


حوارية بين الوفد الأكاديمي الألماني، وبين نخبة من فضلاء الحوزة العلمية في النجف الأشرف وبحضور سماحة السيد عبد الحسين القاضي الأمين العام للمؤسسة، بهدف التعرف إلى الواقع الحوزوي في النجف الأشرف وما تمثله هذه المحافظة من عمق حضاري وديني يضرب جذوره في أعماق التاريخ،، وقد حضر الجلسة التي أدارها سماحة حجة الإسلام السيد صالح الحكيم، نخبة من أفاضل الحوزة العلمية في النجف الأشرف والأساتذة الجامعيين العراقيين، فضلًا عن الوفد الضيف المؤلف من الدكتور كلاوس هاخماير، والبروفسور سبيستيان غونذر، والدكتورة أنغرد هايمر.
مدينة كربلاء المقدسة، التقوا في بدايتها بسماحة السيد أحمد الصافي الأمين العام للعتبة العباسية الشريفة..الذي قدّم لأعضاء الوفد إطلالة موجزة على تاريخ الشيعة الذين يعتبرون أنفسهم امتدادًا للنبي الأعظم(صلى الله عليه وآله)، وعلى التطور التاريخي الذي مرت به النجف الأشرف عبر أكثر من ألف عام كمصدر مهم للثقافة الشيعية الفكرية، وعن الحركات الفكرية الثلاث التي انطلقت منها مكمّلةً لها في كل من مدن الحلة، وكربلاء المقدسة، وقم المقدسة.
والتقى عددًا من إداريي جامعة كربلاء، وأساتذتها من مختلف الاختصاصات، كالاقتصاد وبرمجة الحاسوب، والسياسات النقدية والمالية.
لضيوفها الألمان، إلى محافظة الحلة وعاصمتها المعروفة (بابل) لذيوع صيتها عالميًا بين المهتمين بدراسة التاريخ والآداب والقوانين والحضارات الإنسانية، ولما لها من وقع في نفوس الباحثين في آثار الشعوب ذات الحضارات العريقة. والذين قلما تجد فيهم من لم يسمع عن شريعة حمورابي، ويعرف، في المقابل، أن الحلة نفسها احتضنت حوزةً علمية طيلة أربعة قرون (من القرن الخامس عشر إلى التاسع عشر)، ظلت فيها مصدرًا لنهضةٍ علمية وأدبية وفكرية، ونبغ فيها كثيرٌ من العلماء، أمثال ابن إدريس الحلي، وابن زهرة، والمحقق الحلي، والعلامة الحلي، والسيد عبد الكريم بن طاووس صاحب (فرحة الغري) وأضرابهم، وأن حوزة الحلة أنتجت الكثير من الكتب والمؤلفات والرسائل الفقهية والأصولية والكلامية والحديثية والرجالية، وأنها
ضمت مكتبة ضخمة احتوت آلاف الكتب.
والتعريف بالحاضرين، استهله بالتذكير بالتراث العربي الكبير الذي تحتويه المكتبة الوطنية في مدينة برلين الألمانية والذي يقارب العشرة آلاف مخطوطة عربية، مفهرسة في عشَرة مجلدات، حيث بذل العلماء الألمان جهودًا طيبة في استنقاذ آلاف المخطوطات العربية وحفظها، لا بل تحقيقها وطبعها ونشرها، وأشار سماحته إلى انفتاح العراقيين بنخبهم الفكرية على المفكرين الألمان ونتاجهم الفكري، منذ أيام الحرب العالمية الثانية، والذي سبقه بكثير، انفتاح الحوزة العلمية، بعلمائها ومراجعها. ونوه سماحته بأسبقية الألمان في تأليف المعاجم والفهارس، مثل جهود فلجن وهانس فير وبروكلمان، التي تعتبر جهودًا جبارة، وفي كتابتهم معجمًا مفهرسًا لألفاظ القرآن الكريم، ومعجمًا مفهرسًا لألفاظ الحديث النبوي الشريف، ومعجمًا للشواهد العربية، وعلى مستوى التأليف المستقل البعيد عن التحقيق والتراث كتب بروكلمان تاريخ الأدب العربي في ستة أجزاء، وتاريخ الشعوب الإسلامية، وصارت كتابات الألمان مراجع لكتابات العرب والباحثين في شؤون التاريخ والتراث العربي.
زملائهم في كلية الفقه في جامعة الكوفة، من أجل المشاركة في اللقاء العلمي الذي دعت إليه “المؤسسة”مع ضيوفها، فتفضل إلى تلبية الدعوة أساتذة أفاضل من جامعات القادسية وواسط وذي قار، ورحب بهم عميد كلية الفقه الدكتور علي سميسم، وبوفد المؤسسة الذي تشرف بحضور سماحة حجة الإسلام والمسلمين السيد رياض الحكيم.
عبد ياسين، الوفد الأكاديمي الألماني الضيف، وجرى الحديث عن آفاق التعاون بين جامعة الكوفة والجامعات الألمانية في المجالات العلمية والتقنية، والبحوث والدراسات الإسلامية، ودراسة الآثار، لاسيما أن العراق غني بالمواقع الأثرية التي لم تكتشف إلى الآن، وللأكاديميين الألمان خبرة واهتمام في مجال الحفريات والتنقيب عن الآثار. وعبر الجانبان أيضًا عن رغبتهما في إقامة مؤتمرات علمية مشتركة، وبحثوا في آليات التواصل، وتهيئة مذكرة تفاهم.
عميد كلية القانون في جامعة الكوفة، وعدد من أساتذة الكلية.


زوارها بباقةٍ من الودّ والبساطة والأريحية، أن يتجول في شوارعها وأزقتها، متعرفاً إلى معالمها. وإذا كان من عشاق المعنى، وممن يُبهره جوهرُ الأشياء لا عوارضُها، فإنه حتماً سيلامس بروحه أجواءَ السكينة والطُمَأْنينة التي تخيِّم على مدينة النجف وتحفُّ بها، وتحتضنها كغمامةٍ حانية، فتكتب حكايةً شائقةً في كل ركن، وكل زاوية، وكل زقاق من أزقتها القديمة.
ومنظمات المجتمع المدني في المحافظة، لغرض التعارف وتبادل الآراء بما يؤسس لعلاقة مستقبلية تنعكس على الواقع الثقافي للمحافظة.