سنة 1264هـ 1847م…… وصول وارد خيرية أودة .
في هذه السنة وصل إلى النجف الأشرف وارد خيرية أودة للملك الهندي الشيعي, وكان مقدارها أربع وستين ألف روبية سنوياً، يوزعها العلماء في النجف وكربلاء.
كان منشأ هذه الخيرية التي توزع وارداتها في كل سنة على مستحقيها في النجف وكربلاء هو أن ملوك أودة كانوا قد وضعوا للاستثمار في قروض حكومية مبلغاً يقدر بثلاثة ملايين ونصف المليون باون استرليني، ليصرف على أفراد أسرهم ومتعلّقيهم، وظلّ نسل هؤلاء يتقاضون ربح ذلك المبلغ بالنسبة الأصلية بحيث يبلغ مجموعه في كل سنة شيئاً يزيد على أربعة عشر لكاً من الروبيات، وكان البعض من مستحقي هذا الوقف متعودين على توزيع بعض المبالغ في العتبات المقدسة الموجودة في مكة والمدينة وكربلاء والنجف الأشرف، ونظراً لأن قسماً منهم لم يخلّف وريثاً أو وصية خاصة في هذا الشأن فقد ظل ما يستحقونه يبعث كلّه إلى العتبات المقدسة المذكورة. وكان منشأ هذا الوقف أن حاكم الهند العام اللورد رامهرست كان قد استقرض مبلغاً جسيماً من ملك أودة بمناسبة الضائقة المالية التي حصلت بنشوب الحرب في بورما سنة 1825م، وكان القرض بقيمة عشرة ملايين روبية، لكن ملك أودة اشترط بدلاً من تسديده إليه أن تقوم حكومة الهند بصرف الربح المستحق عليه إلى الأبد، بنسبة خمسة بالمئة على جهات خاصة منها بعض الناس والطبقات في النجف وكربلاء.
وممن تولى توزيع أموال هذه الخيرية الشيخ حسن بن الشيخ محمد حسن صاحب الجواهر المتوفى سنة 1345هـ، وكان كغيره من الأعضاء الموزّعين قد قيل فيه ما قيل وهو تسامح غير مناسب لمقامهم. كما قبض شطراً من خيرية أودة وتولى توزيعها في النجف الشيخ مهدي بن الشيخ علي بن الشيخ الأكبر جعفر كاشف الغطاء المتوفى سنة 1289هـ.
هدايا السلطان العثماني للمرقد المطهر
وفي هذه السنة أرسل السلطان عبد المجيد العثماني شمعدانين مع بردة إلى ضريح أمير المؤمنين عليه السلام، ومثلهن إلى ضريح الإمام الحسين عليه السلام، وقد جاء بهن إلى النجف الحاج نجيب باشا.
(تاريخ النجف الأشرف- ج 2/محمد حرز الدين )