الرحالة تكسيرا يزور النجف
سنة 1013هـ – 1604م …
في هذه السنة زار الرحالة البرتغالي بيدرو تكسيرا مدينة النجف الأشرف وهو من أشهر الرحالة الذين زاروا النجف في أوائل القرن الحادي عشر الهجري, وكتب رحلته بالبرتغالية في وصف الخليج, والنجف, وكربلاء , والبصرة, وبغداد وعانة, وقد ترجمت هذه الرحلة إلى الإنكليزية وطبعت في لندن سنة 1902م.
ينقل الرحالة تكسيرا أنه في الطريق إلى النجف : وبعد مسيرة يومين مرت بها القافلة بأماكن تتوفر فيها المياه الغزيرة وتمتد من حولها حقول الشعير والقمح والقطن والخضروات , كما يقول تكسيرا: بانت لهم مدينة النجف من بعيد وكأنها تطل من موقعها العالي على بحر النجف نفسه.
ثم وصلت القافلة إلى مكان رأس البحيرة, ونزلت في موقع مناسب يقرب منه , فاستضافها هناك رجل يقال له ” الشيخ علاوي ” وقد أصبح صديقاً حميماً لتكسيرا على ما يظهر لأنه يسميه صديقي العظيم.
وفي هذه المرحلة يصف بحر النجف بقوله: إنه يستمد ماءه من الفرات, ولذلك يلاحظ ازدياد مقاديره في مواسم الطغيان, وليس لهذه البحيرة شكل معين لكنها تمتد بطولها حتى يبلغ محيطها خمسة وثلاثين إلى أربعين فرسخاً, وهناك فيما يقرب من منتصفها ممر ضحل تستطيع الحيوانات اجتيازه خوضاً في المواسم التي يقل فيها ماء البحر, ويقول كذلك أن هذه البحيرة كانت شديدة الملوحة , ولذلك كان يستخرج منها الملح الذي يباع في بغداد والمناطق المجاورة , ومع ملوحتها هذه كان يكثر فيها السمك بحجومه وأنواعه المختلفة , ولهذا يسميها الناس هناك بحيرة الرهيمة.
وقد وصلت قافلة تكسيرا إلى النجف مساء يوم السبت 18 أيلول – 23 ربيع الثاني – سنة 1013هـ, فقصدت خاناً من الخانات الكبيرة التي كانت تشبه في شكلها ومنظرها العام الصوامع الموجودة في البلاد الأوربية , على حد قوله.
تاريخ النجف الأشرف- ج 2/محمد حرز الدين
2013-03-05