الخميس , 25 أبريل 2024
الرئيسية » شخصيات نجفية » شعراء » صالح بن قاسم بن محمد الطائي الحويزي الزابي النجفي

صالح بن قاسم بن محمد الطائي الحويزي الزابي النجفي

المعروف بـ(صالح حجّي الكبير)

سيرة الشاعر:

ولد في خراسان، أو في مدينة النجف الأشرف، وتوفي في النجف الأشرف عام (1275هـ – 1858م)، ينتسب إلى آل حجي وهي أسرة نجفية معروفة.

نظم الشعر واشتهر به، بدأ حياته العلمية بحفظ القرآن الكريم، وبالنسك ولكن كفَّ بصره فكان الشعر متنفسًا ومجالاً وانفتقت قريحته عن شاعرية جيدة، كان له شعر كثير، وما بقى منه يدل عليه.

الإنتاج الشعري:

له عدة قصائد في كتاب: (شعراء الغري)، قال الشعر في مديح الرسول وآل بيته الكرام صلوات الله عليهم، وفي مدح كبراء عصره، مارس التخميس والتأريخ، كما حاذى لامية كعب بن زهير (بانت سعاد).

نموذج من شعره:

لقاء الحبيب

تهنئة بقران

صاغ عقودا

الملك المفدى

قصيدة: لقاء الحبيب

ماست فأَزرت بالغُصون المُيَّسِ *** وأتتكَ تخطرُ في غلالة سُندسِ

وافتْكَ في جُنحِ الظلامِ كأنها *** شمسٌ تجلّت في دياجي الحِنْدَس

أرِجَتْ بريّاها الصَّبا وتنفّستْ *** أنفاسُها والصبحُ لم يتنفّس

ووفَتْ بموعدها وبات وُشاتُها *** للوجد بين عَمٍ وآخرَ أخرس

يا طيبَ ليلتنا بمنعرج اللِّوى *** ومبيتِنا فوق الكثيبِ الأوعس

والقلبُ يخفقُ قلبُه من غيرةٍ *** والنجمُ يرمقُنا بمقلة أَشْوَس

والليلُ يكتم سِرَّنا ونجومُه *** ترنو إلينا عن لحاظٍ نُعَّس

وسنا المجرَّةِ في السماء كأنه *** نهرٌ تدفّقَ في حديقة نرجس

باتت تُدير عليَّ من ألفاظها *** كأسًا وآخرَ من لماها الألعس

حتى إذا رقَّ النسيمُ وأخفقتْ *** من فوق مجلسنا نجومُ الأكؤس

قالت وقد عانقتُ لدنَ قوامها *** ضاقَ الخناقُ من العناق فنفِّس

ثم انثنت نحو الفراقِ مَرُوعةً *** في هيئة المتوحِّشِ المتأنّس

تتنفّسُ الصعداءَ عن وجدٍ وقد *** غصَّ الظلامُ بصبحه المتنفّس

واستعجلتْ شدَّ النطاقِ وودّعتْ *** توديعَ مُختلسٍ بهيئة مُبلس

لله غانيةٌ غفتْ لضيائها *** شمسُ الضُّحى إذ أشرقتْ بالأطلس

سلبتْ نفوسَ بني الغرامِ صبابةً *** بجمالها الباقي السنيّ الأنفس

لم أنسَها يومًا فأذكر أُنسَها *** لا كان من ينسى المودّةَ أو نَسِي

قصيدة: تهنئة بقران

أَحُورُ عِينٍ أم خُرّدٌ عُرُبُ *** تبدو لعيني طورًا وتحتجبُ

تميل سُكرًا، والصبُّ من طربٍ *** يميل شوقًا وما به طرب

فمن مُجيري من ناظرَيْ رشأٍ *** كالقُضْب فتكًا أو دونها القُضُب

مختضبٌ بالطِّلى يُطَلُّ ومن *** دمِ المعنّى عيناه تختضب

في طرفه الموتُ في سوالفه ال *** حَياةُ في عذب ريقه العذب

ينشقُّ بدرُ الدجى بطلعتهِ *** ومن ثناياه تُشرقُ الشُّهب

وكم طربنا ولا كيومٍ لنا *** تمّ الهنا بالحسين والطرب

فهنَّ غيثُ العفاةِ غوثهمُ *** إن عامَ عامٌ أو نابتِ النُّوَب

مولًى تسامى في العلم مرتبةً *** تقاعستْ دون شأوها الرُّتب

وعمَّ إحسانُه فلا عَجَمٌ *** إلا به طُوِّقوا ولا عَرب

فقلْ لمن يطلب العلاءَ كذا *** اطلبْ وإلا قد فاتكَ الشَّنَب

إن أتعبَ العلمُ طالبيه فقل *** ما بعدَ هذا عليكمُ تعب

يا من بشرعِ النبيِّ قام عن الْ *** قائمِ فيما يستنُّ أو يجب

كم من كتابٍ ضربتَه مثلاً *** في العلم قد أذعنتْ له الكُتب

ما ذلك الاجتنابُ منكَ وما *** منيَ ذنبٌ بدا فتَجتنب

وهنِّ عبدُالحسينِ من جُمعتْ *** له المعالي والعلمُ والأدب

ابنٌ سما في أبٍ سما فحوى *** ما ليس يحوي ابنُ من سما وأب

قصيدة: صاغ عقودا

في تقريظ موشح القزويني البغدادي

صاغ من جوهر النظام عقودا *** راق كالدرّ سِمْطها منضودا

شهدتْ بالعلا له وأقامت *** لعلاها منه عليها شهودا

واستعارت منها الغواني ثنايا *** ها الغوالي فنظَّمَتْها عقودا

وغدا ابنُ الأثير وهْو أثيرٌ *** بعلاه كابن العميد عميدا

وجميلاً أرتْكَ غيرَ جميلٍ *** واسترقَّتْ كابن الوليد الوليدا

صرعتْ قبله صريعَ الغواني *** بعد ما صيّرتْ لبيدًا بليدا

كبُرَتْ آيةٌ لصالحَ لو شا *** هدها قومُه لخرُّوا سجودا

فصَّلَتْها يدا حميدٍ فأضحى *** ذكْرُها مثل ذكره محمودا

مَلِكٌ من بني النبيّ وجَدٌّ *** ما بآبائه به موجودا

حدَّدَ المكرماتِ كمّاً وكيفًا *** بيَدٍ جُودها تعدَّى الحدودا

مكْرمات زواهر تقتفيهمٍ *** عزماتٌ تُصدِّع الجلمودا

فهو أعلى من أن يقال مجيدٌ *** أَوَ هلْ غيرُه يعَدّ مجيدا؟

ولعمري لهو المعدُّ ليومٍ *** لم يكن غيرُه له معدودا

بحرُ علمٍ طمى فلم تلْفَ بحرا *** طاميًا لم يكن به ممدودا

وجوادٌ لم يكبُ جريًا كلالاً *** وحسامٌ لم ينبُ ضربًا حدودا

يا سحابًا يفيض جدواه فضلاً *** طوَّق العالمين جِيدًا فجيدا

لم نزل والورى جميعًا نوالاً *** كلَّ يومٍ من الهنا بك عيدا

قصيدة: الملك المفدى

ألا يا أيها الملكُ المفدّى *** وأعظم من يرجّى في الخطوبِ

غمرت الناسَ إحسانًا فكان ال *** بعيدُ لديك منهم كالقريب

وقد ساومْتَهم بنداك فضلاً *** كذلك شيمةُ الحرّ الحسيب

علامَ كسرتَ قلبي بين صحبي *** وعهدي فيك تجبر للقلوب

ولم أعتبْ على علياك كَلاَّ *** ولكني عتبتُ على نصيبي

المصادر:

1 – جعفر النقدي: الروض النضير (مخطوط).

2 – جعفر باقر آل محبوبة: ماضي النجف وحاضرها (ج3) مطبعة النعمان – النجف 1957م.

3 – علي الخاقاني: شعراء الغري (ج4) المطبعة الحيدرية – النجف 1954م.

4 – علي كاشف الغطاء: الحصون المنيعة (مخطوط).

5 – محمد السماوي: الطليعة من شعراء الشيعة – دار المؤرخ العربي – بيروت 2001م.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.