ضياء بن حسن بن دخيل (آل حچام)
المعروف بـ(ضياء الدخيلي)
سيرة الشاعر:
ولد في مدينة النجف الأشرف سنة (1331هـ – 1912م)، وتوفي في بغداد عام (1387هـ – 1967م)، ودفن في النجف.
شاعر ناثر، ولد لأب مؤلف طبع كتابًا بمصر قبل الحرب العالمية الأولى عنوانه: (إحقاق الحق)، درس على أبيه مقدمات العلوم الدينية، ثم التحق بالمدارس الحكومية، وصولاً إلى التحاقه بكلية الطب (جامعة بغداد) وفي الصف الرابع فصل من الكلية لصدام حدث بينه وبين العميد، مما سبب له اضطرابًا نفسيًا لازمه وأثر في حياته العلمية والعملية.
برز شاعرًا وناثرًا في الصحف والمجلات العراقية والعربية أواخر الأربعينيات وفي الخمسينيات، ونشر ديوانًا، ثم تراجعت أنشطته وأخباره حتى زمن رحيله.
الإنتاج الشعري:
له ديوان: (ذكرى الشهداء في مصر والعراق) مطبعة المنصور، بغداد 1948م، كما نشرت له قصائد في مجلة أبولو (المصرية) وفي عدد من الصحف العراقية والعربية.
الأعمال الأخرى:
له مقالات كثيرة نشرها في مختلف الصحف والمجلات العراقية والعربية.
شاعر ثوري، يسجل أحداث المرحلة بألوان زاهية حادة، وصور صارخة وعبارات مستفزة، يستوي في هذا ما يتعلق بالاستعمار الغربي، والخلافات السياسية الداخلية، لغته وتعبيراته خطابية، تردد شعارات القومية والوطنية، بعض قصائده هجاء سياسي مقذع.
نموذج من شعره:
صدى الأيام
مجد العرب
ميلاد منقذ البشرية
قصيدة: صدى الأيام
أرى باعثاتِ الشعرِ حولي تَعجُّ بي *** فما لي خسرتُ الشدْوَ في سجنِ أشراكي
بكتْ حوليَ الدنيا فأطبقتُ مَسْمَعِي *** لإعوالِ قلبٍ في كآبتِهِ شاك
جَرَعْتُ بكأسِ الحبِّ من ذوبِ مهجَتي *** مرارةَ آلامي حنينًا لِلُقْياك
فما راعني إلا تحطُّمُ بَهْجَةٍ *** مُؤَمَّلةٍ تُودَى بمعْوَلِ أفّاك
أهيمُ إلى الأحلامِ ريّانَ صاديًا *** ويا لوعتي إذ لم أنلْ غيرَ أشواك
سكبتُ من الدمعِ المذالِ زجاجةً *** قبرْتُ بها نفسًا أُضِيعَتْ بسفَّاك
فيا [شكوة] الطاغي إذا رفعوا غدًا *** له العلمَ الدامي وصاح الصدى الحاكي
قصيدة: مجد العرب
اليومَ نمنحُ ذي البلادَ جَلالا *** ونحطِّم الأصفادَ والأغْلالا
سنعيدُ دَوْرَ الفاتحينَ ونمتَطِي *** مِن ذروة المجدِ الأعزِّ مَنَالا
خُطُّوا على وجهِ الزمانِ فعالنا *** بدمٍ لتُرْشِدَ بعدَنا الأجيالا
إنا سحقنا الغربَ حين طَغَى وجَرْ *** رَعْنا بوارجَه الدمارَ نَكالا
لم تُغْنِهِ زُبَرُ الحديد ونارُها *** لما نهضْنا نطلبُ اسْتِقْلالا
ولقدْ وقفنا والمدافعَ موقفًا *** لو أُرْسِيَ الطَّوْدُ الأش
إنا بني العُرْبِ الدماءُ شعارُنا *** والعدلُ رائدُنا سَلُوا الأعْمالا
في بابلٍ شِدْنا منارَ حضارةٍ *** عالٍ أفاضَ على الدهورِ كمالا
وبمصْرَ مثَّلْنَا عصورًا أزهرتْ *** باسمِ الرعاةِ فسائلِ الأطْلالا
قالوا رُقِيُّ الشعبِ في أَخْلاقِهِ *** فلْيَهْوِ إجْلالاً لنا مَنْ قَالا
نَحْمِي العهودَ ولا يُضامُ بجنْبِنا *** جارٌ وإنْ فَنِيَ القبيلُ قِتَالا
فاقرأ «بذي قارٍ» صحيفةَ مجدِنا *** وعن «السموءلِ» فاسألِ الأمثالا
ولكم صَفَحْنا قادرين شهامةً *** والعَفْوُ أقتلُ للضَّميرِ نكالا
وإذا أسرْنا قاهرين لمعشَرٍ *** صغنا لهم إحْسَانَنَا أغلالا
جئنا من الإيثارِ والمعروف ما *** ظَنَّتْه مُظلِمَةُ النفوسِ مُحَالا
ماضرَّنا جَدْبُ البلادِ وفَقْرُها *** ونفوسُنا أَثْرى النفوسِ جَمَالا
إِنْ لم تَسِلْ وديانُنا فالمجدُ والْ *** أخلاقُ منها كلُّ وادٍ سالا
منا الرشادُ تدفّقتْ أنوارُهُ *** والجهلُ قد ملأ البلادَ منالا
ولقد رفعْنا للأنامِ حضارةً *** مُلِئَتْ جوانبُها هدًى وجَلالا
وهوتْ عروشُ الأرضِ بين سُيوفِنا *** وتساقَطَتْ دولُ الزمانِ عِجَالا
فرأتْ بنا الأقطارُ أكرمَ فاتحٍ *** يأسو الجريحَ ويرحَمُ الأطفالا
يا غَرْبُ هذي – فاقتبسْ – أخلاقُنا *** مهما استَطَعْتَ وعَزَّ ذاكَ منالا
عَصْرَ الإباحةِ كم بلادٍ خُرِّبتْ *** بك لم تجدْ غيرَ السماءِ مآلا
الرقُّ أُبْطِلَ ما لِشَرقي رازحًا *** بقيوده كم نَعبُد الأقْوالا؟
يا غربُ مَهْلاً إنْ يطِرْ لك طائرٌ *** فلسَوفَ يهوي والسنونُ حُبَالَى
عمَّتْ بلادي يقظةٌ فِكْرَّيةٌ *** هيهاتَ تَحْصُدُ بعدَها الآمالا
قصيدة: ميلاد منقذ البشرية
بيومكَ يا نبيَّ الخير ولَّتْ *** مظالمُ حكمِ سفّاكٍ خطيرِ
وأسقَطَ جَورَهم شعبٌ أبيٌّ *** وكان به على لذعِ السعير
وأمّتُك الكريمة كم أجابت *** صريخَ الحق لمّا صاح: ثوري!
لقد ولَّى الطغاةُ وشقَّ ليلَ ال *** ضَلالةِ فجرُك الجمُّ العبير
فذكراك الهدى وبها مقامٌ *** منار التائهين على الدهور
فأنت لأُمّة القرآن رشدٌ *** جرى في الأرض بالنور الطهور
محمدُ أنت للدنيا شفاءٌ *** إذا مرضتْ. ومادت بالشرور
أطلَّ عليكِ يا دنيا انقلابٌ *** يُفيض على شعابكِ سيلَ نور
ويسري في شعوب الشرق بعثًا *** فيصرخ بينها للمجد سِيري
أهابَ بمكةٍ إهلالُ طفلٍ *** لروما سار زلزال الدثور
فيا لكَ موجةً جرفت بعزمٍ *** أضاليلَ الجهالة للقبور!
وهدَّتْ من هياكلها جبالاً *** رستْ فوق الجماعة بالثبور
وجرَّتْ من قبائلها الضحايا *** وألقتْ فوق ساكنها بنير
لواءُ تمدّنٍ رفعَتْه أرض ال *** حجازِ فسار بعثًا في العصور
حضاراتٌ تولَّتْ واضمحلّتْ *** نسجْتَ لميْتِها ثوبَ النشور
فذلك بعثُ أهل الأرض طُ *** أقضَّ جموعَهم صوتُ النفير
فيا لكِ دعوةً عمَّتْ وجلَّتْ *** أهابت بالخيام وبالقصور!
المصادر:
1 – جعفر باقر آل محبوبة: ماضي النجف وحاضرها (ج 2) – مطبعة النعمان – النجف 1957م.
2 – حميد المطبعي: موسوعة أعلام العراق في القرن العشرين – دار الشؤون الثقافية – بغداد 1995م.
3 – علي الخاقاني: شعراء الغري (ج4) – المطبعة الحيدرية – النجف 1954م.
4 – كوركيس عواد: معجم المؤلفين العراقيين في القرنين التاسع عشر والعشرين – مطبعة الإرشاد – بغداد 1969م.
2015-03-26