الخميس , 21 نوفمبر 2024
الرئيسية » شخصيات نجفية » شعراء » عبد الرضا بن قاطع بن إسماعيل البديري

عبد الرضا بن قاطع بن إسماعيل البديري

المعروف بـ(عبد الرضا البديري)

سيرة الشاعر:

ولد في مدينة النجف الأشرف سنة (1306هـ – 1888م)، وتوفي بمدينة العمارة عام (1388هـ – 1968م)، ودفن بالنجف.

عاش في العراق.

تلقى تعليمه المبكر على يد والده، ثم درس على يد حسين آل خليفة، ثم اختلف على نوادي الأعلام من آل كاشف الغطاء.

عندما أتم دراسته الدينية رحل إلى خارج النجف منتجعًا رؤساء القبائل العربية، ثم عاد إلى العمارة واستقر فيها.

الإنتاج الشعري:

له عدة قصائد ومقطعات في كتاب «شعراء الغري»، وقد كان كثير النظم في حياته، ولكن شعره تبدد، فلم يبق منه غير القليل.

قصائده تقليدية الطابع تميل للغزل وتتسم في معظمها بروح الغزل والفكاهة مع خيوط قومية وبطولية عربية واضحة الملامح، لغته معجمية تراثية، حافظ على عروض الشعر العربي وأوزانه.

نموذج من شعره:

يا صاحبيّ عرِّجا

قصيدة: يا صاحبيّ عرِّجا

عُوجا نُجدِّدِ العهودَ في مِنَى *** ونغنم الأجرَ بوادي المنْحَنى

للهِ جسمي في الهوى ومُهْجَتي *** كم حَمَلا وَجْدًا وسقْمًا وعنا

ما شاقَني إلى اللّوى وأهلِه *** سوى مليحٍ أورثَ القلبَ الضَّنى

بي لو درى من حُبِّهِ صَبابةٌ *** قد منعت عن ناظرَيَّ الوَسنا

ملَّكْتُهُ طوعًا قيادي، وأنا *** صعبُ القِياد في لقاءِ القُرَنا

ظبيٌ، سهامُ شوقِهِ قد نفذَتْ *** في رِقِّ قلبي إن نأى، وإن دنا

لِحاظُه، خدودُه، قوامُهُ *** مَراهفٌ، شقائقٌ، لُدْنُ قنا

يا صاحبيَّ عرّجا بي ساعةً *** على الربوع كي نُراعي الدِّمَنا

فيا رعاها الله من منازلٍ *** كانتْ ملاعبًا لآرامِ مِنى

كم ليلةٍ بتْنا أنيسَين بها *** وكم على اللهوِ صرفنا زمنا

بكل غيداءَ وكلِّ أغيدٍ *** غِرٍّ يلين إن رنتْ وإن رنا

كم أنجزتْ ذاتُ الوشاحين بها *** وعدًا لصبٍّ في هواها افتَتنا

وأهيفٍ بغصنِ قامةٍ له *** يُخجلُ أُملودَ القنا إذا انْثنَى

وأبلجٍ لولا سنا جبينِه *** ما أشرقتْ شمسٌ وما لاح سنا

وأغْيدٍ غضِّ الشباب ناعمٍ *** يحكي المها تلفُّتًا وأعيُنا

عاتبتُه يومًا على نِفاره *** لم أدرِ كان للظباءِ دَيْدنا

ونَيِّرٍ لولا اتقادُ خدِّه *** نارًا قطفتُ من رياضِهِ جَنى

ما الأقحوان الغضُّ أبهى منظرًا *** منه ولا الثَّمينُ أغلى ثمنا

يفترُّ عن لآلئٍ منظومةٍ *** في ثغرِهِ أي انتظامٍ حسنا

مضمّنًا من الرحيق منهلاً *** أشنبَ بُرءَ كلِّ داءٍ ضمنا

فكم جنيتُه بكفّي آخذًا *** بفَوْده ضمّاً إليّ فانحنى

مقبِّلاً فاه وراشفًا لَمًى *** كالشهْد لي به عن الخمر غِنى

يا ما أحيلاه غزالاً ناعمًا *** وإن أذاقني مرارةَ العنا

للهِ ليلةٌ بجنبِ رامةٍ *** قد سمح الدهرُ بها وأحسنا

قد بتُّ فيها ونُسيماتُ الصَّبا *** تسري وداعي البِشر فيها أعلنا

بِروضةٍ أنيقةٍ مزهرةٍ *** وَرْقاؤُها غنّتْ بألحان الغِنا

كما بعرسِ كاظمٍ أصبحتُ في *** هدًى ورشدٍ وسرورٍ وهَنا

هُنّيتمُ يا آلَ جعفرٍ به *** مُحْيي طريق جعفرٍ والسُّننا

رُبِّي بحجْر عمّه الطود الذي *** يرجحُ لو بالشُّمِّ حلمًا وُزنا

العَيْلم المفعم علمًا وندًى *** والمشرقُ الجبينِ علويُّ السنا

وكاشفٌ غطاءَ مُشكلاتِهِ *** ومُبدلٌ عُدْمَ الوفودِ بالغنى

يا أيها السائلُ عن بيت الندى *** والعلم والمجدِ بلغتَ ذا المنى

هذا عليٌّ ومُحيّاه بدا *** موضّحًا طُرْقَ الهدى مبيِّنا

من لا يضلّ أو يُضَلّ عن سَوا *** طريقِه والحقُّ معْه اقترنا

الواهبُ المواهبَ التي بها *** قد سلَّمتْه العالمون الأرْسنا

ولم نشرْ إلى سوى بنائه *** بالكفّ إن عُدَّتْ شوامخُ البِنا

قد رُهنتْ بحوزه أربعةٌ *** حقّاً أبت بغيره أن تُرهنا

علمًا وحِلمًا وحِجًا وهمّةً *** بها على العرش استوى واستمكنا

الماجدُ الحسيب والندْب الذي *** طاولَ بالعز السّماكَ مسكنا

آياتُ ذكرِه بكل مشهد *** قد نزلتْ لكنْ بأحسن الثَّنا

أرقُّ طبعًا من رُويحةِ الصَّبا *** بهمّةٍ ترى الرواسي وهنا

مبسوطةٌ أكفُّه منهلَّةٌ *** بالجود تترى كسحابٍ هَتَنا

العالمُ الباهر في علومهِ *** والنابلُ الرفيعُ مجدًا وبِنا

يراعُه من روعةٍ ورُوعُه *** علمًا عن الروح الأمين بيَّنا

امتاز ما بين الأنام مجدُه *** وفضلُه كالشمس أو أجلى سنا

كأنما المعروف ظاعنٌ ومذ *** رأى عُلاه في ذُراه قَطَنا

الأصيدُ الذي له قد طأطأتْ *** صِيدُ الملوك هامَها تمكّنا

خُذْها إليك غادةً كاعبةً *** ترفل في ثوب السرور والهنا

لم ترضَ إلا مجدكم بَعْلاً لها *** إذ لم تجدْ بها سواكم قَمِنا

دمتم بأهنا عيشةٍ راضيةٍ *** ما هُزَّ في وغًى رُدَيْنيُّ قنا

المصادر:

1 – علي الخاقاني: شعراء الغري (ج 5) – المطبعة الحيدرية – النجف 1954م.

2 – محمد هادي الأميني: معجم رجال الفكر والأدب في النجف خلال ألف عام – مطبعة الآداب – النجف 1964م.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.