السبت , 20 أبريل 2024

وباء في النجف:

سنة 1311هـ ـ 1893م

وباء في النجف:

في هذه السنة حدث وباء في العراق وخصوصاً في بلدنا النجف الأشرف. ذكره شيخنا محمد حرز الدين، وقال: وقد سرى إليهم من جهة الحجاز بعد قدوم الحجاج من مكة المكرمة، فكان في البصرة ونواحيها، ثم عم البلاد وأهل العباد في تلك السنة، وفي السنة التي قبلها كان في ممالك الفرس والروس. ولما حل في العراق أقام الشيعة عزاء سيد الشهداء الحسين بن علي عليه السلام في الطرق والمسالك، وأكثروا من الاستغاثات برفع الأعلام والمصاحف الكريمة، والبروز إلى الصحاري والبراري، والندبة في ليالي الجمعات. وقد كان أهل سواد النجف ممن حل فيهم ذلك الوباء وأضر بهم، فكانوا يأتون حفاة مكشفي الرؤوس مع مشايخهم وأطفالهم ونسائهم وأخيارهم وضعفائهم وبعض العلويين الذين بين أظهرهم حاملين الأعلام والمصاحف ببكاء وعويل إلى مرقد أمير المؤمنين علي(ع).

وقد نظم الشاعر علي بن القاسم بن محمد الحلي قصيدة يستعطف بها صاحب الأمر عليه السلام ويستدفع بها الوباء، أملاها عليّ في اليوم السابع والعشرين من شهر رجب سنة 1311هـ في النجف، قال:

يا رحمة الله الذي وسع الــــورى          لطفا فكان غياثها ورجاءهـــــــــا

أو ما ترى نار الوباء تضرمـــــــــت          فبلطفكم ترجو الورى إطفاءهــا

غضب الإله وأنتم أعرضتــــــــــم          عنها وقد جعلتكم شفعاءهـــــــا

فالغوث أدرك ملة الحق الــتــــي         محضتك يا ابن العسكري ولاءها

بك تستغيث اليوم مما نابهـا         ما آن تكشف ضرها وبلاءهـا

تدعوك يا غوث اللهيف لشـــــــدة         نزلت بها أو ما تجيب نداءهــــــــا

فيها الوباء اليوم أنشب ظــــــفره          واستل قسراً منهم حرباءهــــــا

هبها أساءت فليسعها عفـــــوكم          وارحم بواعية الحسين بكــــاءها

  تاريخ النجف الأشرف- ج 3/محمد حرز الدين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.