المشعشع يغزو النجف
سنة 857هـ – 1453 م …….
في هذه السنة هجم حاكم البصرة والجزائر علي بن محمد بن فلاح الموسوي الملقب بالمشعشع على مشهد الإمام علي عليه السلام في النجف, ومشهد الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء , وقتل خلقاً كثيراً, ونهب المشهدين , وأسر منهما إلى دارَي ملكه البصرة والجزائر.
قال الغياثي في تاريخه : وخرج مير علي كيوان الوزير حاكماً, فلما كان موسم الحج, والحاج قد توجه من بغداد وحط رحله بالمشهد الغروي الشريف, وذلك يوم السبت غرة ذي الحجة سنة 857هـ , فخرج عليهم السلطان علي المشعشعي بعساكره فأحاط بهم وقتلهم إلى آخرهم ونهب أموالهم ودوابهم وجمالهم, وأخذ المحمل والآية المذهبة , وقماشه ونجا ناس قلايل كان قد سبقوا ودخلوا المشهد, فحاصر السادة في حطيم المشهد فأرسلوا يتضرعون له فطلب مهم القناديل والسيوف, وكانت خزائن السيوف من سبعمائة سنة يجتمع فيها السيوف, من سيوف الصحابة والسلاطين, فكلما مات سلطان أو خليفة يحمل سيفه إليه, فأرسلوا إليه مئة وخمسين سيفاً واثنا عشر قنديلاً, ستة منها ذهباً وستة من الفضة.
في هذه الأثناء أرسلوا إليه من بغداد عسكراً لمحاربته يقدمهم ” دوه بيك ” وانضم إليه حاكم الحلة بأجواد عساكر بغداد, فلما وصلوا إليه كانوا بالنسبة إلى عسكره قليلين, فانضم عليهم عسكر المشعشع فلم يخرج منهم سوى ” دوه بيك “.
وفي الخامس من شهر ذي القعدة دخل السلطان علي المشعشع الحلة ونقل أموال الحلة والمشهدين إلى البصرة , وأحرق الحلة وأخربها وقتل من بقي فيها من الناس , ومكث فيها, ثمانية عشر يوماً, ورحل من الحلة في شهر ذي القعدة إلى المشهد الغروي والحائري , ففتحوا له الأبواب ودخل فأخذ ما تبقى من القناديل والسيوف ورونق المشاهد وجميعها من الطوس, والأعتاب والفضة والستور وغير ذلك, ودخل بفرسه إلى داخل الحرم, وأمر بكسر الصندوق وإحراقه, فكسر وأحرق , وقتل الكثير من أهل المشهدين من السادات وغيرهم في بيوتهم.
المصدر: تاريخ النجف الأشرف- ج 2/محمد حرز الدين
2013-03-05