الأربعاء , 24 أبريل 2024
الرئيسية » تاريخ النجف الأشرف » الوقائع » وصول المغول إلى النجف

وصول المغول إلى النجف

سنة 656 هـ – 1258م….. .230px-Hulagu_Baghdad_1258

في أخريات سنة655هـ زحف السفاك هولاكو بجيوشه لغزو العراق والاستيلاء على بغداد, فصار الناس في المدن العراقية يهربون إلى البطايح لصيانة دمائهم وعرضهم من فتكه وجبروته.

وفي هذه السنة التمس الأمير سيف الدين البيتكجي من السلطان المغولي هولاكو أن يرسل مئة مغولي إلى النجف ليحافظوا على مشهد أمير المؤمنين عليه السلام وعلى أهل تلك المدينة.

وكان قد قدم إلى هولاكو أثناء حصار بغداد بعض العلويين والفقهاء من الحلة والتمسوا إليه أن يعين لهم شحنة و فأرسل إليهم ( بو كله) والأمير نجلي النخجواني, وأوفد في أثرهما بوقاتيمور , وهو أخ أولجاي خاتون للوقوف على مدى إخلاص أهلي الحلة والكوفة, فاستقبل أهل الحلة الجند , وأقاموا جسراً على الفرات لعبورهم, وأظهروا مزيد السرور, ولما رأى بوقاتيمور إخلاصهم وثباتهم رحل.

قال العلامة الحلي بن المطهر في كتابه كشف اليقين, في باب إخبار الإمام علي عليه السلام بالمغيبات.

من ذلك : إخباره بعمارة بغداد وملك بني العباس وذكر أحوالهم وأخذ المغول الملك منهم , رواه والدي – رحمه الله تعالى – . وكان ذلك سبب سلامة أهل الحلة والكوفة والمشهدين الشريفين من القتل , لأنه لما وصل السلطان هولاكو إلى بغداد وقبل أن يفتحها هرب أكثر أهل الحلة إلى البطايح إلا القليل , فكان من جملة القليل والدي – رحمه الله – والسيد مجد الدين بن طاووس والفقيه ابن أبي العز , فأجمع رأيهم على مكاتبة السلطان بأنهم مطيعون داخلون تحت الأيلية وأنفذوا به شخصا أعجميا , فأنفذ السلطان إليهم فرمانا مع شخصين : أحدهما يقال له : تكلم ,والآخر يقال له : علاء الدين , وقال لهما إن كانت قلوبهم كما وردت به كتبهم فيحضرون إلينا . فجاء الأميران فخافوا لعدم معرفتهم بما ينتهي الحال إليه , فقال والدي – رحمه الله – : إن جئت وحدي كفى ؟ فقالا : نعم  فاصعد معهما , فلما حضر بين يديه وكان ذلك قبل فتح بغداد وقبل قتل الخليفة قال له : كيف أقدمتم مكاتبتي والحضور عندي قبل أن تعلموا ما ينتهي إليه أمري وأمر صاحبكم وكيف تأمنون أن صالحني ورحلت عنه. فقال له والدي – إنما أقدمنا على ذلك لأنا روينا عن إمامنا علي بن أبي طالب – عليه السلام – أنه قال في بعض خطبه : الزوراء وما أدراك ما الزوراء أرض ذات أثل يشتد فيها البنيان ويكثر فيها السكان ويكون فيها قهازم وخزان يتخذها ولد العباس موطنا ولزخرفهم مسكنا , تكون لهم دار لهو ولعب يكون بها الجور الجائر والخوف المخيف والأئمة الفجرة والقراء الفسقة والوزراء الخونة يخدمهم أبناء فارس والروم لا يأتمرون بمعروف إذا عرفوه ولا يتناهون عن منكر إذا أنكروه يكتفي الرجال منهم بالرجال والنساء بالنساء فعند ذلك الغم الغميم والبكاء الطويل والويل والعويل لأهل الزوراء من سطوات الترك وما هم الترك قوم صغار الحدق وجوههم كالمجان المطرقة لباسهم الحديد جرد مرد يقدمهم ملك يأتي من حيث بدا ملكهم جهوري الصوت قوي الصولة عالي الهمة لا يمر بمدينة إلا فتحها ولا ترفع له راية إلا نكسها الويل الويل لمن ناوأه فلا يزال كذلك حتى يظفر . فلما وصف لنا ذلك ووجدنا الصفات فيكم رجوناك فقصدناك .

فطيب قلوبهم وكتب لهم فرمانا باسم والدي – رحمه الله – يطيب فيه قلوب أهل الحلة وأعمالها . والأخبار الواردة في ذلك كثيرة .

( تاريخ النجف الأشرف- ج 2/محمد حرز الدين )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.