الخميس , 21 نوفمبر 2024
الرئيسية » تاريخ النجف الأشرف » الوقائع » جمال الدين الأفغاني يزور النجف

جمال الدين الأفغاني يزور النجف

سنة 1266هـ ـ 1849م …. جمال الدين الأفغاني يزور النجف .
في أوائل هذه السنة قدم النجف الأشرف السيد جمال الدين الهمداني الشهير بالأفغاني. السيد جمال الدين بن صفدر بن علي بن المير رضي الدين بن محمد بن القاضي المير أصيل الدين بن محمد بن مير زين الدين بن المير ظهير الدين بن أصيل الدين بن المير ظهير الدين بن عبد الله بن مرتضى بن منصور بن سعيد بن عبد المجيد بن إسماعيل الطاهر بن نصر الله بن داود بن عبد الله بن يحيى بن الشريف محمد المهاجر بن العلّامة السيد علي الهمداني بن يوسف بن محمد بن منصور بن جعفر المعروف بابن كلثم بن موسى بن إسماعيل المحدّث بن الإمام موسى الكاظم عليه السلام.
ولد السيد جمال الدين بأسد آباد في سنة 1254هـ، وفي سنة 1264هـ أخذه والده السيد صفدر إلى قزوين، وفي 1266هـ جاء به إلى طهران، ثم سافر معاً إلى النجف.
كان مجيء السيد جمال الدين مع والده السيد صفدر في عصر الشيخ المرتضى الأنصاري، فاعتنى الشيخ الأنصاري بجمال الدين أكمل عناية، وبقي والده السيد صفدر في النجف لمدة شهرين، ثم عاد إلى أسد آباد. وأقام جمال الدين في النجف أربع سنين، ودرس في السنتين الأوليين من العلوم الأولية والمتوسطة من دينية وعربية، وفي السنتين الأخيرتين العلوم العالية من التفسير والحديث والفقه والأصول والكلام وغيرها، ومن النجف  تاقت نفسه إلى الأسفار.
سافر إلى الحج من طريق الهند وبعد مدّة رجع إلى أهله. وفي سنة 1277هـ سافر من طهران إلى خراسان، ومنها إلى أفغانستان، وأقام خمس سنين. وفي سنة 1285هـ سافر منها إلى الهند، فمصر، فاستانبول، ثم طرد منها في سنة 1287هـ لخطاب ألقاه هناك، فجاء إلى مصر، وفي سنة 1296هـ طرد منها إلى الهند، ثم سافر منها إلى لندن، فباريس ونشر هناك مجلة (العروة الوثقى) فعظم شأنه واشتهر، فدعاه صنيع الدولة إلى طهران، فجاء إليها في سنة 1303هـ. ثم سافر من طهران إلى روسية ومنها إلى أوربا، ثم لاقى ناصر الدين شاه في ميونخ، فدعاه إلى العودة ليخدم وطنه، فجاءها في سنة 1307هـ ولبث بطهران قليلاً، فالتف حوله رجال الحرية وطالبوا الحكومة بالقيام بالإصلاحات، فوشي به عند الشاه ونسبوه إلى الماسونية، فأراد القبض عليه فاتّهمه لذلك عند الروحانيين بالبابيّة ونفاه إلى العراق في سنة 1308هـ فاتصل هناك بالسيد الشيرازي واستعانه في إيجاد الثورة ضد الاستبداد في إيران، فلمّا أيس منه ألقى نفسه ثانياً في يد الأتراك وأعانهم في تعقيب أمانيهم من الاستيلاء على إيران تحت ستار الدعوة إلى الاتحاد الإسلامي، ثم ابتلي السيّد جمال الدين في استانبول بالسرطان ومات في الخامس من شوال سنة 1314هـ.

(تاريخ النجف الأشرف- ج 2/محمد حرز الدين )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.