بحضور السيد عز الدين الحكيم نجل المرجع الديني الكبير سماحة السيد محمد سعيد الحكيم (مدّ ظله)، وسماحة السيد صالح الحكيم مدير مركز الحوار، والدكتور محمد القريشي مسؤول كرسي اليونيسكو في العراق، ومدير مؤسسة الحكمة للثقافة الإسلامية وكالة السيد وسام الحجار، وعدد من منتسبي المؤسسة، ومن أجل مد جسور التعاون والتواصل مع الإعلاميين في النجف الأشرف، وإيمانًا بالدور الكبير الذي يلعبه الإعلام في مواجهة التحديات المختلفة، أقام مركز الحوار في مؤسسة الحكمة للثقافة الإسلامية يوم الخميس 3-01-2014، ندوة حوارية في مركز المؤسسة، استضاف فيها نخبة من الصحفيين والإعلاميين في المحافظة للتحاور معهم والوقوف على آرائهم في مختلف القضايا التي تهم مدينة النجف الأشرف.
كلمة ترحيبية
نقطة البداية كانت كلمة السيد صالح الحكيم مدير مركز الحوار الذي رحب بالحاضرين واصفًا إياهم بالمضحين، وشاكرًا لهم تجشمهم عناء الحضور، بعدها طلب السيد صالح الحكيم من الحاضرين قراءة سورة الفاتحة ترحمًا على أرواح الشهداء، ثم جدّد السيد صالح الحكيم الترحيب بالحاضرين قائلًا إن كل شيء في العراق جُرِح وليس الإنسان فحسب الشجر جُرح .. والأرض جُرحت .. والتراب جُرح .. وما تواجدكم اليوم ولقاؤنا بكم إلا إيمانٌ منا بالدور الكبير الذي يمثله الإعلام، وهي فرصة للتواصل والتحاور في مختلف القضايا التي تهم العراق والعراقيين.
التعريف بالمركز
بعدها أوضح السيد صالح الحكيم للحاضرين أن مركز الحوار انطلق من مؤسسة الحكمة للثقافة الإسلامية “وانتم تعرفون المؤسسة”، حيث كان تأسيس المركز في عام 2007 وكانت الغاية الأساسية منه هي التواصل مع الحواضر العلمية في العالم، وخصوصا الجامعات الغربية، من أجل إيصال صوت النجف الديني باعتبارها مدرسة دينية تحمل روح التسامح وهذا ما غُيب لسنوات طويلة”، وأضاف السيد صالح “الحمد لله فمنذ البداية كانت الاستجابة واضحة من الآخرين إلى أن جاء عام 2009 حين حدثت نقلة حقيقية بانضمام الدكتور محمد القريشي للمركز، و الذي كان حريصًا على التواصل معنا، وكأن المشروع مشروعه الشخصي، وكان الوفد الأول الذي زارنا في عام 2009 وكم كان رائعًا ما نقلوه ونشروه في صحفهم عن العراق.
بعد ذلك واجهنا بعض النقد لضعف التواصل مع النخب العلمية في العراق وربما كان لانشغال رجال الدين بالدراسة الحوزوية أثر في ذلك، وأنا دائمًا أقول إنه مثلما هناك في العراق رافدان هما دجلة والفرات، فإن هناك رافدين عظيمين هما الحوزة العلمية والجامعات العراقية، ولابد لهذه الروافد أن تتواصل بغية الوصول إلى التكامل اللازم، وهناك مشروع قادم مع جامعة يوتيبوري في السويد من أجل إقامة مؤتمر مشترك، بعدها تحدث السيد جعفر الياسري (مدير الإنتاج في مؤسسة الحكمة) شارحًا إنجازات المركز وإنجازات المؤسسة خلال المدة الماضية بالإضافة للتعريف بأقسام المؤسسة.
مشاركات الحاضرين
بعد ذلك طلب السيد صالح الحكيم من الحاضرين الإدلاء بآرائهم ومشاركاتهم من أجل الوقوف على انطباعاتهم ورؤاهم لما طُرح، فجادت قرائح الحاضرين بالمداخلات، فتحدث أولًا الإعلامي أمجد الأعرجي موجهًا الشكر لمدير المركز على هذه الاستضافة وأضاف “في البداية أتوجه بالشكر الجزيل لكم على حسن الضيافة والاستقبال وأجد من الضروري أن يبدأ العمل – وبمساعدة مؤسستكم – على تسليط الضوء على هذه المدينة الفاضلة، مدينة النجف الأشرف، التي تستحق منا الكثير، ثم تحدث الإعلامي شهاب العكايشي قائلًا لا توجد فضائية تتحدث عن النجف! حتى مع وجود هذا الكم الهائل من القنوات الفضائية الشيعية، إلا أن اسم النجف لا يتداول بما يستحق في الأوساط الإعلامية، فمن المسؤول عن ذلك؟، ثم كانت المشاركة للإعلامي فائق الشمري الذي تحدث هو الآخر عن جملة من القضايا التي تهم الإعلامي النجفي، ثم كان للدكتور القريشي مداخلته حين أبدى ملاحظاته على ما طُرح مبديًا سعادته بما قيل، لتصل الكلمة إلى الصحفي ماجد السوداني الذي شكر هو الآخر مدير المركز على الاستضافة، تلاه الصحفي علاء الحجار الذي أشار إلى جملة من النقاط التي يجد فيها ملخصًا للهم الإعلامي النجفي، ثم كانت الكلمة للإعلامي عدي البهاش الذي تساءل عن جدوى الندوة وماهية المردود المنتظر منها في ظل تسييس القنوات الفضائية بصورة عامة، ثم وصلت الكلمة للإعلامي ناظم زاهي الذي انتقد ضعف الخطاب الديني الشيعي مستشهدًا ببعض الحالات التي عانى منها هو شخصيًا من خلال عمله مع قناة العراقية، ليأتي الدور على الصحفي عقيل جاحم الذي أشار إلى أن الصراعات السياسية تشوه كثيرًا من صورة الفرد الشيعي وداعيًا في الوقت ذاته إلى اطلاق حملة كبرى لتمييز المؤسسات الشيعية الرصينة من تلك الهزيلة، ليأتي الدور على الصحفي حيدر الجنابي الذي انتقد بشدة مستوى الإعلام الإسلامي في النجف الأشرف وداعيًا إلى ضرورة التحرك لتفعيل دور الإعلام فيها لأن الأمور لو بقيت على حالها – والحديث لا زال للجنابي – فإننا لن نشهد أي تميز ولا حتى بعد أربعمائة عام على حد تعبيره!، ولم ينته الكلام بعد فقد وصلت الكلمة للإعلامي راجي نصير الذي شخَّص جملة من القضايا واصفًا السياسي العراقي بالحائر الذي لايعلم إن كانت المرجعية داعمة له أو أن العكس هو الصحيح نتيجة رفض المرجعيات الدينية استقبال الساسة الشيعة، الأمر الذي فُسر من قبل الجهات الأخرى على أنه براءة من السياسي الشيعي في العراق، ثم تحدث أيضًا الإعلامي قصي الكناني مبديًا جملة من الآراء التي لاحقت استحسان الحاضرين، لتصل الكلمة الى الصحفي فراس الكرباسي الذي قال إن المرجع بحد ذاته إعلام! مستشهدًا ببعض الحالات التي حصلت في زمن زعيم الطائفة الراحل السيد محسن الحكيم (قدس الله سره)، لتتحدث بعد ذلك الإعلامية سناء العلي التي أشارت إلى صعوبة الوصول إلى المرجعيات الدينية مبدية استغرابها من ذلك ومؤكدة ضرورة التقارب بين المرجعية والإعلام، بل ومع عامة الناس، أخيرًا حطَّت الكلمة رحالها عند الإعلامية نور ضياء التي أشارت إلى أنها استدعيت للاستجواب في المحافظة لمجرد انتقادها لحالة معينة في حرم أبي الفضل العباس (عليه السلام) اثناء وجودها لتأدية الواجب الإعلامي هناك، متسائلة عن الجهة التي تحمي الصحفي وتدافع عن حقوقه.
مأدبة عشاء على شرف الحاضرين
بعد ذلك أجاب بشكل مختصر سماحة السيد عز الدين الحكيم على مداخلات الحاضرين، مستغربًا من الطرح القائل إن الوصول إلى المرجعيات الدينية أمر صعب وأردف قائلًا إن سماحة السيد المرجع الحكيم (مدّ ظله) لا يرد فقيرًا ولا رجلًا عاديًا ولا أي شخص حتى وإن كان البعض يثقل على سماحته (دام ظله) إلا انه لا يرد أحدًا فكيف يرد الإعلاميين ويرفض لقاءهم؟! نعم قد تكون هناك في بعض الأحيان التزامات لسماحته إلا أن ذلك لا يؤخذ على أنه رفض للقاء الإعلاميين والصحفيين، بل قد يكون الظرف غير مناسب في تلك الساعة أو انه لا يوجد موعد مسبق، الأمر الذي يربك اللقاء.
بعدها دعا سماحة السيد صالح الحكيم الحاضرين للتفضل إلى مأدبة العشاء التي أُعدت على شرفهم، متمنيًا أن تتكرر هذه اللقاءات، واصفًا اللقاء بالمثمر والإيجابي، ومعربًا عن سعادته بما لمسه من اهتمام من قبل الحاضرين.
الزملاء الذين حضروا الندوة
أمجد الأعرجي، ماجد السوداني، علاء الحجار، بهجت الشمرتي، عدي البهاش، ناظم زاهي، هادي السلامي، غزوان العيساوي، حيدر الجنابي، قصي الكناني، سناء العلي، راجي نصير، نور ضياء، قاسم الكعبي، فراس الكرباسي، آلاء الحسيني، فائق الشمري، محمد رضا سميسم، ابتهال سميسم، محمود العيساوي، شهاب العكايشي، رسول الكعبي، علي الزاهي، عقيل جاحم، حيدر كشكول، جلال الحلفي، سامر الوائلي، طلال حسن.