الغزو الوهابي للنجف وزيارة السائح دوبريه
سنة 1222هـ – 1807م …
وفي جمادي الثانية من هذه السنة دهمت غزاة الوهابيين مدينة النجف , وأراد الغزاة أن يتسلقوا سور النجف , فتسلح النجفيون وأهل العلم بقيادة العلماء الأعلام , وأصاب المهاجرين والمجاورين الرعب .
ذكر صاحب مفتاح الكرامة في آخر مجلد الشفعة ما لفظه:
وفي هذه السنة جاء الخارجي الذي اسمه سعود في جمادي الآخرة من نجد بما يقرب من عشرين ألف مقاتل أو أكثر , فجاءت النذر بأنه يريد أن يدهمنا في النجف غيلة فتحذرنا منه وخرجنا جميعاً إلى سور البلد , فأتانا ليلاً فرآنا على حذر قد أحطنا بالسور بالبنادق والأطواب , فمضى إلى الحلة فرآها كذلك, ثم مضى إلى مشهد الحسين علي السلام على حين غفلة نهاراً فحاصرهم حصاراً شديداً فثبتوا له خلف السور وقتل منهم وقتلوا منه ورجع خائباً, وعاث في العراق فقتل من قتل, وقد استولى على مكة المشرفة والمدينة المنورة وتعطل الحجيج ثلاث سنوات.
وأنشأ حينها الفاضل الشاعر الأديب علي زيني بن الشيخ محمد حسين بن الشيخ زين العابدين العاملي النجفي قصيدة مشهورة بلسان أهل العراق الدارج في عصره المعروف بالموال , وقد قصد مرقد أمير المؤمنين عليه السلام ووقف قبالة المرقد المطّهر, وقال مخاطباً له :
يا فارس الخيل غوجك بالحرب حمّاي ما لوم وبضامري حامن من دواحماي
يا من لثار الحرايب لو خبت حمــــاي الصبر منا تخــــــــردل يا علي وَرَّب
والهضم ضرنا ولَعِنْد قلوبـــــــنا وَرَّب شنهو العذر يا علي عند الخلق والرّب
سمّاك حامي الحمه وتريد لك حماي
زائر المشهدين:
وفي هذه السنة ورد بغداد السائح الفرنسي أدريين دوبريه وأقام فيها مدة , وكان من جملة ما أشار إليه في وصفه لها قوله:
إن عدد الزوار الذين كانوا يمرون ببغداد سنوياً في طريقهم إلى زيارة النجف وكربلاء, كان يتراوح بين خمسة عشر ألف وعشرين ألف نسمة, وكان مرورهم من بغداد بهذا الشكل يؤثر على تجارتها ومصنوعاتها بطبيعة الحال.
( تاريخ النجف الأشرف- ج 2/محمد حرز الدين )
2013-03-05