الجمعة , 22 نوفمبر 2024
الرئيسية » تاريخ النجف الأشرف » الوقائع » نصب الساعة الكبيرة في الصحن الشريف.

نصب الساعة الكبيرة في الصحن الشريف.

سنة 1305هـ ـ 1887م

تعمير قبة المرقد المطهر

في هذه السنة تم الفراغ من تعمير القبة الذهبية للمرقد المطهر. وكان الابتداء به سنة 1304هـ كما تقدم.

إجراء الماء في نهر الحميدية:

في يوم الخميس أو جمادى الأولى من هذه السنة كان وصول الماء إلى النجف بواسطة النهر الذي شق من الفرات إلى أرض بحر النجف، وسمي (نهر الحميدية) نسبة إلى السلطان العثماني عبد الحميد، أو (نهر عبد الغني) نسبة إلى مدير ناحية الحيرة آنذاك. فقد غاض بحر النجف ونضب ماؤه، وصار أرضاً يابسة يخشى السائر فيها من الهلاك من العطش بعدما كان بحراً عظيماً مفعماً ذا أمواج عظيمة تغرق فيه السفن. وقد غرست على ضفاف النهر الجديد الأشجار والنخيل ومزارع وأثمار تنقل إلى النجف، وصار (سنية) بمعنى أنه مخصوص للسلطان العثماني دون المسلمين.

ونظم الأديب الشيخ محمد سعيد بن علي هادي العطار النجفي مادحاً السلطان الحميد خان، ومؤرخاً وصول الماء:

قد لهجت بالشكر أهل الغــري              تلهج بالظاهر والمضمـــــــر

وابتهلت لربها بالدعــــــــــــــا              لدى ضريح المرقد الحيدري

لذات والي أمر رب السمــــــا             عبد الحميد الملك القســـور

خليفة الله الذي باسمــــــــــه            يخطب في أعلا ذرى المنبر

حامي حمى دين نبي الهـــدى          ووارث البطحاء والمشعــــــر

بحفر نهر فاض سلسالــــــــــه           يمده الفيض من الكوثــــــر

وحيث أرواها بإحيائــــــــــــــــه          أرخ (به إحيــاء أهل الغري)

كما أرخ الشيخ عباس بن عبد السادة الأعسم وصول الماء إلى النجف بقوله:

جاء ساقي الحوض بالماء الذي           فيه إطفاء الظلما واللهــــب

دفعاً جاء وقد أغنى الــــــــورى           رشحه في سالفات الحقب

فلسكان الحمى إذ ظمــــــــأوا           سوغ التاريخ (شرب العذب)

نصب الساعة الكبيرة في الصحن الشريف:

وفيها نصبت ساعة كبيرة على القبة التي تعلو الباب الشرقي الكبير للصحن الشريف. أرسلها الوزير أمين الملك، وهو من رجال السلطان ناصر الدين شاه القاجاري.

وقد أرخ نصب الساعة هذه الشاعر الجليل السيد إبراهيم الطباطبائي آل بحر العلوم بقصيدة يمدح بها الوزير المذكور، ويصف الساعة، مطلعها:

ألوى يخاتلها بالجد واللعب          ظبي بملعب ذاك الربرب الســــــــــــــرب

إلى قوله مؤرخاً:

بمنتهى أرب تم الحبور لنـــــــــــا           أرخ (بساعة أنس العيش والطرب)

تجديد بناء مسجد الشيخ الطوسي:

وفيها جددت عمارة مسجد الشيخ الطوسي. وكانت بعناية العلامة السيد حسين آل بحر العلوم المتوفى سنة 1306هــ، فإنه لما رأى تضعضع أركانه وإنها آلت إلى الخراب رغب بعض أهل الخير في قلعه من أساسه، فجدد.

وهذه العمارة هي الثانية بعد العمارة الأولى التي أجريت في حياة السيد محمد مهدي بحر العلوم وبسعيه، وقد تقدمت سنة 1198هـ.

وفي سنة 1369هـ هدم ما يقرب من ربع مساحة المسجد عند إنشاء الشارع العام المسمى بشارع الطوسي، فصار للمسجد بابان، أحدهما كبير على الشارع الجديد العام من جهة الشرق، والثاني على الطريق القديم من جهة الغرب مقابل المدرسة المهدية.

 تاريخ النجف الأشرف- ج 3/محمد حرز الدين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.