الجمعة , 22 نوفمبر 2024
الرئيسية » شخصيات نجفية » شعراء » صالح بن مهدي الساعدي (صحين)

صالح بن مهدي الساعدي (صحين)

وشهرته (صالح صحين)

سيرة الشاعر:

ولد في مدينة النجف الأشرف سنة (1322هـ – 1904م)، وتوفي عام (1408هـ – 1987م)، وإليها نقل جثمانه ودفن.

رجل دين وشاعر نَظّام، نشأ على أبيه وكان عالماً فاضلاً، درس المقدمات وقرأ الفقه وأصوله على كثير من أعلام الشيوخ، آخرهم حسين الحمامي.

اشتغل بالتدريس فتخرج في حلقته مئات من الطلاب، وظل كذلك خمسة عشر عاماً حتى انتدب للتدريس بكربلاء، نظم الشعر، وبرز في نظم الأراجيز العلمية.

انتشر عقبه في منطقة ميسان (العمارة) وفي بغداد، وبعض منهم شعراء.

الإنتاج الشعري:

ألف عدة أراجيز من أهمها: «الحق اليقين في تفضيل محمد على سائر النبيين».

الأعمال الأخرى:

له منظومة في علم البديع في ثلاثمائة بيت، وله منظومات أخرى في علم النحو وفي مبادئ المذهب، وله شروح وتقريرات أصولية، ونحوية، أراجيزه ذات سياق علمي يقودها المعنى، ليس فيها من الشعر غير الوزن والقافية، وقد تتضمن شيئاً من التصوير كتشبيه أو استعارة.

نموذج من شعره:

في تفضيل النبي محمد صلى الله عليه وسلم

ارجوزة: في تفضيل النبي محمد صلى الله عليه وسلم

أبدأ باسم اللهِ بارئِ النَّسَمِ *** إذ أسدلَ الآلاءَ جمّة النعمِ

وعلَّمَ الإنسانَ ما لم يعلم *** تفضّلاً من واجبٍ معظَّم

خوَّلَهُ العقلُ الذي تدرّجا *** لكلّ علمٍ مبدءأً ومَخرجا

فإن للّهِ على العبادِ *** من مننٍ كثيرة التعدادِ

لم يُحصِها مُحصٍ من الأنامِ *** منها الهدى لمذهبِ الإسلامِ

تقدّستْ أسماؤُه الجليله *** تعاظمتْ صفاتهُ الجميله

أحمدُ من خُصّ بغير حمْدِ *** أعبدُ من ليس له من نِدِّ

مصلّياً على ذوي الكساءِ *** أهلِ الحِجى والعلمِ والإباءِ

المصطفى محمدِ بنِ هاشمِ *** وآله مفخرةِ العوالمِ

وأستعينُ اللهَ في نظمٍ غلا *** برفعِ فضل المصطفى على الملا

يُثبت فضلَه بوحيٍ ساطعِ *** على جميع الأنبيا في الطالعِ

واعلمْ بأن الغاية المهمّه *** إثباتُ تفضيلِ نبيِّ الرحمه

محمدٍ على ذوي الرساله *** في آيةٍ ظاهرةِ الدلاله

أو بصريح القولِ بعد الفحصِ *** في آيةٍ أو ذكره بالنصّ

وكيف لا والآيُ فيه لم تزلْ *** مُعلنةً بفضلهِ على الأُولْ

واعلمْ بأن مطلق التفضيلِ *** آتٍ بكلٍّ ما عدا الجليلِ

فهو من الإمكان في مكانِ *** بحيث لم يحتج إلى برهانِ

وفي وقوع الفضل والتفضيلِ *** كافٍ به الورودُ في التنزيلِ

وفي النبيّين بدا التفضيلُ *** بنصِّ ما جاء به التنزيلُ

فالفضلُ عقلا ًممكنٌ لأحمدِ *** على النبيّينَ بلا تردّدِ

وواقعٌ أيضاً بلا استتارِ *** كالشَّمس في رابعةِ النهارِ

وفي ثبوتِ فضله والسؤددِ *** عليهمُ دليلُه لم يُجحَدِ

وجهةُ الإثباتِ في الكتابِ *** لفضله صحَّ بلا ارتيابِ

واعلَمْ بأن منهج البيانِ *** غيرُ الذي يُفهَمُ في الفرقانِ

بل فيه أضرابٌ من الأنحاءِ *** لم يُحصها مُحصٍ مع استقراءِ

إذ ليس كلُّ أحدٍ يفهم ما *** يعني به إلا الذي قد علما

فربّما كان الدليلُ ظاهرا *** على معانٍ ليس تُدرى للورى

لذلك احتجنا إلى الدرايةِ *** عن الميامين ذوي الهدايةِ

وللدليل حسبُ الدلاله *** تربّعُ القمّةِ لا محاله

أوّلها النصُّ الجليّ الباهرُ *** وبعدها الصريحُ ثمّ الظاهرُ

وبعدها اللزومُ في الدلاله *** وذاك قولٌ واضحُ المقاله

ومن بليغِِ القول في الكلامِ *** ما دلّ آيُه في الالتزامِ

لذلك استعلمتِ الكنايه *** رائجةً مقبولةً للغايه

إذ هي كالدعوى مع الدليلِ *** واضحةُ المنهجِ والسبيلِ

وربّما التصريحُ في المقامِ *** مستقبحٌ عند ذوي الأفهامِ

وقد ترى الخطابَ في التنزيلِ *** أغلبُه من ذلك القبيل

نحو وراودتْهُ حيث قد كنى *** عن اسمها لكونه مُستهجنا

ففي عليٍّ قاتلِ الكفّارِ *** لو لم يكن نصٌّ عن المختارِ

وعن إله الخلق والعبادِ *** في أنه هو الوصيُّ الهادي

من بعده وفي بنيه الهاديه *** دلالةُ اللزومِ فيه كافيه

وتلك في المحكمِ في عليِّ *** من الكثير الواضحِ الجلِّي

وقد كفى تواترُ النصوصِ *** لفظاً ومعنًى فيه بالخصوصِ

والآيُ دلّ أنه هو الخَلَفْ *** من دون فصلٍ بعده من السلفْ

وبعدُ فلنرجعْ إلى المقصودِ *** ولنصرف الفراغَ في المجهودِ

لو سأل السائلُ أيُّ آيه *** دلّت على تفضيل ذي الهدايه

محمدِ المبعوثِ ما بين الملا *** وسيّداً لكلّ من قد أُرسلا

قلنا له الكثيرُ في القرآنِ *** من ظاهرٍ وواضح البيانِ

فآيةُ الميثاق في التنزيلِ *** نصَّت على النبيّ في التفضيلِ

على أولي العزمِ كشمسٍ نائره *** وإن أبيتَ الوفقَ فهي ظاهره

وإن يكُ الدليلُ للقرينه *** مستصحباً وهي له مُعينه

وآيةُ الصلاةِ والسل *** ساطعةُ المنار والمرامِ

فإن هذا الجمع لن يتّفقا *** لغيره ممّن عليه سبقا

ترى الصلاةَ تصحبُ السلاما *** معاً وذاك الشأو لن يُراما

مؤكِّداً بالأمر والدوامِ *** وذا دليلٌ سامكُ الدِّعامِ

وللصلاة من عظيم الفضل ما *** ليس إلى السلام من فضلٍ سما

فجاء هذا الجمعُ في ذي الآيه *** يصدع في تفضيله للغايه

المصادر:

علي الخاقاني: شعراء الغري (ج4) المطبعة الحيدرية – النجف 1954م.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.