حجة السيد بحر العلوم يتشرف بحج بيت الله الحرام
سنة 1193هـ – 1779م ….
في أواخر هذه السنة تشرف مرجع الشيعة الأكبر محمد مهدي بحر العلوم بحج بيت الله الحرام , وبقي في مكة أكثر من سنتين موضع حفاوة وعناية من عامة طبقاتها , حتى أنه كان يوضع له كرسي الكلام فيحاضر المذاهب كلها , فكان لسيطرته على موضوعية البحث يرتئيه كل مذهب لنصرته ويدّعيه لنفسه , وكان يخفي مذهبه عليهم , ومن ذلك قوله:
أحمد جدّي وأما والــــدي مالكي لكن ديني شافعي
واعتقادي حنفي وأنـــــــا شافعي بدليل قاطـــــــع
وارى الحق مع السنة في كل ما قالوا بأمرٍ جامع
حتى إذا أدى رسالته التي من أجلها بقي مدة سنتين أو أكثر , بعد ذلك أظهر مذهبه وأعلن به , فازدحم عليه علماء المذاهب يناقشونه ويناقشهم حتى أذعنوا له بالفضل عليهم والتفوق, وقال له بعضهم – وقد ازدلفوا لتوديعه – : إن كان للشيعة مهدي ينتظر فأنت ذلك المهدي المنتظر بلا ريب .
ورجع الى النجف في أخريات سنة 1195هـ, فاستقبل من قبل أهالي النجف على اختلاف طبقاتهم استقبالاً منقطع النظير, وتسابقت الشعراء للترحيب به ومدحه وقيل في تاريخ مدحه ” ظهر المهدي ” .
( تاريخ النجف الأشرف- ج 2/محمد حرز الدين )
2013-03-05