الحاج عطية وزعيم الخزاعل
سنة 1321هـ ـ 1903م..مجموعة مواقع.
الحاج عطية وزعيم الخزاعل:
في حدود هذه السنة وقعت في عين العزية حادثة بين الزعيم النجفي الحاج عطية أبو كلل وأصحابه من جهة، ورئيس الخزاعل عبود آل شطنان وجماته من جهة أخرى.
غزا عبود آل شطنان بادية النجف الغربية واستولى على قوم، وغنم أموالهم، وفيهم رجل نجفي يتجر ببيع الأغنام يدعى عبود بن محمد صالح جويريد العكايشي من أهل محلة العمارة في النجف. وفي يوم نزل عبود آل شطنان وزمرته بقصر العزية ضيفاً على صاحب القصر سلطان أل عكلة، فقال صاحب القصر لزعيم الخزاعل: يا عبود ألم تعلم أنك مدين لأهل النجف فكيف تأتي إلى هنا كأنك آمن من سطوتهم ولم تخش بأسهم؟
فقال الخزعلي: إني أعلم بذلك، ولا أكترث بهم. ويومئذ كان في المجلس رجل يدعى جعفر بن الشيخ علي ثامر النجفي، ثم إن جعفر قصد أبو كلل في مدينة النجف وقص عليه الحديث، فثار عطية أبو كلل وتبعه عشرون فارساً من أقاربه وأصحابه ليلاً، ولم تمض إلا ثلاث ساعات حتى أحاطوا بقصر العزية على حين غفلة، فلم يرعهم إلا دوي البنادق وأزيز الرصاص، فذعر عبود هو وأصحابه وفروا في الصحراء تاركين سلاحهم وعتادهم وحمولتهم، وقتل ثلاثة رجال وأسر رجل واحد، وقفل عطية راجعاً إلى النجف وأصحابه يحملون الغنائم، وكان كل واحد يقود فرساً أو بعيراً.
الفونوغراف يدخل النجف:
وفي هذه السنة عقد قائمقام النجف راشد باشا مجلساً في داره ودعا فيه للخطابة الشيخ محمد علي بن الشيخ جاسم الجابري المتوفى سنة 1333هـ، وكان يمتاز عن معظم خطباء عصره برقة الصوت وجهوريته، وإجادة الرواية للشعر وحسن العرض للحديث. وقد قام راشد باشا بالتقاط صوت الشيخ الجابري بالمسجل المعروف بالفونوغراف، وغالط الجمهور بأن لديه ولداً يجيد التقليد للأصوات والنبرات والأسلوب، لكنه يخجل من تطبيق ذلك أمام الحضار، فإذا دخل الغرفة قام بذلك. فدخل وحرك المسجل فأعيد المجلس، وتعجب من حضر. ولما أن رأى الدهشة منهم أخبرهم بالواقع، وكان الناس لم يعهدوا الفونوغراف ولم يعلموا عنه شيئاً، وهو أول دخوله لمدينة النجف.
تاريخ النجف الأشرف- ج 3/محمد حرز الدين
2013-03-02