أقيمت في مؤسسة الحكمة للثقافة الإسلامية المقر العام، مساء الأربعاء، ندوة ثقافية في ملتقى رؤى الفكري بعنوان (رؤية جديدة: وسائل التطرف الفكري وآليات المنازلة – داعش الإرهابي أنموذجًا) للدكتور حسين شير علي الأستاذ في كلية الفقه جامعة الكوفة والمتخصص بعلوم الحديث الشريف.
تحدث المحاضر فيها حول الفكر المتطرف ومحاولة التغطية عليه بغطاء ديني، وتحريف الأحاديث الشريفة ووضع أخرى مكذوبة واستخدامها في تبرير أفعالهم وتمرير سلوكهم المنحرف.
وقال شير علي أن “هنالك وسائل للتطرف الفكري، حاولنا إيضاح بعضها في هذه المحاضرة، ومن هذه الوسائل التي تطرقنا إليها هي أن داعش في الواقع استخدم التغطية الدينية على تطرفه، كما هو الحال في الحركات الوهابية، التي استقت أفكارها من المذهب السلفي، مثل قضية التدخين الذي يعتبر عندهم بدعة، والواقع أنه ليس بدعة بهذا المفهوم واستجدوا الغطاء الديني له، ألا وهو الآية الكريمة ((وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ)).
وأضاف أن “الوسيلة الأخرى هي تحريفهم للأحاديث الشريفة والآيات القرآنية الكريمة، وعلى سبيل المثال برّروا حديث (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى) في تفجير الإنتحاريين لأنفهسم، ووضع العبوات الناسفة وقتل الناس الأبرياء، باعتبار أن هدفهم جهادي وليس مجرد القتل”.
وأوضح المحاضر أن “القضية الأخرى هي استعمالهم لأحاديث مكذوبة لشرعنة سلوكهم وتمرير فكرهم المنحرف، كافترائهم على النبي الأكرم (ص) وادعائهم بأنه قال: لقد جئتكم بالذبح، أو لئن أظهرني الله عليهم لأمثلنّ بقتلاهم! والحقيقة أن النبي الأعظم (ص) أكبر من ذلك، مما يدل على أن هذين الحديثين مكذوبان عليه (ص)، وأنهم استعملوهما للتغطية الدينية على فضائحهم وجرائمهم”.
ودعا شير علي إلى ضرورة التصدي لهذا الفكر الإرهابي المنحرف، ووضع مناهج دراسية خاصة في المدارس والمعاهد والجامعات للتصدي لهذه الأفكار الغريبة وكيفية الرد عليها، لأن أجيالنا معرضة لخطر هذا الفكر الضال وذلك من خلال تطور التكنلوجيا وسهولة الاطلاع على أفكار الآخرين، وشدد على ضرورة تحصين المجتمع بالأفكار الصحيحة والسليمة وإظهار الإسلام الحقيقي للعالم أجمع.
وكانت في ختام الندوة بعض الأسئلة والاستفسارات والمداخلات، وقد أجاب عليها الدكتور المحاضر.