الخميس , 28 مارس 2024
الرئيسية » شخصيات نجفية » شعراء » كاظم بن موسى بن محمد رضا بن موسى بن جعفر

كاظم بن موسى بن محمد رضا بن موسى بن جعفر

المعروف بـ(كاظم كاشف الغطاء)

سيرة الشاعر:

ولد في مدينة النجف الأشرف سنة (1303 هـ – 1885 م)، وفيها توفي عام (1395 هـ – 1975 م).

عاش حياته في العراق.

نشأ يتيمًا، فكفله عمه، ثم ابن عمه، فعنيا بتربيته وبتوجيهه.

تلقى مقدمات العلوم على ابن عمه، وعلى عدد من العلماء، ودرس المنطق وعلم الفلك وعلم الهيئة على آخرين.

نزح إلى بلدة «الصويرة» للإشراف على أراضيه الزراعية وأقام بها.

ووقف نفسه على الفصل في قضايا الناس وفقًا للشرع.

الإنتاج الشعري:

أورد له كتاب: «شعراء الغري» عددًا من القصائد.

ما أتيح من شعره انحصر في المدح والمديح، أما المدح فهو إخواني يعبر من خلاله عن امتنانه لبعض السجايا الحميدة فيمن يمدحهم. ويجيء مديحه في آل البيت عليهم السلام تعبيرًا عن مدى حبه لهم، وله شعر في الاعتذار، وقد كان فيما كتبه من شعر تقليديًا لغة وخيالاً وبناء.

عناوين القصائد:

· شكوى الزمان

· أيا بدر المعارف

· أقدم سيدي منك اعتذارا

قصيدة: شكوى الزمان

زماني من مصائبه دعاني *** لنظم الشعرِ آونةً زماني

دهاني من عجائبه عجيبٌ *** فأدهشَ فكرتي مما دهاني

رماني من نوائبه نِبالاً *** أضرَّ بمهجتي ممّا رماني

فأبعدَ منزلي عنّي وداري *** وأوحشَ جيرتي وخلا مكاني

تركتُ الأهلَ والإخوان طُرّاً *** وفارقتُ المعابدَ والمغاني

وجاورتُ المفاوزَ والصحارى *** وغادرتُ المقاصرَ والمباني

قضيتُ العمرَ في الأعراب دهرًا *** وعدّدتُ الدقائقَ والثواني

فوا أسفي على عمرٍ تقضّى *** بلا جدوى ولا نفعٍ عناني

فهل لفوائت الأيامِ عَوْدٌ؟ *** وهل يأتي لهذا العمرِ ثاني؟

فسلْ عن غربتي وفراق عزّي *** يُجيبكَ مفصحًا عنها لساني

فررتُ بعزّتي وإباءِ نفسي *** ونفسي لا تقرّ على الهوان

تركتُ عشيرتي لما جَفَوني *** وجاورتُ البعيدَ إذا رعاني

أيا بنَ العمِّ مهلاً ثم مهلاً *** من الإجحاف في حقّي وشاني

فإن المالَ عاريةٌ ويومًا *** يكون المالُ منقولاً لثاني

أُجلّكَ عن مقاطعتي وظلمي *** لعلمكَ بالمدارك والمباني

فإنكَ لو بسطتَ إليَّ كفّاً *** بسطتُ لشكركم أبدًا لساني

ذخرتُكَ للخطوب إذا دهتني *** لظني أنتَ تكشف ما دهاني

فكنتَ مع الخطوبِ عليَّ عونًا *** أتتْ من وجهةٍ منها أماني

قصيدة: أيا بدر المعارف

أيا بدرَ المعارفِ والمعالي *** ويا بحرَ المكارمِ والرفاده

كتابُكَ يا منى نفسي نفيسٌ *** له روحٌ تضمّنتِ السعاده

إذا طالَعْتَه شاهدتَ فيه *** لعلم الغيبِ سرّاً والشهاده

تَضمّنَ من صحيح الفكر علمًا *** وجاد بنظمه نعمَ الإجاده

فصيحٌ في عبارته صريحٌ *** بليغٌ ليس تدخله زياده

يزيدكَ لفظُه حُسناه معنًى *** فطالعْ سِفرَه وابغِ الإعاده

وساهرْ في طلاب العلم ليلاً *** فلا علمٌ لمن طلب الوساده

تمسّكْ بالرضا يُغنيكَ علمًا *** بأنوار الفقاهة والعباده

توصّلْ للعلا بأبي عليٍّ *** وحُطَّ ببابه يكفيكَ زاده

ولازمْ درسَه ما دمتَ حيّاً *** يُفيدكَ درسُه نعمَ الإفاده

وصلِّ خلفَه بخشوع قلبٍ *** فإن صلاته نعمَ العباده

تولّعَ في فنون العلمِ طفلاً *** ولم يُولَع بِغِيدٍ أو بغاده

فإن عُدَّ الفضائلُ فهو فيها *** بجِيدِ الفضلِ واسطةُ القلاده

وإن عُدّ المكارمُ فهْو منها *** لَنَصلُ السيفِ والباقي غِماده

وإن قامت بيوتُ المجد يومًا *** فأنتَ عميدُ بيتكَ بل عِماده

تعلّمْ من بني الهادي علومًا *** تُعلّمكَ الهدايةَ والسعاده

قصيدة: أقدم سيدي منك اعتذارا

أُقدّم سيّدي منكَ اعتذارا *** لتقصيري بخدمته مِرارا

ولكنْ لطفُه في حقّ رقٍّ *** تَجلببَ حبَّه أبدًا شِعارا

يكفّر ذنبَه شغفٌ وحبٌّ *** تَسربَله شعارًا أو دِثارا

له حبٌّ بإخلاصٍ وودّ *** يُعجّز في تحمّله القطارا

أقول لعاذلي لما لحاني *** بحبّكَ أيها المولى وجارا

بحبّي مُحسنًا أرجو جِنانًا *** وتركُ ولائه يُصليكَ نارا

ومذ كانت محبّتُه حياتي *** فلا أخشى مَلامًا أو نِفارا

من اللاحين والعذّال سِرّاً *** وأُعلن في محبّته جِهارا

أبا المهديِّ هل ساواكَ شخصٌ؟ *** وهل في صنعكَ المعروفَ بارا؟

وهل عاداكَ نذلٌ أو سفيهٌ *** فما أوسمتَه ذلاً وعارا؟

بفضلكَ قد رغمتَ النذلَ أَنْفًا *** وبيتُكَ صار للأضياف دارا

وعلمُكَ كان للطلاّب بحرًا *** يفوق بمدّه أبدًا بحارا

ودمتم يا بني العلياءِ دهرًا *** ودام سرورُكم ليلاً نهارا

وبات عدوُّكم حنقًا وغيظًا *** بسوءٍ لا يرى فيه قرارا

وعشتم في نعيمٍ مستقيمٍ *** يكون صِغارُكم فيه كِبارا

ودمنا في دعاءٍ مستمرٍّ *** لكم بالخير قد ملأ القِفارا

المصادر:

1 – جعفر باقر آل محبوبة: ماضي النجف وحاضرها (ج 3) – مطبعة النعمان – النجف 1957.

2 – علي الخاقاني: شعراء الغري (ج 7) – المطبعة الحيدرية – النجف 1954.

3 – محمد هادي الأميني: معجم رجال الفكر والأدب في النجف خلال ألف عام – مطبعة الآداب – النجف 1964.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.