الخميس , 21 نوفمبر 2024
الرئيسية » شخصيات نجفية » شعراء » إبراهيم الطباطبائي

إبراهيم الطباطبائي

إبراهيم بن حسين بن رضا بن السيد مهدي الطباطبائي

المعروف بـ(إبراهيم الطباطبائي)

سيرة الشاعر:

ولد في مدينة النجف الأشرف سنة ( 1245هـ – 1829م)، وبها توفي عام ( 1319هـ – 1901م)، تلقى تربيته الأولى على يد أبيه “ببحر العلوم”، وبهذا اللقب «بحر العلوم» لقب تعرف به أسرته.

عاش حياته في النجف رجل دين، وبه تأثر الشاعر عبد المحسن الكاظمي

وكان من الفضلاء البارزين والأدباء الشهيرين والشعراء المحلقين، قوي الذاكرة فكوراً مع حلم ودماثة أخلاق لين العريكة على جانب عظيم من التقى والصلاح وشرف النفس والإباء صحبته سنيناً فلم أر فيه غير الصفات العالية والكمالات النفسانية وتدربت عليه في الشعر، وحدثني بأمور كثيرة منها أن والده السيد حسين المعاصر المتوفى سنة (1306هـ) كمل مصابيح جده وفوائده ورتب المسائل المشوشة في الفوائد، وحدثني أيضاً أن نسختي الفوائد والمصابيح اللذين أكملهما عنده ولده السيد محسن، وقال إن أبي رأى جده السيد في المنام وطلب منه تكملة (الدرة) فنظم بعد مسائل كثيرة ثم تركها لكثرة تبديله الألفاظ، وقد كتب والدي مسائل كثيرة متفرقة في الفقه والأصول إلاّ أنه تركها لعدول نظره لجده فهمه (قده) وكان جيد الخط، وحدثني المترجم له أن السيد بحر العلوم جده نظم (الدرة) وكتبها في مدة أربع سنين، وقد أشاع بعض الكاشحين أن المنظومة أغلبها لتلامذته العلماء الشعراء وذلك خلاف الأدب والإنصاف وإضاعة لفضل السيد وإزراء به وقد كان أشعر من هؤلاء الشعراء، إلاّ الأزري فإنه كان أشعر من السيد أو نحوه على ما جزم به السيد المترجم له.

وقد منحه الله سرعة الحافظة، فكان يحفظ أكثر شعره، ينظم القصيدة الكثيرة الأبيات في نفسه فيمليها دفعة واحدة ثم يكتبها، وكان لا يحب أن يستعمل الألفاظ المبتذلة في الشعر وقد رثى كثيراً من العلماء والشعراء والأجلاء رثى العالم المقدس الشيخ جعفر التستري والسيد صالح القزويني في مجلس عقده وكنت حاضراً فيه في النجف وحضره من فحول الشعراء كالسيد حيدر الحلي والسيد جعفر الحلي وكثير من أدباء العصر وشعرائهم فكانت موضع استحسان واستعادة، وأثتبنا بعض قصائده في كتابنا (النوادر) وله ديوان شعر.

الإنتاج الشعري:

له ديوان عنوانه: «ديوان الطباطبائي» في 288 صفحة، كتب مقدمته الشاعر علي الشرقي، – مطبعة العرفان – صيدا، لبنان – 1333هـ / 1914م، في «شعراء الغري» قصائد لم ترد في الديوان.

في شعره بداوة، وكان طويل النفس، سريع البديهة، ينشد شعره منغماً فيطرب سامعيه.

نموذج من شعره:

يا أخا البدر

من لي بضم رشيق قدك

قصيدة: يا أخا البدر

يا أخا البدرِ من كساكَ الجمالا *** عمرك الله قد فضحتَ الهلالا

أين منكَ الهلال مرأىً ومرمًى *** أنت أدنى مَرْأىً وأقصى منالا

أنت أشْهى من الشَّمولِ إلى القَلْ *** بِ وأحلى من النسيم شمالا

لك خدٌّ أرقُّ من دمعة الصَّبْ *** بِ وأصفى من النمير زُلالا

كلما جال طَرْفُ طرْفيَ فيه *** رسم الطرفُ فوق خدِّك خالا

قصيدة: من لي بضم رشيق قدك

 بعث بها لابنه السيد محمّد ويوصيه فيها بإطاعة جده

من لي بضم رشيق قدك *** وبلثم ورد رياض خدك

أو أن أشم صبا النسيم الر *** طب من نفحات رندك

أنى إذا ذهب النسيم أ *** شم منه نسيم وردك

وأقابل الريح القبول *** تمر عابثة بجعدك

وأعود أنشق عودها *** متأرجاً من عود ردنك

قسما بمجدك صادقاً *** واليتى قسما بمجدك

أنى وما لي الحجيج *** بوردهم لهج بوردك

ما خنت عهدك في الهوى *** لا والهوى وقديم عهدك

صب ألوب كعاطش *** حلأته عن عذب وردك

وقدحت بين جوانحي *** ناراً ذكت بأوار زندك

بنعيم وصلك داوني *** عذبتني بأليم صدك

فارفق بقلب وامق *** متعلق برقيق بردك

أنت الطبيب لعلي *** فلعلي برء بعودك

عاقدني أن لا تحول *** وقد حللت وثيق عقدك

ووعدتني فمطلتني *** ياما طلى بخلوف وعدك

عيني إليك طموحة *** والقلب ينزع نحو قصدك

أبعدت عني منجداً *** روى الغمام ربوع نجدك

لا تبعدن فعبرتي *** تجري عليك بطول بعدك

ما عند بدر التم ما *** قد تم عندك أو كعندك

أنت الأمير بحسنه *** ما الحسن إلاّ بعض جندك

ولقد نثرت مدامعي *** نسقاً كثير جمان عقدك

شرق الجفون بمدمع *** متساقط عن جمر وقدك

أبني هل لمشاهد *** يشتار لي من أري شهدك

ويذوق لي عذباً مسا *** غا من من شهي رضاب بردك

أمحمد لم أقض لا و *** محمّد فرضاً لحمدك

ما ود مثلي والد *** ولداً أطاع كمثل ودك

نثبت عنك محامداً *** ميسورها يقضي برشدك

كن عبد جدك وأعلمن *** بأنني عبد لجدك

حلاك مرهفه الصنيع *** أفاض جوهره بخدك

قد فاض منه فرنده *** وطغى فر قرق من فرندك

انظر إلى حسن الخطا *** ب ولا تسئه بقبح ردك

واعلم بأني جاهد *** لك بالدعا فاجهد بجهدك

علي وبرق خلب *** اسقى الحيا من برق رعدك

نجمي ونجمك قارباً *** أن يقرنا في برج سعدك

المصادر:

1 – عباس العزاوي: تاريخ الأدب العربي في العراق – المجمع العلمي العراقي – بغداد 1962م.

2 – علي الخاقاني: شعراء الغري (ج1) – المطبعة الحيدرية – النجف 1954م.

3 – علي الشرقي: مقدمة ديوان الطباطبائي.

4 – محمد مهدي البصير: نهضة العراق الأدبية في القرن التاسع عشر – مطبعة المعارف – بغداد 1946م.

5 ــ معارف الرجال/محمد حرز الدين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.