الجمعة , 29 مارس 2024
الرئيسية » تاريخ النجف الأشرف » الوقائع » طاعون جارف في العراق

طاعون جارف في العراق

سنة1186 هـ – 1772م …..

فيها حدث طاعون عظيم في بلاد العراق , وهاجر فيها السيد محمد مهدي بحر العلوم إلى مشهد الإمام الرضا عليه السلام , ثم رجع إلى أصفهان , كما ورد في إجازة الأمير عبد الباقي للسيد بحر العلوم ,قال :

ثم من طوارق الحدثان وسوانح الزمان أن في عام ست وثمانين بعد المئة والألف حدث في بغداد ونواحيها من المشاهد المشرفة وغيرها من القرى والبلدان طاعون شديد لم يسمع مثله في تلك الدهور والأعصار , فهلك خلق كثير وهرب جم غفير .

** وفي هذه السنة حج بيت الله الحرام شيخ الطائفة جعفر صاحب ( كشف الغطاء ) . وكان الطريق على البر يومئذٍ مخوف من غارات الأعراب والسلب والانتهاب . فجهز الشيخ جماعة من أهل النجف المعروفين بالشجاعة وأمرهم بالسير معه , وهيأ لكل واحد مهم عدّة من السلاح مجتمعة .

ومما يقال إن والدة الشاه المعظم فتح علي شاه كانت في النجف , فرغبت في الحج ولم يكن رجل من ذويها وأهليها ليسير معها , فأرسلت الشيخ لتسأله أن تسير بخدمته على أن يعقد عليها منقطعاً , فأجاب إلى ذلك وقفل بها معرساً برحله إلى خارج البلد , وباتوا الليل وخرجوا من النجف عند الفجر فلم يبقى في النجف شريف ولا وضيع إلا خرج للتوديع , وأوصلوا الشيخ إلى عين الرحبة حفاة وراكبين , ثم رجع المشيعون وبقي زهاء مئة فارس خلفه , فلما علم الشيخ بأمرهم أمرهم بالرجوع وقال لهم : إن معنا كن جند الله ما هو أشد حولاً وقوة , فرجعوا إلا ثلاثين من خدمه الذين استصحبهم وباقي الفقراء والمؤمنين . فقيل إن الأعراب تأتي لنهبهم , وعندما يقع نظرهم على الشيخ ينزلون عن خيولهم خاشعين خاضعين , ولم تمض ليلة إلا وفي خيام الشيخ منهم أربعون أو خمسون ضيفاً حتى صارت تتقاصده الأعراب , فلما قضى مناسكه ورجع التمسوا منه المقام عندهم أياماً فأجابهم إلى ذلك , فتوقف في نجد بمنازل حرب أربعة أشهر , وكانوا كل يوم يزدادون به عجباً وشغفاً حتى استشيع كثير منهم على يديه, ثم ارتحل الشيخ عنهم ونصب لهم من أصحابه علماً يرجعون إليه في الأحكام .

( تاريخ النجف الأشرف- ج 2/محمد حرز الدين )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.