الجمعة , 22 نوفمبر 2024
الرئيسية » تاريخ النجف الأشرف » الوقائع » ردود القصيدة البغدادية

ردود القصيدة البغدادية

سنة 1317هـ ـ 1899م..مجموعة وقائع.

فتح باب رابع في سور النجف:

ففي هذه السنة فتحت الحكومة التركية العثمانية باباً رابعاً لسور مدينة النجف قرب الباب الشرقي القديم، إلى جهة وادي السلام.

وقد أرخه العلامة السيد رضا الهندي بأبيات مدح بها القائمقام محمد شاكر أفندي، يقول فيها:

لذاك قد قلت له مؤرخـــــــــــــــــــاً             (جددت باباً وفتحت بابا)

وهو الباب المعروف في زماننا بباب القلوب، وبقي هذا الباب إلى سنة 1348هـ حينما هدم سور مدينة النجف الأشرف وقلع الباب معه.

ردود القصيدة البغدادية:

وفي هذه السنة بعث أحد شعراء بغداد قصيدة يناقش فيها أمر الإمام المهدي المنتظر(عج)، وقد أجيب من قبل عدد من العلماء بقصائد شعرية، منهم العلامة الشيخ محمد جواد البلاغي المتوفى سنة 1352هـ، والعلامة السيد رضا الموسوي الهندي المتوفى سنة 1362هـ، والعلامة الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء المتوفى سنة 1373هـ، كما أجيب من قبل العلامة الشيخ حسين النوري الطبرسي المتوفى سنة 1320هـ، بكتاب ألفه لذلك وأسماه (كشف الأستار عن وجه الغائب عن الأبصار)، وقد طبع سنة 1318هـ، وسيأتي في أحداث هذه السنة.

قال الشاعر البغدادي:

أيا علماء العصر يا من لهم خــــــــــبر          بكل دقيق حار من دونه الفكـــــــــر

لقد حار مني الفكر في القائم الــــذي          تنازع فيه الناس والتبس الأمــــــــر

فمن قائل في القشر لب وجـــــــوده           ومن قائل قد ذب عن لبه الأمـــــــر

وأول هذين اللذين تقــــــــــــــــــــررا            به العقل يقضي والعيان ولا نكــــر

وكيف وهذا الوقت داع لمثـــــــــــــله           ففيه توالى الظلم وانتشر الشــــــر

وما هو إلا ناشر العدل والهـــــــــــدى             فلو كان موجوداً لما وجد الجــــــور

وإن قيل من خوف الطغاة قد اختفى            فذاك لعمري لا يجوزه الحجــــــــــــر

ولا النقل كلا إذ تيقن أنـــــــــــــــــــه             إلى وقت عيسى يستطيل له العمر

وإن ليس بين الناس من هو قـــــــادر            على قتله وهو المؤيد والنصــــــــــر

وإن جميع الأرض ترجع مـــــــــــــلكه            ويملأها قسطاً ويرتفع المكـــــــــــر

وإن قيل من خوف الأذاة قد اختفـــى            فذلك قول عن معايب يفتــــــــــــــــر

فهلا بدا بين الورى متحــــــــــــــــملا               مشقة نصح الخلق من دأبه الصبر

ومن عيب هذا القول لاشك أنـــــــــه              يؤول إلى جبن الإمام وينــــــــــــجر

وحاشاه من جبن ولكن هو الــــــذي             غدا يختشيه من حوى البر والبحـــــر

على أن هذا القول غير مسلـــــــــم               ولا يرتضيه العبد كلاً ولا الحــــــــــــر

ففي الهند أبدى المهدوية كــــــــاذب              وما ناله قتل ولا ناله ضــــــــــــــــــر

وإن قيل إن الاختفاء بأمر مـــــــــــن               له الأمر في الأكوان والحمد والشكر

فذلك أدهى الداهيات ولم يقــــــــــل               به أحد إلا أخو السفه الــــــــــــــــغر

أيعجز رب الخلق عن نصر حزبــــــــه               على غيرهم كلا فهذا هو الكــــــــــفر

فحتى م هذا الاختفاء وقد مضــــــــى                من الدهر آلاف وذاك له ذكــــــــــــر

وما أسعد السرداب في سر من رأى             له الفضل عن أم القرى وله فخــــــــــر

فيا للأعاجيب التي من عجيبــــــــــها                أن اتخذ السرداب برجاً له البــــــــــدر

فنظم العلامة الشيخ محمد جواد البلاغي في جوابه:

أطعمت الهوى فيهم القفار الصبــــر            فها أنا ما لي فيه نهي ولا أمـــــــر

أنست بهم سهل القفار ووعـــــــرها            فما راعني منهن سهل ولا وعـــر

أخا سفران ولهان أغتنم الســــــرى            من الليل تغليساً إذا عرس السفر

بذاملة ما أنكرت ألم الجـــــــــــــوى            وما صدها عن قصدها مهمة قفــر

يضيق بها صدر الفضا فكأنهـــــــــــا             بصدر مذيع عي عن كتمه الســـر

تحن إذا ذكرتّها بديارهــــــــــــــــــم             حنين مشوق هاج لوعته الذكـــــر

وشملالة أعديتها بصبابـــــــــــــــتي            إذا هاجها شوق الديار فلا نكــــــر

أروح وقلبي للواعج والجــــــــــــوى            مباح وأجفاني عليها الكرى حـــجر

وأحمل أوزار الغرام كأنـــــــــــــــــه            غرام به ينحط عن كاهلي الــــوزر

وكم لذ لي خلع العذار وإن يكـــــــن            لحبي آل المصطفى فهو لي عــذر

علقت بهم طفلاً فكانت تمائمـــــــي            مودتهم لا ما يقلده النــــــــــــــحر

ومازج دري حبهم يوم ســــــــاغ لي            ولولا مزاج الحب ما ساغ لـــي در

نعمت بحبيهم ولكن بليـــــــــــــــتي             ببينهم والبين مطعــــــــــمة مر

ونائين تدنيهم إلي صبــــــــابـــــــتي            فعن أعيني غابوا وفي كبدي قروا

فمن نازح قد غيب الرمس شخصــــه           ومن غائب قد حان من دونه الستر

أطال زمان البين والصبر خانــــــــــني           وما يصنع الولهان إن خانه الصــــبر

إلى م وكم تنكى بقلبي جراحــــــــــة           من البين لا يأتي على قعرها سبر

فكم سائل عنه تسيل مدامــــــــــعي           بتذكاره وكفاً كما يكف القـــــــــطر

فيا سائلاً سمعاً لآية معجــــــــــــــــــز           بآياته لا ما يزخرفه الشــــــــــــعر

إذا رضت صعب الفكر تهدى فقد كبـــــا            لعاً لك في دحض العثار بك الفكر

فما الحجر في التقليد إلا حجـــــــــــارة           وليس بغير الجد يصفو لك الحجــر

لتدرك فيه الحسن والقبح مثل مـــــــــا            يحس بحس الذائق الحــــلو والمر

فإن قلت بالعدل الذي قال ذو النهــــــى          به وله يهدي بمحكمه الـــــــــــذكر

ودنت بتنزيه الإلـــــــــــــــــــــــــه وإنه            غني فلا يلجيه في فعله فــــــــقر

وجانبت قول الجبر علماً بأنــــــــــــــــــه           ينوب أصول الدين من وهمه كسر

وأقررت لله اللطيف بأنـــــــــــــــــــــــــه           حكيم له في كل أفعـــــــــاله سر

وأوجبت باللطف الإمام وإنـــــــــــــــــــه              به من عصاة الخلق ينقطع العذر

وعاينت فيمن مات فهو لذي الحجــــــــى           شفاء إذا أعيى بأدوائه الصــــــــدر

نؤسس بنيان الصواب على التقــــــــــى            ويطلع من أفق اليقين لك الفـــجر

وفي خبر الثقلين هاد إلى الـــــــــــــذي           تنازع فيه الناس والتبس الأمـــــر

إذا قال خير الرسل لن يتفرقــــــــــــــــا             فكيف إذن يخلو من العترة العصر

وما إن تمسكتم تنبيك أنهـــــــــــــــــــــم             هم السادة الهادون والقادة الغر

ولما انطوى عصر الخلافة وانتـــــــتــــهى            فلف بساط العدل وابتدأ الشــــر

وزار يزيد الدين نقصاً وبعـــــــــــــــــــــــده            دهى بالوليد القرد أم الهدى عقر

تنادي لإحياء الهدى عترة الهــــــــــــــــدى           فما عاقهم قتل ولا هالهم ضـــر

وكم بذلوا في الوعظ والزجر جهدهـــــــــم           ولم يجد بالغاوين وعظ ولا زجــــر

وكم ندبوا الله سراً وجـــــــــــــــــــــــــهرة           وقد خلصا منهم له السر والجهر

إلى أن تفانوا كابراً بعد كابــــــــــــــــــــــــر            وما دولة إلا وفيها لهم وتـــــــــــر

ولا مثل يوم الطف يوم فجـــــــــــــــــــــيعة            لذكراه في الأيام ينقضم الظهــر

يذيب سويدا القلب حزناً فعـــــــــــــــــــــاذر            إذا سفحت من ذوبها الأدمع الحمر

ومذ أعذروا بالنصح لله والدعــــــــــــــــــــــا              إليه وآذان الورى صكها وقـــــــــر

وشاء إله العرش أن يعضد الهــــــــــــــــــدى             ويظهر من مكنون أسمائه وفــــر

تألب أحزاب الضلال لقتلـــــــــــــــــــــــــــــه              عصائب يغريها به البغي والغــدر

وهموا به خبطاً كموسى وجــــــــــــــــده الـ             ـخليل فأضحى ربح همم الخســر

فأغشاهم عنه وغشاه نــــــــــــــــــــــــــوره            وكانوا بما هموا لجدهم العـــــــــثر

وقام لخمس بالإمامة آيـــــــــــــــــــــــــــــة              كعيسى ويحيى آية وله الفخــــــر

إذا أمّ معصوم من الآل زاخـــــــــــــــــــــــــر             من العلم لا ساجي العباب ولا نزر

وكان كداوود فسل هيثميـــــــــــــــــــــــــكم            أهل بعد هذا في إمامته نكــــــــــر

وغاب بأمر الله للأجل الـــــــــــــــــــــــــــــذي           يراه له في علمه وله الأمــــــــــــر

وواعده أن يحيي الدين سيفـــــــــــــــــــــــــه            وفيه لآل المصطفى يدرك الوتــــــر

ويخدمه الأملاك جنداً وإنــــــــــــــــــــــــــــــــه             يشد له بالروح في ملكــــــــه أزر

وإن جميع الأرض ترجع ملكــــــــــــــــــــــــــــه            ويملؤها قسطاً ويرتفع المكــــــــر

وأن ليس بين الناس من هو قـــــــــــــــــــــــادر           على قتله وهو المؤيده النصـــــــر

فأيقن أن الوعد حق وأنـــــــــــــــــــــــــــــــــــه            إلى وقت عيسى يستطيل له العمر

فسلم تفويضاً إلى الله صابـــــــــــــــــــــــــــــراً            وعن أمره منه النهوض أو الصبــــر

ولم يك من خوف الأذاة اختفـــــــــــــــــــــــــاؤه           ولكن بأمر الله خير له الستــــــــــر

وحاشاه من جبن ولكن هو الــــــــــــــــــــــــذي          غدا يختشيه من حوى البر والبحـــر

ويرهب منه الباسلون جميعهـــــــــــــــــــــــــــم           وتعنو له حتى المثقفة السمـــــــر

أكل اختفاء خلت من خيفـــــــــــــــــــــــــة الأذى          فرب اختفاء فيه يستنزل النصـــــر

وكل فرار خلت جبناً فربمـــــــــــــــــــــــــــــــــــا            يفر أخو بأس ليمكنه الكــــــــــــر

فكم قد تمادت للنبيين غيــــــــــــــــــــــــــــــــــبة           على موعد فيها إلى ربهم فـــروا

وإن بيوم الغار والشعب قـــــــــــــــــــــــــــــــــبله           غناءً كما يغني عن الخبر الخـــبر

ولم أدر لم أنكرت كون اختفائــــــــــــــــــــــــــــــه           بأمر الذي يعيا بحكمته الفكـــــــر

أتحصر أمر الله في العجز أم لــــــــــــــــــــــــــدى           إقامة ما لفقت أقعدك الحصــــــر

فذلك أدهى الداهيات ولم يقـــــــــــــــــــــــــــــــل           به أحد إلا أخو السفه الغمـــــــــر

ودونك أمر الأنبياء وما لقـــــــــــــــــــــــــــــــــــــوا              ففيه لذي عينين يتضح الأمـــــر

فمنهم فريق قد سقاهم حمامهـــــــــــــــــــــــــم            بكأس الهوان القتل والذبح والنشر

أيعجز رب الخلق عن نصر حزبــــــــــــــــــــــــــــه             على غيرهم كلا فهذا هو الكفــــر

وكم مختف بين الشعاب وهـــــــــــــــــــــــــــــارب            إلى الله في الأجبال يألفه النسـر

فهلا بدا بين الورى متحمــــــــــــــــــــــــــــــــــــلاً              مشقة نصح الخلق من دأبه الصبر

وإن كنت في ريب لطول بقائـــــــــــــــــــــــــــــــه              فهل رابك الدجال والصالح الخضر

أيرضى لبيب أن يعمر كافــــــــــــــــــــــــــــــــــــر              ويأباه في باق ليحمى به الكـــفر

ودونك أبناء النبي به تــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــزد             بآحادها خبراً وآحادها كثـــــــــــر

فكم في (ينابيع المودة) منـــــــــــــــــــــــــــــــهل            نمير به يشفى لوارده الصــــــــدر

وفي غيره كم من حديث مسلســـــــــــــــــــــــــل            به يفطن الساهي ويستبصر الغر

ومن بين أسفار التواريخ عندكـــــــــــــــــــــــــــــــــم             يؤلف في تاريخ مولده ســــــفر

وكم قال من أعلامكم مثل قولـــــــــــــــــــــــــــــــنا             به عارف بحر وذو خبرة حبـــــــر

فكم في يواقيت البيان كفايــــــــــــــــــــــــــــــــــــة            يقلد من فصل الخطاب بها النحر

وذي روضة الأحباب فيـــــــــــــــــــها مطالــــــب الـ             سؤول وفي كل الفصول لها نشر

مناقب آل المصطفى لشواهـــــــــــــــــــــــــــــد الـ             ـنبوة فيها وهي تذكرة ذكــــــــر

وذا الشيخ أضحى في فتوحاتــــــــــــــــــــــــــــــــه              على كل تاريخ بتاريخه نصـــــــر

ولاح بمرقاته الهداية في المكـــــــــــــــــــــــــــــــــا             شفات لدى مرآة أسراره الـــسر

وللحسن الشيخ العراقي قـــــــــــــــــــــــــــــــــصة              بسبع لياليها له ارتفع الســــــتر

وصدقة الخواص فيما يقولـــــــــــــــــــــــــــــــــــــه              وكل لديكم عارف ثقة بــــــــــــــر

وعنه شفاهاً قد روى أحمد البـــــــــــــــــــــــــــــــلا             ذري وفي أخباره لكـــــــــــم خبر

وما أسعد السرداب حظاً ولا تــــــــــــــــــــــــــــــقل             له الفضل عن أم القرى وله الفخر

لئن غاب في السرداب يوماً فإنمـــــــــــــــــــــــــــــا             على الناس من أم القرى يطلع البدر

ولم يتخذه البدر برجاً وإنمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا             غدا أفقاً من خطه يضرب الستــــــر

وها هو بين الناس كالشمس ضمــــــــــــــــــــــــــها             سحاب ومنها يشرق البر والبحــــــر

به تدفع الجلى ويستنزل الحيـــــــــــــــــــــــــــــــــا             وتستنبت الغبرا ويستكشف الضـــــر

كما قيل في الأبدال والقطب أنهــــــــــــــــــــــــــــم             بهم تدفع الجلى ويستنزل القطــــــر

ولا عجب إن كان في كل حجــــــــــــــــــــــــــــــــة            يحج وفيه يسعد النحر والنفـــــــــــــر

ويعرفه بيت الحرام وركــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــنه            وزمزم والأستار والخيف والحــــــــجر

ولكنه عن أعين الناس غائـــــــــــــــــــــــــــــــــــــب             كما غاب بين الناس الياس والخضـــر

وقولك: هذا الوقت داع لمثلـــــــــــــــــــــــــــــــــــــه            ففيه توالى الظلم وانتشر الشــــــــر

يعيبك فيه السامعون فإنـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه              لعمرك قول عن معائب يفتــــــــــــر

فما أنت والداعي فدعه مسلمــــــــــــــــــــــــــــــــــاً             لعلم عليم عنه لا يعزب الــــــــــــــذر

وقد جاء في الآثار أن ظهـــــــــــــــــــــــــــــــــــــوره           يكون إذا ما جاء بالعجب الدهـــــــــــــر

ويعرو أناساً قد تمادوا بغيهـــــــــــــــــــــــــــــــــــــم           من القذف بعد المسخ والخسف ما يعرو

وتغدوا الورى إذا كان يقتادها العمــــــــــــــــــــــــــى            ويحملها من جهلها المركب الوعــــــــــر

حيارى بلا دين وذو الدين قابــــــــــــــــــــــــــــــــــض              على دينه ضعفا كما يقبض الجمـــــــرُ

فكيف وهذا الدين يزهر روضـــــــــــــــــــــــــــــــــــه            وينفح من حافات زاهره النــــــــــــــشرُ

وهذي ثغور المسلمين منيـــــــــــــــــــــــــــــــــــعة          بكل رباط فيه يبتسم الثغــــــــــــــــــــــرُ

وذي راية التوحيد يخفق ظلـــــــــــــــــــــــــــــــــــها             فينكص رعباً دونها الشرك والكفـــــــــرُ

وهذا أمير المؤمنين وعدلـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه             وذي علماء الأمة الأنجم الزهــــــــــــــرُ

فدع عنك وهماً تهت في ظلماتـــــــــــــــــــــــــــــــه             ولا يرتضيه العبد كلّا ولا الحـــــــــــــــرُ

وإن شئت تقريب المدى فلربمــــــــــــــــــــــــــــــــا             يكلّ بمضمار الجياد بك الفـــــــــــــــــكر

فمذ قادنا هادي الدليل بما قضـــــــــــــــــــــــــــــــى           به العقل والنقل اليقينان والــــــــــــتذكرُ

إلى عصمة الهادين آل محمـــــــــــــــــــــــــــــــــــد             وإنهم في عصرهم لهـــــــــــــــم الأمرُ

وقد جاء في الآثار في كلّ واحــــــــــــــــــــــــــــــــد            أحاديث يعيي عن تواترها الحصــــــــــــرُ 

تعرفنا ابن العسكري وإنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه            هو القائم المهدي والواتر الوتـــــــــــــــرُ

تبعنا هدى الهادي فأبلغنا المـــــــــــــــــــــــــــــــدى           بنور الهدى والحمد لله والشــــــــــــــــكرُ

وقال السيد رضا الموسوي الهندي في جواب الشاعر البغدادي:

يمثِّلُـكَ الشـوق المُـبَـرِّحُ والفـكـــرُ           فلا حُجُـبٌ تخفيـك عنـي ولا ستُـر

ولو غبتَ عنّي ألـف عـام فـإن لـي           رجـاء وصـال ليـس يقطعـه الدهــر

تراك بكـل النـاس عينـي فلـم يكـن          ليخلـو ربـع منـك أو مَهْمَـه قـفــــر

وما أنـت إلاّ الشمـس ينـأى محلهـا          ويشرق مـن أنوارهـا البـرُّ والبحــــر

تمـادى زمـان البعـد وامتـدَّ ليـلـــــه           وما أبصرت عينـي محيـاك يـا بــدر

ولـو لـم تعللنـي بوعـدك لـم يكـــن          ليألـف قلبـي فـي تباعـدك الصبـــــر

ولكـن عقبـى كـل ضيـق وشــــــدة           رخـاء وإن العسـر مـن بعـده يسـر

وإن زمـان الظلـم إن طــال ليـلــــــه          فعـن كثـب يبـدو بظلمائـه الفـجـر

ويطوى بساط الجور فـي عـدل سيـدٍ          لألوية الديـن الحنيـف بـه نـــــشـر

هو القائـم المهـدي ذو الوطـأة التـي           بهـا يـذر الأطـواد يرجحهـا الـــــــذر

هـو الغائـب المأمـول يـوم ظهــــــوره            يلبيـه بيـت اللّـه والركـن والحجـر

هـو ابـن الإمام العسكـري محمــــــد             بذا كله قـد أنبـأ المصطفـى الطهـر

كذا مـا روى عنـه الفريقـان مجمــــلا              بتفصيلـه تفنـى الدفـاتـر والحـبــــر

فأخبـارهـم عـنـه بــذاك كثـيــــــــــرة              وأخبارنـا قلَّـت لهـا الأنجم الزهــــر

ومولده (نـورٌ) بـه يشـرق الهـــــــــدى             وقيل لظامي العدل مولده (نهـر)

فيا سائـلا عـن شأنـه اسمـع مقالـــــة             هي الدر والفكـر المحيـط لهـا بحــر

ألـم تـدر أن اللّـه كــوَّن خلـقــــــــــــــه            ليمتثـلـوه كــي ينالـهـم الأجـــــــر

ومــا ذاك إلاّ رحـمــة بـعـبـــــــــــــــاده            وإلاّ فمـا فيـه إلـى خلقـهـم فـقــــر

ويعلـم أن الفكـر غـايـة وسعـهـــــــــم             وهـذا مقـام دونـه يـقـف الفـكــــــر

فأكرمـهـم بالمرسـلـيـن أدلَّـــــــــــــــةً              لما فيه يرجى النفع أو يختشـى الضـرّ

ولم يؤمن التبليـغ منهـم مـــــــــــــــــن          الخطـا إذا كان يعروهم من السهو مـا يعـرو

ولو أنّهـم يعصونـه لاقتـدى الـــــــــورى            بعصيانهـم فيهـم وقـام لهـم عــــــــــــــذر

فنزههم عن وصمـة السهـو والخطـــــا           كما لـم يدنـس ثـوب عصمـــــــتهـم وزر

وأيـدهـم بالمعـجـزات خـوارقــــــــــــــا             لعاداتنـا كـي لا يقـال هـي الســـــــحـر

ولم أدرِ لِمْ دلَّت علـى صـدق قولهــــــم           إذا لـم يكـن للعقـل نهـي ولا أمــــــــــر

ومن قال للناس انظـروا فـي ادعائهـم            فـإن صـحّ فليتبعهـم العبـد والحــــــــــرّ

ولـو أنهـم فيمـا لهـم مـن معاجـــــــــزٍ           على خصمهم طول المدى لهم النصـر

لغالـى بهـم كـل الأنام وأيقـنـــــــــــــوا           بأنّهـم الأرباب والتـبـس الأمـــــــــــــــر

كذلك تجري حكمة اللّـه فـي الـــــورى           وقدرتـه فـي كـل شـي‌ء لـه قــــــــــدر

وكان خلاف اللطف، واللطـف واجــــــب          إذا من نبـيٍّ أو وصـيٍّ خـلا عصـــــــــــر

أينشـى‌ء للإنسان خمـس جــــــــــوارح             تحـسُّ وفيهـا تُـدْرَكُ العيـن والأثـــــــر

وقلبـا لهـا مثـل الأمير يـردهــــــــــــــــا              إذا أخطأت في الحسِّ واشتبـه الأمر

ويترك هـذا الخلـق فـي ليـل ضلَّــــــــةٍ            بظلمائـه لا تهتـدي الأنجــــــــــــم الـزهـر

فذلـك أدهـى الداهيـات ولـم يـقـــــــــل            بـه أحـد إلاّ أخـو السـفـــــــــــــــه الـغـر

فأنتج هذا القـول، إن كنـت مصغيــــــــاً              وجـوب إمـــــــــــــــام عـادل أمـره الأمر

وإمكـان أن يقـوى وإن كـان غائـــــــــبـاً             على رفع ضرِّ الناس إن نالهـا الضـــــــرّ

وإن رمت نجح السؤل فاطلب مطــــالب         السؤول فمن يسلكه يسهـل لـه الأمــــــر

ففيـه أقـرّ الشافعـي ابـن طلـحـــــــــة            بـرأي عليـه كـل أصحابنــــــــــا قـــــــرُّوا

وجـادلَ مـن قالـوا خـلاف مقـالــــــــــــه             فكان عليهم فـي الجـدال لـه نصـــــــــر

وكـم للجويـنـيِّ انتظـمـن فـرائــــــــــــد            من الدرّ لـم يسعـد بمكنونهـا البــــــــحـر

(فرائـد سمطيـن) المعانـي بدرّهـــــــــا              تحلَّـت لأن الحلـي أبهـجـه الـــــــــــــدرّ

فوكـل بهـا عينيـك فهـي كـواكـــــــــــب              لدرِّيهـا أعيانـي الـعـدُّ والحـصـــــــــــر

وردْ مـن (ينابيـع المـودة) مـــــــــــــورداً              به يشتفي من قبل أن يصـدر الصـدر

وفتّشْ على (كنـز الفوائـد) فاستعــــــن              به فهو نعم الذخـر إن أعـوز الذخـــــــر

ولاحظ به ما قـد رواه (الكراجــــــــكـي)             من خبـر الجـارود إن أغنــــــــت النـذر

وقد قيل قدمـا فـي ابـن خولـة إنـــــــــه                لـه غيبـة والقائـلـون بـــــــــه كـثـر

وفي غيـره قـد قـال ذلـك غيرهــــــــــم               وما هم قليـل فـي العـداد ولا نــــــزر

ومـــا ذاك إلاّ لليـقـيـن بـقـائـــــــــــــــــم              يغيـب وفـي تعينـه التبـس الأمــــــــر

وكم جدَّ في التفتيـش طاغـي زمــــــانـه            ليفشـي سـرَّ اللّـه فانكـتـم الـــــــسـرُّ

وحـاول أن يسعـى لإطفاء نـــــــــــــــوره             ومـا ربحـه إلاّ الندامـة والخـســـــــــتر

ومــا ذاك إلاّ أنّــه كــان عـنــــــــــــــــده             من العترة الهاديـن فـي شأنـه خبــــــر

وحسبـك عـن هـذا حديـث مســــــلسـلٌ              لعائـشـة ينهـيـه أبنـاؤهــــــــــا الـغـرّ

بأن النبـيّ المصطفـى كـان عندهــــــــــم           وجبريل إذ جاء الحسيـن ولـم يـــــدروا

فأخـبـر جبـريـل النـبـي بـأنـــــــــــــــــــه            سيقـتـل عـدوانـا وقاتـلـه شــــــــــمـر

وان بنـيـه تسـعـة ثــمّ عـدَّهــــــــــــــــــم            بأسمائهـم والتاسـع القائـم الطــــهـر

وأن سيطيـل اللّـه غيبـة شخـصـــــــــــــه            ويشقى بـه مـن بعـد غيبتـه الكفــــر

وما قـال فـي أمـر الإمامة أحمـــــــــــــــد            وأن سيليهـا اثنـان بعـدهـم عـشـــــر

فقـد كـاد أن يرويـه كـل مـحــــــــــــــــــدث          وما كـاد يخلـو مـن تواتـره سفــــــــــر

وفـي جلهـا أن المطـيـع لأمرهــــــــــــــــم           سينجو إذا ما حاق فـي غيـره المكــر

ففي (أهل بيتي فلـك نـوح) دلالــــــــــــــة          على مـن عناهـم بالإمامة يـا حبــــــــر

فمن شاء توفيـق النصـوص وجمعهــــــــــا           أصـاب وبالتوفيــــــــــــــق شُــدَّ لــه أزر

وأصبـح ذا جـزم بنـصـب ولاتـــــــــــــــــــنـا          لرفع العمى عنّـا بهـم يجبـر الكســــــــر

وآخرهـم هـذا الـذي قـلـت إنّــــــــــــــــــــه          (تنازع فيه النـاس واشتبـه الأمــــــــــر)

وقـولـك إن الـوقـت داع لمـثـلـــــــــــــــــــه         إذا صَحَّ لِـمْ لا ذبَّ عـن لبـه القشــــــــــر

وقـولـك إن الاختـفـاء مـخـافـــــــــــــــــــــة          من القتـل شـي‌ء لا يجـوزه الحـــــــــجـر

فقل لي لماذا غاب فـي الغـار أحمــــــــــــد         وصاحبـه الصديـق إذ حَسُـنَ الحــــــــــذر

ولــم أُمِــرَتْ أم الكلـيـم بقـذفـــــــــــــــــــه          إلى نيل مصر حين ضاقت به مصــــــــر

وكم من رسول خـاف أعـداه فاختفــــــــــى          وكـم أنبيـاء مـن أعاديـهـم فـــــــــــــــروا

أيعجز ربّ الخلـق عـن نصـر دينـه علــــــى           غيرهم؟ كـلا فهـذا هـو الكفــــــــــــــــــر

وهل شاركـوه فـي الـذي قلـت إنــــــــــــه           يـؤول إلـى جبـن الإمام وينـجـــــــــــــــرُّ

فإن قلت هـذا كـان فيهـم بأمـر مـــــــــــن             له الأمر في الأكوان والحمد والشكــــــر

فقل فيه مـا قـد قلـت فيهـم فكلهــــــــــم              على مـا أراد اللّـه أهواؤهـم قصــــــــــر

وإظهار أمر اللّه مـن قبـل وقتـه المؤجــــل             لم يوعـد علـى مثلـه النصـــــــــــــــــــر

وليـس بموعـود إذا قــام مســـــــــــــــرعـا             إلى وقت (عيسى) يستطيل له العمـر

وإن تستـرب فيـه لـطـول بقـائــــــــــــــــــه            أجابـك إدريس وإليـاس والخضــــــــــــر

ومكْـث نبـيِّ اللّـه نــوح بقـومـــــــــــــــــــه             كذا نوم أهل الكهف نـصَّ بـه الذكــــــر

وقد وُجِـدَ الدجـالُ فـي عهـد أحمــــــــــــــد             ولم ينصرم منه إلـى الساعـة العـــمـر

وقد عاش عـوج ألـف عـام وفوقهــــــــــــــا              ولولا عصى موسـى لأخَّـره الدهــــــر

ومـن بلغـت أعمارهـم فـوق مائـــــــــــــة              وما بلغـت ألفـا فليـس لهـم حصـــــــر

وما أسعد السرداب في سـرِّ مــــــــن رأى           وأسعـد منـه مكـة فلـهـا البـشْـــــــــــر

سيشرق نـور اللّـه منهـا فـلا تقــــــــــــــل           (له الفضل عن أم القرى ولها الفخــــــر)

فـإن أخَّـرَ اللّـه الظهـور لحكـمـــــــــــــــة              بـه سبقـت فـي عملـه ولـه الأمــــــــــر

فكـم محـنـة لـلّـه بـيـن عــــــــــــــــــبـاده             يُمَيَّـزُ فيهـا فاجـرُ النـاسِ والــــــــــــــبَـرُّ

ويعظـم أجـر الصابـريـن لأنهــــــــــــــــــــم            أقاموا على مـا دون موطئـه الجمـــــــر

ولـم يمتحنهـم كـي يحيـط بعلمـهـــــــــــم           عليم تسـاوى عنـده الســـــــــــرُّ والجهـر

ولكن ليبدوا عندهم سـوء مـا اجتــــــــــروا           عليهـم فـلا يبقـى لاثمـهـم عــــــــــــــــذر

وإنـي لأرجو أن يحيـن ظـهـــــــــــــــــــوره            لينتشر المعروفُ فـي النـاس والبــــــــرُّ

ويُحيى به قطـرُ الحيـا ميِّــــــــــــــتَ الثـرى           (فتضحك من بشر إذا ما بكى القطــــــر)

(فتخضرُّ مـن وكَّـاف نائـل كفـــــــــــــــــه)            ويمطرهـا فيـض النجيـع فَتَحْــــــــــــمَـرُّ

ويَطْهُرُ وجه الأرض مـن كـل مأثــــــــــــــم            ورجـس فـلا يبقـى عليهـا دم هــــــــــدر

وتشقـى بـه أعنـاق قـوم تطـوّلــــــــــــــت           فتأخذ منهـا حظهـا البيـض والســـــــمـر

فكـم مـن كتابـيٍّ علـى مسلـم عــــــــــلا          وآخر (حربـيٍّ) بـه شمــــــخ الكــــــــــبـر

ولـولا أمـيـر المؤمنـيـن وعـــــــــــــــــدلـه            إذن لتوالـى الظلـم وانتشـر الـشـــــــــرُّ

فلا تحسبـنَّ الأرض ضاقـت بظلمــــــــــهـا           فذلـك قـول عـن معـايـــــــــــــــــبَ يَفْـتَـرُّ

وذا الدين في (عبـد الحميـد) بنــــــــــــاؤه             رفيـع وفيـه الشـرك أربعـهُ دثـــــــــــــر

إذا خفقـت بالنصـر رايـات عـــــــــــــــــزه              فأحشـاء أعـداه بهـا يخفـق الذعــــــــــر

وعنه سـل اليونـان كـم ميـت لهـــــــــــم              لـه جدثـان الذئـب والقشعـم النســـــــر

وكـم جحفـل إذ ذاك قـبـل لقــــــــــــــائـه             بنو الأصفر انحازت وأوجههـا صفـــــــــــر

عشيـة جــاء المسلـمـون كتائـبـــــــــــــاً              مؤيّـدة بالرعـب يقدمـهـا النـصـــــــــــر

ببيض مواض تمطـر المـوت أحمـــــــــــراً             ورقش صلال تحتهـا الدهـم والشقــــــر

فـلا يبـرح السلطـان منـه مخـلـــــــــــــداً               ولا يخـل مـن آثـار قدرتـه قـــــــــــــطـر

وخـذه جوابـا شافيـا لــك كافـيــــــــــــــاً                معانيـه آيــات وألفـاظـه ســـــــــــــحـر

ومـا هـو إن أنصفتـه قـول شاعـــــــــــر              ولكنـه عقـد تحلَّـى بــه الشـــــــــــــــعـر

ولـو شئـتُ إحصـاء الأدلة كلَّــــــــــــــهـا              عليك لَكَـلَّ النظـمُ عـن ذاك والنثـــــــــرُ

فكم قـد روى أصحابكـم مـن روايـــــــــة          هي الصحو للسكران والشُبَـهُ السكــــــــر

وفي بعـض مـا أُسْمِعْتَـهُ لـك مقنــــــــع              إذا لـم يكـن فـي أذن سامعـه وقـــــــــر

وإن عـاد إشكـال فعُـدْ قائـلا لــــــــــــنـا              (أيا علماء العصر يا من لهـــــــــــــم خُبْـرُ)

وقال العلامة الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء في رده:

بنفسي بعيد الدار قربه الفـــــــكر            وأناه من عشاقه الشوق والـــــــــــــــــذكر

تستر لكن قد تجلى بنـــــــــــــوره             فلا حجب تخفيه عنهم ولا ســـــــــــــــــتر

ولاح لهم في كل شيء تجلـــــــيا             فلا يشتكي منه البعاد ولا البــــــــــــــــحر

بمرآه تسقى العين خسرا وخيبــة            ويسعد في أنواره القلب والصـــــــــــــــــدر

ألا طل وإن عذبت يا ليل بعــــــــده            فمن بعد طول الليل يستعذب الفجــــــــــــر

وأقصر أطلت اللوم يا عاذلي بــــه             فلا مفصل إلا على حبه قصــــــــــــــــــــــر

عداك السنا من هذه الجذوة التي            بأكباد أهل الحب شب لها جــــــــــــــــــــمر

وما ألحب إلا منتهى السدرة التي             لهم من جناها لبه ولك القـــــــــــــــــــــشر

حبيبي بك الأشياء قامت فما الذي            يقيم على إثباتك الجاهل الــــــــــــــــــــغر

حبيبي أسارى في وجودك ضلـــة             ولولاك للإيجاد ما انتظم الأمــــــــــــــــــــر

بفيك جرى عين الحياة ومذ دنـــــا           ليشرب منها عمر الشارب الخضــــــــــــــــر

ولي فيك سر لو أبوح ببعضــــــــه           لقلت من الإيجاز هذا هو الســــــــــــــــــــر

فيا بأبي لح للبرية أو تغــــــــــــــب           وليس على علياك من غيبة ضـــــــــــــــــر

فشمس الضحى والبدر نوراهما هما            وإن غربت أو غيب الشمس والبــــــــــدر

ولا نكر أن لاحت ولم يرى ضــــوءها           أخو نظر لكن على عينه النـــــــــــــــــــكر

ولا بأس ممن جاء يسأل قائــــــــــلا            أيا علماء العصر يا من له الخـــــــــــــــــبر

لقد حار مني الفكر بالقائم الـــــــذي             تحير فيه الناس والتبس الأمــــــــــــــــر

عثرت ألا يا سائلا حار فكــــــــــــــره            على من له في كل مسألة خـــــــــــــبر

أعرني منك اليوم أذنا سميعـــــــــة              إذا ما قرأت الحق لم يعرها وقــــــــــــر

وقلباً ذكياً في التخاصم يعتــــــــــدى             لطائرة الإنصاف عنك به وكـــــــــــــــــر

وخذ عندها من نظم فكري لئـــــــالئاً              بهن إليك الخبر يقذف لا البــــــــــــــحر

مضامينها الغر الصحيحة صـــــــــــادر            بها مصدر العلم الإلهي والصـــــــــــــدر

إمام الهدى النوري من نور علمـــــــه            أنارت به في الأفق أنجمه الزهــــــــــر

يقول ولا تنفك أعلام فضـــــــــــــــــله             على أرؤس الأعلام في طيها نشـــــر

ألا إن ما استغربت منا مقـــــــــــــــــالة             به قال منكم معشر ما لهم حصـــــر

وكلهم أضحوا لديكم أئمــــــــــــــــــــــة            عنى لعلاهم من حوى البر والبحــــر

موثقة أسماؤهم في رجالكـــــــــــــــم             ففي كل سطر من فضائلهم شـــطر

فمنهم كمال الدين كما في مطالب السؤل         طوى سؤلا به حتى انكشف الســتر

وذا الحافظ الكنجي كم في بيانــــــــــــه           بيان براهـــــــــــــين يبين بها الأمـــر

وكم لابن صباغ فصول مهــــــــــــــــــمة            تفصل ما قد أجمل الكتب والســــفر

فإن بشمس الدين تذكرة لمــــــــــــــــن              يريد خواصاً طبقها النص والذكـــــــر

وحسبي بمحيي الدين نقضا فإن فـــــي             الفتوح عليك الفتح قد جاء والنصــــر

وكم في يواقيت الجواهر جوهـــــــــــــر             به عاد شعراينكم وله الفــــــــــــخر

لواقح أنوار له انظر فإن للعـــــــــــــــــــــرا             في فيه قصة عودهــــــــــــا نضر

وصدقه فيه الخواص علي مـــــــــــــــــــن            كراماته لا يستـــــــــــــطاع لها ذكر

ذوو القدر هاهم عينوا قدر عمــــــــــــــــره              فماذا يقول اليــــــوم من ماله قدر

وشاهدهم فيما ادعوه شواهـــــــــــــــــــد             النبوة فالجامي ممــــــــــن له خبر

وفصل الخطاب الخاجه بارسا قد احتـــــــوى            تفاصيل فيها يثلج القلب والصــــدر

وهذا أبو الفتح احتوت أربعينــــــــــــــــــــــه             أحاديث فيها جل أصحابكم قـــــروا

وكم للبخاريالدهلوي رسائـــــــــــــــــــــــــل             بهن مع المهدي آبـــــــــــاؤه الغر

وفي روضة الأحباب للحق روضــــــــــــــــة              بعرفعطاء الله ضـــــــاع لها نشـــر

وهذا البلاذري سل سلسلاتهــــــــــــــــــــم             تجده روى عنه شفــــاها ولا نكــــر

وهذا مواليد الأئمة قاطــــــــــــــــــــــــــــع             بها كم تبدى لابن حساد بكم ســــر

وها لابن شمس الدينكم من هدايـــــــــــة               على سعداء الكشف آثارها غـــــــر

يقول أرى المهدي حقا وإنــــــــــــــــــــــه               سيبدو وإنكان استطال له العمــــــر

ففي الكافرين السامري نظــــــــــــــــيره               وفي المؤمنين الياس والروحوالخضر

وكالسامري الدجال إن لشأنــــــــــــــــــه                حديثاً غريباً سوف يأتي له ذكــــــــر

وفضل بنروزبهانكم مع عنــــــــــــــــــاده               أقر بما قلناه إذ وضح الأمـــــــــــــر

 وناصر دين الله لولا اعتقــــــــــــــــــــاده                على أن ذا السرداب غاب به البـــدر

لما شيدت منه المباني بأمـــــــــــــــــره           وحرر فيها باسمهالخلف الطــــــــــــهر

وهذي ينابيع المودة قد جـــــــــــــــــرت                لنا من سليمان به الأبحر الغــــــــزر

وذاأحمد الجامي والــــــــــــــعارف الذي             غدا شيخ إسلام لكم أيها النضــــــــــر

وللصفدي ذا شرح دائرةبـــــــــــــــــــها               على الغيب محيي الدين أطلعه الجفر

وعينه في شعره مادحا أبو المعانـــــي               ذوالأسرار [و] القونوي الصــــــــــدر

وملا جلال الدين مثنوي الــــــــــــــــذي               يحق له ذو الكشف لوسجدا خــــروا

وكم عبد رحمن لكم مـــــــــــــــــــتأله                بمرآة أسرار تجلى له السيــــــــــر

وذا النسفييحكيه عن حمويكــــــــــــــم               وعن ذاك تحقيق النبوة يفــــــــــتر

براهين ساباطيكم كم تضمنـــــــــــــــت               لقاضيجواد ما يبين له العـــــــــذر

 وكم حد مهدويكم بالمكاشــــــــفات من              غوامضها ماضمت الحجبوالســـــتر

وقد نظم البصري عامر تحفـــــــــــــــة                غدت ذات أنوار مضامينها الــــــــغر

تعرض فيهاالفارضية فاعــــــــــــــــتلت                عليها ولم لا تعتلي وهتــــــي البكر

يقول بها حتى متى أنت غائــــــــــــــب                 إمام الهدى قد ضاق منا لك الصدر

كذا الهمداني والنسمي وشـــــــيخكم                محمد صبان الذيأنتجت مصــــــــر

كذا العارف العطار كم ضم شـــــــــعره                  مدائح من أرواحها نفح العـــــــطر

وهذاالخوارزمي الخطيب روى لنــــــــا                  حديثاً به لا شك يعتقد الحـــــــبر

ألا فانظروا يا مسلمين لمنكــــــــــــــر                علي مقالاً ما به بأس أو نكــــــــر

يكفرني فيما أقول وإنــــــــــــــــــــما                  تدين به تاللهأقوامه الزهــــــــــــر

وكلهم ما بين راو وعــــــــــــــــــــارف                 وشيخ له الكشف المتجل والستر

وماذكروا في جنب من لم أبح بهـــــــم                كما سنحت من شاهقات الذرى ذر

وفيما ذكرناه ترىالحق عند مـــــــــــــن               غدا قائلا قد ذب عن لبه القشـــــــر

ويا ليت شعري ما العيان الذي قضـى                 ببطلان هذا عند من ما له شــــــعر

فأما التجلي للعيون فما ادعــــــــــى                به أحد إلا أخوالسفه الغمــــــــــــر

ففي الهند أبدى المهدوية كـــــــاذب                 فكذبه كل الورى البدو والحضـــــر

وماكل من أضحى مضلاً ينــــــــــاله                كما حسب القتل المعجل والضــــر

وإلا فإنا نحن أو أنتم علـــــــــــــــى                 ضلال فلم لا نالنا السوء والشــــــر

نعم هو موجود ولكن لحكـــــــــــمة                بها الله أدرىاختير عنا له الســـــــــتر

وإلا فكم فاز الخواص بشخـــــــصه                 كما للعراقي والخواص مضـــــــىذكر

وعد رجال الغيب ذا نســــــــــفيكم                 ثلاث مئين بل يزيدهم الحصـــــــــر

وقال وهم كلا حضورلـــــدى الورى                 ولم يرهم إلا الأخصاء والنــــــــــزر

فلم لا بذا المقدار كذبــــــــت حائراً                 كماحار منك اليوم في واحد فكـــــر

وما هو مسجون فتحـــــــسب أنه                 قد اتخذ السرداب برجا لهالـــــــــبدر

بلى هو في الأمصــــار غاد ورائح                 يخيب به مصر ويحظى به مـــــــصر

وها هو قطبالكائنات جميــــــــعها                  ولولاه لم يوجـــــد ذرى [لا] ولا ذر

وما حق ما لا يدرك العقل وجهه                    ويعجز عن إدراكه الذهن والفـــكر

 مسارعة الإنكار فيه فإنـــــــــما                  ينزه عن أمثالهاالعالم الحبــــــــــــر

وهذا تميم قد حكى لنبــــــــــيه                  حديثاً حكاه كان من قبله الطــــــهر

غداةبهم سفن المسير تكسرت                  فألقاه في عظمي جزائره البــــحر

هناك أوى جساسة ظن أنـــــها                   لشيطانه من فوقها ارتكم الشـــعر

فجاءت بهم لشخص مـــــــــفلل                  تحير فيه العقل واندهشالفكـــــــر

فأخبرهم فيما سيجري به القضا                 وقال أنا الدجال بي تعدد النـــــــــذر

 فلامرسل إلا ويوعد قومــــــــه                   بأعور دجال سيقوى به الكفــــــــــر

فهذا لعمر الله أعظم حـــــــــيرة                   وأجدر أن لو رده اللب والحجـــــــر

وأخرى لعمري لو تحيرت سائلاً                     بإيجاده من قبل ذلكما الســــــــــر

 وتلك علوم الغيب من جاءه بها                   وها هو ملعون له الخزي والخســـر

وقدكان مغلول اليدين من الذي                    لإطعامه إياه أخره الدهــــــــــــــر

وبعد تميم كيف لم يره امـــــــرؤ                 وكم موكب بالأبحر السبع قد مروا

 ولكنه عن فعله ليس يسئل إلا                   له وجاء النهىعن ذاك والز جـــــــر

وإن عقول الخلق أقصر مبتغى                    عروجاً إلى ما دبر الخالق البـــــــر

وقدصح بالبرهان أن إلهنــــــــــا                حكيم غني ليس يلجئه فقــــــــــــر

 وكم مشكل يعيى العقول وإنما                بما قد أشرنا يكتفي الفطن الحـــــر

فكل بيان جاءنا عن نبينـــــــــــا                 تناقله قوم هم بيننا الســــــــــفر

علينا وجوباً أن يكون اعـــــتقادنا               هو الحق لا يعروه ريب ولا نكــــــر

وإناأناس لم ننازع ولم نكـــــــن                شركناه في خلق فيبدو لنا الســــر

وقد وردت أخباركم وتواتـــــــرت               أن الخلفاء اثنان بعدهما عشــــــــر

وفيهم يقوم الدين أبلج واضــحاً                  وتندفع الأسواويستنزل القطــــــر

ولما انقضت للراشدين خلافــة                وأضحى عضوضاً بعدهم ذلك الأمر

 وأنقص دين الله قدراً يزيــــده                  فأصبح دين الله ليس له قـــــــــدر

لكعبته هدم وقبرنــــــــــــــبيه                تطل الدما فيه وينسكب الخـــــمر

وآل رسول الله تلك دماؤهــــم                لدى كل رجس منلئام الورى هــدر

مصائبهم شتى وشتى قبورهم               فلا بقعة إلا وفيها لهم قـــــــــــــبر

علىضمأ يقضي ومن فيض نحرها            تروى الصفاح البيض والذبل السمر

ويمسي حسين بالطفوفمجــــــدلاً           ويرفع منه الرأس فوق القنا شمر

وتسبى بنات المصطفى الطهر حسراً        ونسوة صخر لا يراع لها وكـــــــر

أتوها بنو مروان فافتعلوا بـــــــه               أفاعيل منها شنعة برئ الكفـــــــر

فكم أضربوا فيها بلادا وأهلكــــوا              عباداً وضج القتل في الناس والأسر

 وأولهم تنبيك مكة ما جنـــــــى                 عشية بالحجاج شد لـــــــــــه أزر

على حرم الله المجانيقنصــــبت                فهدم حتى البيت والركن والحجر

وولي من بعد العراق فعنــــدها               توالى هناكالظلم وانتشر الشــــر

وما زال في كوفان يعبث ظلمه                  إلى أن أعيدت وهي مخربةقفر

فكم من سعيد قد شقى بهلاكه                  وكم عابد صلت على عنقه البسر

ودع للوليدالذكر إن بذكــــــــــره                يزعزع عرش الله والرسل والطهر

أما جعل القرآن مرمى سهامه                   فمزقه رميا كما يشهد الشــــعر

أما أمر السكرى وقد أجنبا معاً                  فأمت بأهل المصرغادته العفــــر

أما نكحوا عماتهم وبناتــــــــهم                  وشاع الخنا ما بينهم وفشا العهر

ألمترد الأخبار عنه بلعنـــــــهم                  وطرد أناس ما استطال له العمر

ألم يرو روياً أن عجنه فنـــــزلت                  بلعنهم الآيات إذ ذاك والذكــــــــر

أما عاد مال المسلمين وبيتـــه                   لهم دخلاً يشرى به اللهو والسكر

أهؤلاء للإسلام كانوا أئمـــــــــة                  إليهم من الله انتهى النهيوالأمـــر

فوا أسفي لو كان يجدي تأسفي               ووا صبر قد عيل من دونها الصبــر

تعد بنومروان فيكم أئمـــــــــــة                 وآل رسول الله ليس لهم ذكـــــر

وتحكى مزاياهم مساوي عداهم                فكلبه تفنى الدفاتر والحــــــــبر

ولما رأينا فيهم كل ســــــــــــبة                وكل شنيع دونه الكفروالمــــــكر

علمنا بأن المصطفى ما عناهم                 بأخباره والأمر في بيته قــــــصر

وإن اجتماعالناس لا خيرة لهم                  ولكنما ألجاهم الخوف والقهـــــــر

وليس الذي يعنيهم من تجمعت                 عليه الورى قسرا ولو دأبه الكفر

وذا خبر الثقلين أضحى مسلماً                  لدى الكل لا ريبعراه ولا نكـــــــــر

 وها هو بالتعيين نص بأهلـــــــه               فقد قرنوهم بالتمسك والذكـــــــر

فمنأهله لن يخل عصر بحكــــمه                كما من كتاب الله لن يخلون عصـر

 وأكده مذ قال لن يتفرقــــــــــتـــا               إلى أن يوافينا معا بهما الحشــــر

سفينة نوح هم فراكبه نجـــــــــــا              وتاركه يلقيه في لجةالبحـــــــــر

 وأورد سمهوديكم في خلاصة الوفا            خبراً ما إن يحيق به المــــــــــكر

 إلى حائطجاء النبي وكفـــــــــــه                بكف علي في السماء له القدر

هنالك صاح النخل هذا هو النــــبي              وهذا الولي منه أئمتنا الطهـــــــر

فقال رسول الله للصهر ذا يكـــــن               من النخل صيحانيليشتهر الأمــــر

فوا عجباً حتى الجمادات سلمــت               فما بال قوم تدعي أن لها حجــــر

وثمحديث قد روته كباركــــــــــــم               بإسناده قد صح مضمونه البـــــكر

هم أمن أهل الأرض لولاهم هوت              كأهل السما أمن لها الأنجم الزهر

ومن ها هنا قد بان نفع وجــوده                لكل الورى منأنكروه ومن قـــــروا

وكم مثل ذا ما لو تأملتم بــــــــه                لكم لاح من أسراره البطن والظهر

ومن مات لم يعرف إمام زمانـــــه              يصرح عما ندعيه ويفتــــــــــــــــر

ويا ليت شعري لو سئلت منالذي               إذا مت لم تعرفه عاجلك الخـــسر

وفي أي نقل قد تمسكت طايعاً               نبيك في أهليكإذ جاءك الأمـــــــــر

 أتكفرها من بعدما قد تواتـــــرت              وسلم فيها الكل لا الشفع والوتـــر

أجل أم توالي غير آل محمــــــد                مؤولة تلك الأحاديث والزبــــــــــر

فجئنا بأهدى منهمنتبعهـــــــــم                وإلا فما زيد إذا عد أو عمـــــــــــرو

ومن ذا جميعاً بان لابد للـــــورى               إمام هدىلم يخل من شخصه عصر

وقولك هذا الوقت داع لمثـــــــله               ضلال فلا ظلم توالى ولاشــــــــــــر

وما ظلم ذاك الوقت إلا إذا مــــلأ                البقاع وما تحت السما الكفر والغدر

بحيثلو استبقى من الناس مؤمن              لأهلكه ما بينها الخوف والحــــــــذر

هناك له يأتي الإله بعـــــــــــــدة              كعدة ما للمصطفى ضمنـــــت بدر

ويأتي له من ربه الإذن عنـــــدها               فيملأها قسطاًويرتفع المكــــــــــر

ولم يأت للآن النداء من الســــــما             على أحد هذا هو الخلف الطهـــــــر

وحاشاه أن يعصي ويخرج قبل أن             يجئ له من ربه الإذن والنـــــــصر

ومنا إله العرشأدرى بفعلـــــــــه               وليس لنا نهي عليه ولا أمر

ولم نعترض هلا أذنت بوقتنــــــا                ففيهتوالى الظلم وانتشر الشر

على أنه لا ظلم باد وهـــــــــذه                ملوك بني عثمان آثارها غير

وراياتها في كل شرق ومغــرب                على طي أعناق الملوك لها نشر

بسلطاننا عبدالحميد قد اغتــدت                ثغور بني الإسلام بالعدل تفتــر

ببيض أياديه ورزق سيوفــــــــــه                جميعبقاع الأرض يانعة خضر

ولم نر في الأعصار عصراً كعصره              به انبسط الإيمان وانتشرالبشر

ومنه [قد] استوجبت حداً وإنمــــا               بقولك ذا عماله الصيد لم يدروا

على أنهلو سلم الظلم في الورى              وأن جميع الأرض قد عمها النكر

فذاك عليكم وارد حيث إنــــــــــــه            إلى الآن لم يولد ولم يبده الدهر

وقولك من خوف الطغاة قد اختفى            وأن ذاك شيءلا يجوزه الحجــــر

كقولك من خوف الأذاة قد اختفى              وذلك قول عن معايب يفتــــــــر

ويتلوها ذا الاختفاء بأمر مــــــــــن           له الأمر في الأكوان والحمد والشكر

 وإنرمت توضيح المقال لدفع مــــا              به وقع الإشكال والتبس الأمـــــر

فأجمعها طول على غيرطائــــــــل             وتكرير ألفاظ بها قبح الكـــــــــر

وما الكل إن لاحظتها غير شبـــهة               لكل جهول ماله مسكة تعــــــرو

فهيا اغتنم حلاً ونقضاً جوابـــــــها               على أن هذا الأمر مسلكه وعــــر

وذلك أن الله أرسل رسلــــــــــه                فلم يبق للعاصي بمعـــصية عذر

ودلت عليهم بالعقولخــــــــــوارق              معجزة كيلا يقال هي الســـــحر

ولو أنهم في كل حال يرى لهـــم               على كل منعاداهم الفتح والنصر

لأوشك من ضعف العقول يرونهم                عن الله أربابا فينعكسالأمـــــــــــر

فمن أجل هذا لم يزل لعداهــــم               عليهم على طول المدى القهر والظفر

ويشهدفيما قلته كل من لــــــــه                بأحوال رسل الله من قبل ذا سبــر

وإلا فقل مذ غاب في الغارأحمد                 وصاحبه لما أطلهم المكـــــــــــــر

أيعجز رب الخلق عن نصر حزبه                 على غيرهم كلا فهذاهو الكفـــــر

وليتك مذ منك المعاني تكسرت                حفظت مبانيها فلم يعرها الكســر

بلىحيثما قد فاتك النصر جئتنـــــا                تقول بها وهو المؤيدة النصــــــــر

 وقد بان من هذا بأن لوبكل مــــا               تقول التزمنا ما علينا بها ضـــــــر

وإن خلافاً منك ذا حيث لم تكــــن             بحسن تقولالأشعرية والجبـــــر

ولا حسن إلا ما به الشرع قد أتى            ولا قبح إلا عنه ما قد أتىالزجــــــر

فكان جديراً لو سألت من الــذي              يقول به ما قاله الشارع الطهـــــر

وطالبت فيدعواه حق دليلــــــها               فإن قاله فالحمد لله والشكــــــر

وإن لم يقله كان حقا عليك لـــو               سخرت به واهتزك الجهل والكبر

ولكن بحمد الله أصبحت أجهل ل‍                لأنام فلا عرفلديكم ولا نكــــــــر

رددت دعاوينا بأسوأ فريـــــــــة               كما ردها يوما بسوأته عمــــــــرو

 حفرتلنا بئراً لتوقعنا بـــــــــــــها              وقد أوقعتكم في حفيرتها البئـــــر

وشعرك لم يعذب على أن كلــه               افتراء نعم بالكذب يستعذب الشعر

ولكن من العجز اخترعت كواذباً                تثير منالأجفان ما كمن الصــــــــدر

شققت عصا الإسلام فيها وإن ذا              بإيحاء أهل الكفر كي يغلب الكفــــــر

شياطينهم فيه غرتك وإنــــــــما              قد استلبت إيمانك البيض والصــــفر

 فترجمت منتلك الأباطيل جيفة                كستها بنتن الخبث ألفاظك الغــــــبر

وألقيت بالبغضاء في أهل ملـــة              ليشغلها ما بينها الكر والضـــــــــــــر

فتأخذها الأعداء من كل جانـــب               وتنهش أسد الدينأطلبها العقــــــــــر

أجل فاختراع الكذب فيكم سجية              ففيكم على أشياخكم يقتفى الأثـــر

فكم نسبوا أمرا إلينا ولم يفـــــــه             به أحد منا ولا ضمه ســـــــــــــــفر

فذا الهيثمي كمفي صواعقه رمى              إلينا أموراً ليس فينا لها ذكــــــــــر

وذا الحافظ الذهبي يذهب أن نرى               بسردابه المهدي أعدمه الستــــــر

وها نحن كلاً قائلون بأن مـــــــــن               رأى شخصه بالذات لميحصه الذكر

بكبراه والصغرى معا بان للـــورى               وفي كل هذا كل أصحابنا قـــــروا

وينكر منا القول إن هو جامـــــع                 العلوم وإن في كل شيء له خــبر

وما هو إلا وارثعلـــــــــــــم جده                وإن علوم المصطفى مالها حصـــر

فلا غرو أن لو تفتري اليوم قائـــلاً               لهالفضل عن أم القرى وله الفخـــر

وتهزأ في السرداب جهلاً وفيهم               ويبدو على ما تفتريالفري والســـخر

 فما سعد السرداب بالبدر وحده                نعم ما أظلته السما البر والبـــــحر

وأسعدها أم القرى فيه أنـــــــه                سيطلع منها مشرقاً ذلك البــــــــدر

وذا منك جهلوافتراء بأننــــــــــا                 عليها نرى السرداب أضحى له الفخر

وما شرف السرداب إلا لأنـــــــه                غدا لهم بيتاً به برهة قــــــــــــــروا

وهم في بيوت ربها آذن لـــــــها                لترفع إجلالاً ويتلى بهالذكـــــــــــــر

فيا مفتري هذا المقال أبن لنــــا                بذلك من ذا قال فلتنشر الســـــــفر

وقد صرحالأصحاب أن طــــلوعه               بحيث شموس الدين أطلعها الطــهر

 أبا صالح خذها إليك خريــــــــدة               ولا يرتجى إلا القبول لها مــــــــــهر

تمزق من أعداك كل ممـــــــزق               ولم يفتقر عبد له أنتم الذخــــــــــر

إذااسود وجهي بالذنوب فإن لي              لديكم بها ما يستضاء به الحــــــشر

ألستم بشرع الدين أنتمنشرتم                ومنه إليكم فوض الحشر والنشــــر

ألستم بساق العرش نور ومنكم              لأهل السماالتسبيح يعلم والذكــر

صفا الذهب الإبريز أنتم وإنـــــما               فؤادي إلا عن ولائكمصـــــــــــــفر

موالي ما آتي به عن ثنائكـــــــم               وقد ملئت منه الأناجيل والزبــــــر

يواليكم قلبيعلى أن جــــــــــرحه              لرزئكم لا يستطاع له مبــــــــــــر

وينصركم مني لساني ومقولي                إذا ما بداقد فاتها لكم النصــــــــر

ولا صبر لي حتى أراها تطالعـــت              لقائمكم في الجور راياتهالخــــضر

بكم أستمد الفيض ثم أمدكـــــــم             ببحر ثناء فيكم ماله قعــــــــــــــر

بني المصطفى منلي بأن آل عبدكم          فعبدكم من حر نار اللظى حـــــــر

فبشرى لأعداكم بآل أمـــــــــــية              كما بكمآل النبي لنا البشـــــــــــر

سلام عليكم كلما نفخت صبــــــاً              وما غربت شمس وما طلع البــــدر

ولا برحت أعداؤكم في مهانــــــة                يعاجلها خزي ويعقبها خســــــــر

  تاريخ النجف الأشرف- ج 3/محمد حرز الدين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.