عبد الكريم بن مجيد بن عيسى بن حسن الدجيلي
المعروف بـ(عبد الكريم الدجيلي)
سيرة الشاعر:
ولد في مدينة النجف الأشرف سنة (1324هـ – 1906م)، وتوفي في بغداد عام(1394هـ – 1974م)، عاش حياته في العراق ومصر وتجول في بعض أقطار المغرب العربي.
نشأ في النجف وكان كاتبًا مصنفًا شاعرًا، عاش أجواءها الروحية والفكرية، فاحترف مهنة الخطابة، تعلم اللغة العربية والفقه والأصول، وتأثر بأوساط النجف الأدبية فنظم الشعر. وفي عام 1934م، رحل إلى القاهرة ليلتحق بمدرسة دار العلوم العليا حيث أمضى فيها أربعة أعوام انتهت بحصوله على إجازتها.
عُيّن – بعد عودته إلى العراق – مدرسًا في إحدى المدارس الثانوية ببغداد، ثم نقل إلى دار المعلمين الابتدائية، ثم إلى الثانوية العسكرية، إلى أن انتهى به الأمر في دار المعلمين العالية إبان الخمسينيات وحتى أوائل الستينيات، ما بين عامي (1958م – 1963م)، حيث قبض عليه وأودع السجن، في نهاية تلك المدة.
انصرف – بعد إحالته إلى التقاعد – إلى التأليف والكتابة، وسافر إلى بعض أقطار المغرب يتعقب المخطوطات.
الإنتاج الشعري:
له ديوان شعر عنوانه «مع السائرين» مطبعة الإرشاد – بغداد 1961م، وله القصيدة البائية في رثاء الملك فيصل الهاشمي (ملك العراق).
الأعمال الأخرى:
له مؤلفات وتحقيقات حول الشعر والشعراء: ديوان أبي الأسود الدؤلي – تحقيق – بغداد 1954م، البند في الأدب العربي – تاريخه ونصوصه – بغداد 1959م، محاضرات عن الشعر العراقي الحديث – معهد البحوث والدراسات العالية – القاهرة 1959م، الجواهري شاعر العربية – بغداد، الفتح على أبي الفتح – ابن فورّجه – تحقيق – وزارة الثقافة والإعلام – بغداد، إلى جانب بعض من مؤلفاته المخطوطة ومنها كتيب عن شعراء النجف، شعر الجواهري، مما قرأت وسمعت.
يتسم شعره بنزعة قومية عربية، تمجد رموز العمل الوطني من الزعماء والقادة، وتحتفي بالشهداء الذين بذلوا الدم من أجل نيل الحرية والاستقلال، له شعر إخواني، كما كتب في الرثاء، يميل إلى التجديد، ويمتلك نفسًا شعريًا طويلاً، ولغة مفعمة بالدلالة، وخيالاً واسعًا، وأفقًا شعريًا ثريًا يتميز بتنوعه وتعدد مراميه، كتب الموشحات على غرار ما توارث منها لغة وخيالاً وبناءً، فهو شاعر تقليدي يلتمس خُطا الأولين.
نموذج القصائد:
إليها
قصيدة: إليها
دَلٌّ يلاحق قَدَّكِ الممشوقا *** وهوًى ينازعني إليكِ وثيقا
لا عاصمٌ لي أستجير بغيرهِ *** لما تبدّى بالنهود وريقا
لما تبيّنَ لي قوامكِ شاخصًا *** ألقًا يداعبه النسيمُ أنيقا
واستلّ من أعطافه متقصّفٌ *** يزجي الردى وإنِ استبانَ رشيقا
ويكاد من لطفٍ يذوب نُضارُه *** ويكاد يَسترِق السناءَ بريقا
ويكاد تخطفه العيونُ صبابةً *** ويكاد تُصليه القلوبُ حريقا
أيقنتُ أن سبيلَ كلّ موحّدٍ *** بكِ يستبين على الحياة طريقا
وتفتّحتْ حنقًا يتيماتُ الربا *** لما تبدّتْ وجنتاكِ «شقيقا»
يا متعةَ الدنيا وخيرَ متاعها *** من فِيكِ أعتصر الحياةَ رحيقا
يا مهبطَ التفكير حسبي أن أُرى *** بكِ ساعةً لا العقلُ كان رفيقا
لا خيرَ في ودٍّ على أمل اللقا *** وبه يظلّ القلبُ منكِ خَفوقا
وبه يظلّ الرأيُ منكِ مقسَّمًا *** لا يهتدي – أنّى اتجهتُ – شروقا
المصادر:
1 – باقر آل محبوبة: ماضي النجف وحاضرها (ج2) – مطبعة النعمان – النجف 1957م.
2 – جعفر صادق التميمي: معجم الشعراء العراقيين المتوفين في العصر الحديث ولهم ديوان مطبوع – شركة المعرفة – بغداد 1991م.
3 – علي الخاقاني: شعراء الغري (ج5) – المطبعة الحيدرية – النجف 1954م.
4 – غالب الناهي: دراسات أدبية(ج1) – مطبعة أهل البيت – كربلاء 1960م.
5 – كاظم عبود الفتلاوي: المنتخب من أعلام الفكر والأدب – المواهب للطباعة والنشر – بيروت 1419هـ/1998م.
6 – كوركيس عواد: معجم المؤلفين العراقيين في القرنين التاسع عشر والعشرين – مطبعة الإرشاد – بغداد 1969م.
7 – محمد حسين الصغير: فلسطين في الشعر النجفي المعاصر – دار العلم للملايين – بيروت 1968م.
8 – محمد هادي الأميني: معجم رجال الفكر والأدب في النجف خلال ألف عام – مطبعة الآداب – النجف 1964م.
9 – يوسف عز الدين: شعراء العراق في القرن العشرين – مطبعة أسعد – بغداد 1969م.
2015-04-18