من للضّعيف إذا جار الزمان بمن *** عظمُ الكسير وقد فارقتَ ينجبر؟

إن يمكنِ الصّبرُ في رزءٍ فعمرك ما *** عليك يا منهلَ الوُرّاد مصطبَر

ما لامستْ راحتا كفّيك من حجرٍ *** إلا قدِ اخضرَّ مِنْ فرطِ النّدى الحجر

ما زال يفعلُ أفعالَ الملائكِ إذ *** يُبدي العجائبَ إلا إنه بشر

إن المكارم والمعروف قد شهدَت *** بأنها في الورى من مجده أثر

من آل بحرِ علومٍ كلُّهم ورِثوا *** عُلاه فهو لها سمعٌ وذا بصر

ما للهدى والنّدى والمجدِ من غُلَلٍ *** إلا عليكَ بنار الوجد تستعر

لولا قيامُ عليٍّ عنك في بدلٍ *** لم يُطْفِ علّتَها بحرٌ ولا مطر

لأنتما قَمَرا العزّ المنيع متى *** قد غاب عن أفقه بدرٌ بدا قمر

صبرًا عليٌّ فإن الصبرَ لو عجز ال *** أملاكُ عنه فأنت اليوم مُقتدِر

تردّ بالجدّ سيفَ الوجدِ يا مُقَلاً *** للحمد في الغِمد فهو الدهرَ مستتر

وتنتضي سيفَ صبرٍ لا يفلِّله *** قرعُ المصائب إذ يبدو لها خطر

وأنت ليثُ عرينٍ في ليوثِ حمًى *** يخشَون في غابهم أمرًا وإن ظهروا

إن تؤجَروا فعظيمُ الأجر حُقَّ لكم *** وإنّ أهلَ عظيمِ الصّبرِ قد أُجروا

فمَيتُكم ذكرُه نحوَ السّماء سَما *** وحيُّكم نورُه في الأرض منتشِر

أنَّى يباريكمُ في الفضل من أحدٍ *** وفيه قد سارتِ الأمثالُ والسّير

ويا سقى ما ثوى فيه محمَّدُكُمْ *** صوبٌ من العفو والرضوان منهمر

قصيدة نوح المكرمات

أفي كل يومٍ للشريعة كوكبُ *** يغيب ويهوي للحنيفيّ أخشَب

وتظفَرُ أظفارُ المنيةِ بالذي *** تُنَشِّب عنه في الحوادث مِخلب

وقد زلزلتْ شرقَ المعالي وغربَها *** فلا مشرقٌ إلا وينعى ومغرب

وغيَّبَتِ المهديَّ عن أعيُن الهُدى *** فأمسى لأثواب الأسى يتجلبب

فما هو إلا للهداية صارمٌ *** برغم المعالي منه قد فُلَّ مضرب

وناحت عليه المكرماتُ بمأتمٍ *** وحقّ لها تبكيه دهرًا وتندب

وأظلمَ ربعُ الدّينِ مذْ غابَ بدرُه *** فلم يدرِ مَنْ رام الهُدى أينَ يذهب

وما كنتُ أدري قبلَه أن في الثرى *** نجومَ سماواتٍ تغيب وتغرب

لقد كان درعًا للورى في مخافةٍ *** فمِنْ بعدِه فليخْشَ مَنْ كان يرهب

سرى حزنُهمْ فيه كمَسْرى فخاره *** فراحت به الأمثالُ في الناس تُضرَب

فمَنْ بعدَه يحمي الحمى غيرُ جعفرٍ *** أخيه الذي من كأسه كان يشرب

بعيدُ المدى عن أن يدانيه أروعٌ *** ولكنْ لراجيه من السّمع أقرب

وإخوتُه الغرُّ الكرامُ حبيبُهم *** صباحُ التّقى مصباحه المتلهِّب

وعباسُ ذو النّبلِ النبيلُ وخُلْقُه ال *** جميلُ لعمري مِنْ جَنَى النحلِ أطيب

قصيدة نضوب البحر

لِمْ صرتِ ذاتَ ظلامٍ يا نسيمَ صَبا *** كأن نجمَ سماءِ العلم قد غربا

لآل بحرِ علومٍ مأتمٌ جلَلٌ *** همى به ماءُ عينِ العلم وانسكبا

مات الفقيهُ كبيرُ الشأن منزلةً *** طباطبائيُّهُمْ مَن أحرزَ الرتبا

سَمِيُّ نفسِ رسولِ الله وارثُه *** وإنه لَعلِيٌّ محتِدًا وأبا

وللمديحِ عباراتٌ قدِ استبقتْ *** لكنْ يَراعي يُراعي الشأن والأدبا

لا أستطيع ثناءً حسب رتبته *** فإن ذلك أعيا مِصقَع الخُطبا

يا ثلمةً وقفتْ في الدّين فانكسرتْ *** فلكُ الهداية لو لم يتركِ العُقَبا

أَرّختُ في مصرعٍ عامَ الوفاة له *** آهًا لبحر علومٍ ماؤه نَضَبا

المصادر:

1-أغا بزرك الطهراني: طبقات أعلام الشيعةدار الأضواءبيروت

2-علي الخاقاني: شعراء الغري (ج10) – المطبعة الحيدرية – النجف 1954.

3-محمد الحسين كاشف الغطاء: العبقات العنبرية – مخطوط.

4محمد هادي الأميني: معجم رجال الفكر والأدب في النجف خلال ألف عام – مطبعة الآداب – النجف 1964.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.