جابر بن حبيب بن حمادي بن مرتضى المؤمن الموسوي النجفي
المعروف بـ(جابر المؤمن)
سيرة الشاعر:
ولد في مدينة النجف الأشرف سنة (1333هـ – 1914م) وفيها توفي عام (1416هـ – 1995م)، قضى حياته في العراق.
تعلم قراءة القرآن الكريم في الكتاب، ثم انتسب إلى مدرسة ابتدائية أنهى صفوفها، ليتجه إلى الأعمال الحرة، فاحترف حرفة الخياطة حتى آخر حياته.
كان محل عمله ملتقى كثير من الشخصيات الأدبية والسياسية، انتقل بمهنته من النجف إلى بغداد، فإلى مدينة النعمانية (محافظة واسط) حيث استقر وتزوج وأقام مدة طويلة. عاد إلى النجف عام 1967م.
اعتقل في العهد الملكي بسبب نشاطه السياسي (اليساري).
الإنتاج الشعري:
له قصائد نشرتها مجلة «الأهالي» – البغدادية – لسان الحزب الوطني الديمقراطي. وله قصائد تضمنتها دراسة «مستدرك شعراء الغري»، وقصائد لا تزال مخطوطة في حوزة ولده.
قال الشعر في أغراضه التقليدية، وفي أطره الخليلية، فرثى، وتغزل، وشكا، فضلاً عن الإخوانيات وما يمكن أن نطلق عليه «العائليات»، وقد تصح له صور ومعان طريفة، وعبارته – بعامة – طَلِيّة موسيقية، على أنه يأخذ مكاناً من وجه آخر، إذ يعد في جملة شعره – وبخاصة ما يتصل بمذهبه السياسي – مجدداً، بل متمرداً إذا ما قيس إلى صورة الشعر في بيئته النجفية المحافظة التي نشأ فيها.
نموذج من شعره:
أين منا مُجَنَّحاتُ الأماني
قصيدة: أين منا مُجَنَّحاتُ الأماني
أوشكَتْ جمرتي تصيرُ رمادا *** لَهْفَ نفسي وما بلغتُ مُرادا
مرَّ عهد الشباب وَمْضةَ برقٍ *** وخَبَتْ والحياة عادتْ سوادا
والأماني التي أضاءتْ حياتي *** في زمان الشباب صارت رمادا
ما الذي صيَّرَ الضياءَ ظلامًا *** ما الذي قطَّع الأماني بدادا
أهْو هذا الزمان أم ذاك وَهْمٌ *** من خيالٍ يجمِّع الأضدادا
ننسبُ الظلم للزمان اعْتِباطًا *** لنداري ضعفاً ونُرْضي اعتدادا
أيُّ فعل الزمان فيما اقترفنا *** أَصلاحاً أم كان ذاك فسادا؟
قد ثملنا بخمرة الحب حينًا *** وأفاض الشبابُ فيها وزادا
وظنَنّا أن الحياة نعيمٌ *** أبديٌّ لم نخشَ منه ارتدادا
فرياض الأحلام وردٌ وعطرٌ *** والأماني عرائسٌ تتهادى
كان هذا في زهوة العمر حَي *** ثُ حقَّقَ القلب كلَّ ما قد أرادا
وصَحوْنا وليتنا ما صَحَوْنا *** لنرى عُرْسنا استحال حِدادا
أين منا مُجَنَّحاتُ الأماني *** يومَ كانت أسرابُها أحْشادا
أين منا مُدَوِّيات الأغاني *** يوم كانت لنا شراباً وزادا
وصحَوْنا تُرى علامَ صحونا *** لنرى الجَدْب ْوالوَنَى والسُّهادا
لنرى الدَّوْحَ كاسفاتٍ تعرَّتْ *** من حُلاها وأصبحت أعوادا
هجرتْها الطيور أيُّ رياحٍ *** أفقدتْها الأولادَ والأحفادا
يا لهذا الإنسان يبدو ضعيفاً *** في زمانِ الشباب يهوى الجِلادا
مصادر الدراسة:
كاظم عبود الفتلاوي: مستدرك شعراء الغري (ج1) – دار الأضواء – بيروت2002م.
2015-03-21