فيلم وثائقي يطرح قضية المشي الى كربلاء في أيام النظام البائد وما كان يتعرض له الزائرون الى قبر الحسين عليه السلام من تشريد وترويع وقتل من قبل أزلام البعث المقبور
الوقت : 20 دقيقة
بسم الله الرحمن الرحيم
الإهداء
الى كل دم أريق في هذا الطريق الخالد…
الى كل من ضحى بنفسه أو جسده أو ماله في سبيل إبقاء هذه القضية الخالدة…
الى قلب كل أم تروّع بسماع ما جرى على أولادها…
والى قلب سيدنا الامام الحجة بن الحسن (ع) الذي يشاهد ما كان يجري على شيعته وشيعة جده الحسين بن علي عليه السلام
نقدم هذا العمل
يتجه المؤمنون الذين امتحن الله قلوبهم الى كربلاء كل عام رغم ما يلاقوه من الخوف والرعب وقطع الطريق بوجوههم من قبل السلطات الحاكمة الجائرة، والتي تعتبر من قضية الحسين(ع) مناهضة لها واشعاراً لغصبهم الحق الشرعي من أهله…
يتجه المؤمنون بكل ثقة وطمئنينة من دون حساب لما يمكن أن يلاقيهم في طريق سيد الشهداء (ع).
وقد هيئ الله تعالى لهم أناساً شاركوهم في قضيتهم وقاسموهم الثواب العظيم الذي أعد لمن زار الحسين (ع) خائفا رغم شدة الخوف الذي يحيط بهم وتعسف الاجراءات الأمنية ضدهم، وكأنهم ينازعون السلطان في سلطانه ويشاركونه في عرشه وهم أناس عزل ليس لديهم إلا الثوب والعصي
يخرجون عزلاً لا يقوون على حمل شيء من المتاع والأكل، فيتعرضون الى الجوع والعطش إضافة الى ما يلاقونه من التعب وسلوك الطرق الوعرة والنزول الى الماء في قلب الشتاء القارص…
ورجال الامن المتعسف يتحينون الفرص للانقضاض عليهم بأي وجه كان حتى يبلغ الحال بهم الى إطلاق العيارات النارية عشوائياً ضدهم ولتصيبهم في أماكن خطرة، أو يقتادونهم الى السجون ومن ثم تنفيذ الأحكام الصارمة وأهونها ربط حبل المشنقة في أعناقهم…
ويخفق قلب الوالدة الحنون على أولادها وهو يعلم أن أحدهم أصيب بشيء، ولكن يهون ذلك أنه في طريق الحسين(ع)
يسقط المؤمنون في طريق سيد الشهداء (ع) لإرغام حكام الجور على قبول قضيتهم الصادقة والتي ضحوا من أجلها نفوسهم العزيزة… بإصرار وثبات لا نظير له يواصل المؤمنون المسير نحو كربلاء العز والفداء وكأنهم راحوا يشاطرون أصحاب الحسين (ع) في الإصرار والثبات ومواصلة المسيرة… أولئك مع سيد الشهداء في ساحات المعركة وهؤلاء نحو سيد الشهداء في طريق العقيدة به.
وعندما تحين الفرصة السانحة نرى الهجوم اللامسؤول ضدهم واطلاق النار عليهم بشكل مريع وإصابة بعضهم بل ربما قتله… يستمر الباقون باتجاه كربلاء
إنا لله وإنا إليه راجعون… ما ذنب من سار الى سيد الشهداء حتى يقتل ويفجع به أهله وذويه… وما ذنب هذه الدماء الزاكية التي تسيل كلما سار المؤمنون.
ويتقطع القلب الواله الحنون من دون أن يبدي إنكارا أو معارضة بل موافقة ليقابل ما جرى على سيد الشهداء من التشريد والظلم والقتل من دون ذنب.
قد بقي المؤمنون على هذا في طول تأريخ عصورهم المليئة بالمحن والآلام. وكلما سقط منهم واحد فتح الطريق للآخرين بعد أن كان سقوطه سبباً لفرض قضية سيد الشهداء في ضمير الأمة وهزيمة للظلمة وأعداء الإنسانية على طول الخط الرسالي الذي عاشه شيعة أهل البيت عليهم السلام، وما نراه اليوم من الزحف المليوني باتجاه كربلاء المقدسة ما هو إلا ثمرات من تلك الدماء والأرواح التي جرت وسرت في هذا الطريق الخالد.