عبد الكريم بن علي بن كاظم بن جعفر الجزائري
المعروف بـ(عبد الكريم الجزائري)
سيرة الشاعر:
ولد في مدينة النجف الأشرف سنة (1289هـ – 1872م)، وفيها توفي عام (1382هـ – 1962م)، قضى حياته في العراق.
لقب بالجزائري نسبة إلى البطائح (أرض تتخللها الأهوار والجزر).
تلقى مقدمات العلوم على يد علماء عصره، ثم حضر الأبحاث العليا أصولاً وفقهًا على عدد منهم حتى نال إجازة التدريس.
أسس مدرسة دينية في النجف تتلمذ على يديه فيها العشرات، كان له نشاط سياسي تمثل في الجهاد ضد الإنجليز إبان الحرب العالمية الأولى في منطقة الحويزة، وفي كونه واحدًا من زعماء الحزب السري الذي مهد للثورة ضد الإنجليز في النجف (1918م).
الإنتاج الشعري:
له قصائد نشرت في كتاب: «شعراء الغري».
الأعمال الأخرى:
له مجموعة من المؤلفات المخطوطة، منها تعليقة ضافية على مكاسب الشيخ الأنصاري، تعليقة وافية على كتاب رياض المسائل للطباطبائي، شرح العروة الوثقى، شرح مباحث الظن والقطع من رسائل الأنصاري.
شاعر محافظ، لم يبتعد عن تقاليد القصيدة العربية القديمة، غلب على إنتاجه الوصف والغزل والإلغاز والتأريخ لكثير من مناسبات عصره. في صياغته اهتمام بفنون البديع، وبخاصة الطباق والمقابلة والجناس.
نموذج من شعره:
الحسن الشحيح
قصيدة: الحسن الشحيح
أَوَ بعدَ وَخْد ركابهم تسريحا *** أدعُ الهوى وأبارح التبريحا؟
أتبعْتُهم قلبًا يشيّع ركبَهم *** فمضى يجدّ مع الركابِ نزوحا
سرعانَ ما نزحتْ بهم تلك المطا *** وطوتْ بهم تلك الوهادَ الفِيحا
سارت تُرامي بالحدوج طلائحًا *** فتخالها لولا المسيرُ طلوحا
من كلّ ذِعْلبةٍ تفوق البرقَ إن *** جدّتْ وتعقر في سواها الريحا
كوماءُ يُسكرها الرسيمُ وإن سَرَتْ *** زجلُ الوحوشِ تخاله تطويحا
ما عاقها جدبُ الزمانِ ولا رعت *** من مربعٍ خذرافَه والشّيحا
ترنو بمقلة ساخطٍ أمدَ السرى *** فيصدّها منه الهبوبُ لَفوحا
يا صاحبيَّ تحرّيا من وَجْرةٍ *** فبها عهدتُ بها أغرَّ مليحا
مُتجلببًا بُردَ الجمالِ كأنما *** تَخِذَ الجمالَ مطارفًا ومُسوحا
ثملَ القوامِ تخاله مهما مشى *** مغبوقَ كأس سلافةٍ مصبوحا
وتخاله عَقَدَ الوشاحَ وإنما *** عَقدَ الفؤادُ لخصره توشيحا
يا أيها الرشأُ الشحيح بوصلهِ *** ما الحسنُ إلا أن تكونَ شحيحا
لا يقرب الغيران منكَ لوِ انتضتْ *** كَفّي له من مقلتيكَ صفيحا
لكَ قادني التبريحُ ليثًا مُخْدِرًا *** صعبَ القيادِ لدى الهوانِ جموحا
يا ذا الشبابِ الغضِّ إن تك شائبًا *** صفوي فكم أنهلتَنيه صريحا!
أشقيتَ صبَّكَ في شقائق وجنةٍ *** دمُه عليها في هواكَ أُطيحا
المصدار:
كتاب شعراء الغري.
2015-04-18