الخميس , 21 نوفمبر 2024
الرئيسية » تاريخ النجف الأشرف » المدارس الدينية في النجف الأشرف تاريخ وتطور

المدارس الدينية في النجف الأشرف تاريخ وتطور

najef2

تقديم:

منذ بزوغ فجر الحضارة الإسلامية الأولى وتأكبد القرآن الكريم على طلب العلم والتفكر وسيرة خاتم الأنبياء والمرسلين نبي الأمة محمد بن عبد الله(ص)، اتجهت الأنظار لتأسيس مجتمع ديني علمي ثقافي جليل يوضح معالم تلك الدعوة الإسلامية الجليلة…

فجاء المسجد ليكون اللبنة الأولى في تنظيم معاهد ومدارس التعليم في العصر الإسلامي الأول، ففي المساجد كان المسلمون يتلقون أصول دينهم ومبادئ الإسلام الحنيف، وقد بنى الرسول(ص) مسجده الأول في المدينة ليكون مكاناً للصلاة ومركزاً للحكومة، كما اتخذه محلاً لتفهيم الناس العلوم الدينية

والى جانب المسجد كمدرسة ومعهد للدراسات كانت للحلقات العلمية التي تعقد في بيوت الخلفاء والأئمة والعلماء الأثر الكبير في تطوير الحركة العلمية الإسلامية والأخذ بيدها نحو بر الأمان…

والى جانب هذين المعهدين نشأت دور خاصة للدرس والبحث كانت تسمى بدور العلم أو الحكمة، أشهرها دار الحكمة في بغداد ودار العلم في الموصل ودار العلم في القاهرة، وكانت هذه الدور مركزاً للنشاط العلمي والثقافي. والى جانب هذه الدور الثلاثة، اتخذت أماكن أخرى لتعليم الأطفال، وهي ما تسمى بالكتاتيب ومفردها (كتاب) وفي هذا الكتاب كان الطفل يتعلم القراءة والكتابة ومبادئ دينه الإسلامي…

ومن هذه المتطلبات الأربع كانت الحاجة ماسة لفتح خط جديد يكون له الدور الأمثل في تخريج علماء ينهضون بأعباء الدراسة بصورة واضحة فجاءت فكرة تكوين المدارس وانشائها، لتصبح في المستقبل البذرة الأولى في توطيد الحركة العلمية في شتى بقاع الأرض.

المدرسة في اللغة والاصطلاح

جاءت لفظة المدرسة من الألفاظ المولدة المشتقة عند العرب، فقد ورد في الخبر (هذه مدرسة النعم) أي الطريق النعم. ولفعل (درس) معان عديدة، فهو يأتي بمعنى قرأ كما ورد في غريب القرآن (ودرسوا ما فيه) أي قرأوا ما فيه. وتأتي بمعنى (انمحى) كقولنا درست هذه الآثار، أي انمحت ومنها اشتقت كلمة مدارس، وهو موضوع العبادة والدرس عند اليهود.

وقد جاء في المعاجم العربية، إن المدرسة موضوع الدرس، وتدل أكثر الأخبار أن نيسابور كانت مهد هذه المعاهد المسماة بالمدارس، ويعتقد بن خلكان والذهبي أن النظامية أسست سنة (459هـ) هي أول مدرسة في الإسلام. غير أن السبكي يقول: إن المدرسة البيهقية بنيسابور كانت قبل أن يولد نظام الملك.

واختلفت الآراء في إقامة أول مدرسة في الإسلام وفي أي عصر، ولسنا هنا بصدد تلك الاختلافات لضيق المجال.

أما المدرسة في الوضع الاصطلاحي:

فهي دار كبيرة ذات غرف للدراسة ولإقامة الطلبة، والمدرسة في ذلك العهد قامت من بيت له رهبة واسعة وفيه بعض الغرف للدرس، وقد تختلف المدرسة من حيث السعة والحجم. والحقيقة تقال أن ما صنعوه من إنشاء هذه المدارس كانت خير فعل يحتذى به في سائر المدارس التي أنشئت في العصور التالية…

ولابد من الإشارة هنا إلى أنه لم يصل إلينا من الكتب التي تبحث في المدارس وأماكن التعليم إلا عدد ضئيل جداً إذا قيس بتلك الأعداد الزاخرة التي ألفها العرب في الشؤون العلمية والحضارية الأخرى.

قيام المدارس في النجف:

مدرسة الكوفة:

لا يستبعد أن يكون تاريخ قيام المدارس في النجف يبتدأ من تاريخ الدراسة وإن لم تكن لهذه المدارس بناية خاصة تسمى باسمها، ويكفي في ذلك أن يكون اجتماع يقصد تلقي الدرس، والوعض والمناقشة والإنشاد وهذا ما كان يحدث في الأسواق كسوق عكاظ، وسائر أسواق العرب، ومسجد النبي(ص) في الحجاز، وكسوق المربد في البصرة ومسجد الإمام علي(ع) في الكوفة، إذ اشتهر هذا المسجد في الكوفة على غرار شهرة مسجد النبي(ص) بما استجمع فيه المستمعون من آراء، وأفكار، وخطب، وموعظة، ودرس، وما أخرج من الفحول في مختلف العلوم، والفنون، على هذا كان قيام أول مدرسة مرتبطة بقيام أول دراسة للعلوم الإنسانية والعقلية والروحية في الكوفة وتاريخ هذه المدرسة قديم جداً، فكم من معاهد أدبية توارثت الحركة الفكرية معهداً بعد معهد مثل (عاقولا) الواقعة حول الكوفة أو هي الكوفة في الزمن القديم.

لقد كانت (عاقولا) مدرسة سريانية وبقيت إلى عهد الرومان في العراق وقد انتقلت إليها دراسات يونانية، ولما اندرست (عاقولا) نهضت الحيرة. فكانت واجهة كبرى للأدب، ترى فيها الكثير من الأفكار المبثوثة بين العاصمة (الحيرة) وما حولها من الديارات، وانتقل ما في الحيرة إلى الكوفة ثم انتقل ما في الكوفة إلى النجف.

وأول ما نزل الإمام أمير المؤمنين(ع) العراق في الكوفة مستوطناً مسجدها لا قصورها كما فعل غيره من الولاة، حيث اتخذ مسجد الكوفة مصلى له ومعبداً ومدرسة يدرس ويخطب ويقضي بين الناس، وقد تخرج من هذه المدرسة المدرسة العلوية أو مدرسة الكوفة الكبرى أمثال (أبي الاسود الدؤلي) و(عبد الله بن عباس) حبر الأمة، وقد قام  بعد علي(ع) في التعهد بمدرسته أولاده وأحفاده حتى جاء دور الإمام الصادق(ع) رغم استيطان الإمام الصادق(ع) بالكوفة فقد تخرج على يده علماء كثيرون حتى ألف الحافظ أبو العباس ابن عقدة الهمداني الكوفي كتاباً في أسماء الرجال الذين رووا الحديث عن الإمام الصادق(ع) فذكر أربعة ألاف شيخ.

وإذا عرفنا سعة العلوم الإسلامية في الكوفة وشهرتها بالفنون الأدبية اتضحت لنا قيمة الكوفة التي انتقلت إلى النجف وانتقلت معها ما حملت الكوفة من الأفكار المتبلورة بالدراسات السريانية والعربية والروحية الإسلامية وإن لم تكن مدارس على نمط هذا العصر من حيث البناء والمكان فهي مدارس على نمط عصرها من حيث الاجتماع في المساجد والساحات أو الأسواق والاستماع والمناقشة والمباهلة الأدبية والقراءة والكتابة.

التطور التاريخي لبناء المدارس في النجف:

لابد من طرح سؤال هو متى بنيت هذه المدارس؟

أما متى بنيت هذه المدارس بمثل هذه الهياكل المشتملة على الغرف والإيواء لسكنى الطلاب فليس من وسيلة إلى تعيينه تعييناً مضبوطاً ذلك لأن هذه المدارس لم تكن تشيد ويقف عليها الواقفون بعض الأوقاف للإنفاق عليها ثم يمر عليها بعض الزمن وبتقادم العهد حتى تتلف الأوقاف أو يستبدل بها البعض فلم يعد هناك من ينفق عليها وتتهدم ولا يعود لها أثراً أو بعض الأثر ثم تذوب بين البيوت وتصبح من الأملاك الشائعة بين الناس فلا يعرف عنها أحد شيئاً وهناك عدة أدلة يستنبط منها القارئ إن عدداً كبيراً من المدارس كانت قد شيدت في النجف ثم اضمحلت.

يقول ابن بطوطة الذي زار النجف سنة (737هـ) وهو يصف الأسواق (… ثم سوق العطارين ثم باب الحضرة ومرقد الإمام علي(ع) وبازائه المدارس والزوايا والخوانق معمورة أحسن عمارة وحيطانها بالقاشاني وهو شبه الزليج عندنا لكن لونه أشرق ونقشه أحسن). ثم يقول (ويدخل من باب الحضرة إلى مدرسة عظيمة يسكن الطلبة والصوفية من الشيعة ولكن وارد فيها ثلاثة أيام من الخبز واللحم والتمر مرتين في اليوم ومن تلك المدرسة يدخل باب القبلة).

هندسة المدارس الدينية:

لقد روعي في هندسة المدارس الدينية في النجف طبيعة الطقس فيه فكان لابد من حساب (للسراديب) في أغلب أبنية المدارس وتقدم هذه السراديب في جهة واحدة من عمارة المدرسة أو جهتين أو ثلاثة جهات أو الجهات الأربعة من العمارة نزل إليها بواسطة سلالم، وتسمى السراديب الفوقانية في مصطلح النجفيين، وفي بعض المدارس الأخرى سراديب تقام تحت السراديب الفوقانية وهي تسمى بالسراديب (نيم سن) والكلمة فارسية معناها منتصف (السن) والسن طبقة من الرمل المتحجر ينحت فيه الناحت سرداباً آخر، وهنالك من السراديب ما هو أعمق من (النيم سن) ويسمى بسرداب (السن) ويحضر (للسن) أو (للنيم سن) في وسط المدرسة حفيرة على هيئة متوازي الأضلاع بقطر مترين أو أقل من ذلك وفي عمق عشرين متراً أو أقل من ذلك لينفذ هذا الحفر من متوازي الأضلاع إلى وسط السرداب يقصد إيصال النور وسحب الماء البارد إلى الأعلى كما تحيط بالسراديب من أطراف أعاليها شبابيك نفوذ النور والهواء، فضلاً عن عدد من المنافذ الهوائية المتصلة من أعلى سطح العمارة بالسراديب الفوقانية وهي التي تسمى (بالبخاريات) ثم تبنى هذه السراديب في الغالب بالآجر وتزخرف وقد تترك سراديب السن على حالها وهي منحوتة من طبقة السن التي تشبه الصخور أو تزين جدرانها بالآجر وقد تزين الجدران وأرض السراديب الكاشاني كما هو الحال في مدرسة اليزدي.

وكثيراً ما تفتح في السراديب منافذ تتصل ببئر المدرسة أو المفروض أن يكون في كل بيت أو عمارة بئر ماء تتصل بالبئر المجاورة لها وهذه تتصل ببئر أخرى وهكذا حتى تتجمع المياه في بئر كبير تستمد مياهها من نهر الفرات عن طريق قناة تجلب المياه من نهر الفرات عن طريق قناة تجلب الماء من مناطق تسمى (بأبو فشيكه) وقد قيل أن هندسة السراديب في البيوت وفي المدارس قد انتقلت إلى النجف من مدينة (شوشتر) الإيرانية لأن طبيعتها تحاكي طبيعة النجف وتاريخ حفر السراديب في شوشتر قديم جداً على أننا لا نعرف مبلغ صحة هذه الرواية في انتقال تصميم السراديب إلى النجف من شوشتر فلسنا نستبعد ذلك.

ويتحول السكن في الصيف في وسط البيت أو المدرسة إلى السراديب ويتم فيها المطالعة وتناول وجبات الطعام أو القيلولة وقد تمسي في بعض ليالي الصيف عند اجتياح العواصف الرمية للمدينة ملاذاً للطلاب يقضون فيها الليل نياماً وحيث يراد بناء المدرسة في كل ركن من أركانها القواعد الأساسية في أعماق مناسبة في السرداب وتقام أساطين وأعمدة ترتفع من الأعماق حتى تبلغ سطح الدار فتوصل هناك بين اسطوانة وأخرى بطبقات تبنى بالآجر ويتألف من هذه الطبقات المتصل بعضها ببعض سقف سرداب وقد تعمل في هذا السقف من الزخرفة والأشكال الهندسية بالآجر ما يستلطف النظر.

وهنا يأتي دور الطابق الأرضي أو الطابق الأول كما يسميه البعض بعد أن يكون السرداب قد تم بناؤه والدور الأول أو الطابق الأول الذي يقوم على أسس السرداب عبارة عن عدة غرف تقام في الجوانب الأربعة إذ أن أغلب المدارس تكون مربعة الشكل أو مستطيلة، تاركة وسط المدرسة فراغاً لتألف صحناً واسعاً كثيراً ما أقيم فيه حوض ماء كبير، وتبنى الغرف غرفة إلى جانب غرفة حتى تستوعب الجهات الأربعة وتكون مساحة كل غرفة تتراوح بين (2ـ2.5)م2 أو (2ـ3)م2 وأمام كل غرفة إيوان صغير في الغالب وهو مسقف ومسنم ومزين  بزخرفة من الآجر أو الكاشاني فيستقل كل طالب في غرفة من هذه الغرفة وإيوانها مستقل.

وعلى هذه الوتيرة يجري بناء الطابق الثاني فوق الطابق الأول مع فارق بسيط تقتضيه المصلحة وهو أن الغرف في الطابق الثاني تكون بدون أواوين لأن هذه الأواوين من الأعلى تتحول إلى ممر عام يخترقه الطالب في طريقه إلى غرفته.

ومن الطابق الثاني يرقى الطالب بواسطة السلالم إلى سطح المدرسة الواسعة هذه بالإجمال هندسة المدارس التي دخلت النجف مع دخول الصفويين أما المدارس التي بنيت أخيراً وفي السنين القريبة فقد تغيرت هندسة البناء فيها تغيراً كبيراً كما تبدلت مواد البناء ولم يعد الآجر والجص والخشب هو المقوم الأول في البناء وإنما صار للسمنت و(الكونكريت) والحديد الأهمية الكبرى في تشييد المدرسة وزاد عدد الطوابق من طابقين إلى ثلاثة وأربع وتبنى هذه الغرف متصلة بعضها ببعض في الجهات الأربعة كما هو الحال في البناء القديم ولكن كثرة الشبابيك والنوافذ من أهم مميزات المدارس العلمية الحديثة وقد روعي في تصاميم المدارس الجديدة بناء قاعة للدرس والمحاضرات وبناء مكتبة خاصة وتخصيص مسجد للصلاة بالإضافة إلى الحمامات والمغاسل الحديثة مما لم يكن لها وجود في أبنية المدارس القديمة.

الحياة المدرسية لسكان المدارس الدينية:

لكل مدرسة من مدارس النجف الدينية القديمة والحديثة أنظمة خاصة تعينها صيغة الوقف، لأن جميع هذه المدارس قد شيدت من الموقوفات التي وقفها الأشخاص الذين قاموا بتشييدها سواء كانوا علماء دين أو غير ذلك، ولكل مدرسة شروط خاصة يقبل بموجبها إسكان الطلاب في غرفها.

أن أغلب سكان هذه المدارس من الغرباء الذين جاءوا إلى النجف بقصد الدراسة ووصول مرتبة الاجتهاد وقد يقضون فيها عشرات السنين حتى يبلغوا مرامهم ويعودوا إلى بلدانهم مزودين بالإجازات التي يمنحها لهم أساتذتهم من المراجع. ومنذ ألف سنة تقريباً والنجف مزدحمة بالطلاب الذين يأتون إليها من مختلف البلدان كالهند والتبت والأفغان وبلوجستان وإيران ودول أفريقيا الشرقية وباكستان إضافة إلى الدول العربية كسوريا ولبنان ودول الخليج فضلاً عن المدن العراقية.

وعندما يقبل الطالب في المدرسة يعطى غرفة فيها وتكون هذه الغرفة في بعض المدارس مفروشة ومجهزة بالكهرباء وذات منح نقدية تجمع للطالب في كل شهر أو في كل موسم أو مناسبة دينية مصدرها المرجع الديني الأعلى. وهناك موائد تقام على حساب المدرسة في أوقات معينة تبعاً لإمكانية المدرسة وأوقافها وأزمانها إذ أن عدداً من المدارس ليس لها مثل هذه الامتيازات ولا بعضها.

والبعض من هؤلاء الطلاب يأتون إلى النجف وهم مزودون بجميع ما يحتاجون إليه فيستأجرون بيوتاً مستقلة ويأتون معهم بعائلاتهم وأطفالهم ويعيشون عيشة لا تشوبها شائبة من الاحتياج بفضل إمكانية ذويهم أو يغدقه عليهم المراجع الدينية كونهم معتمدين لديهم فلا يحتاجون المدارس إلا إذا قصد منهم أحد الانعزال عن البيت هرباً من الضوضاء وعشقاً للدراسة.

أما الدروس فيتلقاها الطالب خارج المدرسة في أغلب الأحيان وفي الأماكن التي يتخذ منها الأستاذ محلاً للدرس كالصحن الحيدري الشريف أو الجوامع أو المساجد فضلاً عن المدرسة نفسها فالطالب حر في اختيار أستاذه وأخذ الدروس في داخل المدرسة أو خارجها لأن الدراسة في هذه المدرسة ليست على مستوى واحد لتتألف منها صفوف، فالمدرسة ذات الغرف الستين مثلاً قد يسكنها ستون طالب وكل منهم في مراحل مختلفة ومستويات متباينة من الدرس والتتبع ولكل طالب مفتاح لباب المدرسة ولطلاب العلم وسكان المدارس عطلة يومين في الأسبوع وعطل أخرى في مواسم الزيارات للعتبات المقدسة ومن أمتع الرياضيات عندهم زيارة المراقد المقدسة مشياً على الأقدام وفي مساء كل ثلاثاء يقصدون جامع السهلة في الكوفة ليؤدوا مراسم الزيارة والصلاة وهو تقليد آسيوي للقسم منهم. وبعد سقوط النظام البائد فتحت بعض المدارس أبوابها بشكل جديد في تنظيم صفوفها وطلابها لتكون شبيهة بالدراسة الأكاديمية في الابتدائية والمتوسطة كما سنبينه في بعض المدارس الجديدة.

 

مدارس النجف الدينية:

وفي ما يلي استعراض عام لأغلب المدارس الدينية في هذه المدينة المقدسة:

1ـ مدرسة المقداد السيوري (المدرسة السليمية):

تقع هذه المدرسة في سوق المشراق إحدى محلات النجف مقابل مسجد الصاغة المعروف ويقول الشيخ جعفر محبوبة (إن الذي يظهر من خطوط بعض طلابها على بعض كتبهم المخطوطة أنها كانت مسكونة بالطلاب في أوائل القرن التاسع الهجري فقد شوهدت على كتاب (مصابح المتهجد) المخطوط للشيخ الطوسي وكان عند المرجع الديني في تلك الفترة الميرزا حسين النائيني ما نصه (كان الفراغ من نسخه يوم السبت 12 جمادى الأول سنة 832هـ على يد الفقير إلى رحمة ربه وشفاعته عبد الوهاب بن محمد بن جعفر بن علي بن السيوري الأسدي بالمشهد الشريف الغروي على ساكنه السلام وذلك في مدرسة المقداد السيوري). وهذه المدرسة سميت بـ(السليمية) نسبة إلى بانيها الثاني (سليم خان الشيرازي) سنة (1252هـ) كونها تهدمت نتيجة الإهمال. والسيوري الباني الأول للمدرسة هو الشيخ جمال الدين أبو عبد الله المقداد بن عبد الله بن محمد بن الحسين بن محمد السيوري الأسدي الحلي (828هـ) وهو نفس العام الذي تمت فيه بناء المدرسة وهي تعتبر أقدم مدرسة في النجف وهي باقية لحد الآن إلا أنها أغلقت لحصول تهدم بها نتيجة تقادم الزمن عليها ومساحتها (200)م2 وفيها عشر غرف فقط.

2ـ مدرسة الشيخ عبد الله:

تعتبر هذه المدرسة من أقدم المدارس ويعود تاريخها إلى منتصف القرن العاشر الهجري وقد عرفت بكونها معهداً مهماً يقصده طلاب العلم ومن كل مكان ويتلقون فيه علومهم والشيخ عبد الله هذا معروف باسم (ملة عبد الله) أو صاحب الحاشية في المنطق (حاشية ملة عبد الله) وهو بن شهاب الدين اليزدي وهو جد أسرة الملالي حيث أنها أسرة اشتهرت بالعلم والدين وكان الملة عبد الله من ألمع علماء ذلك العصر وكانت مدرسته أشهر مدرسة علمية عرفت في زمانها أما موقعها فقد كان في محلة المشراق ويقول الشيخ جعفر محبوبة عن هذه المدرسة (إن بعض المتتبعين للآثار من النجفيين قد عينوا موقعها في هذه المحلة (المشراق) وهي الآن دار لبعض السادة الأشراف وكانت معرساً لأهل العلم في أيام المقدس الأردبيلي ومن بعده العلماء).

3ـ مدرسة الصحن الشريف الأولى أو المدرسة الغروية:

عندما جاء الصفويون ووسعوا بناء الصحن الشريف وأقاموا أول مدرسة حديثة في الصحن تغيرت هندسة المدارس منذ ذلك الحين كما بدأت تعتبر هندسة البيوت تبعاً لذلك التغير.

أما مدرسة الصحن الأولى أو المدرسة الغروية فيغلب الظن أنها اسمان لمدرسة واحدة وقد تأسست في أوائل القرن الحادي عشر الهجري وقبل مدرسة الصحن الكبرى وكانت ابتداء تخطيطها مع تخطيط الصحن الحيدري الأول وينسبها البراقي إلى الشاه عباس الصفوي الأول وموقعها في الجهة الشمالية من الصحن وبابها من الإيوان الثاني بعد الإيوان الأول من الصحن الشريف (وقد أيد هذا حصول بعض المخطوطات المعتبرة التي خطها بعض طلابها بأيديهم على كتبهم بعد إكمال نسخها مثل كتاب الشيخ يوسف بن عبد الحسين الصلينباوي سنة (1069هـ) على احد كتبه، والشيخ إبراهيم بن عبد الله المغربي في استنساخه لكتاب (مشيخة الاستبصار) في نفس السنة ونفس المدرسة أيضاً نسخه من الاستبصار في آخرها ما نصه: كتبه فرج الله فياض الجزائري النجفي 1043هـ في المدرسة الرواقية بكنف القبة الغروية والظاهر أنها هي هذه المدرسة). وهكذا بقيت هذه المدرسة عامرة بطلابها إلى سنة (1286هـ) حيث عينتها الحكومة التركية مدرسة خاصة بطلاب العلوم الدينية الذين يعفون بعد الامتحان من الجندية حسب قانونهم العسكري ولم تزل هكذا حتى أوائل القرن الرابع عشر فقد استغنت عنها الحكومة وهجرت فتهدمت جدرانها وأغلق بابها وجعلت مخزناً لبعض أثاث الصحن، ولوازم خدام الحرم إلى أن تولى تعميرها السيد هاشم زيني فعمرها من جديد وذلك في سنة (1350هـ) فجعلها دار ضيافة ومنزل للزوار الذين يفدون إلى زيارة النجف وليس لهم مأوى وخرجت بذلك عن صفتها المدرسية إلى ما يسمى بدار الضيافة، الموجود حالياً.

4ـ مدرسة الصحن الكبرى:

هذه أول مدرسة شيدت على طراز من الهندسة المعمارية الصفوية من حيث بناء الغرف وتزيينها بالكاشاني وهي البناية التي يتألف منها صحن الإمام علي(ع).

وقد كان هذا الصحن أصغر مساحة عندما قام الشاه عباس الصفوي الأول في أوائل القرن الحادي عشر، وحيث زار النجف الشاه صفي حفيد الشاه عباس الأول الصفوي قام بشراء مساحات أخرى من الأرض وهدم الجدران ووسع بها مساحة الصحن، ثم بنى في طابقين فخمين فبنى في كل ضلع من ضلعي الصحن الشرقي والشمالي خمس عشرة غرفة، وأمام كل غرفة إيوان زين بالكاشاني.

أما الضلع الغربي والجنوبي فقد بنى في كل منهما أربع عشرة غرفة وأمام كل غرفة إيواناً على نفس الطراز من الضلعين الشرقي والشمالي ثم أقام الطابق الثاني على الطابق الأول بنفس الطراز والنقوش الكاشانية وكل هذه الأضلاع قد قامت على ارتفاع واحد ومستوى واحد وقد خص الطابق بطلاب العلم. وكانت تأسيس هذا البناء يرجع إلى سنة (1042هـ) وقد تناقل الناس الأحاديث عن كثير من الطلاب الذين سكنوا هذه الغرف وكانوا من المتفوقين ثم ما لبثت أن توسعت حركة المدارس في النجف فانتقل الطلاب من مدرسة الصحن وتركت الغرف في هذه المدرسة خالية يشغل بعضها اليوم من لهم ارتباط بخدمة الصحن الشريف.

5ـ مدرسة الصدر الأعظم (مدرسة الإمام موسى الكاظم):

هذه المدرسة من المدارس الواسعة وموقعها في سوق الكبير وتحوي على ما يزيد على ثلاثين غرفة في طابق واحد ومساحتها مع ملحقاتها من مساجد ومقابر مؤسسها ومطبخها الواسع تربو على (900م2) أسسها الصدر الأعظم نظام الدولة محمد حسين خان العلاف الاصفهاني وزير السلطان فتح علي شاه القاجاري بعد إكمال سور النجف السادس والأخير سنة (1226هـ) وقد أحصيت مصارف بنائها مع بناء السور في ذلك الوقت فكانت (94) ألف تومان اشرفي وهي مزدحمة بالطلاب منذ ذلك الوقت وقد أوقف لها مؤسسها موقوفات تقوم ببعض مقتضيات سكانها وخصص لطلابها إطعاماً مستمر في ليال معينة في الأسبوع والشهر والسنة ولابد من الإشارة إلى أن اسم المدرسة قد تغير أيام النظام البائد عندما قام بحملة تغيير لبعض أسماء تلك المدارس بحجة تعميدها وبناءها من جديد فأصبحت تسمى بمدرسة الإمام موسى الكاظم بدلاً من الصدر الأعظم وهي مفتوحة للطلاب في الوقت الحاضر.

6ـ مدرسة المعتمد أو مدرسة الإمام الشيخ محمد الحسين كاشف الغطاء:

موقعها في محلة العمارة إحدى محلات النجف وإن ساحة هذه المدرسة والمسجد والمقبرة كلها موقوفات (أمان الله خان) وهو أحد الأمراء الإيرانيين وقد وقفها على الشيخ جعفر الكبير صاحب كتاب (كشف الغطاء) في الثلث الأول من القرن الثالث عشر فاقتطع منها الشيخ جعفر ما يربو على (800)م2 لبناء المدرسة.

والمعروف أن الذي بنى هذه المدرسة هو الشيخ موسى بن الشيخ جعفر الكبير وقد كانت هذه المدرسة ذات عمارة جيدة إلا أنها تهدمت في بداية القرن الرابع عشر لقلة العناية بها وسد بابها لأنها أصبحت غير قابلة للسكن ثم قام الشيخ محمد حسين آل كاشف الغطاء وجدد عمارتها وأصبحت تسمى بمدرسة (الإمام كاشف الغطاء) وهو من جهة القبلة ذات طابقين في كل طابق خمس غرف وأمام كل غرفة إيوان في الطابق الأرضي وممر عريض أمام غرف الطابق الثاني أما عكس القبلة فغرفتان كبيرتان وفوقها السطح وفي الغرب على الأرض غرفتان وأربع غرف فوقهما فيكون المجموع (26) غرفة أما جانب الشرق ومنه شروع الباب ففي يسار الباب غرفة واحدة لإدارة المدرسة وتقابل الباب غرفة كبيرة للمطالعة وفي داخلها المكتبة الكبيرة لأسرة كاشف الغطاء وكان الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء قد اتخذ جانباً من هذه المدرسة ديواناً يجلس فيه للناس صباحاً ومساءً، ومن هذه المدرسة صدر كل الفتاوى السياسية والدينية والشرعية والرسائل الأدبية والتي كتبها الشيخ ولذلك كان تاريخ هذه المدرسة تاريخاً حافلاً في صفحات تاريخ العراق السياسي والديني وقد اعتاد الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء أن يشير إلى هذه المدرسة في كل ما كان يصدر منه من فتاوى ورسائل فيقول صدر من مدرستنا بتاريخ كذا.

7ـ المدرسة المهدية:

تقع في محلة المشراق إحدى محلات النجف القديمة خلف جامع الطوسي ومجاورة لمدرسة القوام أسسها وشيدها الشيخ مهدي بن الشيخ علي بن الشيخ جعفر الكبير صاحب كتاب كشف الغطاء في عام (1284هـ) بأموال كثيرة أرسلت إليه من بلدة (قرة داغ) في أذربيجان كما بنى مثلها في كربلاء وهما معروفتان باسمه. مساحة المدرسة (700)م2 كانت سابقاً مركزاً لسادن الروضة الحيدرية وحاكم البلد آنذاك وهو الملة يوسف ولما توفي باعها وورثتها للشيخ محمد بن الشيخ علي كاشف الغطاء فبناها دارين وبعد وفاته بيعت على الشيخ عبد الحسين الطهراني ثم اشتراهما منه الشيخ مهدي كاشف الغطاء المذكور أعلاه سنة (1284هـ) وفي نفس السنة بناها مدرسة ذات طابقين وعدد غرفها (43) غرفة وفي سنة (1365هـ) وأشرفت على الانهدام فتولى الاهتمام بها الشيخ محمد علي بن الشيخ عبد الكريم كاشف الغطاء وأعاد تعميرها بمساعدة السيد أبو الحسن الأصفهاني، المرجع الديني في ذلك الوقت، وهي الآن مفتوحة لطلبة العلوم الدينية حيث تحوي على سرداب بطابق واحد وقاعة للدرس ومكتبة إضافة إلى ملحقاتها كالمسجد والحمامات وغيرها… وفي الوقت الحاضر.

 

8ـ مدرسة القوام:

وهي من المدارس المعروفة في النجف تقع في محلة المشراق خلف جامع الطوسي ومجاورة للمدرسة المهدية مساحتها (700)م2 وتعرف أيضاً بالمدرسة (الفتحية) نسبة بانيها (فتح علي خان الشيرازي) المشهور بقوام الملك وقد تم بنائها عام (1300هـ) وكانت تحتوي على (26) غرفة في صف واحد غير أن طرف الشمال منها الذي كان ذا طابقين قد آل إلى الانهدام وقام باعمارها على هيئتها الحالية الشيخ نصر الله الخلخالي حيث شيدها على طابقين وبواقع (64) غرفة وفيها مدرسة ومكتبة كبيرة تحوي على أعداد كبيرة من الكتب باللغتين العربية والفارسية إضافة إلى سرداب بعمق أكثر من عشرة أمتار وبطابقين أيضاً وهي مفتوحة لطلاب العلوم الدينية لحد الآن.

9ـ مدرسة الإيرواني:

مدرسة شهيرة ومعروفة في النجف تقع في محلة العمارة وهي ذات طابقين تشتمل على تسع عشرة غرفة وفي جنب بابها في الطرف الشمالي مقبرة مؤسسها الحاج مهدي الإيرواني الذي شادها على يد الشيخ ملة محمد الإيرواني على أرض مساحتها نحو (300)م2 وقد كمل بناؤها في سنة (1307هـ) ثم أوقفها بأمر الشيخ الإيرواني وجعلها ملاذاً للطلاب الأتراك فقط وخاصة أهل (أيروان) وذلك بسبب حادث وقع أمام الباذل، ولهذه المدرسة شهرة في معارك الزكرت والشمرت والتي كانت تحصل ما بين أهالي النجف من تلك الفترة حيث اتخذت كقاعدة للزكرت لمهاجمة الشمرت وقد هدمها النظام البائد خلال تهديمه محلة العمارة.

10ـ مدرسة الميرزا حسن الشيرازي:

تأسست عام (1310هـ) على مساحة تبلغ (120)م2 بناها المرجع الديني آنذاك ميرزا حسن الشيرازي الملقب (نزيل سامراء) وقد أنفق المال على بناءها أحد مقلدي المرجع المذكور وهو أحد أثرياء الهند وهي واقعة بجنب (باب الطوسي) وهذه المدرسة صغيرة ذات طابقين بنيت في الطابق الثاني منها ثمانية غرف يسكنها طلاب العلوم الدينية وفي الطابق الأرضي شيدت مقبرة للشيرازي وفيها حوض وسيع بني خصيصاً لوضوء المصلين والزائرين الذين يغدون للزيارة من باب الطوسي وقد أقفلت أيام النظام الصدامي البائد وهي الآن بيد أسرة آل الشيرازي إذ أعادوا تعميرها من جديد.

11ـ مدرسة الخليلي الكبرى:

وهي مدرسة واسعة الساحة مساحتها (600)م2 وموقعها في رأس شارع السلام في محلة العمارة وتعرف عند عامة الناس بمدرسة (القطب) لأن مؤسسها الحاج ميرزا حسين الخليلي كان قد اشتراها من صاحبها المدعو السيد علي القطب حيث كانت قيصرية في أيام القطب يشغل حوانيتها الخياطون وقد اشتراها الشيخ الخليلي بمال معتمد السلطة (أمير بنج) وقد كمل تشييدها سنة (1316هـ) في جهة الجنوب الشرقي. وقد عمر أمير تومان صمصام الملك العراقي المقبرة الشهيرة باسم (مقبرة الخليلي) ثم شيد الجهات الثلاثة الأخرى من المدرسة مجد الدولة جهان كيرخان. وهي ذات طابقين من جهاتها الأربعة وعدد غرفها (50) غرفة مبنية بالكاشاني وفي هندسة سداسية وفيها سرداب يدور حول جهاتها الأربع.

أما باب المدرسة فهو من جهة الشمال الشرقي على الشارع المعروف بشارع السلام وقد استخرت من جانب الشرقي ثمانية دكاكين وقفت على مصاريفها الضرورية من ماء وكهرباء وأجور خدم وقد أنشأت منها مكتبة كبيرة وقد كانت لهذه المدرسة مكانة مرموقة في المجتمع إذ كانت تأوي عدد من العلماء والبارزين يوم كان مؤسسها الخليلي المرجع الروحاني آنذاك حيث خرجت عدد من الشعراء المعروفين منهم الشاعر أحمد الصافي النجفي وعباس الخليلي وهي الآن متروكة لعدم الصلاحية للسكن فيها.

12ـ مدرسة البخاري:

تقع في محلة الحويش وهي ملاصقة لمدرسة الأخوند الكبرى وتبلغ مساحتها (300)م2 قام بتعميرها محمد يوسف البخاري وهو من أصحاب الوزير (خان ميرزا) وقد بنيت على يد الشيخ كاظم البخاري وانتهى من تشييدها سنة (1319هـ) ثم آلت إلى الانهدام وقام الحاج غلام الكويتي الشيرازي فوصى أن تبنى بثلثه بعد وفاته وهكذا فعل ورثته وأعانهم على اكمالهم بعض المتبرعين فكمل بناؤها ومن أطرافها الثلاثة عدا الطرف الشمالي منها وهي تحتوي على (32) غرفة وفي بناية تتكون من طابقين وقاعة للاجتماع والدرس وفيها مكتبة صغيرة ثم جدد بناءها سنة (1380هـ) وهي مبنية من الحديد والكونكريت وتحتوي على سرداب بعمق سبعة أمتار ولازالت تأوي طلبة العلوم الدينية وخاصة الطلبة الأفغان.

31ـ مدرسة الشربياني:

من المدارس الشهيرة في النجف تقع في محلة البراق بناها الشيخ محمد المعروف بالفاضل الشربياني أحد مراجع التقليد في ذلك الوقت وقد خطها في سنة (1320هـ) ثم شيدها من تبرعات أصحابه ومقلديه التجار الأتراك تبلغ مساحتها (300)م2 وهي ملك صرف لورثة المذكور تحتوي على مكتبة في الطابق العلوي وكذلك تحتوي على قاعة صغيرة للدرس وبشكل عام فإن عمارتها تحتوي على قاعة صغيرة للدرس وبشكل عام فإن عمارتها آيلة للسقوط وقد تم ترميمها من جديد في أواسط التسعينات وأعيدت لإيواء الطلبة فيها.

14ـ مدرسة الآخوند الصغرى:

تقع في محلة البراق وفي الشارع المشهور بشارع (صدتوماني) وهي صغيرة مساحتها (210)م 2 ذات طابق واحد وفيها (12) غرفة فقط وأمام كل غرفة إيوان صغير وقد شيدها المدعو فيض الله البخاري خازن دار الوزير خان ميرزا وقد أكمل تعميرها في عام (1328هـ) ولتقادم الزمن والإهمال هدمت أجزاء من هذه المدرسة وأغلقت لعدم صلاحيتها للسكن وقد سميت بالآخوند نسبة إلى المرجع الديني الذي أمر ببنائها المرجع الديني الشيخ محمد كاظم الخراساني الملقب بالآخوند.

15ـ مدرسة الآخوند الكبرى:

تقع في محلة البراق على شارع الصادق ويفتح بابها من شارع الأعسم وهي من المدارس المعروفة في النجف، ساحتها معبدة بالرخام ومنقوشة الجدران بالكاشي مساحتها (420)م2 ذات طابقين وعدد غرفها (36) غرفة وفيها سرداب بعمق سبعة أمتار وفيها مكتبة وقد قام بإنشائها الوزير البخاري (استان قلي بك) وزير السلطان البخاري عبد الأحد وذلك عام (1326هـ) وبأمر من المرجع الديني الشيخ محمد كاظم الخراساني الملقب بالآخوند ولها شهرة بين المدارس كونها خرجت عدد من المجتهدين مثل نصر الله الخلخالي الذي قام بالإنفاق وتعمير عدد من المدارس الدينية ولا تزال مفتوحة لطلبة العلوم الدينية.

16ـ مدرسة الأخوند الكبرى (الإمام الحسن):

وهي من المدارس الواسعة والمشهورة في النجف تقع في محلة الحويش وفي الشارع المبتدي بالساحة المعروفة (فضوة الحويش) والمنتهي بباب سور البلد القديم المسمى (باب السقائين) مساحتها (750)م2 ذات طابقين عدا الأرض وغرفها (84) غرفة وقد قام بإنشاءها وعمارتها سنة (1321هت) الوزير الكبير للسلطان عبد الأحد البخاري بأمر من الملا كاظم الخراساني المرجع العام في عصره والمتوفي سنة (1329هـ) وتسمى أيضاً الخراساني الكبرى تحتوي مكتبة كبيرة وقاعة كبيرة للدرس وسرداب بطابقين وفي زواياها الأربع ساحات صغار فيها عدد من الغرف وجدارانها محلاة بالقاشاني وقد اكتسبت شهرتها كونها خرجت العالم الشهير السيد أبو القاسم الخونساري العالم الكبير في الفلك والرياضيات وكان جميع الطلاب يقصدونه لتلقي العلوم الرياضية منه، وكان يتلقى على ما نقل الناقلون عدداً كبيراً من الرسائل في مختلف الجهات يسألونه فيها عن حل بعض المسائل الرياضية وقد تغير اسم المدرسة إلى مدرسة الإمام الحسن إبان النظام الصدامي البائد.

17ـ المدرسة القزوينية:

تقع هذه المدرسة في محلة الحويش ففي سفح التل المعروف (بالطمة) وبالقرب من مسجد الهندي الشهير والذي يذكره المعمرون في النجف أن هذا التل مجموعة من الأتربة التي نقلت من الصحن الشريف عند بنائه وتعميره وألقيت هنا حتى صارت تلة وبقيت حيث هي وقد سميت بالطمة وهذه المدرسة أسست على أرض مساحتها تزيد على (300)م2 وذلك سنة (1324هـ) وكان الباذل على تعميرها المدعو محمد آغا الأمين القزويني وهو من البيت المشهور باسم (الكروري) وكانت أرضها قبل ذلك خاناً للمسافرين والزوار وقيل أنها كانت مفخراً للكيزان. وهي مؤلف من طابقين الأول منها (15) غرفة أقيمت على سقف السراديب الممتدة في أطراف المنطقة دون أن يكون لها إيواناً أمامها كسائر المدارس. والطابق الثاني الأعلى وفيه (18) غرفة وأمام هذه ممر يحوطها من جميع جهاتها الأربعة وقد عمر الجانب الجنوبي منها الذي كان قد أشرف على الانهدام شخص من الكويت، وأحدث في وسط هذا الجانب ومقابل باب المدرسة مكتبة وحشد لها كتب كثيرة وكان تاريخ تجديد بناؤها من قبل هذا الشخص في سنة (1384هـ) وقد وقف عليها الباذل أراضي زراعية في إيران ليصرف ريعها سنوياً على الطلاب وبعض حاجياتها الضرورية وهي لاتزال تحتضن طلاب العلوم الدينية أيام النظام السابق وأغلقت في الوقت الحاضر لحصول بعض الأعمال الغير مرغوب فيها.

18ـ مدرسة البادكوبي:

تقع في محلة المشراق وفي الشارع المنتهي شرقاً والمسمى شارع زين العابدين وبإزائها من جهة الغرب مسجد كبير شيده معمر المدرسة المدعو علي نقي البادكوبي في حدود سنة (1325هـ) عندما زار النجف ومكث فيها مدة تقارب السنة. وهي ذات طابق واحد وغرفها لا تتجاوز (28) غرفة وفي جنبها الشرقي ساحة صغيرة بمساحة (100)م2 بنيت فيها ثمان غرف أخرى في طابقين ولها طريق واسع يوصلها بهذه المدرسة.

وكل هذه الغرف يسكنها سابقاً طلاب من أهل بخارى وبادكوبيون من القفقاز على الأغلب وفي سنة (1383هـ) هدمت الحكومة المحلية ما يقارب نصف هذه المدرسة عندما استحدث شارع زين العابدين المذكور ولم يبق من غرفها سوى (16) غرفة وقد بقيت هذه المدرسة على قدمها من حيث البناء ولم يحدث عليها أي إصلاح حتى آلت إلى الانهدام والانغلاق.

19ـ مدرسة اليزدي:

هذه المدرسة من أشهر مدارس النجف تقع في محلة الحويش وقد بنيت بناءً فخماً وبعمارة وزخرفة جيدة وهندسة متميزة كانت في وقتها مضرباً للأمثال فأرض مبلطة بالرخام الصقيل وجدرانها مكسوة بالحجر الكاشاني وفيها من الهندسة والريازة ما جعل محط أنظار الزائرين في ذلك الوقت وتحتوي على (80) غرفة مشيدة على طابقين وأمام كل غرفة إيوان صغير كهندسة سائر المدارس المشيدة في النجف منذ العصر الصفوي، ولها ثلاثة سراديب محكمة وأرض هذه السراديب والجدران مكسوة بالحجر الكاشاني وتعتبر هذه السراديب المبنية طابقاً فوق طابق من أغرب العمارات وأفخمها تحت الأرض.

تأسست بأمر من المرجع الديني السيد محمد كاظم اليزدي وبأموال من الوزير البخاري (استان قلي) الذي عمر مدرسة الأخوند الوسطى على أرض مساحتها (750)م2 وقد ابتدأ بتعميرها سنة (1325هـ) وانتهى بناءها سنة (1327هـ) وعندما كمل تشييدها فضل قسم من الأموال التي بعثها الوزير المذكور لتعميرها مبلغ كبير فاشتروا به نصفاً من حمامين وأحد عشر دكاناً وفندقاً من سوق الخلخالي بقضاء الكوفة كما أبتيعت لها أيضاً سبعة حوانيت أخرى وخان وقد أوقفت كلها عليها على أن تصرف وارداتها في شؤون المدرسة من ماء وكهرباء وما تحتاجه من الإصلاحات وقد أسست لها مكتبة ضخمة والمدرسة لازالت مفتوحة لطلبة العلوم الدينية.

20ـ المدرسة الهندية (الإمام الباقر):

تقع في محلة المشراق وقد شيدت على مساحة تبلغ (600)م2 مؤلفة من طابق واحد ومجموع غرفها (22) غرفة طرفها الجنوبي متصل بمدرسة القوام مدخلها هو الباب الأمامي وتصل إليه بعد اختراق ممر ضيق وطويل يطلق عليه أهل النجف (الدولان) تحتوي على سرداب بطابق واحد وبعمق سبعة أمتار أنشأت سنة (1328هـ) من قبل المدعو ناصر علي خان من أهالي لاهور وهي من ملحقات البنجاب الهندية وقد اشترى أرضها وشيدها مدرسة للهنود وقد آلت إلى الانهدام فأصلحها مرجع الطائفة السيد محسن الحكيم وهي اليوم تسمى بمدرسة الإمام الباقر حيث تغير اسمها إبان النظام البائد.

21ـ مدرسة البروجردي الصغيرة:

تقع هذه المدرسة المشيدة على أرض مساحتها (350)م2 في رأس سوق العمارة الصغير والذي ينتهي بشارع دورة الصحن مقابل باب الصحن المسمى (بالباب السلطاني) نسبة إلى السلطان ناصر الدين شاه القاجاري الذي فتحه عند زيارته النجف وقد كانت داراً معروفة باسم (بيت القاضي) تشبه في عمارتها مدرسة البروجردي الكبرى وعدد غرفها (20) غرفة وقد تبرع بشراء أرضها وتعميرها السيد هاشم البهبهاني بأمر من المرجع الديني آغا حسين البروجردي آنذاك وقد عين راتب لكل طالب في المدرسة وأكثر طلبتها هم من الباكستانيين ثم عين السيد هاشم البهبهاني هذا لكل غرفة من غرفها سجادة إيرانية على قدر مساحة الغرفة وقد كان تأسيسها في عام (1378هـ) وقد هدمت هذه المدرسة بعد أعمار المدينة من قبل الحكومة المحلية وذلك عام (1383هـ) ولم يبق منها شيء حالياً.

 22ـ مدرسة البروجردي الكبرى (الإمام الحسين):

تقع هذه المدرسة في محلة البراق في بداية السوق الكبير من جهة الصحن مساحتها (700)م2 وهي ذات ثلاثة طوابق بالإضافة إلى سرداب بعمق سبعة أمتار وقد تضافرت على هندستها وبناءها الطراز الإيراني والهندي وغرفها (60) غرفة دون أن يكون لكل غرفة إيوان كغيرها من المدارس فعند مدخل المدرسة ساحة صغيرة والطابق الأرضي فيه غرف للخدم وكل غرفة من غرف المدرسة مؤثثة بالسجاد الإيراني الذي حيك خصيصاً لها في إيران وفيها قاعة للدرس وصالة للصلاة وفي الطابق الثاني فيها مكتبة كبيرة منظمة فيها عدد كبير من الكتب العلمية الفقهية قام ببنائها.

وتأسيسها المرجع الديني آنذاك السيد حسين البروجردي عام (1373هـ) بإشراف الشيخ نصر الله الخلخالي وفي سنة (1404هـ/ 1984م) اقتطعت مساحة منها أثناء حملة أعمار وتطوير المدينة وأصبحت الآن تحتوي على (32) غرفة ومساحتها (350)م2 تقريباً وقد سميت بمدرسة الإمام الحسين في أيام النظام الصدامي البائد.

23ـ المدرسة الشبرية (مدرسة الإمام الصادق):

تأسست هذه المدرسة سنة (1384هـ) وقام بتشييدها السيد علي شبر الحسيني تقع في محلة البراق تبلغ مساحتها (600)م2 وهي تتألف من طابقين ومجموع غرفها (43) غرفة وتوجد فيها قاعة كبيرة للدرس ومكتبة كبيرة تحتوي على أعداد كبيرة من الكتب مع سرداب بطابق واحد وبعمق سبعة أمتار بحالة جيدة وجدير بالذكر أن المدرسة المذكورة سميت بمدرسة الصادق وهي لا تزال تأوي طلبة العلوم الدينية أيام النظام السابق.

24ـ مدرسة الشيرازي:

شيدت هذه المدرسة على مساحة (725)م2 في منطقة الجديدة الثالثة في الفرع الخاص من نهاية شارع الرسول وتحتوي على (24) غرفة في بناية ذات طابقين من جهة الجنوب فقط تحتوي على مكتبة صغيرة مع قاعة للدرس مع سرداب بطابق واحد وبعمق سبعة أمتار. قام بإنشائها السيد عبد الله الشيرازي عام (1372هـ) بعد أن قام بجمع الأموال من الأثرياء وهي لا تزال مفتوحة تأوي طلبة العلوم الدينية.

25ـ مدرسة الخليلي الصغيرة:

مدرسة صغيرة مساحتها (230)م2 ذات طابقين وعدد غرفها (18) غرفة مجملة بالبناء عدا الجانب الغربي منها فإنه لا غرف فيه. ولكل غرفة من الغرف السفلية في الطابق الأول إيوان صغير. أما الغرف العلويات فأمامها ممر مسقف، وعند مدخل المدرسة غرفة صغيرة وهي مقبرة الباذل على الإنفاق وهو الميرزا محمد علي خان الكركاني وموقعها محلة العمارة وقد أسست هذه المدرسة سنة (1322هـ) بأمر من الميرزا حسين الخليلي المرجع الديني في ذلك الوقت وقد آلت إلى الانهدام والغلق نتيجة تقادم الزمن وعدم الاهتمام بها وهي مغلقة حالياً.

26ـ المدرسة اللبنانية (مدرسة العاملين):

تقع هذه المدرسة في محلة الجديدة الأولى في المنطقة المسماة (خان المخضر) وقد أسست على أرض مساحتها (1500)م2 تحتوي على (40) غرفة وفي طابق واحد بالإضافة إلى سرداب كبير بعمق سبعة أمتار وبمساحة (200)م2 إضافة إلى قاعة كبيرة للدرس وكذلك صالة للصلاة كما بنيت فيها مكتبة فيها قاعة للمطالعة وكان الساعي في إنشاءها وصاحب الفكرة هو الشيخ محمد تقي الفقيه العاملي وهو لبناني من منطقة (جبل عامل) حيث استشار عدد من أبناء منطقته ووافقوا على الفكرة ثم رفعت إلى مرجع الطائفة السيد محسن الحكيم الذي صادق عليها وتبرع لهم بمبلغ (1500) دينار عراقي حيث شرع البناء بعد شراء الأرض عام (1377هـ) ثم ذهب فريق من العاملين وفد إلى الكويت.

وجمعوا لها تبرعات وثم إنشاءها وتسمى باللبنانية لأن مؤسسها لبناني وطلابها كانوا جميعاً من لبنان وهي الآن مفتوحة لطلبة الحوزة العلمية.

27ـ المدرسة الطاهرية:

مدرسة كبيرة الساحة تبلغ مساحة أرضها (3000)م2 تقع في منطقة الجديدة وهي ركن تحيط بجوانبها الأربعة جادات واسعة أسسها المدعو السيد عبد الله الشيرازي بعد أن أكمل مدرسته الأولى وذلك عام (1377هـ) وبنى فيها (14) فقط وقد سميت بالطاهرية نسبة إلى جده السيد طاهر الشيرازي وقد آلت إلى الانهدام وتركت وهي الآن مهدمة ومغلقة.

28ـ مدرسة الأفغانيين (أمير المؤمنين):

مدرسة شيدت في محلة الجديدة وقد اختصت بالأفغانيين والبلوجيين والبربر وهي واقعة في وسط الدور التي يسكنها الأفغان والبربر سابقاً خلف حديقة الملك غازي الكبيرة مساحتها (400)م2 تعود ملكيتها للشيخ حسين الأفغاني حيث وقفها على أن تكون مدرسة لطلاب العلوم الدينية فعمروها من التبرعات التي جمعت من الأثرياء وشرعوا سنة (1384هـ) وشيدوا سبع غرف في الجانب الجنوبي منها بعد أن سوروها وهي في الطابق الأول وبنوا أمام كل غرفة إيوان صغير على طراز هندسة المدارس الفنية في النجف وقد أغلقت نتيجة تهدمها وعدم صلاحيتها للسكن ثم أعيد ترميمها من جديد وهي الآن مفتوحة للطلبة.

29ـ مدرسة اليزدي الثانية:

تقع هذه المدرسة في محلة العمارة متصلة من الغرب بمدرسة الخليلي الصغرى ومن الجنوب بمدرسة الخليلي الكبرى وقد كانت هذه المدرسة (خان) بناه المرجع الديني آنذاك السيد محمد كاظم اليزدي للزائرين يوم لم يكن في النجف فنادق أو أماكن عامة تسع الوافدين إليها فاشترى الأرض وهي دار لبعض العلويين وشيدها (خاناً) ولما رأى نجله السيد أسد اليزدي أن هذا الخان قد أصبح عاطلاً ولا فائدة فيه بسبب كثرة الفنادق والمساكن للوافدين والزوار رجح أن ينشأ هذا الخان كمدرسة دينية فعرض الفكرة على مرجع الطائفة في ذلك الوقت مرجع الطائفة السيد محسن الحكيم واستفتاه بجواز التصرف فوافق بذلك وأعطاه مبلغ من المال لغرض الإنشاء وقد كملت بهيكلها العام ذات الطابقين شيدت على أرض مساحتها (600)م2 وعدد غرفها (51) غرفة منها (25) في الطابق الأرضي المقام على سرداب كبير من غرفة في الطابق الثاني وفي الطابق الأول قاعة محاضرات كبيرة وهي التي تطلق عليها اسم (المدرس) وقد شيدت من الحديد والاسمنت وقد زينت دورتها من أعالي السقف الدائر بالآيات القرآنية مكتوبة بالكاشاني الملون البديع وقد شرع في بنائها سنة (1384هـ) إلا أنه لم يكتمل حتى أهملت وحالياً مغلقة.

30ـ مدرسة الرحباوي:

تقع هذه المدرسة في محلة الجديدة في الركن الذي هو ملتقى شارع المدينة وشارع الهاتف مساحتها (1000)م2 وبابها من الجانب الشمالي من شارع المدينة. أسسها صاحبها المدعو الحاج عيسى محسن ناجي الرحباوي النجفي عام (1378هـ) باسم الحسينية أولاً ثم رجح له يبنى غرفاً لطلاب العلوم ولتكون أكثر نفعاً وأعم فائدة فبناها في طابق واحد وجعل في جانبيها الشرقي والغربي اثنتا عشرة غرفة أسكن فيها ما يزيد على (20) طالباً ثم بنى في الجنوب حسينية بمساحة (200)م2 وخصها بإقامة مآتم الحسين(ع) على أن تكون في عين الوقت قاعة محاضرات ومصلى للطلاب ثم عين لها أوقافاً يصرف ريعها في حاجاتها الضرورية وأن أوقافها ستة حوانيت من خارجها مع دار صغيرة من جانبها وحالياً أصبحت لسكنى الطلاب فقط وتستخدم الحسينية لإقامة المناسبات الاجتماعية كالفواتح.

31ـ مدرسة الجوهرجي:

أسسها الحاج محمد صالح الجوهرجي في منطقة شارع المدينة مسجداً واسعاً وكبيراً وبجنبه حسينية ثم أخرج منها (12) دكاناً لتكون وقفاً لإدامة حاجياتها وشيد على القسم الباقي المحيط بالمسجد والحسينية من جهاتها الأربع خمسون حانوتاً وبنى في الطابق العلوي فوق الحوانيت المذكورة مدرسة لطلاب العلوم الدينية ومكتبة ومقبرة للمؤسس وقد وقف جميع هذه المنشآت وقفاً لها يصرف واردها على لوازم المسجد والحسينية والمدرسة والمكتبة والمقبرة من أجور ماء وكهرباء وخادم وقراءة قرآن وإمامة للمسجد وكل ما تحتاجه المكتبة من راتب الناظر والأمين والى غير ذلك وحالياً المدرسة مغلقة ويستخدم الجامع للصلاة وإقامة المناسبات الاجتماعية.

32ـ مدرسة البغدادي:

شيدت هذه المدرسة على مساحة (1900)م2 تقع على يمين ساحة ثورة العشرين المعروفة وهي ركنان الأول على شارع النجف كربلاء والثاني على شارع نجف كوفة وعمارتها طابقين بالإضافة إلى السرداب الكبير والذي شيد بشكل مبالغ فيه والطابق الأول والذي منه طريق الباب الرئيسي فإنه يشمل على ساحة كبيرة تحيط بها خمسون غرفة وفي أطراف الساحة وزواياها عشرة حمامات ومطابخ وعدد من المغاسل ثم قاعة كبيرة للمحاضرات وقاعة أخرى للحفلات وفيها مسجد لأداء الصلاة يقع في الركن الذي يفصل بين شارع الكوفة وشارع كربلاء وتحته مقبرة خصها مؤسسها ووقفها الحاج عبد العزيز البغدادي لنفسه وأهل بيته وبجانب هذا المصلى محل للوضوء وفي الطابق الثاني العلوي (52) غرفة وعشرة حمامات ومغاسل ومطابخ على غرار الطابق الأول فيكون مجموع غرفها (102) غرفة وقد جهزها مؤسسها بالفرش والأثاث الكامل وتحيط بهذه المدرسة حديقتان جانبيتان غرباً وجنوباً كما شيد بجنبها دار يسكن للقائم بإدارتها ولزائريها من الـ(البغدادي) وأصدقائه وإخوانه وهي مشرفة على حديقة وبعد أن تم بناء هذه المدرسة قرر مؤسسها وقف عمارة كبيرة بشارع الرشيد في بغداد عليها وقد افتتحها بحفلة كبيرة وحضرها مرجع الطائفة آنذاك السيد محسن الحكيم مع وفود من أنحاء العراق وذلك عام (1383هـ).

ثم تغير اسمها إلى جامعة الصدر الدينية ولا تزال مفتوحة لحد الآن.

32ـ مدرسة جامعة النجف الدينية:

أسست هذه المدرسة في محلة حي السعد على طريق نجف الكوفة وشيدت على أرض مساحتها (5000)م2 وقد شرع في بنائها في سنة (1376هـ) واستمر البناء حتى عام (1382هـ) وكانت فكرة تأسيسها والقيام بتنفيذها السيد محمد سلطان الموسوي الشهير بـ(كلانتر) أما الباذل على تعميرها فهو المدعو محمد تقي اتفاق الطهراني وقد أنفق عليها من خالص ماله وليس من الحقوق الشرعية ورصد لها مبلغ (150000) دينار عراقي تحتوي على (208) غرفة قائمة ثلاث طوابق مع سردابين يقعان تحت بناية العمارة وبثلاثة سراديب واسعة أخرى تقع تحت صالوناتها وفيها مرافق واسعة للطبخ والغسيل. أما الطابق الأول فمنه مدخل للمدرسة وعلى يمين الداخل للمدرسة شيدت مكتبة حديثة بمساحة (225)م2 وفي طابقين وقد وضعت مخازن للكتب في الطابق العلوي وأما المساحة السفلى منها للمطالعين يجلسون على كراسي ومناضد خاصة أعدت لهذا الغرض وعلى يسار الداخل يقع مسجد الجامعة البالغة مساحته (225)م2 لأداء الصلاة والتدريس والبحث والحفلات الدينية الخاصة وبجانب هذا المسجد غرفة لقلم الجامعة تقع تحتها مقبرة خاصة للمؤسس وعائلته وفي وسط المدرسة ساحة كبيرة وفي جانبيها رديهات من الغرف يفصل بينهما صالون كبير ومثله في الجانب الغربي للساحة كما ترى في الجانب الشمالي والجنوبي غرف أمامها إيوانان كبيران مسقفان والطابق الأول فيه (62) غرفة أما الطابق الثاني فيحتوي على (54) غرفة وثلاثة قاعات للتدريس وأما الطابق الثالث ففيه (92) غرفة بالإضافة إلى خدمات الحمامات والمغاسل والمطابخ في كل طابق مستقل عن الطابق الأرضي وكذلك خصص المؤسس سيارة نوع مرسيدس (24) راكب لنقل الطلبة الدارسين وكذلك لقضاء حاجات المدرسة وتعتبر هذه المدرسة أفخم وأوسع مدرسة بنيت في تاريخ مدارس النجف الدينية وهي لا تزال مفتوحة لطلبة العلوم الدينية.

34ـ مدرسة الحكيم الأولى (دار الحكمة):

تقع في محلة المشراق قرب الساحة الكبيرة المعروفة (فضوة المشراق) تبلغ مساحتها (714)م2 اشتراها مرجع الطائفة السيد محسن الحكيم ليشيدها مدرسة دينية عام (1384هـ) .

كان بناؤها ضخم جداً بالمرمر والطابوق الأصفر وفجرها النظام الصدامي البائد بعد الانتفاضة الشعبانية المباركة ، فقام السيد محمد ياقر الحكيم (قدس سره) بإنشاء مدرسة تحمل نفس الاسم (مدرسة دار الحكمة) في قم إحياءاً للمدرسة المذكورة، وقد نقلت هذه المدرسة الى النجف الأشرف بعد سقوط النظام الصدامي ، وتقع حالياً في بداية حي الأمير على شارع (نجف-كوفة) والدراسة مستمرة فيها.

وقام المرجع الديني السيد محمد سعيد الحكيم بإعادة بناء المدرسة الواقعة في محلة المشراق ، والعمل فيها على وشك الانتهاء.

35ـ مدرسة الكلباسي:

هي عبارة عن دار اشتراها الشيخ محمد علي الكلباسي بماله وبسعيه من تبرعات عدد من الأثرياء الإيرانيين وقد كانت تقع على دورة الصحن ومتصلة من جانبها بمدرسة البروجردي الصغيرة غرباً وهي بذلك تكون واقعة في محلة العمارة. أما مساحتها فهي (147)م2 واكتمل بنائها عام (1385هـ) إلا أنها أزيلت في أيام النظام الصدامي البائد عام (1989م) بحجة أعمار المدينة.

36ـ مدرسة الحكيم الثانية (الباكستانية):

أسسها مرجع الطائفة السيد محسن الحكيم، تحتوي على (68) غرفة تقريباً في بناية تتألف من طابقين موزعة بشكل مستطيل على جوانبها الأربعة.

وفي وسطها حديقة كبيرة، كما تحتوي على مسجد لإقامة الصلاة ويستخدم أيضاً قاعة لإعطاء الدروس والمحاضرات، وفيها سرداب بعمق سبعة أمتار، وللمدرسة بابان، الأول على شارع نجف ديوانية ، والباب الثاني الخلفي يطل على منطقة الجديدة الأولى (خان المخضر). عطلت المدرسة فترة من الزمن ثم أعيد بنائها وترميمها من قبل المرجع الديني السيد محمد سعيد الحكيم، ثم بعد ذلك بدأت الدراسة ثانية.

37ـ المدرسة الأحمدية:

تأسست عام (1973م) من قبل الأفغاني جمن أخلاقي نور محمد وهي أشبه بالدار، استغلت لإسكان طلبة العلوم الدينية في تلك الفترة حيث تقع في محلة الجديدة الرابعة، إلا أنها أهملت وتركت وهجرها طلبتها وحالياً مهدمة وغير صالحة للسكن.

38ـ مدرسة الإمام الحسن:

تقع في محلة الجديدة الرابعة وهي شبه دار استغلت لإسكان طلبة الحوزة العلمية، وقد تأسست عام (1939م) من قبل الأفغاني السيد عوض، ونتيجة الاهمام أغلقت وتعطلت.

39ـ مدرسة المدرسي:

تقع في منطقة الجديدة الرابعة قرب عمارة الأفغاني تأسست عام (1389هـ) من قبل المرجع الديني السيد أبو القاسم الخوئي(قدس) وهي عبارة عن دار سكنية، أسكن فيها طلبة العلوم الدينية، ونتيجة الإهمال أغلقت المدرسة أبوابها.

 

40ـ مدرسة الأزري:

تأسست عام (1968م) من قبل الحاج عبد الأمير الشيخ مهدي الأزري تقع في منطقة الجديدة الأولى، والمنطقة المسماة (خان المخضر) وقد شيدت على مساحة (1100)م2 تحتوي على مسجد وقاعة للدرس ومكتبة.

عدد غرفها حوالي (58) غرفة وبطابقين وبسرداب متروك، وقد أغلقت هذه المدرسة عام (1981م) من قبل النظام الصدامي البائد، ثم أعيد بنائها من جديد في عام (1417هـ) وفتحت أبوابها للطلبة .

41ـ مدرسة الإمام المهدي (آل مرزة):

تأسست من قبل الحاج مهدي ناصر مرزة في منطقة الجديدة الأولى وعلى شارع العام نجف مناذرة على مساحة تبلغ (800)م2 عام (1393هـ) من طابقين عند مدخل المدرسة حديقة صغيرة تبلغ (20)م2 ثم تدخل إلى الباب الرئيس للمدرسة حيث توجد باحة كبيرة وأخرى صغيرة، تحتوي على (46) غرفة إضافة إلى مكتبة وقاعة للدرس ومسجد وغرفة للإدارة، والمدرسة المذكورة سبق كانت مغلقة ثم استغلت كجمعية استهلاكية ثم وفي عام (1417هـ) تم ترميمها وتأهيلها من جديد وسميت باسم جامعة الصدر الدينية، وبعد سقوط النظام البائد عادت الدراسة فيها لتكون مدرسة دينية ذات دراسة منهجية حديثة.

42ـ مدرسة دار الأبرار:

وهي عبارة عن دار اشتراها الحاج عبد الشهيد محمد النجار، وهو تاجر من بغداد في منطقة الحويش مساحتها (600)م2، اقتطع منها (200)م2 وجعلها مدرسة دينية، أما الباقي فجعلها دار استراحة لعائلته أثناء الزيارة.

وفي عام (1417هـ) تم جعل المدرسة تحت تصرف المرجع الديني الشيخ بشير النجفي. ويتألف بنائها من ثلاثة طوابق وعدد غرفها (14) غرفة مع سردابين وهي مفتوحة لطلبة العلوم الدينية لحد الآن.

43ـ مدرسة دار المتقين:

تقع في محلة الحويش وقد أنشأت عام (1419هـ) وهي باسم نجاة الجيلاوي حيث قامت باقتطاع قسم منها بمساحة (50)م2وجعلها مقبرة لها ولعائلتها، والقسم المتبقي البالغ (80)م2 جعلته مدرسة دينية تحت تصرف المرجع الديني الشيخ بشير النجفي، والمدرسة تحتوي على (11) غرفة وبطابقين مع سرداب بطابق واحد، وهي مفتوحة لحد الآن لطلبة العلوم الدينية.

44ـ مدارس جديدة:

بعد سقوط النظام الصدامي البائد أخذت الحركة العلمية بالظهور والانتعاش من جديد وخاصة لدى طلبة الحوزة العلمية في النجف، فكانت لهذه الحركة ظهور وتأسيس بعض المدارس الدينية ارتبط قسم منها بالمرجعية الدينية وقسم آخر بجهات علمية أخرى.

لذا اتخذت هذه المدارس منهجاً جديداً في توجيه المدرسة نحو تنظيم يكون أشبه بالدراسة الأكاديمية من صفوف ومناهج معينة منحصرة بتلك المدرسة أو الجهة العلمية التي أسست تلك المدارس.

وفي خضم هذه الحركة العلمية تستقر المدارس الآنفة الذكر في منهج معين ومكان ثابت لذا سنشير هنا لبعض تلك المدارس لا تفصيلاتها العامة:

فمنها:

أ ـ مدرسة صاحب الأمر الدينية في منطقة البراق.

ب ـ مدرسة الإمام الحسن في منطقة العمارة مقابل السور القريب من مقبرة وادي السلام.

ج ـ مدارس خاصة بالعلوم الدينية الخاصة للنساء.

ومدارس أخرى ازدهر بها النجف الأشرف إبان النظام الصدامي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.