مؤسسة الحكمة تستضيف وفداً ثقافياً من تركيا

IMG-Torky1

في إطار برنامج الزيارات التعريفية  الذي يتبناه مكتب المرجع الديني الكبير السيد محمد سعيد الحكيم(مد ظله) للشخصيات الإسلامية والعلمية والأدبية من البلدان الأجنبية، بالتعاون مع المؤسسة الزينبية في اسطنبول بجمهورية تركيا، استضافت مؤسسة الحكمة للثقافة الإسلامية وفداً من الصحفيين وممثلي وكالات الأنباء التركية وشخصيات ثقافية أخرى من ألبانيا وروسيا وأذربيجان، وقد بلغ عدد الشخصيات التي ضمها الوفد 40 شخصية .

بدأ البرنامج المعد للوفد بعد استقباله في مطار النجف الأشرف الدولي فجر يوم الخميس 18/8 /2011، وبعد الانتهاء من أداء مراسيم زيارة الإمام أمير المؤمنين(ع) استضافتهم مؤسسة الحكمة، وقدمت لهم وجبة إفطار، وألقى سماحة السيد صالح الحكيم المشرف على قسم العلاقات كلمة ترحيبية بالوفد الزائر.

ثم توجه بعدها الوفد الى كربلاء المقدسة حيث أدى الوفد مراسيم زيارة الإمام الحسين(ع) وأخيه أبي الفضل العباس(ع)، ثم التقى الوفد بسماحة السيد أحمد الصافي المشرف الأمين العام للعتبة العباسية المقدسة، حيث استعرض السيد الصافي بعد ترحيبه بالوفد حركة الإعمار التي تشهدها العتبتين المقدستين، ثم أشار سماحته الى فكرة مكتب السيد الحكيم باستقدام واستضافة المفكرين والعاملين في مجال الثقافة والإعلام، وضرورة التواصل مع النخب والكفاءات والمفكرين  في مختلف أنحاء العالم، لوضع الجميع في الصورة، وعرض الفكر الشيعي الأصيل بعيداً عما يعرض في الوسائل الإعلامية من هجمات يقصد من خلالها الإساءة  لهذا الفكر وتشويه معالمه الأصيلة.

وعقب اللقاء شارك الوفد في مراسيم صلاة الجمعة التي تقام في صحن الإمام أبي عبد الله الحسين(ع)، ثم توجه الوفد إلى مدينة النجف الاشرف.

وفي مساء يوم الجمعة قام الوفد بزيارة الحرم العلوي المطهر، وبعد تناول وجبة إفطار في مضيف الإمام علي(ع)، التقى الوفد مع اللجنة المشرفة على العتبة العلوية المقدسة، وجرى الحديث عن المراحل الاعمار في المرقد المطهر، توجه الوفد بعد ذلك إلى مكتب سماحة المرجع الديني الكبير السيد الحكيم، حيث التقى مع سماحة السيد(مد ظله)، وتحدث سماحته عن شخصية الإمام أمير المؤمنين عليه السلام التي تمثل رجل حمل الإسلام شعارا وصاغ من تعاليمه منهاجاً تربوياً  وسلوكيا يفضي بالسالكين الى رضا الله ورحمته.

  في صبيحة يوم السبت 20/8 زار الوفد المعالم الدينية في مدينتي النجف والكوفة، حيث المساجد التي يذكو عطرها ونسيمها بذكر الله، وقد أبدى الوفد إعجابا بما رآه من الاهتمام ببيوت الله، وخرج كل شخص من الوفد وهو يحمل في ذاكرته صورا مشرقة عن تلك البقاع المطهرة الأماكن الطاهرة.

أما في عصر يوم السبت فقد زار الوفد مكتبة الإمام الحكيم العامة، حيث تعرف على الخزين العلمي والتراث المعرفي الثر التي تحويه الكتبة في رفوفها، واطلع أيضا على المخطوطات الموجودة في المكتبة، ثم قدم السيد أمين عام المكتبة شرحا وافيا استعرض فيه قصة نشوء المكتبة، وكيف عمل مرجع العصر سماحة السيد محسن الحكيم(قدس سره) على إيجاد مكتبة عامة تلبي حاجة الباحثين وطلبة العلم خصوصا، وأن النجف تعد مركزا علميا مرموقا تتقاطر عليه مئات الطلبة من مختلف البلدان الإسلامية، كما ذكر السيد الأمين المراحل التي مرت بها المكتبة، وما تعرضت له من اعتداء على خزينها العلمي بعد الانتفاضة الشعبانية من قبل الحكومة الجائرة آنذاك.

ثم تجول الوفد في سوق الحويش، حيث المكتبات المنتشرة على جانبيه والتي تضم مختلف العناوين.

وبعد أن لبى الوفد دعوة الإفطار التي نظمت على شرف الوفد في مؤسسة الحكمة، قام بزيارة المرجع الديني سماحة الشيخ محمد إسحاق الفياض الذي استقبل الوفد بترحيبه المعروف، وما أن استقر المقام بالوفد حتى بدأ سماحته بالحديث عن الإسلام وعظمته، وأن الإسلام دين الشريعة السمحاء، حيث لا تطرف ولا إرهاب وأن ما تشهده الساحة اليوم هو بعيد كل البعد عن مبادئ الاسلام السامية وتعاليمه التي تكفل حياة العيش بسلام للمجتمع ضمن إطار أخوي واحد، كما تحدث سماحته عن الحوزة العلمية في النجف الأشرف، مبينا دورها القيادي في إرشاد الناس والدفاع عن الإسلام وبيان أهداف الخط الإسلامي الأصيل، حيث لم يشهد العالم حالة واحدة يمكن أن تحسب ضد هذه الحوزة ورجالاتها الذين عرفوا بالأخذ بزمام الحكمة والفطنة والابتعاد عن المظاهر الدنيوية المغرية.

ثم استضاف الوفد سماحة السيد محمد بحر العلوم، حيث ألقى سماحته كلمة عبر فيها عن ترحيبه بالوفد، ثم تطرق في معرض حديثه عن تاريخ النجف والحوزة العلمية، وضرورة تماسك جميع المسلمين وتوحيد كلمتهم، وتوجه بالشكر الجزيل لمكتب سماحة السيد الحكيم لاهتمامه بالحوار والتواصل مع الحواضر العلمية والدينية في مختلف أنحاء العالم.

ثم صباح يوم الأحد 8/21 توجه الوفد الى محافظة بابل لمشاهدة آثار بابل، وبعد الظهر توجه الى بغداد لزيارة الإمامين الكاظم والجواد، حيث حضر دعوة إفطار في مضيف الإمامين الجوادين، بعدها توجه الوفد الى المرقدين الشريفين لأداء مراسيم الزيارة والاطلاع على المعالم الرئيسية التابعة للعتبة الكاظمية المقدسة.

وفي صباح توجه الوفد إلى مرقد الشيخ عبد القادر الكيلاني حيث كان الشيخ الدكتور محمود العيساوي إمام وخطيب الشيخ عبد القادر الكيلاني في استقبال الوفد وألقى كلمة ترحيبية وتجول مع الوفد لاطلاعهم على معالم المرقد.

ثم توجه الوفد لزيارة كنيسة سيدة النجاة التي تعرضت للاعتداء الارهابي قبل سنة، وعبر أعضاء الوفد عن استنكارهم للعمل الإرهابي والتفكيري المتطرف، وتحدث القس نبيل عن الحادث، وتحدث سماحة السيد صالح الحكيم محذرا من نفوذ الفكر التكفيري الذي يمثل خطر في مختلف المجتمعات الإنسانية

بعدها كان الوفد في ضيافة الدكتور همام حمودي رئيس لجنة العلاقات الدولية في البرلمان العراقي، حيث رحب بالوفد وتحدث عن أهمية العلاقات العراقية التركية وأهمية العمل المشترك في مجال العمراني وكل المقومات للبلدين .

وتحدث سماحة السيد صالح الحكيم بمناسبة وفاة أمير المؤمنين عن هذه الشخصية العظيمة ويكون نموذج لكل شيعي خاص والعالم عامة، وتكلم أيضا عن ما تعرض له سماحة المرجع الديني السيد محمد سعيد الحكيم الذي تحمل السجن لكثر من 8 سنوات في ظل نظام صدام حسين لكنه ومع ذلك لم يتوقف عن الدرس والدراسة، وهو يصر على أن يتواصل مع العالم والهدف من هذا التواصل إيصال رسالة للعالم يؤكد من خلالها على ضرورة التواصل.

وثم التقى الوفد بالسيد عمار الحكيم، وتعرف السيد عمار على أعضاء الوفد، وتحدث عن عمق العلاقات التركية العراقية وأهمية تبادل الزيارات في مناسبات الدينية.

ثم عاد الوفد إلى الكاظمية وقد رحب وحضرة الأمين العام للعتبة ((فاضل الانباري)) بالوفد وشرح لهم عن حملات الاعمار التي تشهدها العتبة المقدسة.

وفي صباح يوم الثلاثاء غادر الوفد الى تركيا وهو يحمل ذكريات جميلة، وقد أرسل أعضاؤه كافة رسائل شكر وتقدير لسماحة المرجع السيد محمد سعيد الحكيم والى مؤسسة الحكمة للثقافة الإسلامية على احتضانهم لمثل هذه الزيارة.

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *