على هامش زيارتهم للنجف الأشرف بدعوة من مؤسسة الحكمة للثقافة الإسلامية، جرى تنظيم لقاء للضيوف الألمان مع مؤسسة شهيد المحراب ومنظمات المجتمع المدني في محافظة النجف، لغرض التعارف وتبادل الآراء بما يؤسس لعلاقة مستقبلية تنعكس على الواقع الثقافي للمحافظة.
وبعد تعريف سماحة السيد صالح الحكيم مسؤول العلاقات العامة في المؤسسة بشخصيات الوفد، تحدث سماحة الشيخ فرحان الساعدي مرحبًا بالضيوف، فأشار إلى حداثة ظاهرة مؤسسات المجتمع المدني في العراق، بسبب حظر أي نشاط اجتماعي في العراق أيام النظام البائد، باستثناء مؤسسة الحوزة العلمية التي فرضت وجودها واستقلاليتها حتى عن الحكم الشيعي منذ أيام البويهيين والصفويين والقاجاريين وغيرهم، ودعا سماحته إلى فتح باب التعاون بين الشعوب والمؤسسات المدنية قبل فتحه بين الحكومات.
وتحدث في اللقاء البارون باول، مشيرًا إلى أن هدف الوفد هو الاطلاع على الحياة العلمية والثقافية والفكر الديني في النجف الأشرف، وأن الدور الكبير في تحقيق هذا الهدف كان لمؤسسة الحكمة للثقافة الإسلامية، ولمكتب سماحة المرجع الديني الكبير السيد محمد سعيد الطباطبائي الحكيم “دام ظله الوارف”.
ثم ثنّى على كلامه د. سبيستيان ، بالفائدة التي جنوها من لقاءاتهم بالعلماء الأفاضل في النجف الأشرف وكربلاء المقدسة، التي ضاعفت من فرصهم في معرفة الآخر وتحليلهم للمشاكل.
وبالمضمون نفسه تحدثت الدكتورة هانكرد هايمر، وأضافت قائلة “أنا سعيدة في النجف الأشرف، وسعادتي تضاعفت اليوم بلقائي بالأخوات في النجف . حقيقةً أنا متفاجئة اليوم مما تمتلكه النجف من مراجع كبار ومؤسسات ونشاطات حيوية وثقافية، وهذه الصورة كانت مغيبة عنا في الخارج . أتمنى في المستقبل زيارات متكررة”
بعد ذلك تعاقب الحاضرون من الإخوة والأخوات الحضور، على تعريف مؤسساتهم وطبيعة نشاطاتها المختلفة من ثقافية و فنية و أدبية وسواها، ومنها على سبيل المثال المؤسسات التابعة لمؤسسسة شهيد المحراب، ومؤسسة اليتيم، ومركز حقوق الإنسان، واتحاد الأدباء والكتاب العراقيين، ونقابة الفنانين العراقيين، ومركز الشهيدة بنت الهدى، ومركز رعاية المرأة والطفل، ومنظمة الرأفة، واللجنتان الشعبية والثقافية لمشروع النجف عاصمة الثقافة الإسلامية. وقدموا جميعهم الشكر لمؤسسة الحكمة للثقافة الإسلامية على مبادرتها في ترتيب هذا اللقاء الذي ساهم في إيجاد حراك ثقافي في محافظة النجف ذات القلب الكبيرالذي ينبض أدبًا وعلمًا وفنًا ودِينًا.
وخلاصة مادار في هذا اللقاء الناجح تداوُل إمكانية عقد مؤتمر مشترك، وتكوين ورشات عمل للتوأمة بين مؤسسات المجتمع المدني في العراق وألمانيا، وإمكانية التواصل والتقارب الشبابي في المجال الرياضي وغيرها من النشاطات الشبابية، والاستفادة من التجربة والخبرة الألمانية في هذا المجال، وإمكانية الاستفادة من التجربة الألمانية في مجال بناء المجتمع وبناء الإنسان نظرًا لأهمية التجربة الألمانية التي من الممكن أن تكون أقرب إلى التجربة العراقية ، وجرى الاتفاق على آلية للمتابعة بين الجانبين.
