سنة 1312هـ ـ 1895م… مجموعة وقائع.
قطع طريق الحج:
في هذه السنة قطعت بعض الأعراب من قبائل مطير طريق الحج الواصل بين النجف ومكة المكرمة مروراً بجبل حائل، وإثر ذلك قام الأمير محمد بن عبد الله آل رشيد بشن غارات عليهم، وأنهى تمردهم. وبهذه المناسبة بعث عدد من شعراء العراق بقصائد للأمير محمد آل رشيد لتهنئته بانتصاره، منهم السيد جعفر بن أحمد آل كمال الدين المتوفى سنة 1315هـ، في قصيدة طويلة، مطلعها:
بشائر جاءت عنك أنك ظافر كذا ظننا لو لم تجئنا البشـائر
فربك قد أعطاك عزاً ومنعة تذل له صيد الملوك الجبائـــــر
أبى الله إلا أن يشيد ملككم ولو كرهت عرب الفلا والعشائر
فقل لمطير أمطر الله فوقهم سحائب منها وابل الحتف ماطر
على الله لا يخفى قبيح فعالهم فكيف وكل منهم متجاهـــــر
لقد روّعوا ركب الحجيج ببغيهم فهابهم الساري وخاف المسافر
وغاروا على الركبان يمناً ويسرة ولو تركوا ما سار للبيت سائــر
لذا سلط الباري عليهم محمـــداً فدارت بهم أجناده والعساكـــر
فحل بهم ما حل في قوم تبــــع وعاد فهاتيك الرسوم دوائـــــر
لقد عثروا لما بغوا بفسادهــــــم ألا كل باغ فهو لا شك عاثـــــر
فحاروا جميعاً في نجاة نفوسهــم وقد ذهلت أبصارهم والبصائـر
إذا سلم الله الأمير محمـــــــــــداً فلم يبق في أرض الجزيرة كافر
وله أيضاً:
بسيف الله أفنيت الأعاــدي وطهرت البلاد من الفســـاد
لقد وطأت خيولك كل أرض وأرضك دونها خرط القتــــــاد
ولولا سيفك الماضي لعاثـت بركب الحاج أعراب الســــواد
لك الأعراب من حلب ومصر إلى الإحساء ألقت بالقيـــــاد
لقد ظنوا وبعض الظن إثــــم بأنك كاره شن الطــــــــــراد
وكم ناديتهم بالوعظ زجـــــراً (ولكن لا حياة لمن تنــــادي)
وأبلغ واعظ بيض المواضــــي إذا لمعت بألسنها الحــــــداد
بكل فتى (رشيدي) المحيـــــا يطير إلى الوغى طرب الفــؤاد
كأنك للزفاف مشيت فيهـــــــم إذا ناديت حيّ على الجهـــــــاد
وقد نسفت جيادكم حماهــــــم كما نسف الصبا سافي الرمـــاد
زروع من رقابهم استمالـــــــــت فعاجلها حسامك بالحصــــــــاد
لئن تك نائياً عنا بعيـــــــــــــــــداً فذكرك أنسنا في كل نــــــــادي
ربط النجف بشبكة البرق (الهاتف):
في شهر رجب من هذه السنة تم ربط مدينة النجف الأشرف بشبكة أسلاك البرق (التلغراف) إلى بقية مدن العراق، وكان ذلك في عهد السلطان العثماني عبد الحميد.
وقد أرخ السيد جعفر بن أحمد آل كمال الدين المتوفى سنة 1315هـ عام امتداد أسلاك البرق ووصولها إلى النجف، قوله:
نفدي أمير المؤمنين جميعنــــا بالأهل والأموال والأعمـار
في كل يوم منه تصدر منــــــة فأدام منته عليه البـــاري
فالتلغراف لبلدة النجف انتهى أرخ (أجل يأتيك بالأخبار)
تاريخ النجف الأشرف- ج 3/محمد حرز الدين