الجمعة , 22 نوفمبر 2024
الرئيسية » شخصيات نجفية » شعراء » صاحب بن هاشم بن حمادي الشريفي الحسيني

صاحب بن هاشم بن حمادي الشريفي الحسيني

المعروف بـ(صاحب الشريفي)

( 1350 – 1420هـ)، ( 1931 – 1999م)

سيرة الشاعر:

ولد في مدينة النجف الأشرف سنة (1350هـ – 1931م)، وعلى الطريق إليها توفي عام (1420هـ – 1999م)، وفي ثراها ثوى.

درس على يد والده، ثم دخل المدارس الرسمية، وتخرج في إعدادية النجف (1957 م)، ترك الدراسة واتجه إلى العمل التجاري، لكنه حافظ على حضور الندوات ومجالس الأدب وصحبة الشعراء، فأفاد من هذا وأخذ ينظم الشعر متأخرًا، وشارك بشعره في مناسبات دينية بمدينته.

الإنتاج الشعري:

له قصائد ومقطوعات في كتاب: (مستدرك شعراء الغري) بالإضافة إلى ديوان مخطوط، أكثر شعره في المديح، وخصوصيته الفنية محكومة بهذا الغرض، وله قصائد يستهدي فيها، أو ينظم بعض الأمثال العامة والأقوال المأثورة والحكايات الشعبية، وفي مدائحه، كما في هذه المنظومات، يقود المعنى تشكيل المنظومة، ويتراجع دور الخيال.

نموذج من شعره:

أحلام

السُّمُّ في العسل

دقّة بدقّة

 

 

قصيدة: أحلام

«أحلامُ» ما ملأ الفؤادَ سواكِ *** أبدًا ولم يسعَدْ بغير هواك

كيف السبيلُ لأن أكون مؤهّلاً *** للحبِّ كي أحظى بنيل رضاك

لكنَّ لي عَتْبًا عليك لأنني *** ما كنت يومًا عالقًا بسواك

كيف استقرَّ بك المقام بغفلةٍ *** عنِّي وسِرْتِ لغيرِنا بخطاكِ

كوني إليَّ قريبةً يا منيتي *** فالقلبُ لا يهنا بغير رؤاك

أحلامُ هل أحْظى وكُلِّي ر *** أنْ أستقي من سلسبيلِ لَمَاك

أحلام ُيا كأسَ الغرام لعاشقٍ *** شربَ المدامةَ فاكتوى بلظاك

أحلامُ يا ألقَ الصباح لمقلةٍ *** لم تكتحلْ إلا بيومِ لقَاكِ

أحلامُ يا عِقْدَ الزهور لغادةٍ *** كملتْ مفاتنها بضوع شذاك

أحلامُ يا عطرَ الرَّبيع لروضةٍ *** حاكت ملامحَها بفيض سَناك

أحلام يا بَرْدَ السَّحابِ لبقعةٍ *** عَطْشَى أنيط لريّها سقياك

فإذا الربيع بزهوه وجماله *** ما كان إلا روضةً لهناك

تلهو فراشاتُ الصَّباح بروضها *** لتعودَ تشرب من رحيق لماك

أحلامُ قد نَبَضَ الفؤاد تنهُّدًا *** شوقًا إليك مجدِّدًا ذكراك

أنتِ الدواء لمن أراد تداويًا *** بل أنتِ أنت شفاؤه بلقاك

قصيدة: السُّمُّ في العسل

لقد تحمَّلتُ في دنياكُمُ ألمًا *** حتى غدوتُ كميئوسٍ من الأملِ

وصرت لا أعبأ الأيامَ سطوتها *** أنا الغريق فما خوفي من البلل

وكنت أقتحم الأهوالَ ذروتَها *** أصارع الوهمَ لا أخشى من الفشلِ

وأشهد الليلَ سهرانًا أُكابده *** أستطلع الفجرَ أن يأتي على عَجَلِ

وكنت أشهد أقوامًا تجاذبني *** حُلْوَ الحديثِ وتُخْفي الغِشَّ بالدَّجَلِ

تخالها قمّةً في الزهد دَيْدَنُها *** لبسُ المسوحِ لكي تُغريك بالمثُلِ

وأوشك القلب أنْ ينسَى مكايدَها *** معلّلاً وهمَه في أوْهنِ السُّبُل

لكنه عاد ميئوسًا تُساوره *** بعضُ الظنون بأنّ الأمرَ ذو علل

وأدرك القول أن الحق مرتَهَنٌ *** لا يستطيع حَراكًا وهو ذو شلل

كم من لئيمٍ طلى بالزهد مظهرَه *** كناسكٍ ويدسُّ السمَّ بالعسلِ

قصيدة: دقّة بدقّة

من دقّ بابَ الناس دَقّت بابَه *** دَينٌ بدَينٍ والقضيّة تُوصدُ

واعلمْ بأنك لو أتيتَ زيادةً *** تمضي ولكن مثلها تتكبّد

فحكايةُ الشيخ الذي قد ناله *** نفسُ الذي قد كان فيه يعمد

مشهورةٌ حتى استجاب لقولةٍ *** دقٌّ بدقٍّ والمزيدُ يُزوِّد

فاحفظْ ذِمارك من عدوٍّ كامنٍ *** في النفس دومًا للمهالك يُرشد

المصادر:

كاظم عبود الفتلاوي: مستدرك شعراء الغري – دار الأضواء – بيروت 1423هـ/2002م.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.