الخميس , 18 أبريل 2024

جفاف بحر النجف.

سنة 1293ه-1876م…مجموعةوقائع.

في هذه السنة وقعت حادثة في النجف بين الشمرت والزقرت قتل فيها عبد الله وهب من رؤساء الشمرت. وقد تقدم في سنة 1269ه-1852م, قتل أخيه علي وهب وعبود الفيخراني ومهدي الفيخراني وظاهر الملحة ومحبوب ( أحد عبيد الملا يوسف )بأمر علي باشا الكوزلي وبكر أفندي ويعقوب حاكم النجف.

جفاف بحر النجف.

في هذه السنة جف بحر النجف , وربما أرخ جفافه بما دون هذا التاريخ , حيث كان جفافه تدريجيا, ولما جف امتلأت المنطقة وقراها من زحافاته البحرية , وارتحلت السلاحف والضفادع البحرية الكبيرة  إلى الفرات في الكوفة من الجانب البري مما يقارب خان الموصلّي الأول الواقع في الطريق بين مدينتي النجف وكربلاء .

 ذكر شيخنا محمد حرز الدين , وقال : حدّث رجل كان فارسا متأخرا عن القافلة يسير ليلا في هذا الطريق فوق النجف بفرسخ تقريبا , إذ سمع أصواتا وصدى سير الزحافات على الأرض,فظن أنه أحيط بع من الأعراب الغزاة, فأسرع ثم حقق النظر فوجد الأرض مملوءة بالسلاحف والضفادع بكثرة لا توصف متجهة نحو الفرات بضواحي الكوفة تطلب الماء والنجاة من الموت. ومن هنا قد يستدل بذلك على أن هذه الحيوانات تشم ريح الماء من الهواء على مسافة فرسخ وربع. وقد ماتت الحيوانات الصغيرة والضعيفة في طريق سيرها على الرمال. ولما أشرقت عليها الشمس حدثت عفونة في الهواء من موتى الزحافات في الرمال الشمالية للبلد, ومن الأسماك الميتة في البحر الجاف غربي البلد, وقد أثرت في صحة النجفيين حيث كان الوقت صيفا شديد الحر.

وبجفاف البحر تمثلت بقول أبي العتاهية:

تَسَلَّ فإنَّ الفقر يُرجى له الغنى            وإن الغنى يُخشى عليه من الفقر

ألم ترَ أنَّ البحر ينضب مـــــــــاؤه            وتجري على حيتانه نُوَبُ الـــدهر

ولجفاف بحر النجف شؤون من حيث تغير الهواء النقي في النجف, وانقطاع جملة من الأقوات والمكاسب, وتبدل كثير من المنافع بالمضار كحدوث الأمراض والأوبئة في النجف, وكان سبب جفافه سدّ الفرات من الجنوب, جانب القرنة “والمدلك” على يد علي أفندي أحد وكلاء الدولة العثمانية , لأجل زراعة المنطقة وإصلاح أراضيها .

تاريخ النجف الأشرف- ج 2/محمد حرز الدين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.