الشيخ حسن قفطان النجفي
مع علماء النجف
أسمه :
الشيخ حسن بن الشيخ علي بن نجم بن عبد الحسين السعدي الدجيلي الرباحي النجفي الشهير بقفطان أحد مشاهير وأعلام عصره في العلم والادب.
دراسته:
حضر في الفقه على الشيخ علي بن الشيخ جعفر كاشف الغطاء الكبير حتى نبغ فيه وعد من الأعلام الأفاضل ويقال أنه تلمذ في الأصول على الميرزا أبي القاسم القمي صاحب القوانين ولازم أخيراً صاحب الجواهر حتى صار من أجل تلاميذه وأفاضلهم. وعن التكملة كان في مقدمة فقهاء الطائفة مشاركاً في العلوم فقيهاً أصولياً حكيماً إلهياً.
وفاته:
توفى في 1275هـ.
معارف الرجال/محمد حرز الدين
…ـ1287
الشيخ حسن بن الشيخ علي بن نجم السعدي المعروف (قفطان) عالم محقق جليل ضابط أديب شاعر، قدير في ضبط المواد اللغوية جيد الخط والإملاء.
أساتيذه:
حضر على الشيخ محمّد حسن صاحب الجواهر وكان من خاصة تلامذته والشيخ الميرزا أبو القاسم القمي صاحب القوانين المتوفى سنة (1231) وقد سبق ذكره، وكان المترجم له شريكه في تصحيح القوانين ونسخها كما قيل، والشيخ علي بن الشيخ جعفر كاشف الغطاء المتوفى سنة (1253).
آثاره:
كتب نبذاً في اللغة ألحقها (بالمصباح المنير) للفيومي وكتب بخطه في آخره فرغ من رسمه الفقير إلى الله الغني الحسن بن علي عاملهما بلطفه الخفي في آخر برد العجوز يوم الخميس 19 من شهر ربيع الآخر سنة (1265)هـ وبخطه أيضاً عليه أنه بلغ مقابلة بحسب الجهد والطاقة على نسخة معتبرة في الصحة، وله عليها تعليقات مفيدة وختم الكتاب بذكر أسماء الكتب التي جمع منها الكتاب وكانت سبعين مصدراً وعدّ منها ديوان الفارابي معلقاً عليه بخطه هي: 1ـ طب القاموس. 2ـ الأفعال المستعملة في معنى واحد لازمة ومتعدية معاً 3 الكلمات المثلثة الأول أو الوسط أو الآخر 4 الكلمات المستعملة في الضدين 5 أمثال القاموس انتهى. ووجدت في مجموع بخطه بعض وفيات المشاهير من أهل الأدب والعلم منهم الشاعر (ابن زيدون) أحمد بن عبد الله ابن غالب ولد في (قرطبة) سنة (394)هـ ومات سنة (463)هـ ودفن في (أشبيلية) ومنهم الفاضل الهندي الحسن بهاء الدين سافر مع أبيه وهو صغير إلى الهند وتوفي سنة (1130)هـ وكتب في الفقه مجلدات وكراريس بخطه وهو ممن استنسخ كتاب الجواهر وأجهد نفسه في تصحيحها جملاً ومفردات، ولولاه لقل الانتفاع بها أو لصعب.
وحدثنا الأستاذ الحاج الميرزا حسين الخليلي عن مجلس في مسجد الكوفة كان الشيخ محمّد حسن صاحب الجواهر جالساً فيه والمترجم له، إذ أقبل الشيخ المرتضى الأنصاري (قده) من زيارة قبر مسلم بن عقيل (ع) سلم وجلس ورحب به الشيخ صاحب الجواهر أحسن ترحيب واتفق أن سأله الشيخ حسن قفطان عن فرع فقهي فأجابه المرتضى ثم أورد عليه وأجابه ثانياً ثم عاد المرتضى عليه بالإشكال فأجابه الشيخ القفطاني وطال النزاع والإيراد بينهما حوالي الساعتين من الليل حتى بدرت كلمة منه في حق الشيخ الأنصاري لا تخلو من خشونة وهي (بلشنا مع هذا الشوشتري) ودخل صاحب الجواهر بينهما ثم فارق الشيخ الأنصاري المجلس، وبعده لامه صاحب الجواهر على هذه الكلمة انتهى ونقش خاتمه الحسن بن علي.
وفاته:
توفي في النجف سنة (1278)هـ عن عمر قارب المائة سنة بعد وفاة الشيخ مشكور الحولاوي الأول بست سنين. وتوفي ولده الشيخ إبراهيم بعد وفاة أبيه بسنة واحدة، ودفن في الصحن الغروي بالقرب من باب الطوسي وقد أعقب ستة أولاد الشيخ إبراهيم والشيخ أحمد والشيخ محمّد علي والشيخ محمّد والشيخ حسين والشيخ مهدي ومن شعره في مدح أمير المؤمنين عليه السلام قصيدته اللامية الطويلة التي مطلعها:
لم تدع مدحة العلي تعالى في علي للمادحين مقالا
هل اتى هل أتى بغير ثناه فاسألنها عنه تجبك السؤالا
والحظنّ الأعراف والحج والأحزاب هوداً والكهف والانفالا
وطواسيم والحواميم بل طآها وياسين عم والزلزالا
والمثاني فيها علي حكيم يم وإمام يبين الإجمالا
كلما في الوجود أحصى فيه وبه الله يضرب الأمثالا
هو أمر الله الذي أنزلت فيه أتى لا تستعجلوا استعجالا
مظهر الكائنات في مبتداها ومعير الأشياء حالا فحالا
وأثبتنا له قصائد ومقاطيع في كتاب (النوادر).
وقد رثى ولده الشيخ حسين الأديب الشاعر المولود سنة (1237) والمتوفى سنة (1263) وهو في عرس وقد وقف على قبره يوماً ومعه أصحابه بقوله:
أبني إني زرت قبرك باكياً فبللت من فيض الدموع ثراه
عذراً إليك فقد هجرتك لا قلى أو يهجر الأب قالياً أبناه
حتى تداول بين ناس قولهم ما كان أقساه وما أجفاه
عين رأت غصن الشبيبة يانعاً لم تستطع عند الذبول تراه
لا كان يوم الأربعاء فإنه يوم مشوم الصبح لا أنساه
إن كنت تسمع حول قبرك رنة أو أنة من واله فأنا هو
أثر الخضاب لعرسه باق على كفيه حتى حنطت كفاه
2013-03-19