الشركة العثمانية ترامواي النجف الأشرف
سنة 1324هـ ـ 1906م…مجموعة وقائع.
مقتل رئيس بلدية النجف:
في هذه السنة قتل محمود عجينة رئيس بلدية النجف من قبل أحمد أعضاء طائفة الزقرت، وكان قد تولى رئاسة البلدية عام 1323هـ قبل مقتله بعدة أشهر. وقد منحه السلطان عبد الحميد وساماً ولباساً خاصاً كان يستعمله في المواسم الخاصة، وعظمت شخصيته وأصبح الآمر والناهي في مدينة النجف، وكان يميل إلى طائفة الشمرت أو هو منهم، وانبرى إلى مقاومة طائفة الزقرت وتبعيدهم، حتى انتهى أمره إلى تحزب القوم ضده والفتك به على يد ابن صفير، فرماه برصاصة في قلبهعلى أثر خروجه من دار القائمقام مقابل خان الهنود الصغير، فبقي اثني عشر يوماً يقاوم جراحه حتى توفي، ودفن في مقبرة الأسرة في الصحن الشريف، وتولى الرئاسة بعده الحاج مرزة أحد أعضاء المجلس البلدي.
سكة حديدية بين النجف والكوفة:
وفي هذه السنة أنشأت سكة حديدية تربط الكوفة بمدينة النجف الأشرف بعربات تجرها الخيول لنقل المسافرين والسلع والبضائع التجارية، ثم تطورت هذه المحجة في أواخر عهدها إلى وضع ماكنة بخارية على السكة تجر عدة عربات دفعة واحدة. وقد أنشأت هذه المحجة من قبل شركة أهلية سهامية، وبقيت حتى سنة 1368هـ، فأنهي عملها وقلعت بعد أن استخدمت لأكثر من أربعين عاماً.
وفيما يلي نص الوثيقة الأولى لإنشاء الشركة وعدد السهام والمساهمين:
الشركة العثمانية ترامواي النجف الأشرف.
من ساية موفقيات حضرة السلطانية بموجب فرمان العالي الشأن المؤرخ 6 ربيع الآخر سنة 1324هـ إن شركة الترامواي العثمانية المتشكلة لنقل الركاب والأمتعة وساير الأشياء من النجف الأشرف إلى أسكلة الكوفة الممتازة لمدة خمسين سنة برأس ما قدره أربعة وعشرون ألف ليرة عثمانية المنقسمة على اثني عشر ألف حصة المخصصة بتبعة الدولة العثمانية، المحررة بالاسم والشهرة. فبموجب هذا السند المحتوى على حصة واحدة الحائزة قيمة ليرتين قد تحرر باسم (عبد الرحمن أفندي باجه جي زاده) ولأجل أن يتصرف بها على وجه الملكية، قد تصدق هذا السند وتسجل في الدفتر المخصوص.
وسجل بظهر السند الوثيقة ما هذا نصه:
(بتاريخه قد كمل إنشاء التراموي ولم يبق إلا البعض الذي سيكمل قريباً إنشاء الله تعالى).
والمصاريف لحد تاريخه جميعاً قد اندفعت ثلثاً من باجه جي زاده الحاج عبد الرحمان أفندي، وثلثاً من شابندر زاده محمد صالح أفندي المؤسسين بموجب الفرمان العالي ونظامنامه الشركة الأنونيم، وثلث الثالث من كليدار زاده السيد علي أفندي، وشلاش زاده عبد المحسن أفندي مناصفة بينهما وهما الشركاء الأصليين، الذي قد صار لهم الثلث من حق المؤسسين الموضح بمادة الخامسة والحادي والأربعين من نظامنامة الشركة بموجب مقاولة المنعقدة بينهم وبين المؤسسين في 8 تشرين ثاني 1325هـ المصدقة من محرر مقاولات بغداد في 10 تشرين ثاني 1325هـ.
سيأتي سنة 1329هـ ـ 1911م رسالة كتبت رداً على مقال في جريدة الرصافة البغدادية ينتقد فيه ركوب النساء في عربات السكة الحديدية هذه.
وقد أرخ السيد مهدي أبو الطابو البغدادي المتوفى سنة 1329هـ إتمام الخط الحديدي بين النجف والكوفة سنة 1326هـ، بقوله:
خليفة الله فيـــــــــنا سلمت عبد الحميـــــد
سعيت أفضل سعي قربت كل بعيـــــــــــــد
لكوفة الجند شـــدت محجة من حديــــــــــد
بأربع أرخوهــــــــــــا (في خير عصر حميد)
تاريخ النجف الأشرف- ج 3/محمد حرز الدين
2013-03-02