الخميس , 28 مارس 2024
الرئيسية » شخصيات نجفية » شعراء » عبد الحسين بن إبراهيم بن صادق العاملي النبطي

عبد الحسين بن إبراهيم بن صادق العاملي النبطي

المعروف بـ(عبد الحسين صادق)

سيرة الشاعر:

ولد في مدينة النجف الأشرف سنة (1279هـ – 1862م)، وتوفي في مدينة النبطية (جنوبيّ لبنان) عام (1361هـ – 1942م).

شاعر، ومؤلف، عاش في العراق ولبنان.

فقد أمه وهو طفل رضيع كما توفي أبوه وهو في الخامسة من عمره، فعاش في كنف زوج أخته الكبرى.

تلقى علومه الأولى في بعض مدن الجبل في لبنان، فدرس على معلمي مدارسها النحو والصرف والمنطق والمعاني والبيان، وأصول الفقه، ثم هاجر إلى مدينة النجف لاستكمال دراسته الدينية، وبعد أن أجيز عاد إلى جبل عامل ( 1898م).

كان وراء تأسيس مدرسة وعدد من المساجد في النبطية وما حولها.

الإنتاج الشعري:

له ديوانان هما: «سَقَط المتاع» (قدم له وذيّله بترجمة الشاعر: حسن صادق – نجل المترجم له) – المطبعة العصرية – صيدا، و «عَرْف الولاء» بيروت 1956م، وله قصائد ومقطعات في كتاب: «شعراء الغري»، كما نشر بعض شعره في مجلة «العرفان» اللبنانية.

الأعمال الأخرى:

له منظومات في المواريث، والرد على المخالفين، ومؤلفات أصولية وفقهية، وكتاب في «النظرات والمناظرات» – مخطوط.

نظم القصيدة والموشحة والبند، تكمن في قصائده علامات تجديد، في قصيدة «أطياف عربية» تتعدد الأصوات تتحاور وتتكامل، ومع هذا النزوع القومي نقد اجتماعي، ووصف، وتأمل، عبارته رصينة، وتراكيبه متينة.

نموذج من شعره:

الجروح قصاص

رحيل الأحباب

الباخرة

قصيدة: الجروح قصاص

ما لي وعينك أيُّها القنّاصُ *** من سهمِ لحظِك لوذةٌ ومناصُ

ترنو فتجرحُني وتجرحُكَ الصَّبا *** بمرورِها إن الجروحَ قصاص

لله من عينيك سهمٌ لا تقي *** منه الحُشاشةَ جُنَّةٌ ودِلاص

تصطادُ بالأنبالِ وهي لواحظٌ *** طورًا وبالأشْراكِ وهْي عِقاص

إن طاش سهمُك عن حشايَ فما له *** وهواك من شَرَكِ الجُعود خلاص

قصيدة: رحيل الأحباب

ظعنوا فهذي عيسُهم تَخِدُ *** هل أنتَ بعد نواهمُ جَلِدُ؟

هيهاتَ بانتْ يومَ بينِهم *** منك القوى وتفطَّر الكبد

هذي معالمهم بعقْوتها *** من بَعدهم قد عرَّسَ النَّكَد

أقوَتْ مرابعُها فلا طللٌ *** بادٍ ولا آثارُها جُدد

كانت مطالع أنجمٍ زُهُرٍ *** واليومَ لا نجمٌ بها يَقد

جبَّتْ يدُ الآباد دوحتَها *** الله ماذا استأصلَ الأبد

يا وقفةَ التوديع كم علقتْ *** منكم بأحشاءِ المحبِّ يد

أتبعتُ عيسَهمُ غداةَ خَدتْ *** بهمُ فؤادًا بينها يَخِد

وضممتُ بين جوانحي لهمُ *** وَجْدًا له من زفرتي مَدَد

ولقد عطفتُ على ربوعهمُ *** فوجدتُها تجدُ الذي أجد

فطموسها كأسايَ مجتمعٌ *** وأنيسُها كتصبُّري بَدَد

لم يبقَ بي غيرُ الجوى وبها *** لم يبقَ إلا النأْيُ والوتد

فوقفتُ أنشدُها وتنشِدُني *** والكلُّ يُخفي نطقَه الكَمَد

يا دارَهم أين الألى بعدوا؟ *** فتجيبُني: أين الألى بعدوا؟

زمُّوا القلوصَ فما لأوبتِهم *** عهدٌ وما لمسيرِهِم أَمَد

قصيدة: الباخرة

رَوِت الفُلْكُ في مُتونِ البحارِ *** نبأَ البرق عن صحيحِ البخاري

وتلَتْ سورةَ الدُّخَان فغشَّتْ *** بِلِثام الظلام وجهَ النهارِ

كلما زجَّها بجذبٍ ودفعٍ *** مارجٌ في فؤادِها من نار

فَتَحتْ للخضمِّ عينًا وسارتْ *** بين أجفانِها خيالاً ساري

تمخرُ اليمَّ في جناجِنِ صدرٍ *** فترى الماءَ حولها كالسواري

كلما أتلعتْ مناحيرُ موجٍ *** نحرَتْها بكَلْكلٍ بتَّار

وإذا الريحٌ جعَّدتْ وَفَرات ال *** غَمرِ، هبَّتْ تفلي جُعودَ الغِمار

تتخطَّى مناكبَ اللُّجَج الشُّمْ *** مِ على طولها بأيدٍ قِصار

هي عجزا قطاً وعُنقا نعامٍ *** وجناحا قبْجٍ وصوتا قُماري

بنتُ بحرٍ تخلّقتْ من سجايا *** هُ، بخُلْقَيْ خلاعةٍ ووقار

فهي أرسى إذا رستْ من ثَبيرٍ *** ليس يُدرَى جرتْ أم الماء جاري

وأوانًا تختالُ تيهًا ورقصًا *** وَفْقَ تصفيقِ موجةِ التيّار

حَشْوُ أحشائِها حميمٌ ونارٌ *** تترامَى مثل الربا بشَرار

وُسِمتْ أوجهٌ لها وجباهٌ *** بسِماتٍ من عَظْلمٍ أو قار

تخِذتْ معجمَ الرطانةِ نُطقًا *** وهي نصّاً لسان أهل النار

وعليها دارتْ زبانيةٌ ما *** سئمتْ من صَلاً ومن إسْعار

كلما زلفةٌ خَبَتْ أجَّجتْها *** بوقودٍ من فاحمِ الأحجار

فوق تلك الجحيم دارُ نعيمٍ *** ما لها من مُماثلٍ أو مُبار

أفرغَ الغربُ غَرْبَ حكمتِه في *** خَلْقِها من سلالةِ الإبتكار

غُرفاتٌ عن شأوِها النسْرُ كابٍ *** والثريّا قصيرةُ الأشبار

كل صرحٍ بها إذا نظرتْهُ الْ *** عينُ خالتْهُ لُجَّةً من نُضار

شفَّ منها الجدارُ حتى تراءى *** أنه قائمٌ بغير جدار

تتجلَّى بها إذ جَنَّ ليلٌ *** من سَنا الكهرباءِ شمسُ نهار

وبها أزهرت من الغاز شهْبٌ *** دونها في السناء شُهب الدراري

ليت شعري أتلك فُلْكٌ جرت أم *** فَلَكٌ في الكواكب الزُّهْر سار

فوق موضونة الأسرَّة منها *** من حبير الوثير خيرُ دِثار

وعليها من النمارق ما يُذْ *** هبُ ذاكي سناه بالأبصار

تتهادى بها من الروم وِلْدا *** نٌ كبِيض الدّمى وعين الجواري

المصادر:

1 – علي الخاقاني: شعراء الغري (ج 5) -المطبعة الحيدرية – النجف1954م.

2 – عمر رضا كحالة: معجم المؤلفين – مؤسسة الرسالة – بيروت 1993م.

3 – كوركيس عواد: معجم المؤلفين العراقيين في القرنين التاسع عشر والعشرين – مطبعة الإرشاد – بغداد 1969م.

4 – قيصر مصطفى: الشعر العاملي الحديث في جنوب لبنان – دار الأندلس – بيروت 1981م.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.