الخميس , 21 نوفمبر 2024
الرئيسية » شخصيات نجفية » شعراء » طاهر بن حسن بن بندر بن سباهي الكندي السوداني.

طاهر بن حسن بن بندر بن سباهي الكندي السوداني.

طاهر السوداني
( 1260 – 1333 هـ)
( 1844 – 1914 م)

سيرة الشاعر:
طاهر بن حسن بن بندر بن سباهي الكندي السوداني.
ولد في مدينة النجف (جنوبي العراق)، وتوفي في العمارة (جنوبي العراق)، ودفن في النجف.
درس مقدمات العلوم على مجموعة من علماء النجف، وعكف على التخصص في الفقه وأصوله. ونظم الشعر وكان مكثرًا.
بقي في النجف أكثر من أربعين عامًا، وفي عام 1905 انتقل إلى العمارة ليشغل موقعًا دينيًا فيها، فاحتل مكانًا مرموقًا، وساجل عددًا من أصدقائه شعرًا.

الإنتاج الشعري:
– له قصائد ومقطوعات في كتاب: «شعراء الغري»، ويقال إن له ديوانًا مخطوطًا ضم أكثر من سبعة آلاف بيت، تلف منه في أسفاره.
قال في مديح آل البيت، وفي مدح كبراء عصره، ومشايخه، وقال في الغزل الرمزي، ومارس التشطير والتخميس، تغلب على نظمه نزعة أخلاقية تأملية، عبارته سلسة،
تحتفي بالمحسنات البديعية، وهو تقليدي في جملته.

.
نموذج من شعره:
قمر على غصن
قسمًا بـمـرشفِهِ الشهـــــــــــــيِّ السكَّريْ
إنـي بـغـير رُضـابـه لــــــــــــم أسْكرِ

يروي العطـاشَ عـن الـمبرِّدِ ريــــــــــقُه
والثغْرُ يروي عـن صحـــــــــــاح الجَوْهَري

وتقـولُ قـامتُه لأغصـانِ النقــــــــــــا
لـمّا تـمـيسُ قِفـي لـحسنـــــــــي وانظري

يغزو مُحِبِّيـــــــــــــــــــهِ بأسْمَرِ قَدّهِ
يـا مـا بقـلـبـي مـن فعـــــــالِ الأسْمَر

عجـبًا لـمـن يلقى الأسـودَ مكــــــــافحًا
ويُقَادُ طـــــــــــــــوعًا للغزالِ الأحْوَر

ظَبْيٌ أُعـاتبُه عـــــــــــــــــلى نَفَراتِهِ
فـيـقـولُ لـي أيُّ الظِّبـا لـم تــــــــنفُر

يرضَى ويغضبُ دائمًا مـن غـيرِ مـــــــــــا
سببٍ فـوا تعبـي، وطـــــــــــــولَ تحسُّري

متلـوِّنٌ يَسْبـي العقـولَ إذا بـــــــــــدا
فـي ثـوب حُسْنٍ بـالجـمـالِ الـــــــــمشْهَرِ

ببـيـاضِ جِسْمٍ تحتَ ثـــــــــــــــوبٍ أزرقٍ
وسـوادِ خـالٍ فــــــــــــــــوقَ خَدٍّ أحْمَر

لـي جنةٌ مـن وجنـتـيـه وحـورُهــــــــــا
ألـحـاظُهُ والثغْرُ نهـرُ الكــــــــــــوثر

وإذا رأيـتُ جَمـالَه لـــــــــــــم أسْتَطِعْ
قـولَ العذولِ لأنه لـــــــــــــــم يُبْصِر

قـمـرٌ عـلى غصنِ القـوام إذا بـــــــــدا
لله مـن غصنٍ ببـدرٍ مـثــــــــــــــــمِر

هـو كـامـلٌ وله جـمــــــــــــــالٌ وافِرٌ
وعـلى طـويلِ جَفَاهُ لـي دمعٌ جـــــــــــرِي

والعـيـنُ تلقــــــــــــــاهُ بسُحْبِ مَدامعٍ
والـوجهُ يلقـانــــــــــــــي بروضٍ مُزْهِر

بأقـاحِ ثَغْرٍ أو بنرجسِ أعـيــــــــــــــنٍ
أو وردِ خَدٍّ تحتَ ريحــــــــــــــــانٍ طَرِي

ظبْيٌ بـدا النُّعْمـانُ فـي وَجَنـــــــــــاتهِ
والخدُّ فـيـهِ شقـائقُ ابنِ الـمـــــــــنذر

حُلْوُ الشمــــــــــــــــائِلِ عَبْلَةٌ أردافُه
لكـنْ بعـيـنـيـهِ وقـائعُ عـنـتــــــــــر

مَهْلاً قـدِ استخدمتِ أرواحَ الـــــــــــورَى
يـا عـيـنَه الكحـلاءَ كـم ذا تسحــــــري!

ضربُ الرُّضـابِ حَمـاه طرْفٌ فـاتــــــــــــرٌ
لكـنه عـن قتلـتـي لــــــــــــــم يَفْتُر

يبري حَشـائـي مـن هـــــــــــــواه بصدِّه
مـن ذا الـذي أفتـاك فـي قتْلِ الــــــبَرِي

مـا رُمْتُ مـن أســـــــــــرِ الغرامِ تَخَلُّصًا
إلا استَهلَّ سحــــــــــــــــابُ جَفْنٍ مُمْطِر

دع العذْل
سَقَى دِمَنًا بأجْراع الـمــــــــــــــــصلَّى
غَمَامٌ غـيرُ مـنقطعٍ هطــــــــــــــــــولُ

وقفتُ بـهـا أُسـائلُهـــــــــــــــا وإنّي
عـلـيـمٌ لا تُجَاوبُنِي الطُّلــــــــــــــول

بـلَى هِيَ نفْثَةٌ مـن قـلـــــــــــــــبِ صَبٍّ
تَيـاسَرَتِ الأبـاطِحُ والـتلــــــــــــــول

فدعْ يـا سَعْدُ عذلَكَ عـــــــــــــــن مَشُوقٍ
مُعـنّىً لـيسَ يَبْرَحُه الغَلــــــــــــــــيل

فـمَا ولْهَانةٌ فَقَدَتْ بَنِيـهــــــــــــــــا
تـنـوحُ ودأبُهـا أبـــــــــــــــدًا عَويل

بأوجـدَ مِنْ فُؤادي مُذْ برزْنـــــــــــــــا
نــــــــــــــــــوّدعُهُمْ وقَدْ أَزِف

فـمـا عـيـنـي وإنْ هطلـتْ سَحــــــــــابًا
كَسُحْب يَدَيْ أبـي مـوسَى تســـــــــــــــيل

فروّضَ أربُعَ الـحِدْثـــــــــــــــــانِ حتى
غدا بعـدَ الخلـوِّ بـهــــــــــــــا نزيل

فتًى مــــــــــــــــــــن معْشَرٍ غُرٍّ كِر
سَمَا فَرْعٌ لهــــــــــــــــــمْ ورسَتْ أصُول

نجـومٌ بـلْ بـدورٌ مُشـرقــــــــــــــــاتٌ
ولكـنْ مـا بـدا مـنهــــــــــــا الأفُول

تذكرني الطلول
إذا لـم تذكِّرْكَ الطلـولُ فإنَّنــــــــــــي
يُذكِّرنـي فـي جـانــــــــــبِ الغَوْرِ أطلالُ

وإن لـــــــــــم تُسِلْ دمعًا بِمُنْعَرَجِ
فلـي مدمعٌ بـيـن الخمـــــــــــائِلِ هَمَّال

فـمـا وجـدُ ذي وجْدٍ يبـيــــــــــتُ مُسَهَّدًا
كـوجْدي ولا حـالـي يُقَاسُ بــــــــــه حَال

سَقَى أربُعًا بـيـن العذيب وبـــــــــــارِقٍ
غَمـامٌ عـلى تلك الثنـيـــــــــــاتِ هطَّال

أيا عربًا
أيـا عـربًا بأجـراع الـمـــــــــــــصلَّى
صِلُوا مضنّىً معـنّىً ذو هـيـــــــــــــــامِ

إذا أمسـى عـلـيـه اللـيلُ يـمســـــــــي
بنَوْحٍ دونه نَوْحُ الـحَمــــــــــــــــــام

ويصـبـو كلـمـا هـبّت شمـــــــــــــــالٌ
بقـلـبٍ قـلَّبَتْه يـدُ السقـــــــــــــــام

فـيـا رعـيًا لـمـن راعى ذمـام الــــــــ
ـهـوى مـنهـم ولـم يرعـوا ذمـامــــــــي

وسقـيًا للـديـار بذي طلـــــــــــــــوحٍ
ونجـدٍ والغمـيـم مـن الغمـــــــــــــام

فهل لـي والـمـنى أقصى مـــــــــــــرادٍ
مَبـيـتٌ فـي رُبـــــــــــــا وادي السلام

قلب معنَّى
لك مـن قـلـبٍ معــــــــــــــــــــــنّىً
أَسَرَتْه الـدِّمـــــــــــــــــــــــــــنُ

فـي رُبـا وادي الـمــــــــــــــــــصلّى
فـاللِّوى مــــــــــــــــــــــــــرتَهَن

لعبتْ عبـلةُ فـيــــــــــــــــــــــــهِ
وحشــــــــــــــــــــــــــــاه الشجن

يـا رعَى مـنه ظبــــــــــــــــــــــاءً
لـي بـهـــــــــــــــــــــــــنَّ السَكَن

وسقى نجـدًا وحــــــــــــــــــــــــيَّا
سـاكـنـيـهـا الـــــــــــــــــــــمزُن

قـد صحـا لـي فـي ثنـايــــــــــــــــا
هـا الهـوى والــــــــــــــــــــــوطن

لا إلى غـيرك أشكــــــــــــــــــــــو
صدَّهـم يـــــــــــــــــــــــــــا حَسَن

رحـلـوا عـنّي وســــــــــــــــــــاروا
فسَرَى بـي الـــــــــــــــــــــــــحَزَن

جـيرةٌ جـاروا عـــــــــــــــــــــــلى
إلْفِهـم لـم يُحسنــــــــــــــــــــــوا

وأبـيك الخـيْرِ إنــــــــــــــــــــــي
ـــــــــــــــــــــــــــــوالهٌ ممتح

فـوَمـجـدٍ حــــــــــــــــــــــــــزْتُهُ

نـارُهـم لا تسكــــــــــــــــــــــــن

المصادر:
1 – جعفر النقدي: الروض النضير – (مخطوط بمكتبة ابن المؤلف).
2 – علي الخاقاني: شعراء الغري (جـ4) – المطبعة الحيدرية – النجف 1954

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.