عبد الحميد بن حسين بن علي بن شبيّر الخاقاني المعروف بالصغير
المعروف بـ(عبد الحميد الصغير)
سيرة الشاعر:
ولد في مدينة النجف الأشرف سنة (1338هـ – 1919م) وفيها توفي عام (1421هـ – 2000م)، درس المقدمات على أبيه، ثم درس السطوح فقهًا وأصولاً على بعض العلماء. ثم مارس البحث العلمي تحت إشراف علماء آخرين.
اتجهت به ميوله إلى الدروس الدينية، فشغل الشعر من اهتمامه جانبًا محدودًا.
الإنتاج الشعري:
له عدة قصائد تضمنها كتاب «شعراء الغري»، كما أشارت بعض المصادر إلى وجود ديوان صغير سماه «الخواطر»، لا يُعرف مصيره.
الأعمال الأخرى:
له مقالات منشورة في الصحف النجفية، وكتاب مخطوط بعنوان: «تقريرات الفقه والأصول».
في شعره يمتزج شغفه بالجمال – مشهدًا ومعنًى فلسفيًا – بدعوته إلى التأمل وقراءة مظاهر الطبيعة. نظم القصيدة والموشحة، وشغف بالعبارات المستحدثة، وبخاصة المجازات. التزم بالمنظوم المقفى على الرغم من معاصرته لدعوات التمرد على الأنساق التراثية.
نموذج من شعره:
بكّري للحقول
قصيدة: بكّري للحقول
بكّري للحقول مَعْ نسمةِ الفَجْ *** رِ، وحيّي جمالَ تلك المروجِ
ثم طوفي في الحقل مثلَ نسيم ال *** صُبحِ كي تبُصري لحسن النسيج
جلَّ ربّاً حَبَا الوجودَ جمالاً *** فتراءى لنا بشكلٍ بهيج
تَعْرفي لذةَ الحياةِ ومعنى ال *** حُسنِ حول الخمائلِ الزاهرات
وإذا ما أردتِ فلسفةَ الكَوْ *** نِ، فحيطي خُبْرًا بذي الكائنات
اقرئي الحسنَ في السماء وفي الأَرْ *** ضِ، وعند الفضا وعند الأثيرِ
تجديه بنغمة البلبل الصّا *** دحِ في الزهر في هدير الغدير
في ابنة الأفق في الكواكبِ في البَدْ *** رِ، بلحن الراعي بنجوى السمير
يتمشّى الجمالُ في كلّ شيءٍ *** فاقرئيه ما بين ستّ الجهاتِ
وإذا ما أردتِ معرفةَ الحُسْ *** نِ، فحُلّي رموزَه الغامضات
إنَّ معنى الجمال لغزٌ خفيٌّ *** عجزتْ عند حَلّه الأفهامُ
أين «سقراطُ» والحكيم «ابن سينا» *** عندما حلّقوا هناك وحاموا؟
عرّفوه لفظًا وما عَرَفُوه *** معنويًا فحدُّهم أوهام
وعلى كلّ حالةٍ سطّروها *** شُبُهاتٌ تعوم في شبهاتِ
يتراءى لنا جليّاً ولكنْ *** هو في الكون محورُ المشكلات
يا شعاعًا أطلَّ من عالم القُدْ *** سِ على النفس في مثالٍ بهيِّ
عبدتْكَ الأرواحُ منّا ولكنْ *** لم تُحِطْ خُبْرَ كُنهكَ المعنويّ
حار في حلّ رمزكَ العالمُ العا *** رِفُ، إذ خاض في ظلامٍ دجيّ
لو أردنا تحديدَ ذاتك َيومًا *** لعجزنا عن فهم تلك الذاتِ
بل قرأنا صفاتِكَ الغرَّ فينا *** فعبدنا مطابقيّ الصفات
يا مثالاً فاض الوجودُ عليهِ *** فتعالى وصفًا وأكبر قدسا
في الهوى ضلّ عابدوكَ فدعهم *** يقطعون الحياةَ بحثًا ودرسا
فبأسفار حبّهم ومقابي *** سِ هواهم لاقوا سرورًا وأُنسا
عندما يبحثون عنكَ فكانوا *** خيرَ من حقّقوا لتلك السماتِ
عرفوا أنْكَ أصلُ هذي المزايا *** وأساسُ السكونِ والحركات
يكتسي الكونُ فيك بشرًا وزهوًا *** إذ تزيد الوجود لطفًا وحسنا
تتجلّى مثالَ قدسٍ فلا غَرْ *** وَ، إذا ما هناك فيك فُتنّا
وعلى نورك المفيض على الأَنْ *** فسِ مثل الفراش في الحبّ حمنا
وعشقناك أو حديَّ المعالي *** يا عديمَ المثال في ذي الحياة
ووحيد الصفات حقا علينا *** أن نناديك أو حديَّ الصفات
المصادر:
1 – جعفر باقر آل محبوبة: ماضي النجف وحاضرها – مطبعة النعمان – النجف 1957م.
2 – عبد النبي الشريفي: ومضات الشباب – المطبعة الحيدرية – النجف (د.ت).
3 – علي الخاقاني: شعراء الغري (ج5) – المطبعة الحيدرية – النجف 1954م.
4 – كاظم عبود الفتلاوي: المنتخب من أعلام الفكر والأدب – المواهب للطباعة والنشر – بيروت 1419هـ/ 1998م.
5 – محمد علي جعفر التميمي: مشهد الإمام – مطبعة الغري – النجف1957م.
6 – محمد هادي الأميني: معجم رجال الفكر والأدب في النجف خلال ألف عام – مطبعة الآداب – النجف 1964م.
2015-03-29