أحمد بن حسن الدجيلي
المعروف بـ(أحمد الدجيلي)
سيرة الشاعر:
ولد في مدينة النجف الأشرف سنة (1343هـ – 1924م) وفيها عاش ومات فيها عام (1412هـ – 1991م)، نشأ في بيت علم وأدب، ودرس على يد كبراء المدينة من العرب والإيرانيين، ثم درس في كلية الفقه وتخرج فيها.
كان أبوه شاعراً.
أسهم في تأسيس الرابطة الأدبية بالنجف، وتولى تدريس اللغة والأدب في مدارسها، كما تولى التدريس في سامراء بعض الوقت.
الإنتاج الشعري:
له ديوان «أزهار وأشواك» – النجف 1383هـ/1963م، وله أيضاً ديوان مخطوط يضم قصائده الدينية والاجتماعية.
الأعمال الأخرى:
له دراسة بعنوان «المختار الثقفي» – النجف 1955م.
شعره:
تلتقي في أشعاره مفاهيمه الدينية ونزعته الخلقية، بتطلعه القومي وحماسته الوطنية، بذاته المتحررة التواقة إلى جمال الحياة. العبارة عنده واضحة السلاسة، والإيقاع في شعره واضح متجاوب مع طبيعة التشكيل الشعري المناسب لموضوع القصيدة. وهو في كل الأحوال شعر عمودي يلتزم العروض الخليلي.
نموذج من شعره:
أبي
قصيدة: أبي
أبي لستُ أدري كيف أرثيكَ في نظمي *** وقد سامني من بعدك الدهرُ باليُتْمِ
وكيف أُسلّي القلبَ، والقلبُ مؤمنٌ *** بأنك من نفسي كروحيَ من جسمي
ولو كنتُ أدري بالذي حكم القضا *** عليك وكم أشجى العواطف بالحكم
وأعلم أن الموت لفَّكَ بغتةً *** وغَيَّضَ ينبوعَ الفضيلة والعلم
لحوَّلتُ نفسي في رثاك قصائداً *** يعبِّرْنَ عن وجْدي ويفصحْنَ عن همِّي
أبي آهِ ما أشجاك في الغمِّ نغمةً *** تهزُّ كياني حين تخطر في وهْمي
تفارقني قبل الوداع ولم يكن *** لقلبي وقد غذَّيتَهُ الحبَّ من جُرْم
سأرثيك في أفلاذ قلبي فإنه *** يمجُّ دمًا من سَوْرة الألم المُدْمي
وأنظم شعري من دموعي فإنها *** ألذُّ إلى روحي من النثر والنظم
وإن خانني فيك الرثاءُ وربما *** تخوّنني يا والدي سَوْرةُ الغمّ
فهبنيَ من ينبوعكَ الشعرَ إنه *** تَفجَّرَ في دنياك بالأدب الجمّ
وما زال لما كان يلهم فكرتي *** ويُسكر مني الروحَ بالغُرَرِ العُصْم
تواتيكَ إن رمتَ القريضَ شواردٌ *** لغيرك لا تنقاد إلا على الرغم
وتأتيك أَبكارُ المعاني عقيمةً *** فتُلحقها من ثاقب الفكر والفهم
وتكتمها لاخيفةَ النقدِ إنها *** كواكب فنٍّ قد تسامتْ عن الوصْم
ولو رمتَ تخليداً بشعرك لم يكن *** لغيرك في هذي الميادين أيُّ اسْم
ولكنما في الشعر تكميل ناقصٍ *** يحاول فيه أن يحلِّق للنجم
وقد كنتَ في أوج المعالي محلِّقاً *** تفوت رجالَ السبْقِ بالعلم والحلم
بربِّك خبِّرْني متى جاءك الردى *** أفي يقظةٍ قد كان أم كان في حُلْم؟!
وهل كنتَ تدري حين سافرتَ نائياً *** عن الأهل أن الموت منك على قدْم
أبي، يا أبي لو كنتُ أعلم بالذي *** سيجري وما للناس بالغيب من علم
لذابت حياتي بالوداع صبابةً *** عليك وفاض القلبُ بالضمِّ والشمّ
فكم غمَرَتْني من حنانك رحمةٌ *** هي النور في لونٍ، هي الروح في طَعْم
المصادر:
1 – علي الخاقاني: شعراء الغري – المطبعة الحيدرية – النجف 1954م.
2 – كوركيس عواد: معجم المؤلفين العراقيين في القرنين التاسع عشر والعشرين- مطبعة الإرشاد – بغداد 1969م.
3 – مقابلة أجراها الباحث هلال ناجي مع شقيق المترجم له محمد رضا الدجيلي – النجف 1999م.
2015-03-19