الأحد , 28 أبريل 2024
الرئيسية » تاريخ النجف الأشرف » الوقائع » الشيخ جعفر كاشف الغطاء والصلح بين الدولتين العثمانية والايرانية, والغزو الوهابي

الشيخ جعفر كاشف الغطاء والصلح بين الدولتين العثمانية والايرانية, والغزو الوهابي

سنة 1221هـ – 1806م ….

في هذه السنة سافر الشيخ جعفر كاشف الغطاء إلى إيران بقصد إطلاق سراح أسرى الدولة العثمانية , إثر موقعة دارت في هذه السنة بين الدولتين , توغلت فيها الجيوش العثمانية داخل حدود إيران , وفشل الجيش العثماني وأُسر أكثره, وقد استطاع الشيخ الأكبر أن يقنع شاه إيران فتح علي وابنه ميرزا محمد علي قائد الجبهة بالعفو عن الأسرى , بعد أن فشلت كل الوسائط التي استعملتها الحكومة العثمانية لإطلاق سراحهم , وبهذه المناسبة نظم السيد حسين بن السيد سلمان الحكيم الحلي المتوفى سنة 1236هـ قصيدة شعرية غراء وأرسلها إلى الشيخ الأكبر, قال فيها.

حييت ذا شرف تعالى شأنه        حتى تجاوز مرزماً وسماكا..(مرزما وسماكا, نجوم في السماء)

ومناقب لسموها صعبت على     الطلاّب إذ نصوا لها أشراكا

الى أن قال :

واسلم فحاجتنا التي ندعو بها     رب البرية أن يطيل بقاكــــا

وعند وقوف الشيخ الأكبر على القصيدة قرضها , وبعث بالتقريض للسيد ناظمها, قال:

ته دلالاً فأنت أهل لذاكا           وتحكم فالحكم قد ولاكا

السلام على المقدم عندي على الأهل والأولاد والمفدى بالطارف والتلاد.

وبعد. يا ولدي قد وصلت القصيدة الغرّاء التي أقر لها الشعراء وأذعن لها العلماء وأفحمت البلغاء, إلا أنك ألزمت بسببها بحقوق كثيرة, منها : أزريت بالشعر والشعراء , ومنها أنك أهديت الغادة الحسناء إلى من لم يكن لها من الأكفاء , ومنها : أنك بعثت بياناً ملك سمع السامعين حتى نسوا ذكر رب العالمين, ومنها: أنك أتيت بأعلى السحر والسحر حرام, وأنك كتبتها بالمداد وكان من حقها أن تكتب بالنور على جبهات الحور الخرّد الجياد.

الغزو الوهابي :

في هذه السنة هاجم الوهابيون العراق عدة من عدة جهات , وطلعت جماعاتهم تغزو قرى الحدود من الطف ولكن من غير أن تنال نجاحاً في غزواتهم , وكان سكان البلدان من الزبير إلى السماوة مع حلفاءهم من القبائل يصدون هجماتهم بسهولة. أما النجف فقد سار سعود بجيشه إليه وأحاط به , ثم أمر رجله بتسور السور ومهاجمة البلد , وقد أوشكوا أن يدخلوه لولا أن عاجلهم النجفيون من السور وأبراجه, وأعانهم وجود الخندق العميق حول البلد , وجرت مناوشات عنيفة وقتال بين الطرفين أدّى إلى مقتل عدد غير يسير منهم وردّوا على أعقابهم.

وظهرت لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام كرامات باهرات في هذه الواقعة ما تناقلته الكتب ودرج على لسان النجفيين, وقد قتل من جيش آل سعود الكثير ورجع خائباً.

( تاريخ النجف الأشرف- ج 2/محمد حرز الدين )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.