الثلاثاء , 23 أبريل 2024
الرئيسية » شخصيات نجفية » شعراء » عبد النبي بن علي بن حسن بن شريف

عبد النبي بن علي بن حسن بن شريف

المعروف بـ(عبد النبي الشريفي)

سيرة الشاعر:

ولد في مدينة النجف الأشرف سنة (1339 هـ – 1920 م)، وتوفي فيها عام (1415 هـ – 1994 م).

قضى حياته في العراق.

التحق بالمدرسة الرسمية بمدينة النجف، واجتاز مراحلها حتى حصل على الثانوية عام 1948م، ثم قصد بغداد والتحق بكلية الحقوق وتخرج فيها.

بدأ حياته العملية في بيع الكتب، وأنشأ المكتبة الشرقية في النجف، كما عمل موظفاً في دوائر الصحة حتى تقاعده، فعمل بالمحاماة.

أسهم في نشر الثقافة الحديثة بتوفير الكتب والمراجع المختلفة للقراء، وحول مكتبته الخاصة إلى مكتبة عامة يراجعها الباحثون، كما أسس جمعية «ندوة الأدب».

الإنتاج الشعري:

له قصائد وردت ضمن كتاب: «شعراء الغري»، و له ديوان شعر مخطوط.

الأعمال الأخرى:

له كتاب بعنوان: «سعد صالح.. الراحل الخالد» – المطبعة الحيدرية – النجف – 1949، وله مقالات نشرت تحت عنوان: «ومضات الشباب» – المطبعة الحيدرية – النجف (د.ت).

شعره متنوع في مراميه بين الوجداني والديني، ينزع فيه إلى رسم الصور الكلية واقتفاء الأثر القصصي حتى تصبح بعض قصائده (حياة أعذب – خاتمة بائسة)أمثولات كاملة، تحتشد بالمعاني الإنسانية وتنتهي إلى استخلاص الحكمة والعظة وطرح الأسئلة الاستنكارية على المجتمع، له قصيدة في رثاء طفله البكر، تقطر عذوبة وشجناً، وتتسم بعمق الشعور وحرارة العاطفة، وتصور مشاعر الأبوة تصويراً دقيقاً يزيد من حيوية التعبير، له قصيدتان في مديح الرسول الكريم والإمام علي، فيهما نزوع تاريخي، وفي المجمل، لغته تتسم بالعذوبة والسلاسة، وصوره معبرة واضحة فيها ملامح ابتكار وخصوصية ولاسيما في قصيدته التي يرثي فيها ابنه، نظم على الموزون المقفّى.

عناوين القصائد:

· من قصيدة: دمعتان

· حياة أعزب

· آية الحسن

من قصيدة: دمعتان

لك يا بنيَّ قد ادّخرت عواطفي *** لمن العواطف بعد بينك تُدّخَرْ؟

قد كان قلبي والحنان يحوطُهُ *** لك مرقدًا فعلامَ آثرتَ الحُفَرْ؟

أتراك ودّعت الحياة سآمةً *** أم مزّقت أحشاك أنيابُ القدر؟

ما كان عمرك شافعًا لك عنده *** يومَ اجتوى لك رطب عودٍ واهتصر

باكورةَ الثمرات كنتَ ليَ الجنى *** والآنَ عدتَ وليس في حقلي ثمر

وافيْتني والعيدُ يبزغ فجره *** متهلّلاً كجبينك الزاهي الأغر

فحسبتُ أن العيد ليس مبارحي *** ما دمتَ قربي كل مرتقبي حضر

خلتُ الحياة – غداة جئتَ – بهيجةً *** لمّاعةً منها الملامح والصور

حتى فقدتك فاصطدمت بها وقد *** عصفت بجسمي عصفَ ريحٍ بالشجر

ما عدتُ أبصر غيرَ وجهٍ كالحٍ *** منها وإن طُلِيَتْ بما يغري البصر

الدهرُ إن يمنح لفردٍ فرحةً *** يسْتَوْفِها بالحزن منه والكدر

أثرُ المسرّة إن يلُحْ عند امرئٍ *** سرعان ما يُعفي الزمانُ على الأثر

إن أبصرت عيناه بيتًا آمنًا *** شملتْه أبراد السكينة والحِبر

وَخَدَ المطيَّ وراح يسعى نحوه *** وركابُه فيها أفانينُ الخطر

يا نبعةً غُرست بأحشائي وقد *** قُطفت ولمّا يكتملْ منها الثمر

يفترُّ ثغري حين تبسم ضاحكًا *** وأُراع إن أشهدْ دموعك تنتثر

وإخال نفسي إذ أشمّك ناشقًا *** طيبًا شذاه ألذُّ من عبق الزهر

مهما تراكمتِ الهموم أزحتها *** عني بطرفٍ يستبيني إن نظر

كم شاقني أني أراك وقد نمت *** قدماك تمرح كالصبايا إن تَسِر!

في حضن مدرسةٍ يضمّك صدرها *** فأبت قبولك غيرُ مدرسةِ الحفر

قصيدة: حياة أعزب

لم يمتلك خَوْدًا تؤانس روحه *** ما كان أوحشَها حياةَ الأعزبِ

أين الشريكةُ وهي مطمحُ حلمه؟ *** طعمُ الحياة بدونها لم يَعْذُب

يجد الهناءة إذ يطوّق جِيدَها *** أو يستظل لدى فناها الأرحب

أين التي قد بات ينشدها لكي *** يحيا وإياها بعيشٍ طيّب؟

متقاسمًا معها الحياة وما حوت *** من راحةٍ أو من عذابٍ مُنْصِب

مثلت بخاطره فتاةً غضّةً *** حُفّت بكل مفضّضٍ

فغدا يصوغ لها قصائد حُبّهِ *** بتغزّلٍ لجمالها وتشبُّب

محمومةٌ أعصابه لم تبتردْ *** إذ تستفزّ به لأوهى موجب

متثاقلَ الخطوات لم يهدف إلى *** قصدٍ ولم يشخص إلى مترقّب

متشرّد الأفكار تغمر ذهنه ال *** أوهام بين تشرُّقٍ وتغرُّب

غمرته أخيلةٌ حسا أقداحها *** كَيْما ينفّس عن فؤادٍ مُتعب

يعلو ويهبط في بساط خياله *** ما بين بعدٍ تارةً وتَقرُّب

يخشى مواجهة الحقيقة خائفًا *** منها ويرقب ظلها بتهيُّب

متبرِّمًا يحيا بعيشٍ صاخبٍ *** لا يستطيب العيش إن لم يصخب

يستقبل الأيام في يأسٍ ولم *** يُبصرْ من الأيام غيرَ تقطُّب

قصيدة: آية الحسن

آيةُ الحسن والجمال الزاكي *** أيُّ سحر تضمّنت عيناكِ

قد درستُ الغرام سِفرًا *** علّني أهتدي إلى معناك

فكبا خاطري وتاه خيالي *** تيهةَ الظل في سنا حَوْباك

كم دخلت الرياض والفجرُ قد أل *** قى عليهنَّ قبسةً من سناك!

باحثًا عنك في الورود الزواهي *** والشذا العذب والزهور البواكي

فهلمّي بنا إلى الروض نحسُ *** كأسَ خمرٍ أو رشفةً من لماك

فهناك الحياة تحلو ويحلو *** لي عتابٌ تعيده شفتاك

منحوك الجمال تاجًا فأصبح *** تِ لدى الحسن فيه خير ملاك

ابسمي لي تبسمْ حياتي فإني *** لست أبغي من الحياة سواك

لست أرجو الحياة إلا للقيا *** كِ فكلُّ الحياة يومُ لقاك

المصادر:

1 – على الخاقاني: شعراد الغري – المطبعة الحيدرية – النجف 1954.

2 – كوركيس عواد: معجم المؤلفين العراقيين في القرنين التاسع عشر والعشرين – 1969.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.