أطلقت مؤسسة الحكمة للثقافة الإسلامية في النجف الأشرف أعمال ملتقى (رؤى) الفكري الثقافي بندوة حول التعايش والحوار عند أمير المؤمنين (عليه السلام)، وشهدت الندوة حلقة نقاشية حول الموضوع قدمها الدكتور عبد علي الخفاف والشيخ وفقان الكعبي.
وفي كلمة للأمين العام لمؤسسة الحكمة للثقافة الإسلامية السيد عبد الحسين القاضي، أكد على دور أمير المؤمنين (عليه السلام) في التعايش السلمي والحوار بين الطوائف والأديان المختلفة، والذي أصبح مثلًا يقتدى به لمن لا تأخذه في الله لومة لائم.
وقال السيد القاضي “إننا إذ نحتفي بهذه الذكرى العطرة ولادة مولى الكائنات يجب أن نحاول أن نستلهم العبر من أهل البيت عليهم السلام والإصرار على العمل والجد والمثابرة والتمسك بالحق وإن قلّ سالكوه، وبالخصوص نحن في زمان اندمجت فيه الثقافات وأصبح الغزو الثقافي في بيوتنا وبين أسرنا، وقد رأينا الاحباط والضغط النفسي موجودًا عند بعض الآباء والأمهات من تلك العولمة الفكرية”.
وأضاف “جاءت خطوتنا بإقامة هذا الملتقى بعد إن كانت فكرة لامست الذهن منذ سنين وقد ساعدت عدة عوامل في إحيائها”.
وقال الدكتور الخفاف في الحلقة النقاشية التي أدارها السيد محي الدين الجابري .ان العالم والشعوب أصبحت منفتحة بعضها على البعض الآخر، ولذلك يجب أن تنقل أحاديث الرسول الأكرم (ص) وأهل بيته (عليهم السلام) إلى كل العالم وتترجم إلى كل اللغات، ليُعرَف الدين الإسلامي على حقيقته وأنه دين السلام والتعايش بين الجميع”.
وأشار إلى أنه “في عهد الإمام علي عليه السلام بلغت الصراعات ذروتها وأنتجت فئتين، الأولى تمتلك المال يقودها المتعطش للسلطة معاوية، والفئة الثانية يقودها من يريد الحق والعدل وهو الإمام علي عليه السلام، فمعاوية امتداد للجاهلية القديمة، وأمير المؤمنين عليه السلام امتداد للحضارة والسلام”.
فيما قال الشيخ وفقان الكعبي “ما أحوجنا اليوم إلى منهج أمير المؤمنين (عليه السلام) وكسر حاجز وحدانية الذات وقبول الآخر والذي كان موجودًا في عهده (عليه السلام)”.
مؤكدا أنه “(عليه السلام) هو مدرسة الأجيال وحامي الدين وراسم نظام التعايش السلمي والحوار والوئام بين المجتمع”.
وشهدت الندوة إلقاء الشاعرين السيد مهند جمال الدين وضرغام البرقعاوي قصيدتين في حق أمير المؤمنين (عليه السلام)، وكانت هناك مداخلات نقاشية بين الحاضرين والباحثين، ثم وزعت هدايا رمزية من مؤسسة الحكمة للثقافة الإسلامية للباحثين والشعراء.