خراب الحيرة
لم يزل عمران الحيرة يتناقص مذ بنيت الكوفة سنة 17 هـ إلى أيام المعتضد العباسي فإنه استولى عليها الخراب , وكان فيها ديارات كثيرة ورهبان لحقوا بغيرها من البلاد لاستيلاء الخراب عليها .
وقد بني بعض قصور الكوفة وبيوتها بآجر وأساطين رخام قصور الحيرة , ونهج أعراب تلك الديار هذه الطريقة وهدموا قصور الحيرة وبيوتها على مر القرون وتتابع الأجيال للاستفادة من أنقاضها في الأبنية الحديثة التي بنوها , ولا تزال آثار ذلك التخريب بادية للعيان.
ومع ذلك بقيت الحيرة مأهولة عهداً غير قليل في عصر العرب والمسلمين , ووقعت فيها حوادث منها القتال الذي وقع بين مضريَّة الكوفة والحيرة , ولم يصطلحوا ويصبح أمرهم واحداً إلا بظهور الضحاك بن قيس الشيباني سنة 127هـ.
وفي سنة 315هـ قصد الأعراب سواد الكوفة فنهبوه وخربوه ودخلوا الحيرة ونهبوها , فسيَّر إليهم المقتدر جيشاً فدفعوهم عن البلاد.
ومع انقراض الدولة العباسية في منتصف القرن السابع الهجري أصبحت الحيرة خرائب وأطلال, مملكة سادت ثم بادت ( سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلاً)
(تاريخ النجف الأشرف- ج 1/محمد حرز الدين )
2013-03-26